شرح دروس البلاغة الفائدة ( 1 ) ( الفصاحة والبلاغة والبيان )

شرح دروس البلاغة الفائدة ( 1 ) ( الفصاحة والبلاغة والبيان )

مشاهدات: 455

شرح دروس البلاغة

الفصاحة والبلاغة والبيان

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

الفائدة البلاغية الثانية

أن الفصاحة والبيان يُحمد عليه العبد ، هذا من حيث الأصل ، فكون الإنسان يبين ما في نفسه ويفصح عما في قلبه ، لا شك أنه شيء يحمد عليه ، وهي من النعم ، إذ لم يجعله الله أخرس ، قال تعالى {الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4} فيفصح عما في نفسه : أحضر لي طعاما ، أحضر لي شرابا ، تحرك يا فلان ، إذاً أبان ما في نفسه .

أما البلاغة والفصاحة في مصطلح اللغة فهي من حيث الأصل لا تحمد ولا تذم ، وإنما ينظر إلى متعلقها ، فإن الفصاحة قد تكون وبالا على صاحبها ، ولذا في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ( إن من البيان لسحرا ) وقال عليه الصلاة والسلام ( أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان) فقد يدعو بفصاحته وبلاغته إلى باطله .

إذاً من حيث هذا المتعلق مذموم ، لكن لو أنها تعلقت بشيء محمود كأن يكون فصيحا بليغا يوضح أحكام الشرع ويدعو إلى الخير، فهو يحمد عليه ، ولذلك أعطي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم .