الخمر محرمة لكن ما هو القول الصحيح من اختلاف العلماء هل هي نجسة أم طاهرة ؟

الخمر محرمة لكن ما هو القول الصحيح من اختلاف العلماء هل هي نجسة أم طاهرة ؟

مشاهدات: 484

الخمر محرمة لكن ما هو القول الصحيح من اختلاف العلماء هل هي نجسة أم طاهرة ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

والله جل وعلا قال عن الخمر : {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ٩٠ }

ومن ثم : فقد ذهبت طائفة من أهل العلم تقول : إن الخمر نجسة  

ولذلك : يستدلون أيضا بقوله تعالى في سورة الإنسان : { وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابٗا طَهُورًا  }

إذن : الشراب الذي في الدنيا ليس بطهور وإنما هو نجس وقد استدل بهذه الآية الشنقيطي في كتابه أضواء البيان

والصحيح : أن الخمر ليست نجسة ولا يجوز شربها محرم شربها كما هو معلوم

لكن هل هي نجسة العين أم  طاهرة ؟ طاهرة العين

لو وقعت على الثوب وصلى به الإنسان فصلاته صحيحة

والدليل على هذا :

( أن النبي عليه الصلاة والسلام أراق الخمر في طرق المدينة )

 ولو كانت نجسة لما أمر بذلك

لم ؟ لأنه عليه الصلاة والسلام نهى عن إلقاء الأذى في الطرقات وقال كما عند مسلم ( اتقوا اللاعنين قالوا وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم )

لكن أصحاب القول الآخر يقولون : إنما فعل ذلك لمصلحة من أجل أن يظهر للناس ماذا ؟ حرمة الخمر

ولكن يجاب عن هذا القول من أنه عليه الصلاة والسلام يكفي في ذلك في تحريم الخمر يكفي في ذلك أن ينشر قوله

وأيضا :  سكب هذه الخمور بهذه الكثرة قد يحصل الانتشار والإظهار بإراقتها بقلة في مواطن معينة وفي أماكن معينة فدل هذا على أنها لو كانت نجسة لما أمر بأن تراق في طرق المدينة

وأما قوله تعالى { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ }

هنا : الرجسية المعنوية ليست الحسية ، ولذلك قرن معها وإن كان دليل الاقتران ليس دليلا مطردا على أنه يستدل به قرن معها ماذا ؟

الميسر والأنصاب ومع ذلك هذه ليست بنجسة الحس وليست بنجسة العين

وأما قوله { وَسَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ شَرَابٗا طَهُورًا  } فأين الدليل على أن المقصود فقط الخمر ؟ فأين الدليل على تخصيص الشراب من أنه هو الخمر

فكل شراب أهل الجنة طهور

ولذلك : هذه الآية تبينها الآية الأخرى قوله تعالى :

{ مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ } هذه طهورية أيضا { وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ }

ولا يستدل بهذه الآية لأنه ليس فيها دليل صريح بأن الخمر نجسة العين

أما بالنسبة إلى حديث أبي ثعلبة لما سألوا النبي عليه الصلاة والسلام من أنهم بدار قوم يشربون الخمور في أوانيهم أفيستخدمونها ؟

فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا ، إلا ألا تجدوا غيرها فاغسلوها )

ليس معنى ذلك لكونها نجسة ،  لا ، لأنه لو أكلوا فيها أو شربوا فيها سيأكلون ويشربون ما خلط به خمر ، فالنهي هنا من أجل التعاطي لا من أجل النجاسة ، من أجل حرمة الخمر وما يأكلونه من خنزير

ولذلك : كما سبق لا يجوز شربها سواء كانت هذه الخمر مستقلة أو أنها مضافة إلى شيء آخر كعجين ونحو ذلك أو طعام فلا يجوز