شرح بلوغ المرام الدرس 149 حديث ( 172 ـ 173 )( أول الوقت رضوان الله …. )

شرح بلوغ المرام الدرس 149 حديث ( 172 ـ 173 )( أول الوقت رضوان الله …. )

مشاهدات: 520

شرح بلوغ المرام

كتاب الصلاة ـ باب المواقيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

172- وَعَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ اَلنَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: (( أَوَّلُ اَلْوَقْتِ رِضْوَانُ اَللَّهُ, وَأَوْسَطُهُ رَحْمَةُ اَللَّهِ; وَآخِرُهُ عَفْوُ اَللَّهِ ))  أَخْرَجَهُ اَلدَّارَقُطْنِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ جِدًّا  .

173-وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ نَحْوُهُ, دُونَ اَلْأَوْسَطِ, وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا

.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــ

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــ

 

 

فهذا الحديث الذي أورده ابن حجر هو يتفق من حيث المعنى المراد مع الحديث السابق الذي بين فضل إيقاع الصلاة في أول وقتها وكما أسلفت لهذا العالم لمحة وملكة في حسن الترتيب فإنه لما ذكر رحمه الله في حديث ابن مسعود السابق : ” لما سئل أي الأعمال أفضل ؟ قال الصلاة في أول وقتها ” ثنى بذكر هذا الحديث الذي يبين فيه فضل إيقاع الصلاة في أول وقتها وفي وسط وقتها وفي آخر وقتها

 

هذا الحديث الذي أورده وإن كان ضعيفا إلا أن الأئمة قد يذكرون في كتبهم الحديث الضعيف من باب جمع وحصر الأحاديث الواردة في الباب فمنهم من يحكم عليها ومنهم من يتركه إلى غيره ممن قرأ لعل هذا الحديث الذي أورده ذلك الإمام أو ذلك الإمام أو ذلك الإمام أو ذلك المصنف لعل شخصا آخر يأتي فيجد أن له شاهدا أو له متابعات وبالتالي يتقوى هذا الحديث

 

ولا يعني أن ما يضعه العلماء لأنه قد ينكر على بعض الأئمة كالإمام أحمد رحمه الله وضع في مسنده بعض الأحاديث فبعضهم يرى أنها ضعيفة وبعضهم يرى أنها موضوعة

 

ولذلك ألّف ابن حجر كتابه المعروف [ الذب المسدد عن مسند الإمام أحمد ]

 

فخلاصة القول :

 

أن ما يذكره هؤلاء الأئمة من أحاديث ضعيفة إن حكموا عليها فقد فعلوا فعلا حسنا وإن لم يحكموا عليها فإنهم أيضا فعلوا فعلا حسنا بحيث من يطلع على هذا الحديث ربما في مستقبل حياة الناس يوجد أحاديث أخرى تعضده

 

وابن حجر هنا بين أن هذا الحديث ضعيف وضعفه لأن مداره على شخص يقال له “ يعقوب بن الوليد ” هذا قال عنه الإمام أحمد وابن معين وغيرهما حكموا عليه بأنه كذاب “

وبالتالي فإن هذا الحديث لا يصح

 

لكن إيراده كما أسلفنا من باب جمع العلم لأنه ربما

وهنا فائدة أخرى :

لأنه قد يقول قائل بما أنه ضعيف  فلم يضعه ابن حجر ؟

هو رحمه الله يضع الأحاديث هذه الأحاديث لإفادة طالب العلم المبتدئ فإنه ربما يرى هذا الطالب في غير هذا المتن يرى هذا الحديث ولم يحكم عليه عالم لكن هنا لما يقرأ طالب العلم المبتدئ في كتاب صنف في أحاديث الأحكام ، لأن هذا الكتاب بلوغ المرام في أحاديث الأحكام إذا به يأخذ المعلومة كاملة وشاملة فيعلم ما هو الصحيح وما هو الضعيف الوارد في هذا الباب

 

ثم من المزايا عند ابن حجر رحمه الله أنه لا يستغني مع أنه عالم نحرير لا يستغني عن ذكر كلام العلماء السابقين من صححوا الحديث أو من ضعفوه

 

وهذا يعود بنا إلى ما ذكرناه سابقا من أنه لا غنى لأي عالم لا غنى له عن علم من سبقه فالأمة أمة تكاملية وبحاجة إلى علم كل شخص

 

فإنه رحمه الله إن لم يحكم على الحديث بنفسه أنه ضعيف قد يذكر قولا لأحد الأئمة وسيأتي شيء من هذا ومضى شيء من هذا

 

وهذا الحديث  لو صح إن فيه دليلا على ما قاله بعض العلماء من أن أعلى المراتب أن تنال رضا الله يلي ذلك أن تنال رحمة الله يلي ذلك أن تنال عفو  الله

فالرضا مقام عالي ، ولذلك الصحابة نالوا هذه المرتبة  (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ))

الرحمة التي ينالها العبد لا تكون في مقام رضا الله جل وعلا

العفو ينبئ عن تقصير لأن العفو هو محو الذنب وستره فيدل على تقصير

ثم هذا الحديث مع ما فيه من الضعف في سنده إلا أن فيه علة في متنه لمن تأملها

وهي : أنه قال : ((وَآخِرُهُ عَفْوُ اَللَّهِ )) فالعفو مذكور في آخر الوقت هذا يدل على أن من أخر الصلاة إلى آخر وقتها فإنه مقصر وهذا ليس بصحيح لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما أمَّه جبريل قال : ” الوقت ما بين هذين “

والنبي عليه الصلاة والسلام كما مر معنا في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وأحاديث أخرى صلى في اليوم الأول في أول الوقت وفي اليوم الثاني في آخر الوقت ، فلو أخذ بهذا الحديث فإن من يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها ولم يخرج وقتها بعد فإنه ملام ومقصر وهذا ينافي الأحاديث الأخرى