شرح القواعد الأربع ـ الدرس السادس

شرح القواعد الأربع ـ الدرس السادس

مشاهدات: 575

شرح القواعد الأربع

تتمة شرح قول المؤلف :

((وأن يجعلك مباركاً أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وإذا أذنب استغفر فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة . ))

شروط التوبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فقوله رحمه الله :   

  وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر

وإذا ابتلى صبر

وإذا أذنب استغفر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه هي الدعوة الثالثة

قلنا : إن العبد بين حالتين  :

حالة يسر ، سعة ،

هنا ما الواجب عليك  ؟

الشكر

الحالة الثانية التي تعتري العبد :

حالة العسر ، المشقة ، الضيق ،

فهنا:

 ما الواجب عليك   ؟

 الصبر 

هو بين هاتين الحالتين إما رخاء وإما ضيق  :

فإن كان في سعة فيجب الشكر وإن كان في ضيق فيجب الصبر  .

ولكن :

قد تضعف نفس المؤمن فلا يشكر عند الرخاء ولا يصبر عن الابتلاء ومن ثم وقع في ماذا  ؟  وقع في الذنب

إذاً  :

هو في حاجة  إلى الاستغفار 

 فإذا لم يشكر في حالة الرخاء أو لم يصبر في حالة الضراء وقع في الذنب فإذا وقع في ذنب حتى يظل في عداد المتقين المحسنين عليه أن يبادر بالاستغفار والتوبة .

وهي من نعم الله عز وجل علينا:

 لأن توبة العبد من هذه الأمة يصل إليها بسهولة لأن في الأمم السابقة كما ذكر الله عز وجل عن بني إسرائيل أن توبتهم أن يقتل بعضهم بعضا

كما ذكر الله عز وجل في سورة البقرة :

{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ}

 ما هي التوبة ؟ {فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ }

 

 بينما ولله الحمد أن التوبة في هذه الأمة مفتوح بابها ومن أسهل الطرق التي تمر على العبد

 

ولكن ليس المقصود من كلام الشيخ  :

(  وأن يجعلك ممن إذا أذنب استغفر )

 

ليس المراد بالاستغفار أن تستغفر باللسان  ، لا  ، قد يستغفر بلسانه وهو مصر على الذنب ، يقول : ” أستغفر الله  ” وهو مصر على الذنب وفي صميم قلبه أن يعود إليه مرة أخرى فيقول :  ” أستغفر الله “

 يقول القرطبي رحمه الله  :

( هذا استغفاره يحتاج إلى استغفار ) استغفار فيه خلل  .

 

والتوبة لها شروط

أولا :

الإخلاص لله عز وجل ، لا تكون من أجل فلان ، أو من أجل حاجة ، أو من أجل غرض تريد الحصول عليه ، وإنما تكون توبتك خالصة لله عز وجل

ثانيا :

من شروط التوبة الصحيحة النصوح أن تكون قبل ذهاب وقتها .

ولها وقتان :  عام ، وخاص  :

الخاص :

 كل شخص بحسبه كما قال عليه الصلاة والسلام :

(  إن الله يقبل توبة ما لم يغرغر )

 ما لم تصل هذه الروح إلى الحلقوم فإن وصلت فلا تنفع التوبة

لم   ؟ 

 لأنه عاين الموت

ولذا : فرعون لما أغرقه الله عز وجل وصار في وقت وفي حالة لا تقبل فيها التوبة لم يقبل الله عز وجل منه توبته حين قال :  {آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ  } فرد عليه الآن تتوب :{ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ }

فإذاً لابد أن تكون التوبة في وقتها فإذا مضى وقتها فلا تصح .

 

العام :

أما بالنسبة للوقت العام الذي يعم الخلق ممن بقي منهم :

طلوع الشمس من مغربها  :

فإذا طلعت الشمس من مغربها فلا تقبل التوبة

كما قال عز وجل :

{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ  }

{ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ  } : كما جاء في الأحاديث الصحيحة  : أنه طلوع الشمس من مغربها

ثم قال عز وجل :

{ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً }

 

ثالثا :

الشرط الثالث : الاستغفار :

 

قال تعالى :

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً }

{ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }

 

رابعا :

أن يعزم على ألا يعود انظر لم نقل ألا يعود لأن الإنسان قد يضعف ثم يعود لكن يعزم من قلبه أنه لن يعود إلى هذا الذنب

فإن قال :

 ”  أستغفر الله  ” وهو عازم على أن يعود هذا يصدق عليه قول من  ؟

 قول القرطبي .

