{ الذين هم في صلاتهم خاشعون }

{ الذين هم في صلاتهم خاشعون }

مشاهدات: 516

{ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ }

 فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

أما بعد : فيا عباد الله /

الخشوع وما أدراكم ما الخشوع ؟

الخشوع في اللغة : هو التطامن وطأطأة الرأس .

أما من حيث الاصطلاح : فإن الخشوع هو تذلل القلوب لعلام الغيوب .

والخشوع – عباد الله – هو بمعنى الخضوع ، إلا أن الخضوع يكون في البدن ، قال عز وجل {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }الشعراء4 ، فالخضوع يكون في البدن .

وأما الخشوع فيكون في السمع { وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108.

ويكون الخشوع في البدن كما قال ابن المسيب رحمه الله ( لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه ) ويروى على أنه مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح .

ويكون في البصر :

قال تعالى {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }المعارج44

والخشوع – عباد الله – مذكور في كتاب الله عز وجل على خمسة معاني :

المعنى الأول :

الذل{ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً }طه108 ، أي تذللت لله عز وجل .

المعنى الثاني :

السكون { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2} .

المعنى الثالث : 

الخوف الدائم { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90

المعنى الرابع :

التواضع  { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }البقرة45 أي على المتواضعين ، كما قال بعض المفسرين ، ولعله فسرها بالتواضع لأنه ذكر اليهود المتكبرين قبلها ، ثم ذكر هذه الآية فناسب أن يبين أن الخشوع المذكور هنا هو ما يخالف اليهود من الكبر فيكون معنى الخشوع في الآية هو التواضع .

المعنى الخامس :

هو اليُبس والجمودة { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً }فصلت39 .

عباد الله – حذر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمة ولاسيما في آخر الزمن حذرها من ترك الخشوع ، جاء في حديث شداد بن أوس رضي الله عنه كما عند الطبراني ( أول ما يرفع من هذه الأمة الخشوع ) وإذا ابتلي المسلم في خشوعه فأي خير يصل إليه ؟

الخشوع في الحقيقة هو حقيقة العبادة ، هذا الخشوع الذي نفتقده في عباداتنا ، في قراءتنا للقرآن ، في ذكرنا لله ، في صلاتنا ، هذا الخشوع كيف يتأتى الحصول عليه ؟ ما هي الطرق وما هي السبل التي بها يتحصل العبد على هذا الخشوع ؟

أولا :

أن يعلم العبد أنه بمقدار ما فاته من الخشوع قد فاته الثواب ، وكلٌ على حسبه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن أبي داود ( إن الرجل لينصرف من صلاته ولم يكتب له إلا عشرها ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ،سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها ) بل بقدر ما يذهب الخشوع بقدر ما يقل تكفير الذنوب إن لم نقل ينعدم تكفير الذنوب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله )

ثانيا :

أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وبسلفنا الكرام ، نبينا صلى الله عليه وسلم كما جاء عند أبي داود والنسائي أن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء )

يعني كصوت القدر المملوء بالماء فيغلي غليانا ، هذا هو صوت صدر النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ، بل في قراءته للقرآن ، اسمع إلى ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه كما في الصحيحين ( أنه عليه الصلاة والسلام قال له ذات يوم اقرأ علي ، قال عبد الله أأقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري ، قال عبد الله بن مسعود فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت قوله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41 قال حسبك ، قال عبد الله بن مسعود فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان )

السلف رحمهم الله ، هذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( إذا قرأ قوله تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }الحديد16 ، يقول بلى يا رب )

ذكر عنه وكيع رحمه الله في كتابه الزهد ( أن عبد الله بن عمر قرأ ذات يوم سورة المطففين ، فلما بلغ قوله تعالى {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }المطففين6 ، أجهش بالبكاء فلم يستطع أن يكمل السورة )

علي بن الحسين كما ذكر ابن قدامة في منهاج القاصدين من أنه رضي الله عنه إذا توضأ اصفر لون وجهه ، فيقال له لم ؟ فيقول لهم أتدرون من أقابل بعد قليل )

هذه نفوس تقية نفية صافية .

