من الفوائد البلاغية ( 62 ) ( التقييد بالمفاعيل ونحوها ( الحال والتمييز ) )

من الفوائد البلاغية ( 62 ) ( التقييد بالمفاعيل ونحوها ( الحال والتمييز ) )

مشاهدات: 889

من الفوائد البلاغية : التقييد بالمفاعيل

فضيلة الشيخ

زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفائدة البلاغية :

ــــــــــــــــــــــــ

 

فكما أسلفنا ونحن نكرر من باب ترسيخ المعلومة أكثر:

أن علم البلاغة له ثلاثة فنون :

علم المعاني

علم البيان

علم البديع

نحن نتحدث عن علم المعاني ولازلنا فيه

 

وعلم المعاني يبني على أصلين :

مسند ومسند إليه

المسند : هو المحكوم به

المسند إليه : هو المحكوم عليه

 

تقول :

قام زيد: المحكوم عليه زيد هو المسند إليه

قام : هو المحكوم به فهو المسند

 

إذا أتى المسند والمسند إليه في  جملة ولم يزد عليهما فهذا تسمى بجملة إطلاق أو بالجملة المطلقة

لكن إن أتى ما هو زائد على المسند والمسند إليه فهذا يسمى بالتقييد أو بالجمة المقيدة مقيدة على حسب ما قيدت به

 

التقييد يكون بأمور :

يكون كما مر معنا بالتوكيد

بالعطف

بالصفة

بالشرط

بالنفي

النواسخ

 

ويكون أيضا :

كما هو درسنا وهي فائدتنا :

التقييد بالمفاعيل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تقييد المسند أو المسند إليه بالمفاعيل

 

ولذلك لماذا يقيد المسند أو المسند إليه بالمفاعيل ؟

للبيان والتوضيح

كيف ؟

إما لبيان نوع الفعل

أو لبيان من وقع عليه الفعل

أو لبيان ما وقع فيه الفعل

أو لبيان ما من أجله وقع الفعل

أو لبيان مقارنة الفعل

إذاً :

تقيد بالمفاعيل الخمسة

ما هي المفاعيل الخمسة التي ذكرتها لكم؟

إما المفعول المطلق  : لبيان نوعه

أو المفعول به   : من وقع عليه الفعل

المفعول فيه : هو من وقع فيه الفعل

المفعول له أو لأجله من أجله وقع الفعل

المفعول معه : مقارنا معه

 

أمثلة :

تقول : سرت سير زيد

سير : أنت الآن قيدت هذا السير قيدته لبيان نوع هذا السير وهو كسير زيد

تمشي مشية الحمامة

بينت مشيه وأن نوع مشيه كمشية الحمامة

 

ضرب زيدٌ عمراً :

لآن تبين أن الضرب وقع على من ؟

على عمرو

هذا هو المفعول به

تقول :

جلست في المسجد

الآن تبين الجلوس الذي قع فيه وقع في المسجد تقول :

سرت والجبل ــــــ السير هنا قيدته بكونه مقارنا مع الجبل وهذا هو المفعول معه

تقول :

شربت الدواء رغبة في الشفاء

الآن الشرب للدواء من أجل الرغبة في الشفاء

هذا هو المفعول لأجله

 

فائدة أخرى :

يقيد المسند أو المسند إليه بالحال وبالتمييز :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ما مضى بالمفاعيل الخمسة

هنا :

بالحال أو التمييز

التقييد بالحال :

لبيان هيئة صاحب الحال وتقييد عامله

كيف ؟

تقول :جاء زيد

هذه جملة مطلقة

من المحكوم عليه زيد

هو المسند إليه

ما هو المحكوم به جاء هو المسند

هذه جملة مطلقة

جاء زيد

الآن جاء مطلقة

 زيد هو صاحب المجيء لم يبين حاله كيف جاء

فإذا قلت : جاء زيد ضاحكا

ضاحكا : حال

الآن قيد المسند والمسند إليه بالحال ضاحكا لبيان هيئة صاحب الحال  زيد

زيد لما جاء جاء وهو ضاحك

أيضا قيدنا العامل وهو المجيء قيدناه بأن المجيء لم يكن مطلقا وإنما قيدنا على  وجه الضحك

 

كما لو قلت:

جاء زيد راكبا

جاء زيد مسرورا

 

ويكون التقييد بالتمييز :

لبيان الذات ذات الشيء

مثاله :

طاب زيدٌ

طاب هو المسند لأنه هو المحكوم به

زيد : هو المسند إليه لحكوم عليه بأنه طاب

طاب زيد نفسا

نفسا هنا تمييز

هنا نفسا بينت ذات زيد

ما الذي طاب منه ؟.؟

نفسه

 

فإذا ً :

التقييد هنا بالمفاعيل الخمسة ونحوها

ما هي المفاعيل الخمسة ؟

المفعول به

والمفعول معه

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول المطلق

وأما نحو المفاعيل الخمسة

 هي الحال والتمييز

ولابد من ذكرها من  ذكر هذه المقيدات

لكن إذا لم تذكر فإنها تكون في بعض الأحوال كذبا

كيف ؟

قول الله عز وجل :

(({وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }الأنبياء16

لاعبين حال

تصور :

لو وقف الإنسان ولم يكمل :

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا }الأنبياء16

نفي أن يكون الله قد خلق السموات والأرض وهذا ليس مرادا

 

وإنما المراد :

أنه خلق السموات والأرض لكن على وجه الحق ليس على وجه اللعب والعبث

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }الأنبياء16

لكن قد تحذف هذه الأشياء المفاعيل الخمسة ونحوها لأغراض

تلك الأغراض نأخذها إن شاء الله في الدرس القادم