( مختصر فقه المعاملات ) [ 8 ] ( كتاب البيوع ) [ 8 ] ( باب العرايا )  

( مختصر فقه المعاملات ) [ 8 ] ( كتاب البيوع ) [ 8 ] ( باب العرايا )  

مشاهدات: 447

( فقه المعاملات )

( 8 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

[ كتاب البيوع ] 

( 8 ) 

 (باب العرايا)

مسألة :

 [ العرايا : وهي أن يُشترى الرطب على رؤوس النخل بالتمر بشروط ]

الشرح :

لو بيع ( صاع تمر ) بـ( صاع تمر ) وكان التسليم في مجلس العقد فإن البيع صحيح ، لكن لو بيع ( صاع تمر ) بـ( صاع من الرطب )

فإنه لا يجوز ، ولِمَ ؟

لأن التساوي هنا متعذر ، لأن الرطب يؤول إلى أن ييبس ،

 وإذا يبس فإنه ينقص ،

ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن بيع الرطب بالتمر قال عليه الصلاة والسلام

( أينقص الرطب إذا جف ؟

قالوا : نعم يا رسول الله ، فنهى عنه عليه الصلاة والسلام ) ، ومن ثم نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن المزابنة ، والمزابنة : هي أن يباع الرطب بالتمر ، لكن رخص الشرع من المزابنة العرايا .

أولاً :

 [ ألا يوجد عنده سوى التمر ]

الشرح :

فإذا أراد أن يشتري الفقير رطباً على رؤوس النخل فيجوز بهذه الشروط ، هذا هو الشرط الأول ألا يكون عنده مالٌ سوى التمر .

ثانياً :

 [ أن يكون خمسةً أوسق فأقل،والوسق ستون صاعاً ]

الشرح :

فلابد إذا اشترى أن يشتري بهذا المقدار فأقل ، وهو خمسة أوسق ، والوسق : ستون صاعاً ، وستون في خمسة : ثلاثمائة [  60x   5=300] ، فله أن يشتري ثلاثمائة صاع من الرطب ، أما ما زاد فلا يجوز ، وكل هذه الشروط دلت عليها الأدلة .

ثالثاً :

[ أن يكون هذا الرطب بقدر التمر عن طريق الخراصة ]

الشرح :

فلا بد أن يكون هناك الخراصة وهي التخمين ، وذلك أن يأتي ( خارص حادق ) فيقول : إن هذا الرطب الذي على رؤوس النخل لو جف يساوي من التمر ( مائتي صاع ) .

رابعاً :

[ أن يكون محتاجاً للتفكه بالرطب ]

الشرح :

أن يكون محتاجاً للتفكه بالرطب .

صورة المسألة : هذا الفقير يحتاج إلى أن يتفكه في هذا العام بهذا الرطب ، أما لو أنه اشتراه بتمر عنده وترك ما على رؤوس النخل ، حتى أتمر فلا يجوز ، لأن المراد هنا دفع الحاجة عن الفقير بحيث يتفكه مع الناس في أكل الرطب .

خامساً :

[ أن يكون الرطب على رؤوس النخل ]

الشرح :

أن يكون على رؤوس النخل ، فإن كان في أوانٍ فلا يجوز .

سادساً :

[ أن يحصل القبض قبل التفرق فالتمر بقبضه ونقله ، والنخل بتخليته ]

الشرح :

: فلا بد أن يحصل القبض قبل التفرق ، وإلا وقعنا في الربا ، فكيف يحصل القبض ؟ قبض مافي الأرض سهل ، لكن قبض مافي رؤوس النخل يكون بتخليته بحيث أن البائع يترك المشتري مع النخل يتصرف فيه فإذا تمت هذه الشروط فإنه يصح هذا البيع ،

وهو بيع العرايا وهي مستثناة من نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن بيع المزابنة وهو أن يباع الرطب بالتمر .

مسألة :

 الصحيح جواز بيع التمر بالرطب بالشروط السابقة ، وكذا في غير النخيل كالزبيب بالعنب .

الشرح :

العرايا مستثناة من المزابنة التي هي بيع الرطب بالتمر ، هل يقاس غير الرطب على الرطب ؟ مثال : إنسان عنده زبيب ويريد أن يتفكه بالعنب على رؤوس الشجر ، اختلف العلماء والراجح أنه يجوز فيجوز أن يشتري عنباً بزبيب ، مع أنه لو بيع صاع زبيب بصاع من العنب ـ العنب مآله إلى أن يجف ـ فإذا جف نقص عن مقدار الصاع فيحصل الربا ، فيجوز أن يباع الزبيب بالعنب بالشروط السابقة .

ضابط :

[ فروع الأجناس أجناس ]

فمثلاً : لحم الإبل جنس ، ولحم البقر جنس ، لكنهما يتفقان في الوزن والطعم فيشترط القبض فقط ، فإذاً البر مثلاً لا يجوز بيعه ببر آخر سواء كان حباً ، أو دقيقاً إلا بالشرطين :

(1) القبض . (2) التساوي .

الشرح :

فروع الأجناس أجناس ، فعندنا اللحم ، هناك لحم بقر ، ولحم غنم ، ولحم إبل ، فلحم البقر إذا أردنا أن نبيع كيلو من لحم البقر بكيلو من لحم البقر ،

يشترط أمران :

أولاً : التساوي .     

 ثانياً : القبض قبل التفرق .

