شرح الألفية الدرس ( 9) المعرب والمبني [ البيت 27]

شرح الألفية الدرس ( 9) المعرب والمبني [ البيت 27]

مشاهدات: 516

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس التاسع  

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

أما بعد :

فقد قال الناظم رحمه الله :

27 ـ وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ*** وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنْ الَأسْما أَصِفْ

 

الشرح :

لما ذكر رحمه الله الحركات الأصلية للأعراب ، فالأصل في الرفع ” الضم ”  والأصل في النصب ” الفتح ”  والأصل في الجر ” الكسر ” والأصل في الجزم ” السكون ” ، ولما كانت هذه الأسماء أسماءً لم يأت عليها ما يسمى بالجزم ، لأن الجزم مختصٌ به الفعل ، وقد مثَّل رحمه الله للحركات الفرعية في البيت السابق ، قال :

  ……………….        نَحْوُ جَا أَخُو بَنَي نَمِرْ

فلما ذكر العلامات الأصلي ذكر العلامات الفرعية ، ومن هذه العلامات الفرعية هي ( الواو ، والألف ، والياء ) فمثَّل أول ما مثل عن الأسماء الستة ، وهذا هو مذهب البصريين من أن الأسماء ستة ، بينما الكوفيون يرون أنها خمسة ، بإخراج ( هنو )

إذاً / عندنا أسماء ستة ، ما هي هذه الأسماء الستة ؟

[ أبو – أخو – حمو – ذو – فو – هنو ]

إذاً هذه هي الأسماء الستة ، هذا هو مذهب البصريين ، مذهب الكوفيين يرون أن الأسماء خمسة بحذف [ هنو ] وسيأتي لها مزيد كلام إن شاء الله تعالى في الأبيات القادمة .

إذاً / عندنا هذه الأسماء الستة ، هذه الأسماء الستة مثّل لها رحمه الله بمثال ، ما هو ؟

         ……………….            جَا أَخُو بَنَي نَمِرْ

يعني لا يمكن أن تكون الأسماء الستة مرفوعة بالواو أو منصوب بالألف أو مجرورة بالياء ، إلا إذا كانت مثل هذا المثال ، هذا المثال لو نظرنا إليه لوجدنا أنه قد اكتملت فيه الشروط ، لأن شروط الأسماء الستة حتى ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء ، هذه الأسماء لها شروط حتى تحصل على هذه العلامات الفرعية ، ذكر هنا رحمه الله ، هنا ( أخو ) إذاً       (أخو) من الأسماء الستة .

جاء : فعل ماضي .

أخو : فاعل ، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة .

إذاً نلحظ من هذا المثال أنه لابد من هذه الشروط ، وهي :

أولا : أن تكون مضافة ، فـ [ أخو ] مضاف و [ بني ] مضاف إليه .

ثانيا : أن تكون مفردة [ أخو ] مفرد ، لو قال [ أخوان ] أصبح إعرابه إعراب المثنى ، لو قال [ أخوة ] أصبح إعرابه إعراب جمع التكسير .

إذاً لابد أن تكون مفردة .

ثالثا : أن يكون مكبرا ، غير مصغر قال [ أخو ] لم يقل [ أُخيّ ] .

رابعا : ألا يكون مضافا لياء المتكلم ، لم يقل [ جاء أخي ] .

إذاً لابد أن تكون [ مضافة – مفردة – مكبرة – ألا تضاف لياء المتكلم ]

إذاً / إن لم تضف ، تعرب إعراب الحركات الأصلية ، تقول :

جاء أخٌ ، جاء أبٌ .

جاء : فعل ماضي .

أخٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، بناءً على الأصل .

وأن تكون مفردة ، فإن كانت مثناة ، فتعرب إعراب المثنى :

[ جاء أخوانِ ] والمثنى يأتي إن شاء الله إعرابه .

أخوان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .

فإن كانت جمعا

[ جاء إخوةٌ ]

إخوة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، لأنه جمع تكسير .

أن تكون مكبرة

[ جاء أُخيك ]

أخيك : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .

ألا تضاف إلى ياء المتكلم

[ جاء أخي ]

أخي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، ويأتي لها حديث إن شاء الله .

فلابد أن تتوفر هذه الشروط ، أن تكون [ مضافة – مفردة – مكبرة – ألا تضاف إلى ياء المتكلم ]

مثال على الرفع :

[ جاء أخوك ]

أخوك : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة .

لو أردنا أن نأتي به في حالة النصب

[ رأيت أخاك ]

أخاك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة .

لو أردناه مجرورا

[ مررت بأخيك ]

الباء : حرف جر .

أخيك : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة ، لأنه من الأسماء الستة .

إذاً / قول الناظر رحمه الله :

وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَانْصِبَنَّّ بِالأَلِفْ*** وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنْ الَأسْما أَصِفْ

يرفع بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء

( ما من الاسما أصف ) يعني ما أصفه وأذكره لك .

وهذا يجري على بقية الأسماء :

جاء أبوك ، رأيت أباك ، مررت بأبيك .

جاء حموك ، رأيت حماك ، مررت بحميك .

 

 

فائدة بلاغية :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

أما بعد :

فإننا إن شاء الله نذكر في كل درس فائدة بلاغية ، وأحببت أن أجعلها على شكل وغرار فوائد حتى تعلق بالذهن أكثر .

فمن فوائد البلاغة :

أن بعض اللغويين قال : إن الفصاحة والبلاغة شيء واحد ، إذاً هما كلمتان مترادفتان ، إن قلت إن فلانا بليغ وإن قلت إن فلانا فصيح فهما سواء .

بينما آخرون – وهو الأقرب – يرون أن الفصاحة متعلقة باللفظ ، فلان فصيح ، من حيث اللفظ ، أما البلاغة فهي متعلقة باللفظ والمعنى ، إذا قلت إن فلانا بليغ ، أي لديه معنى قوي ولديه لسان فصيح

إذاً / أيهما أعلى مرتبة ؟ البلاغة ،  ومما يدل على أن التفريق بين البلاغة والفصاحة  وهو الصواب : أن الله سبحانه وتعالى ذكر عن موسى ، قال : { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً }القصص34 ، لما ذكر الفصاحة ذكر اللسان .

بينما لما ذكر البلاغة ذكر اللفظ والمعنى ، قال تعالى { وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ} هذا يتعلق بالمعنى { قَوْلاً بَلِيغاً }النساء63 .