الذين ينكرون ( حد الرجم ) ( بعقولهم ) حذر منهم (عمر بن الخطاب ) ولو سماهم الناس ( علماء )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما في الصحيحين ، واللفظ لمسلم ( أنه خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه قال : إن الرجم حق إذا زنى الرجال والنساء إذا أحصن ــ يعني كان متزوجا ــ ويقول كان فيما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم فحفظناها ووعيناها وعقلناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى أن يطول بالناس زمان فيقولون لا نجد الرجم في كتاب الله ، فيضيعوا فرضية من فرائض الله )
سمعت وهذا موجود في اليويتوب من بعض من يدعي المشيخة والدكترة وأنه من علماء هذه الأمة يقول : ” ليس هناك شيء يسمى بالرجم ” إنكار صريح علانية
فكان ما يخشاه عمر رضي الله عنه وقع ، ولو كان واقعا من أفراد المسلمين ومن آحاد المسلمين لو كان واقعا لكان جرما ، فكيف بمن يزعم أنه عالم أو طالب علم أو أنه من علماء المسلمين ؟!
هؤلاء نسأل الله السلامة والعافية أدخلوا العقول بعضهم أدخل عقله في النصوص الشرعية فرأى ما كان مستحسنا عند عقله في الشرع أثبته وما لم يكن نفاه أو أنه يحرفه بتأويلات وما شابه ذلك
أو قد لا يكون عقلانيا ، وإنما يريد أن يتواكب مع ما يكون في العصر وما يكون في المجتمعات ، هل المجتمعات تقبل هذا أم لا ؟
لا ينظر إلى الناس ، هذا شرع الله ؛ ولذلك ما حذر منه عمر رضي الله عنه وقع ولو كان واقعا من عامي لكان الأمر فظيعا ، فكيف إذا وقع من أناس ينسبون أنفسهم إلى العلم ، بل لهم باع وبنان يشار إليهم من أنهم علماء .
والأوصاف والألقاب في مثل هذا الزمن رخيصة ما أسهل أن تلقبني بألفاظ الألقاب الفخمة وما أسهل أن ألقلبك وألقب فلانا من الناس ، وخصوصا من لديه أتباع كثر ، قد يلقبونه فيقولون هؤلاء بهذا العدد وبهذه الكثرة يلقبون فلانا بهذه الألقاب الفخمة إذن ما اجتمعوا إلا على خير ، ما هو صحيح
النبي يقول كما عند مسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )
الألقاب والأنساب والأوصاف هذه ما ترفع أحدا
عملك علمك طريقتك هي التي تحكم عليك ولو قل من يصفك
ثم إن هذه الأوصاف حتى لو كانت فيك ماذا قال عليه الصلاة والسلام
( ويحك ــ كما في الصحيحين ــ قطعت عنق صاحبك إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسبه كذا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا )
وقال كما عند مسلم ( احثوا في وجوه المداحين التراب )
الشاهد من هذا : لا يلعب بعقول الناس وبعواطف الناس
هذا هو الشرع ، قضية أن الناس لا يقبلون ، أو أنه ربما يساء إلى الدين بحسب زعمهم من أن الغرب يقولون هذه وحشية ، ليس في الإسلام وحشية ، أحكام الشرع كلها خير { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا } صدقا في أخباره ، عدلا في أحكامه
وذلك لأنه أي من هو بعيد عن مثل هذه المصائب وعفاه الله منها هو في حال السعة يحرك عقله ويملي عليه عقله الفاسد ما يريد
لكن لو أنه صاحب الشأن واعتدي عليه في حرماته أو اغتصب أحد من حرماته أفيقول وحشية ؟ لن يقول هذا الكلام
الشرع ما وضع هذه الأحكام إلا من أجل أن يرتدع الناس عن هذا الفعل
هذه الحدود هي خير وبركة للمجتعمات لو أخذوا بها
ومن ثم :
دخلوا في قضية والله القصاص وأن هذه وحشية ، طيب تصور لو أنك يقولون كيف يقتل ؟ لماذا القتل ؟
تصور لو أن أحد أبنائك أخذ وقتل أمام ناظريك
{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }
فبعض الناس ، وهو في حال السعة يملي عليه عقله الفاسد ما يريد لكن لو وقعت له مثل هذه الوقائع نسأل الله السلامة والعافية يعرف عظمة الدين ولذلك عمر رضي الله عنه يقول ( رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده )
أفي فعلهم وحشية ؟هل فعلوا وحشية ؟ حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشا الخلفاء والصحابة رضي الله عنهم
لكن كما أسلفت بعض الناس ربما أنه يستمع إلى هؤلاء ويقبل باعتبار يقول لماذا هذا الإقدام ؟ لماذا هذا الحكم القوي ؟
حتى تصان الدماء حتى تصان الأعراض حتى تصان الأموال تصان العقول
ولذلك ينظر إلى الدول التي تركت أحكام الشرع كيف دبت فيها الفوضى والفساد
والموفق من وفقه الله ، والمعصوم من عصمه الله