شرح الألفية الدرس ( 19 ) المعرب والمبني ( الممنوع من الصرف (1 )[ البيت 43 وجر بالفتحة ]

شرح الألفية الدرس ( 19 ) المعرب والمبني ( الممنوع من الصرف (1 )[ البيت 43 وجر بالفتحة ]

مشاهدات: 485

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس التاسع عشر  

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

قال الناظم رحمه الله :

 

    43 ـ وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصرِف

 

مَا لمْ يُضَفْ أو يَكُ بَعْدَ ألْ رَدِفْ

 

الشرح :

أراد الناظم رحمه الله من هذا البيت أن يبين أن الحروف لما نابت عن الحركات في المثنى في جمع المذكر السالم ، أراد أن يبين أن هناك نوعا تنوب فيه حركة عن حركة ، ما الذي ينوب عن الحركات ؟ الحروف ، إذاً هناك نوع آخر تنوب فيه حركة عن حركة ، وهذا ما يسمى بـ ( بالممنوع من الصرف الذي هو التنوين ) لأن التنوين له صوت أثناء النطق به ، كما أن النقود المعدنية إذا وضعت في الميزان أحدثت رنينا .

ففرق بين قولك : ” هذا محمدٌ ” فهذا مصروف ، وقولك : ” هذا أحمدُ ” فأحمدُ ” ممنوع من الصرف ، وكلاهما معرب فليسا مبنيين ، وكلاهما متمكن في الاسمية ، لكن ” محمد ” متمكن أمكن ، و ” أحمد ” متمكن غير أمكن .

تقول : ” مررتُ بمحمدٍ “

الباء : حرف جر .

محمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .

تقول : ” مررتُ بأحمدَ “

لم تقل : مررتُ بأحمدِ ” فلو قلت ” بأحمدِ ” خطأ .

الباء : حرف جر .

أحمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لم ؟ لأنه ممنوع من الصرف .

ولذلك قال رحمه الله :

وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصرِف

ومعلوم أن الجر الأصل في حركته الكسرة

ثم قال :

مَا لمْ يُضَفْ أو يَكُ بَعْدَ ألْ رَدِفْ

 

يعني : ما لم يكون مضافا أو يك بعد أل ، فإن أضيف فيجر بالكسرة ، فالممنوع من الصرف إذا أضيف يجر بالكسرة .

تقول : ” مررت بأحمدكم “

الباء : حرف جر .

أحمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، لمَ لمْ تكن العلامة الفتحة ؟ لأنه مضاف إلى الضمير الذي هو ( الكاف ) .

أو اتصلت به أل .

تقول : ” مررت بالأحمدِ “

الباء : حرف جر .

أحمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، لم لمْ نقل الفتحة ؟ لأن (أل) التحقت به ، وهذا هو معنى قوله رحمه الله :

 

      وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصرِف   مَا لمْ يُضَفْ أو يَكُ بَعْدَ ألْ رَدِفْ

 

فالممنوع من الصرف يجر بالفتحة ، إلا في حالتين :

الأولى : إذا أضيف .

والثانية : إذا التحقت به أل .

لما قال ( وجر بالفتحة ) دل على أن حالة النصب تكون بالفتحة ، وأن حالة الرفع تكون بالضمة .

تقول في حالة الرفع : ” هذا أحمدُ ” لكن لا ننون .

تقول في حالة النصب : ” رأيت أحمدَ ” .

مثال : ” هذا أحمدُ “

أحمد : خبر مرفوع بالضمة ، ولا ننون ، فلا نقل ” أحمدٌ “

مثال : ” رأيت أحمدَ “

أحمد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، ولا يصح أن تقول ” رأيت أحمداً ”  .

قال عز وجل :

{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }النساء86

وقال تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4.

في الآية الأولى : { بِأَحْسَنَ }

الباء : حرف جر .

أحسن : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لم ؟ لأنه ممنوع من الصرف .

وفي الآية الثانية : { أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } لم يكن نفس الإعراب فقد جرت

( أحسنِ ) بالكسرة ؟

في : حرف جر .

أحسن : اسم مجرور بـ ( في ) وعلامة جره الكسرة ، لم لمْ نقل الفتحة ؟ لأنه مضاف .

لو قال قائل : ما السبيل إلى معرفة أن هذا ممنوع من الصرف أو غير ممنوع من الصرف .

نقول : الأصل أنه مصروف ، لكن يمنع من الصرف لعلل ، مجموعة في بيت ، سأذكره من باب أن يحفظ ويشرح في الدرس القادم إن شاء الله تعالى :

اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة

 

ركب وزد عجمة فالوصف قد كملا