شرح كتاب ( بلوغ المرام ) ـ حديث 109
( باب الغسل )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
فقد قال الحافظ بن حجر رحمنا الله وإياه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ, ثُمَّ جَهَدَهَا, فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
زَادَ مُسْلِمٌ: «وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ»
هذا الحديث وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه يخالف الحديث السابق وهو حديث أبي سعيد
فمن فوائد هذا الحديث
بيان أفضل طريقة يجامع فيها الرجل زوجته
تلك الطريقة هي أن يجلس بين شعبها الأربع
والشعبة هي الناحية
تعريف الشعبة
لغةً : الناحية شعبة الشيء أي ناحيته
ما هي الشعب الأربع من المرأة ؟
قال بعض العلماء ساقاها وفخذاها
وقال بعضهم رجلاها وفخذاها
وقال بعض العلماء وهو الأقرب رجلاها ويداها
فإذا جاء زوجته وكان جلوسه بين رجليها وبين يديها فهذه هي أفضل طريقة للجماع ، وليس بلازم أهم شيء أن يكون الجماع في الفرج بأي طريقة كانت إن فعل هذا فبها وإن فعل غيرها فبها ،
أهم شيء أن يكون الجماع في موضع الحرث الذي هو الفرج
ولذلك قال عز وجل{ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ } البقرة 223
يعني من أي جهة تشاءون من أمامها من خلفها من جانبها أهم شيء أن يكون الجماع في موضع الحرث المنصوص عليه في الآية
وموضع الحرث
هو الفرج لا الدبر لأن الولد ينبت عن طريق الفرج لا عن طريق الدبر هذا هو الحرث
ولا يستدل بهذه الآية على جواز الجماع في الدبر لأن الجماع في الدبر ليس موضع حرث
ولذلك يقول عمر رضي الله عنه يقول { كنا معشر قريش نشرح النساء شرحاً }
الشرح
هو أن يأتي المرأة من خلفها ولكن في الفرج
فتزوَّج رجل امرأة من الأنصار فأراد أن يشرحها فأبت ، لأن هذا غير المعتاد عندهم فرُفعَ الأمرُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبيّن جواز هذا .
ومن الفوائد
أن قوله {ثُمَّ جَهَدَهَا} يدل على المعالجة والشدة ولو لم يكن فيه إنزال ومعلوم أن الرجل إذا أدخل ذكره في فرج امرأته فإنه يكون معالجاً لها ، فيكون هذا الحديث من أجل كلمة { ثُمَّ جَهَدَهَا }
ولرواية مسلم { وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ }
ولرواية { إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل }
وفي رواية { إذا لزق الختان الختان }
وفي رواية مسلم { ثم اجتهد }
فهذه الكلمات بجميع معانيها تدل على أنه إذا أدخل ذكره في فرج المرأة فإنّ الغسل يجب عليه لأنه إذا أدخل ذكره في فرجها فقد جهدها
لكن
ما هو هذا الذكر ؟
الحشفة: وهي مقدمة الذكر المحاطة بخيط من اللحم
ما الدليل ؟
رواية أبي داود { وغابت الحشفة } فإذا غابت الحشفة فيجب الغسل
إذا لم تغب الحشفة كلها ؟
فلا غسل
ولو قال قائل
إنه حال الجماع لا يلتصق ختان الرجل بختان المرأة فإن ختان المرأة أعلى من ختان الرجل في الفرج
فكيف يلتصق ؟
فالجواب عن هذا
أن التصاق الختان بالختان ليس المقصود منه بالإجماع أن يضع ذكره على ختان امرأته
ولو وضع الرجل ذكره على ختان امرأته وهي اللحمة التي في أعلى الفرج فإنه لا يجب الغسل
كيف والحديث يقول { إذا التقى الختانان } ؟
نقول رواية أبي داود بينّت {وغابت الحشفة }
فرواية أبي داود بيّنت ما المقصود من التقاء الختان بالختان
ومن الفوائد
أن هذا الغسل الواجب لابد فيه من اعتبار السن
فلو أنّ بنتا تزوجت بصبي وكان عمرها أقل من تسع سنين وعمره أقل من عشر سنوات ثم حصل غياب حشفته في فرجها فإنه لا غسل ، وإنّما يكون الغسل المأمور به إذا كان حاصلا من الذكر الذي بلغ عشر سنين والجارية أو البنت التي بلغت تسع سنين
لِمَ ؟
لأن عائشة رضي الله عنها قالت { إذا بلغت البنت تسع سنين فهي امرأة }
وأما بالنسبة إلى الذكر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في السنن { مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليه لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع } فدل هذا على أن عشر سنين مظنة الشهوة .