 

لو قال قائل :

جاءت أحاديث تدل على هذا فكيف الجواب  ؟

 

مثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم   كما يخبر عن ربه  عز وجل :

 

(( يقول الله عز وجل : [ إذا أذنب العبد وتاب قال : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فإذا عاد قال جل وعلا  : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ، فيذنب فيقول الله عز وجل : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء ] ))

 

العبارة الأخيرة  :

قد يفهم منها فهما فاسد فينطلق العبد في مستنقعات وبراثن المعاصي ويقول : أفعل الذنب ثم استغفر الله ثم أعود وهلم جرا

لم   ؟

 قال لأن الله جل وعلا يقول  : 

(( قد غفرت لعبدي فليفعل عبدي ما شاء ))

 

والجواب عن هذه الجملة :

أن معناها :  [ أن عبدي ما دام على هذه الحالة يتوب توبة نصوحا ثم يضعف ثم يتوب فإني أقبل توبته ]

ومعلوم أن التوبة المقبولة لابد أن تتحقق فيها الشروط السابقة ، ففي هذا لطف الله عز وجل وتيسير منه عز وجل لأن العبد قد يذنب ذنبا فيقنط من رحمة الله فكان هذا الحديث بمثابة البلسم والشفاء لمن زلَّ عن الطريق و حاد عن الطريق فإن له ربا غفورا رحيما توابا

 نظيره قوله عليه الصلاة والسلام :

(( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم)) انظروا هذا يدل على ماذا  ؟ 

يدل على طبيعة الإنسان الضعف لكن مع ذلك إذا تاب وأناب إلى الله جل وعلا قبل منه وهذه راحة للمسلم وطمأنينة 

وقد امتدح الله الذي لم يصر على الذنب قد يكون الإنسان متقيا محسنا برا ومع ذلك لو أذنب ثم تاب ولم يصر على الذنب لم يخرج من وصف المتقين 

ما الدليل  ؟  

الدليل قوله عز وجل:  { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ }

 أعدت لمن  ؟  

{ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }

ما صفات هؤلاء المتقين  ؟

 { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{134} وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ }

أي ذكروا وعيد الله عز وجل وعقابه

{ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ ))

هذا موضع الشاهد :

 (( وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {135} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ{136} ))

 

فهذا لا يخرج التقي من وصف التقى ولا يخرج المحسن من وصف الإحسان لكن متى اذا لم يصر

 الله وصف المؤمنين في سورة النجم وأخبر أن لهم الحسنى ذكر من صفاتهم { الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ }

هم مؤمنون وذكر من صفاتهم أنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش لكن اللمم يقعون فيه

ما هو اللمم  ؟

قيل  : هي الصغائر ، وقيل : هي الكبيرة التي تلم بالعبد ولكن سرعان ما يتخلص منها ، يقع فيها ولكنه  يهرع إلى التوبة

ثم انظر إلى رحمة الله وإلى لطفه قال :{ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ }

 نحن ضعفاء ولا قوة لنا إلا بالله عز وجل

قال عز وجل  : { إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ }

 يعلم جل وعلا أننا ضعفاء أننا قد نميل بطبيعتنا إلى الشهوة فنقع

هو أعطانا قدرة وقوة على فعل الطاعة وعلى ترك الذنب لكن قد يقع المسلم في هذا الذنب فإن بادره بالتوبة فلا يخرج من دائرة الإحسان

 

قال تعالى :{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ }

 أي وقت انشائكم  من الأرض هو يعلم بضعفكم

قال :{ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ } أيضا يعلم ضعفنا

ولذا قال في ختام الآية :{ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ } لا أحد يزكي نفسه لأن الإنسان في أصله ضعيف

قال  : { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }

 

الذنوب نوعان :

هذا من حيث الإجمال  :

1- كبائر   ،  2-  صغائر

 

وهذه الكبائر موصوفة بوصف إذا أردت أن تعرف أن هذا الذنب كبيرة أو صغيرة  ، فاحفظ هذا الضابط الذي ذكره شيخ الإسلام رحمه الله : 

[وهو كل ذنب رتب الله عليه وعيدا في الآخرة أو حدا في الدنيا ]

 

الوعيد : إما لعن  إما غضب إما توعد بالنار ، فإذاً ما رتب الله عليه وعيدا في الدنيا والآخرة أو رتَّب عليه حدا في الدنيا فهو من الكبائر ما عدا ذلك هو من الصغائر

لعن المؤمن :

صغيرة أم كبيرة  ؟ 

كبيرة

لماذا  ؟

 لأنه أتى وعيد عليه 

ما هو  ؟

قوله عليه الصلاة والسلام 🙁 لعن المؤمن كقتله )

 وما حكم القتل  ؟

 قال عز وجل  : {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93

 

الغيبة :

كبيرة أم صغيرة  ؟

كبيرة

النبي صلى الله عليه وسلم ليلة ما عرج به مر على أقوام لهم أظافير من نحاس يخمشون بها وجوههم فسأل عنهم فقيل له : ”  هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس “

وكلما عظم الوعيد ازداد الكِبَر

أي ليست الكبائر في درجة واحدة بعضها أكبر من بعض

ما الدليل  ؟

قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين  :

( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر  ؟ قالوا : وما هي يا رسول الله الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور )

 هذا يفيدك أن هذه الكبائر ليست على درجة واحدة وإنما تتفاوت بتفاوت الوعيد

لو قال قائل  :

