شرح بلوغ المرام ـ كتاب الصلاة ـــ باب المواقيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
171- وَعَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – (( أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ اَلصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا )) رَوَاهُ اَلتِّرْمِذِيُّ, وَالْحَاكِمُ. وَصَحَّحَاهُ
وَأَصْلُهُ فِي “اَلصَّحِيحَيْنِ”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
فرحم الله الحافظ ابن رحمه الله إذ إنه ليس من المحدثين فمن ثبر ما يذكره رحمه الله في كتابه الفتح وفي كتبه الأخرى وفي ترتيبه للأحاديث في هذا الكتاب يتبين أنه ذو فقه فإنه لا يحسن ترتيب الكلام ولا ترتيب الكتابة ولا ترتيب الجمل بل لا يتفنن في هذا المقام إلا من له باع كبير في الفهم فإنه رحمه الله لما ذكر الأحاديث التي تبين وقت الصلاة بداية وانتهاء ذكر هنا حديث ابن مسعود :
في بيان أنه ما من شيء أفضل من أن توقع الصلاة فيه أول الوقت فهذا أفضل شيء
صحيح أن الأحاديث التي مرت بينت بداية ونهاية وقت كل صلاة ، ولكن هذا الحديث الذي ذكره أفاد أن أفضل ما تؤدى فيه الصلاة من حيث الوقت هو أول الوقت ، وهذا يدل على حسن ترتيبه ومر معنا شيء من هذا بل كثير من هذا ، وسيأتي معنا بإذن الله ما يدل على فضيلة ابن حجر في ترتيب هذا الكتاب
ولعله استفاد من شرحه لصحيح البخاري فإن البخاري فقهه في تبويبه فمن نظر إلى تبويب البخاري في صحيحه علم أن البخاري ذو فقه ما يورد حديثا تحت باب إلا ولذلك الحديث متعلق بهذا الباب
ولذا هنا : يستفيد العالم من العالم الذي قبله ، ولذا أتت العبارة ولها كبير صحة “ من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه “
فلا يتلقى العلم إلا من العلماء ولا يصلح علم لشخص من غير أن يأخذ قواعده وأصوله من العلماء
فإذا أخذ الأصول والقواعد وفهم إن شاء أن يقرأ ويتوسع في القراءة فله ذلك لكن من حيث الأصل فإن هناك أناسا دخلوا في العلم الشرعي معتمدين في ذلك على عقولهم وعلى أفهامهم دون النظر إلى ما ذكر العلماء المعاصرون لهم أو المتأخرون أو حتى المتقدمون فوقعوا فيما وقعوا في فيه من الزلل لأن الإنسان ضعيف في حاجة إلى ما لدى غيره كيف وما لدى غيره ينظر إلى ذلك الغير من هو ؟
هو في التاريخ مسطر له أحسن ما يكون من تلقي العلم وحفظه فرحم الله علماء المسلمين
من فوائد هذا الحديث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل هنا عن ماذا ؟ عن أفضل الأعمال قال ابن حجر وأصل هذا الحديث في الصحيحين يعني عند البخاري ومسلم لكن الوارد عند البخاري مسلم الصلاة على وقتها بحرف ” على “ هنا اختلف اللفظ الذي هو عند الترمذي في أول وقتها
وبالتالي :
فإن العلماء اختلفوا في هذه اللفظة :
الصلاة في أول وقتها وورد لفظ ( الصلاة لوقتها )
فقال بعض العلماء : هذه الرواية التي معنا ضعيفة وقد أشار إلى ذلك النووي وإذا كانت ضعيفة فإنه لا دلالة في الحديث على أفضلية إيقاع الصلاة في أول الوقت
لأن قول الصلاة على وقتها أو الصلاة لوقتها شامل لأول الوقت ولآخره يعني ما بين الوقتين
ولذلك : قال النووي بتضعيفها وضعفها غيره فقالوا : إن هذه اللفظة تفرد بها ” علي بن حفص “ دون غيره من الرواة