ثالثا :

أن يعلم العبد أنه إذا فاته شيء من الخشوع فإنه قد وقع في جريمة السرقة ، ليست سرقة الآخرين بل هي سرقة نفسه ، وكل منا قد يصدق عليه هذا الوصف في صلاته إذا ذهب عنه الخشوع ، في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أسوء الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ، قيل كيف يا رسول الله ؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها) وهذا هو محبوب الشيطان أن يذهب الخشوع عن صلاة العبد ، ولذلك في حديث عائشة رضي الله عنه في صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام ( لما سئل عن الالتفات في الصلاة ؟ قال هذا اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد )

يقول ابن القيم رحمه الله إن الالتفات نوعان :

أولا : التفات حسي ، وهو أن تلتفت بوجهك يمنة أو يسرة .

ثانيا : الالتفات المعنوي ، وهو أن تلتفت بقلبك عن الله عز وجل في الصلاة ، ولذا صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ( لا يزال الله مقبلا على العبد في صلاته ما لم يلتفت )

يقول ابن القيم رحمه الله كما في مدارج السالكين ، يقول ” الخشوع هو الاستسلام لحكم الله الشرعي والقدري “

كيف ؟ ” أن يستسلم لحكم الله عز وجل الشرعي بحيث لا يدفعه لا بشهوة ولا برأي ، وأما استسلامه للحكم القدري ألا يعارضه بتسخط أو جزع .

ثم قال رحمه الله ” وإنما يفارق الخشوع القلب إذا غفل العبد عن الاطلاع على الله عز وجل ” وهذه هي مرتبة الإحسان

ثم قال ” ومما يورث الخشوع أن يقوم بحق الله وبحق المخلوقين ” كيف ؟ قال ” لا يغفل عن مطالعة وعن نظر عيوب نفسه من الكبر والرياء والسمعة ونحو ذلك ” وأما حقوق الآدميين ، فقد قال ناقلا عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال ابن تيمية ” العارف لا يرى على أحد له فضلا ولا يشهد له على أحد حقا ” ثم قال رحمه الله ” ولذلك لا يغاضب الآخرين ولا يعاتب الآخرين ولا يضارب الآخرين”

لما ذكر الله تبارك وتعالى صفات النبي صلى الله عليه وسلم وصفات أمته ومن اتبعه لما ذكرهم في التوراة  قال تعالى { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ }الفتح29

ما هي سمى الوجوه ؟ قال مجاهد رحمه الله : هو الخشوع والتواضع .

ولذلك ما من أحد – وهذا شيء مشاهد إذا من الله عز وجل على أحد منا في بعض الأيام بالخشوع – ما من أحد يخشع في صلاته أو في عبادته إلا وترى الشيطان أبعد منه ، ولذلك قال سهل التستري ( من خشع قلبه لم يقرب منه شيطانه )

ولذلك بين عز وجل أن من صفات المؤمنين { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ{1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ{2}

ووالله وتالله وبالله لو أن الواحد منا دخل في صلاته بخشوع وحضور قلب لخرج منها بإيمان غير الإيمان الذي دخل به ، ولذلك من عظم هذه الصلاة وصفها الله عز وجل وسماها بأنها إيمان ، لم ؟ لأن الإيمان يأت من طريق هذه الصلاة ، بل هي من أعظم طرق التحصل على الإيمان ، قال تعالى { وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }البقرة ، يعني صلاتكم .