لو قال قائل
تصور لو أن مثلاً لو كانت البنت بلغت تسع سنين والصبي لم يبلغ عشر سنين
الغسل واجب على من ؟
على البنت
لو كان العكس هو بلغ عشر سنين وهي لم تبلغ تسع سنين فالغسل عليه لا عليها
ومن الفوائد
لو أنّه وهي صورة مفترضة وقد تقع ولكن يُعجب من وقوعها لو وقعت لكن هذا يدل على قدر حرص الفقهاء رحمهم الله على ضرب الأمثال لأنه قد يقع الناس فيختلفون
تصور لو أن الرجل لمّا ماتت زوجته جامعها فهل يجب عليه الغسل ؟
أمر لا تستسيغه العقول لأن هذا الوقت ليس وقت جماع وليس وقت شهوة لكن ربما يقع بعض الناس يقع على البهائم ، فإذا وقعت ليُعلم أنّ المرأة لمّا ماتت ستغسَّل ولو ماتت وقبل موتها كانت حائضا أو كانت جنباً فإن هذا الغسل الواحد يكفيها .
فلو أن شخص جامع زوجته بالليل ثم مات هو أو ماتت هي فلا يغسل أحدهما غسلين أو ماتت وهي حائض فلا تغسل غسلين وإنمّا غسل واحد
فالمرأة معروف حالها إذا جامعها زوجها وهي ميّتة معروف حالها لأن غسل الميّت سيجزئ عن هذا
لكن
بالنسبة للرجل قال بعض العلماء لا يلزمه غسل
لِمَ ؟
قال لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ثُمَّ جَهَدَهَا } وهي ميّتة
كيف يجهدها ؟ فأين الجهد الواقع عليها ؟
لا شيء
قال بعض العلماء يجب عليه الغسل وهو الصحيح وإنّما كلمة{ ثُمَّ جَهَدَهَا } لبيان الواقع
ما هو الواقع ؟
الواقع أن الرجل إذا أدخل حشفة ذكره في فرج زوجته أنه يجهدها ولا يعني ما يأتي من خلاف هذا الواقع من أن الزوج لا يجامع زوجته بعد الممات
ولذلك قال الأصوليون
{ إن الصورة النادرة تأخذ الحكم العام } هذه قاعدة أصولية
الصورة النادرة تأخذ الحكم العام
كيف ؟
تصور لو أنّ إنساناً هذه نادرة لا يمكن ، يمكن يحصل لكن نقول من أندر النوادر
الصورة النادرة تأخذ الحكم العام
تصور لو أن شخصاً لسعته عقرب فنزل منه مني بشهوة يجب عليه الغسل ؟
يجب
الصورة النادرة تأخذ الحكم العام مع أنها نادرة
ومن فوائد هذا الحديث
أنَّ في هذا الحديث قال { فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ }
قد هنا للتحقيق
ونحن يا إخوان لمّا نذكر بعض الفوائد البلاغية أو اللغوية أو الأصولية هذه تأخذها كقاعدة تسير من خلالها لمّا يمر بك نص من النصوص الشرعية تأخذ هذه الفائدة لتمر معك في هذا الحديث أو في غيرها ربما تمر بك هذه الفائدة تحت آية
ولذلك لا يتأصّل طالب العلم إلا إذا نزَّل المسائل على القواعد وربط النصوص الشرعية الواردة في الكتاب وفي السنة على الواقع وربط العلم بعضه ببعض لأن العلم لا يتجزأ ، سواء كان في اللغة أو في الفقه أو في الحديث أو في التفسير لأن القرآن نزل بلغة العرب والنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بلسان عربي .
