الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
قال الناظم رحمه الله :
43 ـ وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصرِف |
|
مَا لمْ يُضَفْ أو يَكُ بَعْدَ ألْ رَدِفْ |
الشرح :
أراد الناظم رحمه الله من هذا البيت أن يبين أن الحروف لما نابت عن الحركات في المثنى في جمع المذكر السالم ، أراد أن يبين أن هناك نوعا تنوب فيه حركة عن حركة ، ما الذي ينوب عن الحركات ؟ الحروف ، إذاً هناك نوع آخر تنوب فيه حركة عن حركة ، وهذا ما يسمى بـ ( بالممنوع من الصرف الذي هو التنوين ) لأن التنوين له صوت أثناء النطق به ، كما أن النقود المعدنية إذا وضعت في الميزان أحدثت رنينا .
ففرق بين قولك : ” هذا محمدٌ ” فهذا مصروف ، وقولك : ” هذا أحمدُ ” فأحمدُ ” ممنوع من الصرف ، وكلاهما معرب فليسا مبنيين ، وكلاهما متمكن في الاسمية ، لكن ” محمد ” متمكن أمكن ، و ” أحمد ” متمكن غير أمكن .
تقول : ” مررتُ بمحمدٍ “
الباء : حرف جر .
محمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره .
تقول : ” مررتُ بأحمدَ “
لم تقل : مررتُ بأحمدِ ” فلو قلت ” بأحمدِ ” خطأ .
الباء : حرف جر .
أحمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لم ؟ لأنه ممنوع من الصرف .
ولذلك قال رحمه الله :
وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصرِف
ومعلوم أن الجر الأصل في حركته الكسرة
ثم قال :
مَا لمْ يُضَفْ أو يَكُ بَعْدَ ألْ رَدِفْ |
يعني : ما لم يكون مضافا أو يك بعد أل ، فإن أضيف فيجر بالكسرة ، فالممنوع من الصرف إذا أضيف يجر بالكسرة .
تقول : ” مررت بأحمدكم “
الباء : حرف جر .
أحمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، لمَ لمْ تكن العلامة الفتحة ؟ لأنه مضاف إلى الضمير الذي هو ( الكاف ) .
أو اتصلت به أل .
تقول : ” مررت بالأحمدِ “
الباء : حرف جر .
أحمد : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة ، لم لمْ نقل الفتحة ؟ لأن (أل) التحقت به ، وهذا هو معنى قوله رحمه الله :
وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَا لاَ يَنْصرِف | مَا لمْ يُضَفْ أو يَكُ بَعْدَ ألْ رَدِفْ |
فالممنوع من الصرف يجر بالفتحة ، إلا في حالتين :
الأولى : إذا أضيف .
والثانية : إذا التحقت به أل .
لما قال ( وجر بالفتحة ) دل على أن حالة النصب تكون بالفتحة ، وأن حالة الرفع تكون بالضمة .
تقول في حالة الرفع : ” هذا أحمدُ ” لكن لا ننون .
تقول في حالة النصب : ” رأيت أحمدَ ” .
مثال : ” هذا أحمدُ “
أحمد : خبر مرفوع بالضمة ، ولا ننون ، فلا نقل ” أحمدٌ “
مثال : ” رأيت أحمدَ “
أحمد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، ولا يصح أن تقول ” رأيت أحمداً ” .
قال عز وجل :
{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }النساء86
وقال تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }التين4.
في الآية الأولى : { بِأَحْسَنَ }
الباء : حرف جر .
أحسن : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لم ؟ لأنه ممنوع من الصرف .
وفي الآية الثانية : { أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } لم يكن نفس الإعراب فقد جرت
( أحسنِ ) بالكسرة ؟
في : حرف جر .
أحسن : اسم مجرور بـ ( في ) وعلامة جره الكسرة ، لم لمْ نقل الفتحة ؟ لأنه مضاف .
لو قال قائل : ما السبيل إلى معرفة أن هذا ممنوع من الصرف أو غير ممنوع من الصرف .
نقول : الأصل أنه مصروف ، لكن يمنع من الصرف لعلل ، مجموعة في بيت ، سأذكره من باب أن يحفظ ويشرح في الدرس القادم إن شاء الله تعالى :
اجمع وزن عادلا أنث بمعرفة |
|
ركب وزد عجمة فالوصف قد كملا |