تأملات في آيات الصيام ( 19 )

تأملات في آيات الصيام ( 19 )

مشاهدات: 493

محاضرات وكلمات

تأملات في آيات الصيام (19 )

قوله تعالى :

((أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ ……))

 الآية ( 6 )

ـــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــ

لما ذكر جل وعلا آخر آية من آيات الصيام وأباح جل وعلا للمسلمين الجماع في ليلة الصيام قال جل وعلا :

((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))

في هذا تنبيه لمن هو معتكف في ليلة الصيام لا يجوز له أن يأتي أهله

إن لم يكن معتكفا فقد أبيح له أن يجامع أهله ليلة الصيام

أما إذا كان معتكفا فلا جماع يجوز له في ليلة الصيام

ولذا :

قال جل  وعلا – حتى لا يظن ظان أن للمعتكف أن يجامع أهله ليلة الصيام كما لغيره أن يجامع أهله

فقال تعالى :

((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))

ولماذا ذكر الاعتكاف في آيات الصيام ؟

فيما سبق ذكر  جل وعلا آية تحث على الدعاء  :

((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))

ذكرت في ثنايا آيات الصيام :

قلنا : لأن الدعاء له فضل ومكانة في الصيام ومندوب المسلم أن يحرص على الدعاء في ساعة صومه

هنا لماذا ذكر الاعتكاف ؟

لأن الأفضل في الاعتكاف أن يكون مصاحبا  بصوم

فقد يعتكف الإنسان في غير رمضان

فهنا :

الأفضل له أن يجمع مع صومه الاعتكاف

ولذا :

قالت عائشة رضي الله عنها : (( لا اعتكاف إلا بصوم ))

لكن لو أنه اعتكف بدون صوم فيجوز

ويدل لذلك ما جاء في الصحيحين :

أن عمر رضي الله عنه قال :

(( يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة ))

والليل أهو محل الصيام ؟

لا

ولم ينكر عليه عليه الصلاة والسلام فقال : (( أوف بنذرك ))

فدل على أن الاعتكاف يصح ولو لم يكن معه صوم

لكن الأفضل أن يصاحب بصوم

ـــــــــــــــــــــــــــ

ما هو الاعتكاف ؟

الاعتكاف في اللغة هو لزوم الشيء

عكف فلان على شيء يعني : لزمه ومكث  عنده

قال تعالى :

((وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ ))

يعني :يلازمون هذه الأصنام

وأما في الشرع :

فهو لزوم مسلم عاقل ولو مميز لا غسل عليه مسجدا طاعة لله جل وعلا

قال الفقهاء : لزوم مسلم :

يخرج الكافر

فالكافر لا تصح منه عبادة

عاقل :

يخرج المجنون

فالمجنون لا تصح منه عبادة ولو اعتكف

لم ؟

لأنه  لا نية له

قالوا : ولو مميزا :

المميز يصح اعتكافه وهو من بلغ سبع سنين

والمراد من بلوغ سبع سنين :

أن ينهي سن السابعة ويدخل في الثامنة

وليس  معنى سبع السنين أن يكون في سن السابعة

لا بل يتمها ويدخل في السنة الثامنة

أما إذا كان غير مميز فإن الاعتكاف لا يصح منه

لو أن طفلا اعتكف وعمره خمس أو ست سنوات فإن اعتكافه لا يصح

لماذا ؟

لأن غير المميز لا نية له

قالوا : لا غسل عليه :

يعني : من عليه غسل كأن يكون جنبا أو امرأة تكون حائضا لأن النساء يجوز لهن أن يعتكفن إذا أمنت الفتنة ، فإن زوجات النبي عليه الصلاة والسلام اعتكفن معه عليه الصلاة والسلام في حياته وبعد وفاته

فمن كان عليه غسل فلا يجوز له أن يبقى في المسجد

ولذا :

قال تعالى :

((وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ ))

الجنب إذا أراد أن يعبر في المسجد فله ذلك لكن أن يمكث ؟

لا

قالوا :يلزم مسجدا :

يخرج ما عدا المسجد مثل :

البيوت :

لو أن المرأة اعتكفت في بيتها لا يصح منها اعتكاف

المصليات في الدوائر الحكومية :

لو أن الإنسان لديه عمل أربع وعشرون ساعة وهناك مصلى وأراد أن يعتكف فلا يصح منه الاعتكاف

