المعنى الصحيح لمراد الإمام أحمد بقوله ( بيينا وبينكم الجنائز )
المعنى الصحيح لمراد الإمام أحمد بقوله ( بيينا وبينكم الجنائز )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض الناس يغلط غلطا فاحشا في فهم كلام الإمام أحمد رحمه الله لما قال عن أهل البدع ( بيننا وبينكم الجنائز )
بمعنى :
أنه وإن ظهر أمركم في هذه الدنيا إلا أن يوم الجنائز سيظهر العدد الكثير لأهل السنة إذا توفاهم الله عز وجل سيظهر المشيعون الكثر في جنائزهم فكلام الإمام أحمد رحمه الله إنما هو لأهل السنة وليس للجميع
ولذلك :
جنازته رحمة الله عليه كانت جنازة عظيمة ، وكذلك جنازة شيخ الإسلام كانت جنازة عظيمة شيعه عدد كبير
بعضهم إذا رأى في مثل هذا الزمن العدد الكثير في جنازة مبتدع أو في جنازة إمام من أئمة المبتدعة أو جنازة من أظهر فسقه بغناء أو بتمثيل ظن أن كلام الإمام أحمد يعود إليه ويعود إلى هذا الشخص وبالتالي فإنه يرفع ويعظم
ولذلك : أمثال هؤلاء لو رئيت صفحاتهم في وسائل التواصل من المبتدعة ومن الفساق نجد أن عدد المتابعين عندهم عدد كبير فلا يعني أن المحبين لهذا الشخص إذا كثروا في جنازته لا يعني أن طريقته طريقة سليمة ولو حضر من حضر في جنازته من الملايين
وبهذا يظهر كلام الإمام أحمد من أن قوله ( بيننا وبينكم الجنائز ) إنما هو خطاب لأهل السنة
لكن من ظل بفسق أو بهوى أو ببدعة فأعطى هؤلاء المبتدعة أوهؤلاء الفساق أعطاهم مكانة وحضروا في جنازته أو أنهم تابعوه في حياته بتلك الأعداد الكبيرة لا تدل
ثم إن كلام الإمام أحمد ليس مطردا فقد لا يحدث مثل هذا عند بعض أهل السنة ، فليس مطردا
والعجب :
أن بعضهم إذا رأى جنازة أمثال هؤلاء ممن هو مبتدع أو ممن هو مجاهر بفسقه من غناء أو بتمثيل العجب أن بعضهم قد يجعله في كلامه يجعل هذا المتوفى مع ما لديه من البدع قد يجعله من حيث الثناء كأنه إمام من أئمة السنة أو أن له أثرا عظيما
بل إن بعضهم قد يستدل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ( أنتم شهداء الله في أرضه )
هذا قلب للحقائق وقلب للفطر ، نسأل الله السلامة والعافية
واستدلال لنصوص شرعية في غير محلها
بل ربما أن هذا الفسق أو أن هذه البدعة التي عملها هذا الشخص قد تلمح وتزين على أنها حق وأنها من الدين ، وهذا قلب للمفاهيم
فكيف يكون لهذا الشخص كيف يكون له كما يقال من أنه صاحب رسالة أو صاحب غناء أو صاحب تمثيل أو متبني لبدعة أو ما شابه ذلك
ولذلك :
أمثال هؤلاء يحذر منهم وحذر من هم النبي عليه الصلاة والسلام
ولذلك :
في حديث حذيفة رضي الله عنه كما في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ( دعا ة على أبواب جهنم )
وهذا للبخاري
وفي لفظ مسلم ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ) يحذر من هؤلاء
( فقال : يارسول الله صفهم لنا ، فقال : هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، فقال يارسول الله : ماذا أصنع إن أدركت أمثال هؤلاء ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قال إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ، فقال عليه الصلاة والسلام تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل )
وفي رواية مسلم ( ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك )
فليتنبه لمثل هذا الأمر
فيحذر من هؤلاء ويحذر من هؤلاء ، فإن من أعظم الافتراء على دين الله أن يؤتى بالنصوص الشرعية لتسويق أو لترويج أو لبيان فضل صاحب بدعة أو صاحب فسق جهر بفسقه
ومن باب أعظم في الجرم :
أن تجعل بدعته أو أن يجعل فسقه من أنه من الدين ويثنى عليه هذا الثناء
ولذلك :
النبي عليه الصلاة والسلام قال عن ذلك الرجل الذي قاتل قتالا عظيما ومدح قال عليه الصلاة والسلام لما أطلعه الله على حاله قال ( إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر )
هذا وفي ظاهره أنه أيد الدين ، فما ظنك بمن أتى بما يخالف الدين ثم مدح وعظم
ولذلك :
أئمة الرافضة وأئمة الصوفية إذا توفوا انظر إلى الأعداد الهائلة التي تكون في جنائزهم أهذا دليل على صحة منهجهم ؟ لا
فكلام الإمام أحمد لأهل السنة ، ولاسيما في مثل هذا الزمن الذي ظهرت وأظهرت فيه وسائل التواصل أظهرت الجميع من الفرق الأخرى فإن لهم أتباعا ، ولذلك قد يظن بهؤلاء من أنهم أهل صلاح وأهل خير
سبحان الله !
مثل هذا الكلام لا يروج على إنسان في قلبه إيمان ولو كان صاحب معصية من عوام الناس ومن أفراد المسلمين لا يروج عليهم مثل هذا الكلام
ولذلك :
معاذ رضي الله عنه كما ثبت عند أبي داود قال ( إن على الحق نورا )
يعني واضح
صاحب بدعة وصاحب فسق يمدح ويقال إنه صاحب رسالة وما شابه ذلك
هذا لا يروج على عامة المسلمين لكن لابد أن يحذروا ويحذورا من هؤلاء الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا