الشر لا يأتي إلا بالشر فهل هذا سبب يجوز لهؤلاء أن يمثلوا النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء والصحابة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أن نشر الدين مطلب
النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند البخاري ( بلغوا عني ولو آية ) لكن دون أن تكون تلك الطرق بديعة أو تكون تلك الطرق يساء فيها إلى الدين
يذكرون الآن أن هناك فيلما يعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن الناس ولاسيما منهم في الغرب قد قبلوا هذا الفيلم ، هذا الفيلم ناتج من أفلام سابقة أنا حذرت فيما مضى من فيلم عن عمر بن الخطاب ونشر بمباركة من ينتسب إلى العلم
بعدها انفتح الباب وأتى فيلم مريم والمسيح ،وشارك فيه بعض العلماء وحذرت من ذلك أبلغ التحذير ؛ لأنه يمس نبيا من أنبياء الله ، وأظهروا نورا عبارة عن جبريل ، وأظهروا بعض الشخصيات التي فيه ، كل ذلك من أجل ماذا ؟ من أجل أن ينشروا العلم ؟ لا خير في هذا العلم الذي ينشر بهذه الطريقة لأنه يساء به إلى الدين
لو كان في هذا العصر لو أتيت إلى شخص تعارضه لو أتي إليك وقيل لك إن تلك القناة أو الناس قد مثلوك مثلوا حياتك أترضى ؟
ما ترضى بهذا ، وهذا وأنت في حياتك ، فعمر بن الخطاب الورع التقي النقي الصحابي الحريص على دينه يجوز بعض أهل ليس من أهل العلم حقيقة وإنما ينتسبون إلى العلم الشرعي وابتليت بهم الأمة يجوزون مثل هذا
جنيت على عمر تقف معه أمام الله لما أجزت مثل هذا الأمر
عيسى عليه السلام ، مريم ، لا تقل بحجة إقناع النصارى أو إقناع أهل الكتاب ، لا
ولله الحمد السبل ميسرة وواضحة في شرع الله
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في سنن أبي داود وغيره بإسناد صحيح لما قالت عائشة ( إني حاكيت له إنسانا فقال ما أحب أني حاكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا ) يعني من الدنيا
إذن هذا عام على تحريم التمثيل أن تتقمص شخصية من الشخصيات العادية ما أحد يرضى بهذا أن تحكي أفعاله فكيف بما يتعلق بالصحابة كعمر ؟!
ثم تطور الأمر وانفتح الباب إلى قضية عيسى عليه السلام
كمن يمثل دور عمر أو دور أبي بكر أو دور عيسى أو دور النبي عليه الصلاة والسلام حتى لو كانوا من الأتقياء ، من يمثلهم حثالة
ولو كانوا أتقياء فلا يمكن أن يكون هذا ولو بلغ في التقى لأن من كان في قلبه تقى وخير لا يمكن يقدم على هذا الأمر لكن نقول تنزلا
من يكن في مصاف هؤلاء ، كيف وعلي لما أتى إلى عمر بعدما طعن قال ما أحب أن ألقى الله بعمل أي رجل إلا بعملك وهو علي
ولكن يأتي هؤلاء ويجيزون للناس أن تمثل شخصية عمر ثم تنفتح الأبواب ، الأنبياء وآخر الأمر النبي صلى الله عليه وسلم إذن ما الذي بقي ؟
ثم إن هذا الجيل لما يرى مثل هذه الشخصية ترتسم تلك الصورة على أن هذا هو عمر أو أبو بكر أو الصحابي أو النبي صلى الله عليه وسلم أو عيسى أو يوسف عليهما السلام
إضافة إلى ما يضاف إلى تلك الأفلام من المعلومات ما هي الموضوعة المختلقة بل المخالفة للشرع مخالفة واضحة صريحة
ما هي عمدتهم ؟ كتب التاريخ
أين أهل التحقيق فيهم لأن من كان محققا على درجة عالية من التحقيق لا يمكن يسمح لنفسه أن يشارك هؤلاء وإنما إذا أرادوا أن يبيحوا لأنفسهم أمرا أو أن يسهلوا ويخففوا وطأة هذا الأمر على الناس والله يقول بعضهم ناقشت مجموعة من أهل العلم فأجازوا هذا الأمر من هم تلك المجموعة ؟ كل من شاء قال والله أنا حاورت وناقشت بعض العلماء وأجازوا من ؟أفصح عن هؤلاء هل هم علماء ؟
إخفاؤك لأسمائهم إما أن تكون كذبة منك أو أن هؤلاء ليسوا بعلماء وإنما أردت أمرا تريده أن ينتشر
ثم تتمة لما سبق لو كان هؤلاء العلماء علماء تثق بهم الأمة ولهم قدم ثابت في الأمة ما أخفيت أسماءهم ، ما أخفى أسماءهم وإنما مجرد تمرير لأمر يراد أن يفعل حتى لا يعاب على ذلك وإلا والله لو كانوا علماء ولهم مكانتهم عند الناس لأظهرت أسماؤهم