لأن المصليات لا تأخذ أحكام المسجد

طاعة لله جل وعلا :

وهذا هو المقصود من الاعتكاف :

أن تتقرب إلى الله جل وعلا وأن تشتغل بالقرب في الاعتكاف

لا يكون الاعتكاف تسلية أو تلهية أو إراحة لا

وإنما تشتغل بالقرب بالصلاة بقراءة القرآن بالذكر

حتى يقبل قلبك على الله جل وعلا وتنتفع بهذا الاعتكاف

لأن البعض قد يعتكف  ولا يكون هناك مردود إيماني على قلبه

لم ؟

لأنه جعل هذا الاعتكاف للأكل والشرب ومجاذبة أطراف الحديث مع زملائه فينتهي الاعتكاف  ولم يستفد منه شيئا

بل ربما أن بعض الاعتكافات يتخللها من الكلام المحرم الشيء الكثير

فلذا قال الفقهاء :

طاعة لله جل  وعلا

لكن لا مانع أن يحدث أصحابه بعض الشيء

فإن صفية – كما جاء في الصحيحين زوجة النبي  عليه الصلاة والسلام – أتت إليه وهو في معتكفه

فحدثها لكنه لم يبق  معها طويلا عليه الصلاة والسلام

فدل على أن : هذا الأمر يجوز

لكن لا يبالغ فيه ولا يسرف فيه كما هو حال بعض المعتكفين

طاعة لله جل وعلا

كم  ؟

قال بعض العلماء : ولو لحظة ولكنه لا يصدق عليه اعتكاف

قال بعضهم  : ولو ساعة

وقال بعض العلماء : لا يكون الاعتكاف إلا بيوم وليلة

ولكن الأقرب لمن أراد أن يعتكف أن يعتكف إما يوما أو ليلة

الليلة :

من غروب الشمس إلى الفجر

واليوم :

من طلوع الفجر إلى غروب الشمس

ويدل لذلك :

أن عمر نذر أن يعتكف ليلة

إن لم يستطع الإنسان فليعتكف ولو نصف ليلة

على كل حال :

ينبغي للمسلم ألا تمضي هذه العشر إلا وقد اعتكف ولو شيئا يسيرا

على أقل الأحوال :

أن يطبق  هذه السنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام

وهذا الاعتكاف مسنون ولا يكون واجبا إلا بالنذر

إذا قال الإنسان : نذرت أن أعتكف لله عز وجل

فهذا واجب  لا يجوز له أن يقطعه

 

لكن لو أن شخصا لم ينذر أحب أن يعتكف لأن كثيرا من الناس يسأل ويقول : لو اعتكفت وأردت أن أخرج ألي  ذلك ؟

نقول : نعم لك ذلك هو سنة ،  إن وصلت فهو خير وحسن وينبغي للمسلم أن يحرص  على أن يتم عبادته ، وإن أردت أن تقطع الاعتكاف فلك ذلك

اعلم :

أن كل نافلة دخلت فيها وشرعت فيها يجوز أن تقطعها

لكن ما ينبغي للمسلم أن يقطع عبادة شرع فيها

إذاً :

أي نافلة شرعت فيها يجوز أن تقطعها ما عدا نافلة العمرة والحج

بعض الناس وكثير وكثير يحرم ثم إذا وجد الزحام أو حصل له ظرف أو ما شابه ذلك مما لا يستبيح معه أن يكون مُحْصَرا خلع ثياب الإحرام ولبس ثيابه

هذا يعد مُحرِما ولو ظل الدهر كله

بعض  الناس  من ثلاث سنوات أو أربع سنوات يقول : فعلت كذا

ماذا علي ؟

نقول : عليك أن تلبس الآن ثياب الإحرام وتكمل عمرتك

ولذا :

لو أن الإنسان – لأن أمر العمرة والحج أمر عجيب  :

حتى لو أن الإنسان – كما قال العلماء – لو دخل فيه وأراد أن يقطعه ويقول : نويت أن أقطع هذه العبادة لم تنقطع

بينما أي  نافلة لو نوى الإنسان أن يقطعها أو أي  عبادة أراد أن يقطعها انقطعت وبطلت