وقال آخرون هذه اللفظة ثابتة لو تفرد بها ” علي بن حفص “ فإنه ممن أخرج له مسلم وهو صدوق ثقة وقال ابن حجر في الفتح له طريق من طريق الحاكم وابن خزيمة فدل هذا على أن هذه اللفظة ثابتة ، وهذا هو الصواب ، ولا يضر تفرد علي بن حفص لم ؟ لأن الثقة إذا تفرد بشيء فإنها من قبيل الزيادة المقبولة لأنها لا تخالف الرواية الأخرى لو خالف هذا الثقة الرواة الآخرين من حيث ما ذهبوا إليه فهنا نقول بالشذوذ لكن هذه في الحقيقة لا فيها تعارض ولا فيها مخالفة
إذاً :
لو قال قائل أمامنا ثلاثة ألفاظ :
الصلاة في أول وقتها
وهذا هو المعول عليه في استحباب إيقاع الصلاة في أول الوقت
عندنا لفظة الصلاة لوقتها
الصلاة على وقتها
والحديث رواه ابن مسعود فهل هناك تعارض كما أسلفنا من حيث السند صحيحة وحتى من حيث المتن فلا تعارض لم ؟
لأن لفظة الصلاة على وقتها على تفيد في اللغة الاستعلاء يعني : أفضل الصلاة ما استعلي على الوقت متى يستعلى على الوقت في أوله ، فلفظة
” على ” تدل على الاستعلاء يعني التمكن من الوقت بجميعه ولا يمكن أن يكون هناك تمكن واستعلاء على الوقت إلا إذا كان من أوله
لفظة ” الصلاة لوقتها “ باللام هذه لا تعارض لم ؟ لأن اللام هنا إما أن تكون كاللام التي في قوله تعالى : (( فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ )) أي مستقبلات أول عدتهن لأنها من حين ما تطلق تبدأ العدة ، وإما أن تكون من قبيل قول الله تعالى وتكون ابتدائية : (( أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ )) فتكون اللام في الصلاة لوقتها تدل على الابتداء فإذاً تتفق جميع الروايات مع رواية حديث الباب
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
استحباب إيقاع الصلاة في أول الوقت لجميع الصلوات لقول الله تعالى إضافة إلى هذا الحديث : (( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ )) وهذا من المسابقة ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)) ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ )) ((سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ))
فهذه النصوص العامة تدل على فضيلة المبادرة في العلم في أوله إلا ما دل الدليل على استحباب تأخير صلاة بعينها ، هل أتت أدلة تدل على استحباب تأخير بعض الصلوات ؟
نعم أتت أدلة تدل على استحباب تأخير صلاة مطلقا وهي صلاة العشاء إلى الثلث إلا إذا وجدت المشقة فالمشقة هنا تجلب التيسير لكن من حيث الأصل والإطلاق الأفضل في صلاة العشاء أن تؤخر إلى ثلث الليل
أأتت أدلة تدل على استحباب تأخير صلاة أخرى غير صلاة العشاء ؟
نعم صلاة الظهر لكن متى في شدة الحر ( أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم)
فيه صلوات أخرى يستحب تأخيرها ؟
الفجر على قول يقولون بإيقاع الصلاة استحبابا عند الإسفار
على كل حال نحن نريد أن نثبت ما دل عليه الدليل ، والراجح وإلا فالإبراد بعض العلماء لا يرى الإبراد في الظهر يرى أن تصلى الظهر في أول وقتها مطلقا لا في شدة حر ولا في شدة برد
لكن من حيث الأدلة وكما قررناه الأفضل إيقاع الصلاة في أول وقتها عموما إلا صلاة العشاء إلى ثلث الليل وصلاة الظهر في شدة الحر