رابعا :

أن يعلم العبد أنه حينما يكبر فيقول ( الله أكبر ) ليعلم أن الله عز وجل أكبر من كل شيء ، فلا يلتفت قلبه إذاً إلى أي شيء ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام ( إن أحدكم إذا صلى فإنه يناجي ربه فلينظر بما يناجيه ) بعضنا لا يحسن الخشوع في صلاته كل ذلك بسبب أنه غافل من أن الله عز وجل في قبلته – سبحان الله – نحن نسارع في هذه الصلاة حتى نقضي حوائجنا وغفلنا عن أن من بيده حوائج الخلق كلهم هو من تناجيه ، فكيف تنصرف عنه عز وجل ، هذه الحوائج التي تسارع إليها بانصرافك من الصلاة وبانشغال قلبك بها عن الصلاة من يملكها ؟ هو من تناجيه ، فأين قلوبنا وأين عقولنا ؟

خامسا :

أن يذكر العبد الموت في صلاته ، عند ابن الديلمي وحسنه ابن حجر رحمه الله ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذكر الموت الصلاة فإن الرجل إذا ذكر الموت في الصلاة لحري بأن يحسن صلاته )

تصور لو أن حالنا كحال ذلك الرجل من السلف الذي قال ” إذا صليت تصورت أن الجنة عن يميني والنار عن يساري والصراط تحت قدمي والله مطلع علي ولا أدري أقبلت أم لم تقبل “

تصور لو أن حالنا كحال هذا الرجل ؟ كيف يكون حالنا في تعاملنا ، في حياتنا ، في بيوتنا ، في أعمالنا ، مع أولادنا ، مع نسائنا ؟

ولذا قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند ( إذا صليت فصل صلاة مودع ) تصور لو أن كل واحد منا إذا دخل في الصلاة أيقن بأن هذه الصلاة ربما أن تكون هذه الصلاة الأخيرة التي سيؤديها وأن الموت سيأتيه بعد هذه الصلاة ، كيف يكون حاله في هذه الصلاة ؟ ولذا أرشد عليه الصلاة والسلام فقال ( إذا صليت فصل صلاة مودع )

ابن المعتمر السلمي رحمه الله يقال عنه إذا رأيته يصلي فقيل له إن ملك الموت بالباب ليقبض روحك ما كان عنده زيادة عمل .

سادسا :

أن يخفف العبد من صوارف قلبه ولاسيما هذه الدنيا ، فالدنيا ما زاحمت الآخرة إلا قللت من شأنها في قلب العبد ، وهذا شيء مشاهد ، لا نقل إن العبد ينصرف عن دنياه – كلا – هذه رهبانية لا يريدها الإسلام ، لكن أن ينشغل كثير منا بهذه الدنيا حتى إذا أتى إلى هذه الصلاة كبر ولا يدري أنه خرج من صلاته إلا إذا سلم الإمام ، أي صلاة هذه ؟ كل هذه بسبب الدنيا، والذي يملك الدنيا هو الله عز وجل .

الصحابة رضي الله عنهم بعضهم من أثرياء الناس ، عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من المشهود له بالجنة ومع ذلك من أثرى الصحابة رضي الله عنهم ، لكن ما أشغلته دنياه عن عبادته ، الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء يتحدث عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يقول ” إذا رأيته في الليل يصلي قلت هذا رجل لا يريد الدنيا طرفة عين ، وإذا رأيته في النهار يمارس تجارته قلت هذا رجل لا يريد الآخرة طرفة عين “

إذاً هي توازن {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا }القصص77 .

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما أهدى إليه أبو جهم رضي الله عنه – ليس هو أبا جهل – وإنما أبو جهم رضي الله عنه لما أهدى إليه خميصة وهي كساء له أعلام ، فلما لبسه عليه الصلاة والسلام ماذا قال ؟ قال ( اذهبوا بخميصتي هذه وائتوني بأنبجانية أبي جهم – وهو كساء ليس له خطوط – فأنها ألهتني عن صلاتي آنفا )

من القائل ؟ النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فإنها ألهتني عن صلاتي آنفا )

فما وجه المقارنة بيننا وبينه عليه الصلاة والسلام ؟

سابعا :

