شرح كتاب التوحيد
( 65 )
[ باب لا يُستشفع بالله عز وجل على خلقه ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : جَاءَ أعرابي إلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَتْ الأَنْفُسُ وجَاعَ الْعِيَالُ وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا ربَّكَ فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ باللَّهِ عَلَيْكَ وبِكَ عَلَى اللَّهِ فَقَالَ النَّبِيُ صلى الله عليه وسلم «سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ» فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِى وُجُوهِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ قالَ صلى الله عليه وسلم: وَيْحَكَ أَتَدْرِى مَا اللَّهُ؟ إنَّ شَأنَ اللهِ أَعظَمُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللَّهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ» وذكر الحديث، رواه أبو داود
من الفوائد:
1 ـ هذا الحديث له تتمة قال: المؤلف رحمه الله وذكر الحديث وتتمته قال: «إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ لَهَكَذَا » وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ بِالرَّاكِبِ»
2 ـ أن هذا الحديث قد تكلم بعض العلماء في سنده كالألباني رحمه الله وحتى لو قيل بضعفه فإن معناه تشهد له الأحاديث والنصوص الأخرى.
3 ـ أن قول هذا الأعرابي:«هَلَكَتْ الأَنْفُسُ» يدل على أن الأبدان يصيبها الضعف بسبب ضعف النفوس، وذلك لأن القحط يوهن النفوس ، وإذا وهنت النفوس وهنت الأبدان، قال عز وجل عن المطر: ﴿ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) ﴾[الروم 49] يعني آيسيين.
4 ـ أنه يجوز التوسل بدعاء الصالحين لا بذواتهم ، وهذا في حياتهم أما بعد مماتهم فلا يجوز ، ويستوي في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ن ولذا لو جاء شخص إلى قبره صلى الله عليه وسلم وقال: «ادع الله أن ينزل علينا المطر» كان هذا شركا،ولذا فإن الصحابة رضي الله عنهم لما كانوا في عهد عمر وحصل القحط لم يستسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وإنما طلبوا من العباس رضي الله عنه أن يستسقي لهم بمعنى أن يدعو الله لهم ، وقد مر معنا أنواع التوسل.
5 ـ أن منزلة الشافع أقل من منزلة المشفوع عنده، لأنه لو كان الشافع أعلى من المشفوع عنده لما احتاج إلى الشفاعة، ومعلوم بالضرورة أن الله أعلى وأجل من كل مخلوق، فقول الأعرابي:«فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِكَ عَلَى اللَّهِ» جائز، لأنه توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وأما قوله: «فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ باللَّهِ عَلَيْكَ» غير جائز لأن مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست كمرتبة الله، فالله أعلى من مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يقول: يا الله كن لنا شفيعاً عند النبي صلى الله عليه وسلم.
6 ـ أن تسبيحه صلى الله عليه وسلم يدل على أن الإنسان إذا سمع في الله مالا يليق به أن يقول سبحان الله سبحان الله!.
7 ـ أن الصحابة رضي الله عنهم يحبون النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا تأثروا لما رأوا الكراهة في وجهه.
8 ـ أن كلمة «وَيْحَكَ» يراد منها الترحم، وهي تختلف عن كلمة ” ويلك” وذلك لأن هذا الأعرابي كان جاهلا فمثل هذا يترحم لحاله ، ولذا قال:«أَتَدْرِى مَا اللَّهُ؟ إنَّ شَأنَ اللهِ أَعظَمُ مِنْ ذَلِكَ» .
9 ـ أن عرش الله عز وجل فوق السماوات وهو كالقبة للمخلوقات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