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أنه قال هنا لما سئل عليه الصلاة والسلام من السائل هنا ؟ السائل هنا هو ابن مسعود كما جاء ذلك عند مسلم
ولذا قد يبهم الرواي ويخفي الراوي السائل وقد يكون هو السائل لم ؟ يمكن أن يخفي أنه هو السائل باعتبار أن الجواب غيرحميد له باعتبار أن يوصف بوصف غير مناسب
لكن هنا أبهم إما أن يكون اختصارا وهذا يرد وإما من باب إخفاء العلم حتى لا يظن أنه صاحب علم يحرص على سؤال النبي عليه الصلاة والسلام أو لاعتبارات أخرى أو قد يكسل الراوي أحيانا ولا يذكر الاسم
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن اللفظة المسؤولة عنها هنا ” أفضل الأعمال “ وردت وراية في الصحيح عن ” أحب الأعمال “ وورد عند مسلم ” أي الأعمال أقرب إلى الجنة “
فأفضلية الأعمال أو أحب الأعمال أو ما يقرب إلى الجنة من الأعمال كلها سواء لأن ما كان فاضلا عد الله وما كان محبوبا له فإنه يقرب إلى الجنة
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن هذا الحديث حديث من ؟ ابن مسعود في ظاهره يتعارض مع حديث أبي هريرة : سئل النبي عليه الصلاة والسلا م عن أحب الأعمال إلى الله قال : (( إيمان بالله ))
قدم ماذا ؟ الإيمان في حديث أبي هريرة وقدم هنا الصلاة في أول وقتها
التعارض يظهر في ماذا ؟ يظهر في أن النبي عليه الصلاة والسلام فضل إيقاع الصلاة في أول وقتها هنا على الإيمان الذي هو الأصل فلا صلاة لمن لا إيمان له ، من لا إيمان له فلا صلاة له ، المنافقون يصلون ((وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى )) ((وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى))
فصلاتهم مردودة لأنهم لا إيمان لهم فكيف يجيب في حديث ابن مسعود عن أفضل الأعمال أنها الصلاة على وقتها وفي حديث أبي هريرة إيمان بالله ؟
فالجواب عن هذا :
أن السؤال في حديث أبي هريرة هو الأساس وهذا السؤال في حديث ابن مسعود إنما هو بعد الإيمان بالله لأنه لا يمكن أن يقوم عمل إلا بالإيمان بالله ، فحديث أبي هريرة هو المقدم هو الأساس إذاً لا تعارض
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن الأعمال القلبية هي ما جاء ذكرها في حديث أبي هريرة إيمان بالله والأعمال البدنية ما جاء ذكرها في حديث ابن مسعود فدل هذا على أن الأعمال البدنية تتفاوت فالعمل الصالح ليس سواء إلا لما سأل عن أفضل الأعمال وعن أحب الأعمال
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن حديث ابن مسعود هنا يغذي ما جاء في حديث أبي هريرة لأنه كلما فضل العمل البدني كلما زاد الإيمان
وبالتالي فإن في هذا الحديث ما قرره علماء السلف من أن الإيمان يتفاضل وانه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية فليس إيمان أبي بكر كإيمان غيره والناس في هذا يتفاوتون
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن على الطالب لشيخه حقا وعلى الشيخ لطالبه حقا كيف ؟
هذا يظهر من تتمة الحديث في صحيح مسلم تتمة الحديث ” قال ثم أي قال بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله “
