شرح علم البلاغة ( الفائدة 3 ) ( شروط الفصاحة )

شرح علم البلاغة ( الفائدة 3 ) ( شروط الفصاحة )

مشاهدات: 500

شرح دروس البلاغة

شروط الفصاحة

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .

أما بعد :

الفائدة البلاغية

الفصاحة في الكلام لا يمكن أن تتم إلا إذا توفرت أشياء ، من بين هذه الأشياء :

أن تكون هذه الكلمة سهلة في النطق يسيرة على السمع ، فإذا نطق بها الإنسان كانت يسيرة ، وإذا سمعها السامع كانت أيضا يسيرة ، فإن كانت سوى ذلك فإنها ليست بفصيحة ، ومثلوا على ذلك بكلمات ، من بينها ( هُعْخُع ) فتجد أن هذه الكلمة صعبة النقط ، وعسيرة السمع على الأذن و ( هُعْخُع ) هو نبت نرعاه الإبل .

ومن الشروط في فصاحة الكلام :

ألا يؤتى بكلمة تحتمل أكثر من معنى وليس ثمت قرينة ، حتى لا يتشتت ذهن السامع  ، لو قلت ( عزرت زيدا )

كلمة ( عزر ) يراد منها التعظيم ويراد منها الإهانة ، فإذا قلت : عزرت زيدا ” فهذا السامع ما يدري ، هل عزرت بمعنى أهنته وهو التأديب ، أم التعظيم ، فعزرت زيدا أي عظمته ، فمثل هذا الكلام ليس بفصيح ، ولذلك لما أتت في كلام الله سبحانه وتعالى ذكر قرينة تدل على معنى ، قال تعالى { فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ }الأعراف 157 ، ففهم الآن من التعزير أنه التعظيم ، بقرينة النصرة ، وكما في قوله تعالى { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }الفتح9 .

الفائدة البلاغية الخامسة

يضاف إلى ما سبق :

أنه يشترط لفصاحة الكلمة ألا تكون كلمة يُحتاج إلى معرفة معناها بالتنقيب العسير في كتب اللغة ، فإن كانت كذلك فلا تسمى كلمة فصيحة ، كقول أحدهم [ ما لكم تكأكأتم عليَّ كتكأكئكم على ذي جِنة ] معناها : ما لكم اجتمعتم عليَّ كاجتماعكم على مجنون ، ولا شك أن المجنون فيما سبق يُجتمع عليه ، ولذا يقول أبو هريرة رضي الله عنه ( كنت أسقط من الجوع عند حجرات النبي صلى الله عليه وسلم فتأتي عليّ الأعراب وتجتمع عليَّ وتقول هذا مجنون .