أن يسأل العبد ربه أن يرزقه قلبا خاشعا ، ولذلك في صحيح مسلم كان من دعواته صلوات ربي وسلامه عليه ( وأعوذ بك من قلب لا يخشع ) لأن القلب إذا لم يخشع ماذا يحصل للعين ؟ العين لا تدمع ، ولذا قال ابن القيم رحمه الله ” وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب ، فإذا قسا القلب قحطت العين “

ولقد صدق الشاعر حينما قال :

 إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة   كالأرض إن يبست لم ينفع المطر

وكل يتعاهد نفسه ، ويتعاهد خشوعه ، كلنا ذلكم الرجل ، والناس يتفاوتون في هذه المقام ، لكن هذه طرق سبعة لعلها بإذن الله تعالى أن تكون وسيلة لنا لتحصيل هذا الكنز العظيم الذي افتقده الكثير منا .

الخطبة الثانية

أما بعد فيا عباد الله :

ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب ، وهو كتاب يعنى بالأذكار، ذكر رحمه الله أن الناس في الصلاة على خمسة أقسام  ، ولعلك – عبد الله – ولعلي أن أصنف نفسي وتصنف نفسك من أي الأقسام تكون أنت ، قال رحمه الله الناس في الصلاة على خمسة أقسام ” إما معاقب ” يعاقبه الله عز وجل على هذه الصلاة ” وإما مكفَّر عنه ” يعني يكفر الله عز وجل عنه بهذه الصلاة ” وإما مثاب ” يعين يثيبه الله عز وجل على صلاته ” وإما مقرَّب “وهو الذي يقربه الله عز وجل إليه لأنه قرب منه عز وجل في هذه الصلاة .

ما توضيح هذه الأقسام ؟

قال رحمه الله  :

الصنف الأول :

من لا يهتم لا بوضوئها ولا بأركانها ولا بواجباتها ، فهذا معاقب ” لأنه لم يأت بشروطها وواجباتها وأركانها “

الصنف الثاني :

من أتى بأركانها وواجباتها ولكنه من حين ما دخل في الصلاة إلى أن خرج منها وهو لا يعقل شيئا مما يقوله فيها ” وما أكثر هذا الصنف – وما أبرئ نفسي – من حين ما يدخل في الصلاة إلى أن يخرج منها وهو لا يدري ماذا قال وماذا فعل ، يسرح بذهنه في هذه الدنيا إلى أن يسمع الإمام يقول ” السلام عليكم ” بل إنه من حين ما يسمع قول السلام عليكم ينشغف قلبه بذلك حتى ينصرف لقضاء حوائجه

الصنف الثالث :

من أتى بأركانها وواجباتها ولكنه من حين ما يدخل في الصلاة وهو يصارع نفسه وشيطانه في هذه الصلاة ، يريد ألا يذهب قلبه عن هذه الصلاة ، فهو في جهاد مع نفسه لتحسين صلاته ، قال رحمه الله هذا مكفر عنه ، لأنه يحاول أن يدفع هذه الوساوس ، فهذا يكفر الله عز وجل عنه .

الصنف الرابع :

قال هو من أتى بأركانها وشروطها وواجباتها ومندوباتها وخشع فيها ، قال رحمه الله هذا مثاب .

الصنف الخامس : وهي المرتبة العليا التي نسأل الله عز وجل أن يوصلنا إليها.

قال رحمه الله :

هو من أتى بأركانها وواجباتها وشروطها ومندوباتها وخشع فيها لكنه يستحضر أن الله في قبلته “

فرق بينه وبين الصنف الرابع ، فالصنف الرابع لم يستحضر هذا المعنى ، خشع ولكنه لم يستحضر أنه يناجي الله وأن الله في قبلته كما جاء بذلك الحديث الصحيح ، أما هذا فإنه أتى بهذه الأشياء واستحضر أن الله مطلع عليه ، قال رحمه الله هذا مقرب “

نسأل الله عز وجل لنا ولكم الخشوع في صلاتنا وفي سائر عباداتنا .

اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد  ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .