شرح الألفية
قول الناظم :
82- بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أشِرْ بِذِي وَذِهْ تِي تَا عَلَى الأُنْثَى اقْتَصِرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما فرغ رحمه الله من ذكر العلم ، والعلم من السماء ذكر نوعا آخر من الأسماء وهو أسماء الإشارة
ومعلوم كما مر معنا أن الاسم :
إما معرب وإما مبني
ومن الأسماء المبنية اسم الإشارة:
كما تقدم قوله رحمه الله :
وَالاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَبْنِي ……لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِي كالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا …والمَعْنَوِيِّ في مَتَى وَفِي هُنَا
وهذا هو الشاهد :
قال : هنا اسم إشارة وهو مبني
فقال رحمه الله هنا :
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أشِرْ
بِذِي وَذِهْ تِي تَا عَلَى الأُنْثَى اقْتَصِرْ
قوله رحمه الله :
بذا :
يعني : ذا
ونحن نقول : هذا والهاء هنا للتنبيه ، وإنما اسم الإشارة
” ذا “
فالذي يشار إلى المفرد المذكر هو “ذا ”
والألف هنا في ” ذا ” : اختلف فيها البصريون والكوفيون :
فقال البصريون : هي من أصل هذه الكلمة
وقال الكوفيون : إنما هي زائدة
ولا عبرة بهذا
فنذكرالاختلاف الذي يزيد طالب العلم فائدة في تطبيق علم النحو
إذاً :
المفرد المذكر يشار إليه بماذا ؟
بـ ” ذا ”
سواء كان هذا المذكر حقيقيا أو حكميا
كما لو قلت : هذا زيد
زيد : مفرد مذكر حقيقي
أو كان حكميا :
كما لو قلت : هذا الرهط
فالرهط : مفرد مذكر في لفظه وإلا فهو يدل على الجماعة
لكن في لفظه مفرد مذكر حكمي وليس حقيقيا
ولو قال قائل :
أيمكن أن يرد ذا وهو للمفرد المذكر أيمكن أن يرد مشارا به إلى الجماعة ؟
فنقول :
الأصل أنه للمفرد المذكر ولكن جاء ما يدل على هذا :
كما قال لبيد بن ربيعة :
سئمت من الحياة وطولها وسؤال هذا الناس كيف لبيدُ
قال :
هذا الناس
والناس جمع
فأشار إلى الجمع بهذا
ولو قال قائل :
أيمكن أن يشار بـ” ذا ” الذي هو للمفرد المذكر أيمكن إلى المفرد المؤنث ؟
الأصل :
أنه للمفرد المذكر ولكن يمكن أن يرد إذا نزلنا هذا المفرد المؤنث منزلة المذكر
كما قال تعالى عن إبراهيم :
(( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي ))
والشمس مؤنث فأشار إليها بهذا لم ؟
لأنها نزلت منزلة الذكور
وقال بعضهم : لأن لغة إبراهيم عيه السلام يستوي فيها المذكر والمؤنث ولكن كما ذكر من أنه لما نزل المؤنث المفرد منزلة المذكر المفرد أتى بذلك
ولهم توجيهات أخرى
فقوله رحمه الله :
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أشِرْ
يعني : أشر إلى المفرد المذكر ب” ذا “
ففهم من هذا أن ” ذا ” هو الاسم الوحيد الذي يخص في الإشارة المفرد المذكر مع أن النحاة ذكروا غير ذلك
لكن لعل هذا هو الأشهر أو لعل ما سيذكر أنه شبيه من حيث اللفظ اللهم إلا أن الحركات غير فيها
قالوا : إن من بين أسماء الإشارة التي يشار فيها للمفرد المذكر غير ” ذا :”
قالوا :
ذائي
كما لو قلت : الرجل ذائي
الرجل هذا
أو ذائي الرجل
وهذا الاسم لعله يقوي رأي البصريين من أنه من أصل الكلمة أن الألف من أصل الكلمة
وقالوا : إن من بين أسماء الإشارة : ذائهِ
وقالوا أيضا : ذاؤهُ
فنجد أن الهمزة مكسورة بعد الألف في ذائي
ونجد أن الهاء مضمومة بعد واو مضمومة ذاؤه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثم ذكر رحمه الله ما يشار به إلى الأنثى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال :
بِذِي وَذِهْ تِي تَا عَلَى الأُنْثَى اقْتَصِرْ
فنجد :
ذي : يشار بها إلى الأنثى
تقول : ذي فاطمة
أو تقول : هذي فاطمة
وذهْ:
ــــــــــــــــ
بتسكين الهاء
وقالوا: يصح فيها :
كسر الهاء باختلاس ذهِ
تكسر باختلاس
قولان : يصح فيها الكسر مع الإشباع :
ذهِ ( إشباع الكسرة
تي :
ـــــــــــــــــــــ
تي فاطمةُ
تا :
ـــــــــــــــــــ
تا فاطمةُ
فهذه أسماء للإشارة وإن كانت غير مشتهرة من حيث النطق إلا أنها من أسماء الإشارة فقد ترد على الإنسان في يوما ما من كلام العرب أو ربما يرد نص نبوي دال على ذلك
الشاهد من ذلك :
أن هذه أسماء إشارة يستفاد منها في معرفة ما يشار به إلى المؤنث
وأيضا من بين أسماء الإشارة :
ذات :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
هذه يشار بها إلى الأنثى
وأيضا قالوا : تهْ
أو بالكسر مع الاختلاس :
تهِ
أو بالإشباع :
تهِ ( إشباع )
مثال :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لو سئلت عن امرأة وقع منها شيء ، وهو لم يقع منها شيء فبإمكانك أن تقول : لا هذه ولا ذه ولا تهِ
ولا تهْ
كلها أسماء إشارة
الخلاصة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
بين أن المذكر يشار إليه بذا
وأن المؤنث يشار إليه بأكثر من اسم وهو ما ذكر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