شرح دروس البلاغة ( علم المعاني (3) [ المسند إليه وأحكام تتعلق به (3)

شرح دروس البلاغة ( علم المعاني (3) [ المسند إليه وأحكام تتعلق به (3)

مشاهدات: 480

البلاغة

علم المعاني 3

المسند إليه (3 )

أحكام تتعلق بالمسند إليه

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قلنا فيما سبق :

إن المسند إليه من حقوقه :

أن يكون معرفة لأنه هو المحكوم عليه ، والمحكوم عليه لابد ان يكو ن معلوما

لكن قد يجوز التنكير لهذا المسند إليه لأغراض شتى :

من بين هذه الأغراض :

التكثير والتقليل:

ـــــــــــــ

مثاله :

قوله تعالى عن إبراهيم لما  قال لأبيه : (( إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ))

المسند إليه  :عذاب

وهذا العذاب محتمل ان يكون كثيرا ويحتمل أن يكون قليلا

ومن الأغراض :

قصد النوعية :

ـــــــــــــــــــــــــ

مثاله :

لكل داء دواء

المراد من التنكير هنا : أي لكل نوع من  الداء نوع من الدواء

ومن أغراض  تنكير المسند إليه :

إخفاء الأمر :

ـــــــــــــــــــــ

كأن تخاطب شخصا وتقول له :

لقد قال رجل : إنك انحرفت عن الصواب

المسند إليه :

رجل

فأخفي اسمه حتى لا يناله أذى

ومن الأغراض :

التعظيم والتحقير :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

كقول الشاعر :

له حاجبٌ عن كل أمر يشينه

وليس له عن طالب العرف حاجبُ

أين المسند إليه ؟

حاجب

فهو محتمل : إما أن يكون تعظيما أو تحقيرا :

فإن قصد بالحاجب : الحاجب الحسي فهو تحقير

وإلا أريد التعظيم

وهناك أغراض أخرى تتضح من السياق :

ومن المسائل : المتعلقة بالمسند إليه :

أن المسند إليه من حقه أن يقدم ، أن يقدم على المسند

وتقديمه لأحقيته يكون لدواع شتى :

من بينها :

ـــــــــــــــ

تعجيل المسرة :

ـــــــــــــــــــــــــ

كقولك مثلا لجاني  :العفو صدر لك

ولم تقل : صدر لك العفو

فقدم المسند إليه لتعجيل المسرة

ومن الأغراض :

تعجيل الإساءة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كقولك : القصاص حكم به عليك

ومن الأغراض :

ـــــــــــــــــــــــــ

التلذذ :

ــــــــــ

كقول المعشوق الهائم في عشقه :

ليلى وصلت

ومن الأغراض :

التبرك :

ــــــــــــــــــــــ

مثاله :

بسم الله اهتديت به

ومن الأغراض :

شمول النفي :

ـــــــــــــــــــــــ

وضابطه :

أن تتقدم  أداة العموم على أداة النفي :

كل ظالم لا يفلح

فعندنا : كل : أداة عموم تقدمت على أداة النفي لا

فالمعنى يكون : لا يفلح أحد من الظلمة

فيكون شمول النفي نفيا لكل فرد

بشرط : أن تكون أداة العموم غير معمولة لما بعدها

كقولك : كلَ ذنب لم أصنع

فـ ” كل  ” هنا معمولة للفعل أصنع

وهي  منصوبة على المفعولية

وأصل الكلام :

لم أصنع كل ذنب

فإن كانت كذلك فتفيد نفي الشمول

فيحتمل : نفي  كل  فرد

ويحتمل : ثبوت البعض

ومن ضوابط نفي الشمول غير هذه المسألة :

أن تتقدم أداة النفي على أداة العموم :

كقولك : ما كل آرائك تدعو إلى الرشد

فما الذي تقدم هنا ؟

أداة النفي ” ما ”

تقدمت على أداة العموم ” كل ”

لو سئلت : على ضوء ما ذكرنا آنفا : أن نفي الشمول  يحتمل نفي كل فرد ويحتمل ثبوت البعض

فهذا المثال المذكور :

ما كل آرائك تدعو إلى الرشد

يحتمل ماذا ؟

هي يحتمل نفي  كل فرد أم يحتمل ثبوت البعض ؟

يكون  : احتمال ثبوت البعض .

هنا مثال عليه سؤال :

قوله عز وجل : (( إن الله لا يحب كل مختال فخور ))

هل هذا أولا شمول نفي أو نفي شمول ؟

نفي شمول

لماذا ؟

لأن أداة النفي ” لا “ تقدمت على أداة العموم ” كل “

فهنا : هل هو لثبوت البعض أو نفي  كل فرد ؟

 

قوله تعالى : (( إن الله لا يحب كل كفار أثيم )) فيحب المجاهد المختال في الحرب كما صح بذلك الحديث

ومن الأغراض :

أغراض  تقديم المسند إليه :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سلوك سبيل الرُقِي :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحو :

 هذا الكلام صحيح فصيح بليغ

فلو قلت مثلا :

هذا الكلام فصيح بليغ

لا يحتاج إلى ذكر صحيح

وإذا قلت بليغ : لا يحتاج إلى ذكر فصيح

إذاً : درجات الكلام :

الصحة

ويعلوه : فصاحة

ثم : البلاغة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذاً  هذا هو حق  المسند إليه أن يكون مقدما وتقديمه لهذه الأغراض

وقد يقتضي المقام تأخيره وتقديم المسند عليه  .

تقريب الضبط :

أن المحكوم عليه هو المسند إليه

وأن المحكوم به هو المسند

أعيد :

وهي من باب التذكير:

ـــ أن المسند إليه يكون:

ــ  فاعلا

ــ أسماء النواسخ

ــ المبتدأ الذي له خبر

ــ المفعول الأول لظن وأخواتها

ــ المفعول الثاني لـ” أرى ” وأخواتها

ــ نائب الفاعل .

هذا هو المسند إليه

فإذا لم تستطع معرفة المحكوم عليه من المحكوم به فعليك أن ترجع إلى هذه الأشياء .

فعندنا :

المسند إليه من حقه التقديم ودواعي تقديمه ذكرت

لكن قد يقتضي التأخير وتقديم المسند

سيأتي في  مسائل المسند

وبهذه المسألة ينتهي الحديث عن  مسائل وفوائد المسند إليه