والتفسير من أين أخذ ؟
من القرآن والسنة
الفقه من أين أخذ ؟
من القرآن ومن السنة
والسنة التي هي الحديث من أين أخذت ؟
من القرآن والسنة
فلا انفكاك من العلوم الشرعية واللغة العربية
لا انفكاك لبعضها عن بعض
من الفوائد
أن قوله صلى الله عليه وسلم { فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ }
أنّ قد حرف توكيد يؤكد الحكم
ما هو الحكم هنا ؟
وجوب الغسل
و{قد} في اللغة ترد على ثلاثة معانٍ هذه المعاني تفهم من حسب السياق
فإذا مرت بك ( قد )
في القرآن أو في السنة أو في كلام العرب فإنها لا تخلو من واحد من هذه المعاني :
1ـ إمّا أن تكون {قد} للتحقيق
كما قال عز وجل { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } المؤمنون1 أي تحقق فلاحهم
2ـ بمعنى التقريب
قرب الشيء تقول قد قامت الصلاة أي قرب قيامها
3ـ تأتي {قد} للتقليل تقول قد ينجح الكسلان
فنجاح الكسلان قليل
ومعناها هنا { فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ } تحقيق وجوب الغسل على من أدخل حشفة ذكره في فرج امرأته
ومن فوائد {قد} على وجه العموم
أنها إذا دخلت على الفعل الماضي قربت حدوثه { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } المؤمنون1
أفلح : فعل ماضي
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} يعني تحقق فلاحهم وقرب وقوعه
ومن الفوائد
أن الوجوب في الحديث فإنّه إمّا أن يكون
الملزم
وإمّا أن يكون
المتأكد
قوله صلى الله عليه وسلم { غسل الجمعة واجب على كل محتلم }
قال هنا واجب والقول الصحيح أن غسل الجمعة سنة مؤكدة
وسيأتي بيان هذا إن شاء الله إذا مر بنا الحديث
فيكون معنى الوجوب هنا في هذا الحديث تأكيد يعني من المتأكد الغسل في حق من حضر صلاة الجمعة كما لو قلت لشخصٍ دينك واجب علي قضاؤه
أي متأكد علي أن أقضيه وليس بملزم
لِمَ ؟
لأنه قد يعفو عنه
والمعنى الثاني في كلمة الوجوب في الحديث تكون بمعنى الملزِم كما هنا {فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ}
يعني لزم الغسل في حق من أدخل حشفة ذكره في فرج امرأته
ومن الفوائد
أنه قال { فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ } الغُسلُ أي غسل ؟
الغسل المعهود في الشرع مما يكون في ذهن الإنسان المسلم
ما الذي أدرانا ؟
أدرانا {ال} التي في الغسل { غسل _ الغسل }
{ال} مر معنا في البلاغة أن لها أنواعا متعددة في البلاغة لا نريد أن نستطرد في تلك المعاني
لكن نقول {ال} هنا في الغسل للعهد هناك
لام جنسية
لام عُرفية متعددة
هنا في هذه الكلمة الغسل هي اللام التي للعهد اللام العهدية
ولتعلم أن اللام العهدية ثلاثة أنواع ، أنواع {ال} كثيرة نحن نتحدث عن قسم من أقسام {ال}
ما هو ؟
ال العهدية
ال العهدية لها ثلاثة أقسام :
1ـ ال العهدية الذهنية مثل : { فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ } يوسف7
الذئب هنا هو الذئب المعهود في الذهن كما لو قلت حضر الآمين هكذا لم تصرح باسمه لكنك قلت كلمة فيها ال يعرف المخاطب أنه فلان هنا ال العهدية الذهنية
2ـ النوع الثاني : ال العهدية الحضورية قوله { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } المائدة3
اليوم {ال} في اليوم للعهدية الحاضرة يعني في هذا اليوم الذي حضر فيه نزول هذه الآية في يوم عرفة
3ـ هناك ال العهدية الذكرية يعني المذكور في السياق قوله عز وجل { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً{15} فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } المزمل15ـ16
{ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ }
الرسول هنا مذكور في السياق أم أنه في الذهن أم أنه في الحضور ؟
في السياق
من الذي أُرسل إلى فرعون ؟
موسى
إذن لمّا قال { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ }
يدل على ماذا ؟
يدل على أن هذا الرسول ليس بيوسف ولا بعيسى ولا بمحمد عليهم الصلاة والسلام وإنما هو موسى .
هنا { فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ }
أيّ نوع من أنواع ال العهدية ؟
ال العهدية الذهنية وهو ما علق في الذهن مما ورد في الشرع من صفة هذا الغسل
ومن الفوائد
أن الرواية التي أتت { وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ } هذه يستفاد منها ما يسمى في البلاغة
بالتتميم عند البلاغيين
التتميم في العبارة أوضح من الاحتراز
الاحتراز من ماذا ؟
نعطيكم مثالا تلك المرأة التي مدحت زوجها فقالت زوجي كما في حديث أم زرع { زوجي المس مس أرنب ــ يعني أنه ناعم كنعومة جلد الأرنب ــ والريح ريح زرنب ــ يعني أن رائحته طيبة ـ وأنا أغلبه والناس يغلب } أتت بكلمة ( والناس يغلب ) حتى لا يفهم أنّه ضعيف لكن لكرم سجاياه أنا أغلبه فيتواضع لي فأغلبه لا لضعف فيه وإنّما لكرمه ولذلك إذا خرج للناس فإنه يغلبهم
فهذا من باب الاحتراز في هذا الحكم على هذا الرجل .
هنا قال «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ, ثُمَّ جَهَدَهَا, فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»
كلمة الإجهاد يدل على الجماع وهو إدخال الذكر في الفرج ولو لم ينزل لكن ليس أحد يفهم هذا لكن لمّا جاءت كلمة { وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ } كانت أوثق وآكد في هذا الحكم
فهذا الحديث وهو حديث أبي هريرة يعارض في الظاهر حديث أبي سعيد السابق { الماء من الماء } فخلاصة القول في الحديثين إذا أدخل الرجل حشفة ذكره في فرج امرأته ثم نزع ذكره ولم ينزل
هل يجب عليه غسل أم لا ؟
بعض العلماء وهم قلة قالوا لا يجب عليه الغسل إنّما الماء الذي هو الغسل سببه نزول المني
استدلالاً بحديث { الماء من الماء }
وأكثر أهل العلم يقولون متى ما جامعها ولو لم ينزل فإنه يجب عليه الغسل وهذا هو الصحيح وبما أن هذا هو الصحيح
بم يجاب عن حيث أبي سعيد { الماء من الماء}؟
يجاب عنه بجوابين :
الجواب الأول
أن حديث أبي سعيد منسوخ يعني كان في أول الإسلام بدليل ما جاء في المسند { أن سلمان رضي الله عنه قال : كان ترك الغسل من جماع المرأة أول الإسلام رخصة ، ثم أُمر به }
هذا الحديث يدل على أنه كان في أول الإسلام يتسامح في ذلك ويؤكده أو يتوافق معه من حيث السياق ما جاء عند البخاري من حديث عتبان بن مالك لمّا طرق عليه النبي صلى الله عليه وسلم خرج ولم يكمل جماع زوجته فقال صلى الله عليه وسلم { إذا أعجلت أو أقحطت ــ يعني إذا جامعت زوجتك ولم تنزل منياًــ فعليك بالوضوء } هذا هو الجواب الأول .
الجواب الثاني :
وهو أحسن من الجواب الأول أن يقال
حديث أبي سعيد { الماء من الماء } هذا إذا كان في المنام لما سيأتي معنا { هل على المرأة غسل إذا هي احتلمت قال : نعم إذا رأت الماء }
ولذا لو أن الإنسان جامع في احتلامه في منامه ولم ينزل منياً مع أنّه جامع جماعاً صريحاً ولم يخرج منه مني لمّا استيقظ فلا غسل عليه لحديث أبي سعيد { الماء من الماء }
ولذا حديث أبي سعيد على هذا الوجه لو أنه لم ير جماعا فاستيقظ فرأى أنه مني
فنقول { الماء من الماء } فيجب عليك الغسل هذا هو التوجيه الأخر لحديث أبي سعيد
لو جامع زوجته ولم ينزل فصلى فإنّ صلاته غير صحيحة لأنه لم يغتسل
لكن لو أتانا شخص يجهل هذا الحكم وقال : لي سنين وأنا أصنع هذا
فنقول : هذا جهل يعذر به ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر ذلك الرجل الذي أساء في صلاته
لم يأمره بإعادة ما مضى من الصلوات وإنّما أمره أن يعيد الصلاة الحاضرة التي لم يخرج وقتها
فنقول له لو كان جاهلاً فيما مضى لا آثم عليك لكن هذه الصلاة التي لم يخرج وقتها عليك أن تذهب فتغتسل ثم تصلي .
ذكر بعض العلماء أنّ حديث { الماء من الماء }
هذا يفهم منه أنه إذا لم ينزل المني فإنه لا غسل عليه لكن نقول حديث أبي هريرة منطوق قال { وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ }
والقاعدة في الأصول تقول
{ المنطوق مقدمٌ على المفهوم }
ما هو المنطوق ؟
الصريح { وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ }
بينما المفهوم من حديث أبي سعيد { الماء من الماء } يعني الغسل واجب على من أنزل الماء الذي هو المني ففهم منه أن من لم ينزل في جماع زوجته لا غسل عليه هذا مفهوم لكن حديث أبي هريرة منطوق والمنطوق كما في القاعدة في أصول الفقه
المنطوق مقدمٌ على المفهوم .