قال : (( ولو استزدته لزادني لكني لم أستزد منه إلا ارعاء له ))
يعني شفقة عليه
وهنا نأخذ حق العالم وحق الطالب :
فنجد أن على الطالب إذا رأى من شيخه الملل والتعب والنصب أن يخفف من الأسئلة والطلب عليه
وأيضا في المقابل بيان ما كان عليه عليه الصلاة والسلام وهذا يقتدي به العلماء والمشايخ أنه مع ذلك لو استزاده لزاده وأعطاه فها حق وهنا حق وهذا فيه تربية للجميع وإلا بإمكان أن هذه الألفاظ لا تذكر لكن فيها تأديب للعالم والمتعلم
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أنه قال هنا ” بر الوالدين ” ثم ثلث بذكر الجهاد في سبيل الله
هذا يدل على أنه لا جهاد للطلب إلا بعد إذن الوالدين ولذلك قدمه عليه الصلاة والسلام هنا على الجهاد وفي الأحاديث الأخرى لما أتاه من يستأذنه قال : (( ألك والدان ؟ قال : ففيهما فجاهد ))
هذا في جهاد الطلب أما في جهاد الدفاع إنه لا يشترط أي شرط
لو قال قائل : أحيانا تقدم بعض الأعمال على بعض أحيانا يقدم الجهاد ويؤخر بر الوالدين ويأتي بيان فضل الحج ويأتي بيان فضل الصدقة على بعض الأعمال
إذاً :
هو عليه الصلاة والسلام سئل في أحاديث أخرى فقدم بعض الأعمال على بعضها سبحان الله ! لماذا لم يكن الحديث واحدا ؟
هنا يقول ألأفضل الأعمال الصلاة على وقتها
في حديث آخر بر الوالدين فتقدم بعض الأعمال على بعض لم ؟
للفوائد الآتية :
أولا : ـــ مراعاة الفروق الفردية بين الناس ، الآن في المدارس يقول للمعلم لابد أن تراعي الفروق الفردية بين الطلاب
ولذلك لو شاء إنسان أن يستدل على هذه الجملة التربوية التعلمية مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب يستدل بهذه الأحاديث
فإذاً من الفوائد مراعاة الفروق الفردية بين الناس كيف ؟
يمكن أن يكون هذا الشخص شجاعا فكان من الأفضل في حقه الجهاد ذلكم الشخص ليس عنده من الإقدام ما ليس عند غيره لكن عنده من الفهم والحفظ فهنا يوجه إلى طلب العلم
شخص قد يكن لديه تقصير في بره لوالديه فيأتي الجواب عن أفضلية بر الوالدين لا للعموم وإنما لهذا الشخص ومن يكون على شاكلته
شخص قد يكون غنيا لكنه بخيل تأتي أفضلية الصدقة
الفائدة الأولى مراعاة الفروق الفردية بين الأشخاص فأجاب عليه الصلاة والسلام لكل شخص بما يناسبه
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام ألم يقل : (( ألا أخبركم بأحب الأعمال وأزكاها عند ربكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يارسول الله قال ذكر الله ))
إذاً : الذكر أفضل من الجهاد أفضل من الإنفاق
بعض الناس في الذكر عنده تقصير فجاءه هذا التفضيل
الفائدة الثانية : مراعاة الأحوال
يمكن أن يكون الناس في حاجة إلى الجهاد في ذلك الزمن أكثر من غيره فيكون الحديث الذي جاء فيه التفضيل ليس للأفراد وإنما للعموم في مثل هذه الحال الجهاد أفضل
قد يكون أمر سائد لدى الناس وهو عدم الإحسان إلى الوالدين يأتي حديث بر الوالدين
ولذلك مثل هذه الأحاديث مع أنها قيلت في عصره عليه الصلاة والسلام إلا أنه يستفاد منها في هذا العصر يعني لما تكون الأمة بحاجة إلى الجهاد نأتي بالحديث الذي يفضل الجهاد
لما تظهر ظاهرة سلبية في إهمال الوالدين نأتي بمثل هذا الحديث