بعض الآيات يجمع فيها ذنبان مثل الآية السابقة :

{ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ }

سؤال :

ما تفسير الكبائر في هذه الآية  ؟

  وما تفسير الفواحش  ؟

 

أي إذا اطلقت الفاحشة تكون كبيرة  :

فيقول السعدي رحمه الله :

يقول : [ إنها إذا انفردت دخل بعضها في بعض الكبيرة هي الفاحشة والفاحشة هي الكبيرة  ]

لكن إذا اجتمعت مثل ما في هذه الآية فيقول رحمه الله :

تكون الفواحش هنا هي الذنوب التي تدعو إليها الشهوة ،( كالزنا ، واللواط ) وأما ما عدا الذنوب التي إليها الشهوة ، تكون كبائر

 قال تعالى  :{ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ }

قوله جل وعلا :{ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء }

فالسوء هنا :

 كل ذنب صغر أو كبر

الفحشاء في هذه الآية هي :

 الكبائر ، فيكون في عطف الخاص على العام

السوء : عام للذنب الصغير والكبير  ،  الفحشاء : للذنب الكبير ،

 

قوله عز وجل :

((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ))

 

السوء هنا  : هو الذنب الذي يتعدى به الإنسان على الخلق الذنب الذي يظلم فيه الإنسان الخلق في دمائهم ، أموالهم ، أعراضهم

 

 { أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ } :

هو الذنب الذي يختص بالإنسان

قوله جل وعلا :

{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً }

 

تعريف الخطيئة هنا : أنها الكبائر

والإثم: ما دون ذلك

 

قوله تعالى :

{ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الإثم هنا : هو  ما يخص الإنسان يذنب ذنبا

العدوان : الذنب الذي يلحق الآخرين ضرره في دمائهم ، أموالهم ، أعراضهم فإذاً إذا اجتمعت افترقت وإذا افترقت اجتمعت

 

الآية التي سيقت سابقا في صفات المتيقن :

{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ }

 

الفاحشة هنا  :

هي الكبيرة

{ أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ } :  ما دون ذلك

 

لم يقل الشيخ : ” وممن إذا أذنب تاب “

ماذا قال ؟

[    استغفر ]

 لو قال تاب أو استغفر المعنيان كلاهما صحيحان

 

لكن  :

قوله عز وجل عن هود لما خاطب قومه :

{ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }

فإذا اجتمعنا في مثل هذه الآية فيكون :

الاستغفار: [  طلب الوقاية من شر ما مضى من الذنوب ]

والتوبة  : [ طلب وقاية شر ما سيأتي ]

 

خامسا :

الشرط الخامس من شروط التوبة هو الندم :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 الندم على ما فعله من هذا الذنب فهو يتمنى ان هذا الذنب لم يقع ويدل لهذا قوله عليه الصلاة والسلام  : ( الندم توبة )

فهذا هو الشرط الخامس من شروط التوبة فلا تكون التوبة توبة نصوحا إلا بهذه الشروط الخمسة .

 

ويشترط فيما إذا كان الذنب متعلقا بحق آدمي  :

يشترط سواء كان هذا الحق في مال أو في عرض يشترط في ذلك :

 إن كان مالا  :

أن يرده إلى صاحبه ،أو يتحلل منه .

 وأما إن كان غيبة  :

فهنا إن كان من تحدث فيه لم يصله خبر من اغتابه فيكفي هذا المغتاب أن يستغفر له وأن يثني عليه في المجلس الذي ذمه فيه ، وأما إن بلغه الخبر فهنا يشترط أن يتحلل منه لأن حقوق الآدميين مبنية على المشاحة أي أصلها مبني على الشح ، بينما حقوق الله عز وجل مبنية على المسامحة

ويدل لهذا :

قوله عليه الصلاة والسلام كما عند مسلم  :

( أتدرون من المفلس  ؟ قالوا:  يا رسول الله ، المفلس من لا درهم عنده ولا متاع  )

هذا هو المفلس في نظر الآدميين ولا يعني أن من انعدمت عنده المادة لا يسمى مفلسا لا ، هو مفلس لكن الفلس الحقيقي هو الفلس في الآخرة

فقال عليه الصلاة والسلام : 

(  إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وسفك دم هذا وأكل مال هذا فيؤخذ من حسناته فإن فنيت أخذ من سيئاتهم ثم طرحت عليه ثم طرح في النار )

 

فلابد أن يتخلص العبد من حقوق الآدميين

ومما يدل على التحلل  :

قوله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري:

 ( من كانت عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه قبل لا أن يكون دينار ولا درهم  )  الحديث

فإذا  :

عنوان السعادة كما ذكر الشيخ رحمه الله عنوان السعادة ومفتاح السعادة وأمارة السعادة :

 أن يكون العبد حال الرخاء شكر ، وحال الضراء : صابرا ، فإذا زلت به خطاه فلم يشكر في بعض الأحيان او لم يصبر عند نزول البلاء فهنا عليه أن يستغفر الله عز وجل