ما حكم التكفير ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في الفتاوى : ” إني دائما من أعظم الناس نهيا من أن ينسب كفر إلى معين ” يعني إلى شخص بعينه ” أو أن يفسق أو أن يبدع إلا إذا قامت الحجة عليه “
وباتالي فإنه لا يجوز التساهل في تكفير أحد من المسلمين لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )
ولذا :
على المسلم إلى أن يتنبه لخطورة هذا الأمر لأن الأصل بقاء الإسلام ، ولا يعدل عن هذا الأصل إلا بدليل قطعي يقيني فعندنا يقين وهو أن هذا الشخص مسلم فلا نعدل عن هذا إلا بيقين
ولذلك :
قبل أن يكفر الشخص ينظر إلى أمرين :
أولا : هل ما فعله يكفر به بدلالة الكتاب والسنة حتى لا نفتري على الله الكذب
ثانيا : أن تتم الشروط في حق هذا المعين وتنتفي الموانع ، فإذا كان ما ارتكبه كفرا بدلالة الكتاب وبالسنة وتوفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع هنا يأتي التكفير كما سأوضحه بإذن الله تعالى
والموانع كثيرة التي تمنع من تكفير المسلم :
منها :
أن يكون جاهلا يعذر بجهله كمن نشأ في بادية نائية لم يعرف شيئا
أو أنه يكره على الكفر قال تعالى { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
ومن موانع تكفير المسلم :
أن يغلق عليه فكره إما لشدة فرح أو شدة حزن أو نحو ذلك :
لحديث ( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته في أرض فلاة فانفلتت منه ، وعليها طعامه وشرابه ، وآيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد يئس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : ” اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح “
كما ذكر ذلك عليه الصلاة والسلام
ومن الموانع :
أن تكون له شبهة تأويل في الكفر بحيث يظن أنه على حق
فالموانع كثيرة لكن متى ما علمنا أن هذا الشيء الذي فعله أو قاله كفر بدلالة الكتاب أو دلالة السنة وتوفرت فيه الشروط ، وانتفت عنه الموانع هنا يكفر
لكن من يكفره ؟
يكفره من له الولاية في ذلك من أهل العلم حتى لا تكون الأمور فوضى لأنه إن ترك الباب لغير أهل الولاية من أهل العلم هنا يعتدي بعضهم على بعض لأن هناك من هو جاهل ما يعرف هذا مكفر أو غير مكفر
فإذا انتفت الموانع وتوفرت الشروط والأسباب وعلم أن ما قام به وفعله كفر هنا يكفر لتطبيق الحديث الآخر حتى لا نعطل حكما شرعيا وهو حديثه عليه الصلاة والسلام عند البخاري ( من بدل دينه فاقتلوه ) هذا هو الواجب
ولذلك فعلى المسلم أن يتقي الله عز وجل