مثل هذا الحديث الذي معنا في هذا الباب يتأكد ذكره في المجالس والمنابر ومجالس الوعظ في مثل هذا الزمن لأن بر الوالدين ضعف وليس برا قد يكون عقوقا
من يرى الأسر في مثل هذه السنوات يجد أن الأولاد من ذكور وإناث نجد أنهم ما تركوا فحسب طاعة الوالدين بل ربما تصدر ألفاظ غير مناسبة تلك الألفاظ وتلك الأفعال لم تعهد قبل عشر سنين
قبل عشر سنين لو ناديت ابنك يقول : لبيه الآن يقول : هاه
الإنسان ابن بيئته
ولذلك هذا الحديث لابد أن يصدع فيه في مثل هذا الوقت
رفع الصوت على الوالدين لم يكن معهودا قبل عشر سنين الآن عهد رفع الصوت وكأنه عادي طبيعي يعني كأنهم يرون أن هذا الفعل ليس بجريمة
ويخشى أن يقع ما فهمه ابن حجر رحمه الله في حديث النبي عليه الصلاة والسلام ” أن تلد الأمة ربتها ” للعلماء في هذا كلام طويل
( أن تلد الأمة ربتها ) في رواية ( ربها )
قال الأقرب عندي أنه في آخر الزمن تتغير أحوال الناس إلى درجة أن العقوق يظهر بحيث تكون الأم بمثابة الأمة عند ابنها
وهذا ظهرت ملامحه
الآن الولاد والبنات الأم هي المطالبة نريد كذا نريد كذا
الأم هي التي يوجه إليها الأوامر
ما فهمه ابن حجر بدأت ملامحه تظهرالآن
هذا أمر خطير غدا أو بعد غد إذا لم يُوعَّ هؤلاء يمكن أن يعتدى على الوالدين بالضرب الآن يعتدى عليهم بالكلام القبيح الاعتداء بالفعل قد يقع ممن لديه نقص أو تعاطي للمخدرات
فلابد أن يربى ، ولا يربى الناس إلا بهذا الحديث
الآن هذا الحديث ربما لو قرأه إنسان يقول هذا في عصر النبي عليه الصلاة والسلام : سئل سؤالا فأجاب الآن تظهر فائدته في هذا العصر أن يصرح لهؤلاء الشباب بفضل الوالدين
لأنه في الأيام الآتية يخشى أن تكون علاقة الأبناء مع والديهم كعلاقة الغرب مع أولادهم ليست هناك روابط فأصبحت الماديات هي الوثيقة التي تربط بين الناس
الآن الأباعد من ليس بينك وبينه قرابة في الغالب المجتمع الآن لا يتقرب ولا يتودد ولا يصل في الحقيقة إلا لشخص يريد منه مصلحة وإن لم تكن هناك مصلحة فإنه لا يؤبه به
هذا الآن ظهر ما كان موجودا في السابق
ونخشى أن تسري هذه الظاهرة بين الأولاد ووالديهم وهذا من الخطورة بمكان
فانظروا إلى عظيم الدين صالح لكل زمان ومكان الآن هذا الحديث ينورنا في مثل هذا
بعض الناس لما يقرأ كلام ابن حجر يقول سبحان الله لهذه الدرجة اختلاف الزمن يجعل الأمهات بمثابة الإماء الرقيقات عند أولادهم
ومعالم ذلك تكاد تكون قريبة ولا أعني بهؤلاء من بلغ الثلاثين هؤلاء تربوا على ما مضوا لكن الآن أبناء عشر سنين خمسة عشرة عاما
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن بعض العلماء قال في هذا الحديث ولكن ما ذكرناه آنفا هو الأقرب قال إن التفاضل هنا غير وارد فجميع الأعمال في الأحاديث واحدة كيف ؟
قال : لأن كلمة أفضل ليست على بابها وإنما المقصود الفاضل فيشترك الجميع جميع الأعمال التي تنوعت يشتركون في درجة الفضل دون أن يكون شيء أفضل من شيء
وقال بعضهم إن هناك كلمة حذفت وهي كلمة ” من ” من أفضل الأعمال
ومن الفوائد :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أنه يجوز حذف شيء من الكلام إذا دلت قرينة عليه كيف ؟
(( قال ثم أي ؟ قال بر الوالدين ))
الأصل : أي الأعمال أفضل بعد هذا