أما بالنسبة إلى العمرة والحج فلا تبطل لو صرح بذلك

ولذا : يترتب على  عدم إكمال النسك :

أنه لو تزوج لا يصح زواجه

لا يُنكِح  المحرم ولا يَنكِح

فهناك أمور يترتب عليها لأن الله قال : ((وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ))

 

فمن هنا :

أي عبادة وهي مستحبة شرعت فيها يجوز أن تقطعها ما عدا نافلة العمرة والحج

البعض  من الناس يظن أن هذا الحكم سائغ له ومن ثم  لا يلزم بشيء

لكن إن كان عالما فيترتب عليه في كل محظور فعله فديته الخاصة به

ولذا لو أنه غطى رأسه فعليه فدية إن كان عالما

فإذا لبس المخيط إذا تطيب إذا قلم أظافره كل هذا فيه فدية

لو أنه جامع زوجته تفسد وتبطل عمرته :

نقول له : أتمها أتمم عمرتك حتى لو كانت فاسدة

ثم إذا أتممتها عليك أن تأتي بعمرة أخرى بديلا لها

فأمر العمرة والحج أيها الأحبة من الضرورة بمكان أن يحرص  المسلم على تعلم أحكامهما لأنهما يترتب عليها أمور كثيرة

فلا يخرج من نافلة العمرة أو الحج إلا بثلاثة أشياء فقط وإلا يبقى محرما حياته كلها :

إما أن يتمها

    وهذا لا إشكال فيه

وإما أن يحصر :

يحصر بمرض بضياع نفقة أو ما شابه ذلك فهنا يجوز له أن يحل من إحرامه وعليه دم الإحصار

والثالث :

أن يكون مشترطا كأن يقول وهو يخشى من المانع عند إحرامه : إن حبسني حابس فمحلي حيث  حبستني

فهنا يحل إحرامه ولا يترتب عليه شيء

ولكن الاشتراط ما يقوله أي أحد :

النبي عليه الصلاة والسلام ما اشترط

والصحابة ما اشترطوا

وإنما قالها لضباعة بنت الزبير لما قالت : يا رسول الله إني مريضة وشاكية

لما نصحها بالحج فقال : حجي واشترطي أن محلك حيث حُبستي فإن لك على ربك ما استثنيتي

فإذاً  من يخشى أن لا يتم حجه أو  عمرته فيشترط

أما من لا يخشى فلا يشترط

على كل حال :

الاعتكاف مسنون في  كل وقت وآكده في  رمضان

وآكد الكل في العشر الأواخر لأن النبي عليه الصلاة والسلام حرص  عليها

قال جل وعلا :

((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))

دل على أن جماع الزوجة يبطل الاعتكاف

كذلك لو أنه جامع الزوجة في  غير الفرج وأنزل بطل الاعتكاف

أما إذا باشرها كأن يقبلها ولم ينزل فاعتكافه صحيح لكن ما ينبغي للمسلم أن يفعل هذا في  حال اعتكافه

فحديثنا عن البطلان فقط

 فإذا قبلها أو ضمها ولم ينزل فإن اعتكافه  لا يبطل

ويبطل الاعتكاف بالخروج من المسجد

لا تخرج من المسجد

ما معنى الاعتكاف ؟

لزوم مسجد

إلا في ثلاث حالات :

الحالة الأولى : أن تخرج لما لابد منه شرعا

كوضوء :

انتقض  وضوؤك

كأن تكون معتكفا في  مسجد وهذا اليوم يوم الجمعة ستخرج أيضا إلى الجامع لأداء صلاة الجمعة

هذا لابد لك منه شرعا

الثاني : لابد لك منه حسا :

الواقع يفرض عليك أن تخرج :

كأن تريد أن تقضي حاجتك

كأن تريد أن تأتي بأكلك وبطعامك إذا لم يكن هناك أحد يأتي لك بهذا الطعام

الثالث : أن تشترط :

كأن تقول قبل اعتكافك : اللهم إني أستثني أن أزور أخي أو أزور المريض

قد يكون لديك مريض تريد أن تزوره فتشترط

 

وهذا مقيس على الاشتراط في الإحرام

وينبغي للمسلم ألا يشترط النوافل لا يشترطها لأنه لم يرد حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في الاشتراط إنما قاسه الفقهاء على الاشتراط في الإحرام

