الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
أما بعد :
فقد قال الناظم رحمه الله :
الشرح :
لما ذكر رحمه الله الحركات الأصلية للأعراب ، فالأصل في الرفع ” الضم ” والأصل في النصب ” الفتح ” والأصل في الجر ” الكسر ” والأصل في الجزم ” السكون ” ، ولما كانت هذه الأسماء أسماءً لم يأت عليها ما يسمى بالجزم ، لأن الجزم مختصٌ به الفعل ، وقد مثَّل رحمه الله للحركات الفرعية في البيت السابق ، قال :
فلما ذكر العلامات الأصلي ذكر العلامات الفرعية ، ومن هذه العلامات الفرعية هي ( الواو ، والألف ، والياء ) فمثَّل أول ما مثل عن الأسماء الستة ، وهذا هو مذهب البصريين من أن الأسماء ستة ، بينما الكوفيون يرون أنها خمسة ، بإخراج ( هنو )
إذاً / عندنا أسماء ستة ، ما هي هذه الأسماء الستة ؟
[ أبو – أخو – حمو – ذو – فو – هنو ]
إذاً هذه هي الأسماء الستة ، هذا هو مذهب البصريين ، مذهب الكوفيين يرون أن الأسماء خمسة بحذف [ هنو ] وسيأتي لها مزيد كلام إن شاء الله تعالى في الأبيات القادمة .
إذاً / عندنا هذه الأسماء الستة ، هذه الأسماء الستة مثّل لها رحمه الله بمثال ، ما هو ؟
يعني لا يمكن أن تكون الأسماء الستة مرفوعة بالواو أو منصوب بالألف أو مجرورة بالياء ، إلا إذا كانت مثل هذا المثال ، هذا المثال لو نظرنا إليه لوجدنا أنه قد اكتملت فيه الشروط ، لأن شروط الأسماء الستة حتى ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء ، هذه الأسماء لها شروط حتى تحصل على هذه العلامات الفرعية ، ذكر هنا رحمه الله ، هنا ( أخو ) إذاً (أخو) من الأسماء الستة .
جاء : فعل ماضي .
أخو : فاعل ، مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة .
إذاً نلحظ من هذا المثال أنه لابد من هذه الشروط ، وهي :
أولا : أن تكون مضافة ، فـ [ أخو ] مضاف و [ بني ] مضاف إليه .
ثانيا : أن تكون مفردة [ أخو ] مفرد ، لو قال [ أخوان ] أصبح إعرابه إعراب المثنى ، لو قال [ أخوة ] أصبح إعرابه إعراب جمع التكسير .
إذاً لابد أن تكون مفردة .
ثالثا : أن يكون مكبرا ، غير مصغر قال [ أخو ] لم يقل [ أُخيّ ] .
رابعا : ألا يكون مضافا لياء المتكلم ، لم يقل [ جاء أخي ] .
إذاً لابد أن تكون [ مضافة – مفردة – مكبرة – ألا تضاف لياء المتكلم ]
إذاً / إن لم تضف ، تعرب إعراب الحركات الأصلية ، تقول :
جاء أخٌ ، جاء أبٌ .
جاء : فعل ماضي .
أخٌ : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، بناءً على الأصل .
وأن تكون مفردة ، فإن كانت مثناة ، فتعرب إعراب المثنى :
[ جاء أخوانِ ] والمثنى يأتي إن شاء الله إعرابه .
أخوان : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى .
فإن كانت جمعا
[ جاء إخوةٌ ]
إخوة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ، لأنه جمع تكسير .
أن تكون مكبرة
[ جاء أُخيك ]
أخيك : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة .
ألا تضاف إلى ياء المتكلم
[ جاء أخي ]
أخي : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، ويأتي لها حديث إن شاء الله .
فلابد أن تتوفر هذه الشروط ، أن تكون [ مضافة – مفردة – مكبرة – ألا تضاف إلى ياء المتكلم ]
مثال على الرفع :
[ جاء أخوك ]
أخوك : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة .
لو أردنا أن نأتي به في حالة النصب
[ رأيت أخاك ]
أخاك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة .
لو أردناه مجرورا
[ مررت بأخيك ]
الباء : حرف جر .
أخيك : اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة ، لأنه من الأسماء الستة .
إذاً / قول الناظر رحمه الله :
يرفع بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء
( ما من الاسما أصف ) يعني ما أصفه وأذكره لك .
وهذا يجري على بقية الأسماء :
جاء أبوك ، رأيت أباك ، مررت بأبيك .
جاء حموك ، رأيت حماك ، مررت بحميك .
فائدة بلاغية :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
أما بعد :
فإننا إن شاء الله نذكر في كل درس فائدة بلاغية ، وأحببت أن أجعلها على شكل وغرار فوائد حتى تعلق بالذهن أكثر .
فمن فوائد البلاغة :
أن بعض اللغويين قال : إن الفصاحة والبلاغة شيء واحد ، إذاً هما كلمتان مترادفتان ، إن قلت إن فلانا بليغ وإن قلت إن فلانا فصيح فهما سواء .
بينما آخرون – وهو الأقرب – يرون أن الفصاحة متعلقة باللفظ ، فلان فصيح ، من حيث اللفظ ، أما البلاغة فهي متعلقة باللفظ والمعنى ، إذا قلت إن فلانا بليغ ، أي لديه معنى قوي ولديه لسان فصيح
إذاً / أيهما أعلى مرتبة ؟ البلاغة ، ومما يدل على أن التفريق بين البلاغة والفصاحة وهو الصواب : أن الله سبحانه وتعالى ذكر عن موسى ، قال : { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً }القصص34 ، لما ذكر الفصاحة ذكر اللسان .
بينما لما ذكر البلاغة ذكر اللفظ والمعنى ، قال تعالى { وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ} هذا يتعلق بالمعنى { قَوْلاً بَلِيغاً }النساء63 .