أما لو بيع كيلو لحم غنم بكيلو ين لحم إبل ،

يجوز بشرط القبض قبل التفرق لِمَ ؟

لأن الأجناس اختلفت هنا ، هنا لحم غنم ، وهنا لحم إبل ، لو أنه باع كيلو من لحم الغنم بكيلو ين من لحم الإبل إلى يوم ، لا يصح ، لِمَ ؟

لافتقاد الشرط وهو القبض قبل التفرق ، من ثم فكما أسلفنا أنه لو بيع الشيء بجنسه مهما كان على أي حال لا بد من شرطين : التساوي ، والقبض قبل التفرق ، ولذا لو أنه باعه كيلو قمح بكيلو دقيق من القمح ، يشترط القبض قبل التفرق مع التساوي ، لو أنه باع صاع حب من القمح بصاع دقيق من القمح ، كلاهما قمح ، هنا صاع وصاع وحصل القبض قبل التفرق ، كلاهما قمح ، لكن صاع وصاع وحصل القبض قبل التفرق ، هل يصح ؟ لا يصح ، لِمَ؟ لأنه لم يحصل التساوي فهذا دقيق وهذا حب .

ضابط :

[ لا يجري الربا في الحيوان إذا كان حياً ] .

الشرح :

فيجوز أن تبيع ناقة بناقتين ، حتى ولو إلى شهر أو إلى شهرين ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يشتري البعير بالبعيرين وبالثلاثة إلى أن تأتي الصدقة ، فمادام الحيوان حياً فلا يجري فيه الربا على الصحيح .

مسألة :

صاعً من التمر بصاع آخر وريال فلا يجوز ، وهذه المسماة عند الفقهاء بمد عجوة ودرهم بمد عجوة .

الشرح :

النبي عليه الصلاة والسلام ( نهى أن يباع الذهب ومعه خرز بذهب آخر حتى يفصل )

وهنا مايسمى عند الفقهاء بمد عجوة ودرهم بمد عجوة ،

فلو أن هناك قمحاً جيداً ، وهناك قمحاً يقل في الجودة ، فقال : أبيعك هذا القمح ، وهو الصاع الجيد بصاع من عندك قمح ، لكن من أجل الفرق بين جودة هذا وهذا تعطيني عشرة ريالات هذا لا يجوز ، فإذا بيع الجنسان المتفقان كـ(تمر)بـ(تمر) أو (قمح)بـ(قمح) أو (أرز)بـ(أرز) لا يجوز أن تجعل مع أحدهما شيئاً آخر .

مسألة :

العبرة بكون الشيء مكيلاً عند أهل المدينة ، والميزان ميزان أهل مكة .

الشرح :

لقوله عليه الصلاة والسلام :

( المكيال مكيال أهل المدينة ، والميزان ميزان أهل مكة ) .

مسألة :

 بيع الدين على الغير لا يجوز ، أما بيع الدين على من هو في ذمته فجائز بشرطين :

أولاً :

[ أن تكون قيمة المبيع مطابقة للدين أو أقل ] .

ثانياً :

[ القبض قبل التفرق إذا كانت المعاوضة فيما يجري فيه الربا ] .

الشرح :

هذا ما يسمى ببيع ( الكالئ ) بـ( الكالئ ) جاء فيه حديث لكنه ضعيف ، لكن الأمة مجمعة على ماذكر .

صورة المسألة : وذلك أن يبيع الدين الذي له على فلان لشخص آخر ، [ مثال] محمد يطالب خالد بعشرة آلاف ريال فيقول محمد ليحيى اشترى مني ما في ذمة خالد ، هذا لا يجوز ، بيع الدين على شخص آخر لا يجوز مطلقاً ، لما ؟ لأن فيه محاذير من بينها ، أنه قد لا يقدر على تسليمه .

إذاً لو باع الدين لشخص فإنه لا يجوز ، لكن لوباع الدين على من هو في ذمته .

هنا محمد وخالد ، خالد عليه عشرة آلاف ريال ،

قال محمد لخالد : أعطني أرضك مقابل هذه العشرة آلاف فجائز .

بيع الدين لمن هو في ذمته جائز ، أما بيع الدين لشخص آخر فلا يجوز .

بيع الدين لمن هو في ذمته جائز ، لكن بشروط :

أولاً :

[ أن تكون الأرض مساوية لهذا الدين ]

وهو عشرة آلاف ريال على المثال السابق ، فإن كانت قيمة الأرض أكثر فلا يجوز ، لكن لو كانت قيمة الأرض بستة آلاف ريال فيجوز لأنه هنا لم يظلم المدين .

فإذاً لا بد أن تكون السلعة التي تقابل الدين بنفس قيمة الدين أو أقل .

ثانياً :

[ ويشترط شرطا آخر إذا كان هذا التعامل فيما يجري فيه الربا وهو القبض قبل التفرق ]

الأرض مع الدراهم لا يشترط فيها القبض قبل التفرق ، لأنها ليست من أصناف الربا ، لكن لو قال عندك عشرة آلاف ريال ، أشتري منك كيلو هذا الذهب ، هنا يجري الربا ،

لكن نقول يشترط القبض قبل التفرق

لو كان عنده كيلو من الذهب في ذمته ، وعنده عشرة كيلوات من الفضة ، قال أشتري منك عشرة كيلوات من الفضة ، فنقول يجوز بشرطين :

( 1 ) أن تكون قيمة هذه الفضة كنفس قيمة الذهب .

( 2 ) أن يكون هناك قبض قبل التفرق ،

وهذا يجري كثيراً بين الناس .