لكن من كانت لديه حاجة ملحة كزيارة أهل أو زيارة مريض فلا مانع أن يستثني

وأما بالنسبة إلى إظهار نية الاعتكاف فلا يجوز أن ينطق بها بلسانه

 وإنما هي في القلب فلا يقول : اللهم إني أنوي الاعتكاف

لا يجوز هذا بدعة

لو أن شخصا في الميقات قال : اللهم إني  نويت عمرة فهذا من البدع

لأن النية محلها القلب

فقال تعالى :

((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))

قال ماذا ؟

((فِي الْمَسَاجِدِ ))

ما هي المساجد المعهودة عند الصحابة ؟

هي المساجد التي تقام فيها الصلوات الخمس

مسجد لا تقام فيه الصلوات الخمس لا يأخذ أحكام المساجد لأن الله خاطبهم : ((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ))

ما هي المساجد التي  معروفة لدى الصحابة ؟

هي التي تقام فيها الصلوات الخمس :

إذاً : تخرج المصليات البيوت وما كان ملحقا بالمسجد فيأخذ حكم المسجد

إذا كان للمسجد ساحة في الخلف تأخذ  الحكم إذا كانت محاطة وعليها أبوب

أما إذا لم تكن محاطة فلا تأخذ حكم المسجد

الغرف التي في المسجد تأخذ حكم المسجد

حتى في الثواب يقول شيخ الإسلام  : ” التوسعة التي تكون في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي تأخذ  حكم الثواب

بمعنى : أن الصلاة في المسجد الحرام بكم ؟

بمائة ألف صلاة

لو انه صلى في التوسعة التي زيدت في المسجد نفس الحكم

كذلك في المسجد النبوي

قال :

((وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ))

فيه آيات : ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا ))

فما الفرق ؟

تمر بنا :

((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ))

((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا ))

إذا قال جل و علا  : ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ))

فهي النواهي

يعني :  لا تقرب هذا المنهي ووسائله :

((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى ))

نهي عن الزنى وعن وسائله

ما وسائل الزنى ؟

التقبيل والنظر وما شابه ذلك

((وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ ))

هنا نهي :

إذا جاء النهي قال : ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ))

أما الأوامر :

 ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا ))

يعني : لا تتجاوز ها لا بتقصير ولا بزيادة

 

(( من عمل عملا ليس  عليه أمرنا فهو رد ))

إذاً : ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا ))

هي الأوامر

أما النواهي  :

((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ))

هنا نهى عن ماذا ؟

نهى عن أن يباشر المعتكف زوجته

ونهى في أول الأمر أن يجامع الزوجة ليلة الصيام

قال : ((تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) البقرة187

قلت لكم :

ختام الآية له دلالة بمضامين الآية

هذا القرآن معجز حكيم مبين

قال :

((كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ ))

كذلك :

يعني كما بين لكم هذه الأوامر وهذه النواهي يبين لكم جميع الأحكام

لم ؟

((لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) البقرة187

((كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) }البقرة187

أول آية من آيات الصيام  ختمت بالتقوى : ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة183

آخر آية من آيات الصيام ختمن بماذا ؟

بالتقوى

 ((كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) البقرة187

فدل على أن الصيام وسيلة سريع ة لتحقيق التقوى

هذه فائدة

فائدة أخرى

 أنه جل وعلا أراد أن يبين أن التقوى لا يتحصل عليها فقط عن طريق الصيام بل كل عبادة لله تقربك إلى تقواه ولذا قال :  ((كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ – عامة – لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187

وانظر:

قال ( يبين )

والتبيين له علاقة بالتقوى :

 لأن الله إذا بين ووضح لنا الأحكام لم نقع في الخطأ لكن لو كنا جهالا وقعنا في المحظور

فإذا عرفنا المحظور وفقنا لتركه حصلت التقوى

والتقوى إذا حصلت يحصل التبيين والعلم :

((يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً ))
((وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ ))

إذاً :

التبيين سبحان الله يودي بك إلى تقوى الله

إذا اتقيت الله بعد هذا التبيين ازددت علما وبيانا وفقها وحكمة

وبهذا ينتهي الحديث عن آيات الصيام

ونحمد الله على ذلك وتنتهي هذه الدروس

نسأل الله جل وعلا أن ينفعنا بما سمعنا وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.