تعريف ( الكهانة )
وما هي أنواعها الأربعة وما هو النوع الشبيه بالسحر ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد بين ابن حجر رحمه الله في الفتح أن الكهانة ويصح نطقها بفتح الكَاف الكهانة ادعاء علم الغيب كالإخبارعما سيقع عن طريق سبب
من يتوصل بأي سبب كان إلى أنه يقول سيحدث كذا وكذا فإنه وقع في الكهانة والكهانة كما قال لها أربعة أنواع :
النوع الأول :
هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن الجن يصعدون إلى جهة السماء ويركب بعضهم على بعض فيستمع ما يكون بين الملائكة مما قضاه الله في الأرض فيوصلها إلى من تحته وهكذا حتى يلقيها في أذن الكاهن هذا نوع
النوع الثاني من أنواع الكهانة :
أن الجني لما له والمقصود من هذا الجني الشيطان جنس الشيطان فالشيطان لما يوالي شخصا موالاة قريبة يخبره مما لا يطلع عليه غالبا مما وقع هو وقع فيخبره بشيء في الغالب أن الآدمي لا يطلع عليه غالبا أو يطلع عليه من قرب ولم يطلع عليه من بعد مثال ذلك ما يكون خارج الجامع ما ندري عنه لو أخبر شخص هنا بما وقع هناك فإنه يدخل ضمن الكهانة
النوع الثالث :
يكون عن طريق التخمين والظن يخمن وعنده حدس ويقول رحمه الله يقوى ذلك إذا أكثر من الكذب فيه لأن الكذب بوابة الشياطين ليدخلوا على العبد
النوع الرابع من أنواع الكهانة وكلها يجب الحذر منها :
أنه يعتمد عن طريق العادة والتجربة مما وقع أنه سيقع كذا وكذا ولذلك يقول ابن حجر وهذا النوع الرابع يضاهي السحر
يعني يقول حسب العادة والتجربة إنه وقع كذا وكذا في تلك السنة
مثال ذلك :
مثلا قول الله عن يوسف {تَزۡرَعُونَ سَبۡعَ سِنِينَ دَأَبٗا } ثم بعدها ذكر سبع سنين ثم ذكر عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون
ربما تجمع هذه الأرقام فيقال بمجموع هذه الأرقام في عام كذا وكذا أو في التاريخ الفلاني كذا وكذا سيكون انفراج للأمة كالانتصار مثلا على اليهود كالانتصار على الخوارج بأي حدث من الأحداث أو ربما أنه يقول سينزل بالناس شر في تلك السنة أو في ذلك العام
وتنبه هذا كمثال يعني لو استدل شخص مثلا بما في سورة الكهف {وَلَبِثُواْ فِي كَهۡفِهِمۡ ثَلَٰثَ مِاْئَةٖ سِنِينَ وَٱزۡدَادُواْ تِسۡعٗا٢٥ } فرتب على هذا ما ترب عليه مما سيقع فإنه داخل من ضمن الكهانة
ولذلك فليحذر المسلم من هذه الأمور فإنها تودي بعقيدة الإنسان إلى ما لا تحمد عقباه فهذا الفعل وهذه الطريقة طرق من ؟
طرق الكهان وليست بطريقة محمودة
ثم لو وقع قد يقع مثلا في مثل هذه التكهنات قد يقع في مائة مرة أو ألف مرة أو أربعين مرة قد يقع منها شيء واحد
فلربما تتولع القلوب بل تتولع القلوب بهذه الطريقة
ولذلك ( النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن استراق الجن فيلقيها إلى الكاهن فيكذب معها مائة كذبة قال فيصدق بتلك الكذبة فقط )
مع أنه كذب فيها مع تلك الكذبات صدق قال ( مائة كذبة )
وفي رواية ( أكثر من مائة كذبة )
يعني للمبالغة يعني أكثر من العدد من الكذب ومع ذلك لما وقع ما وقع قالوا والله بتلك الكلمة التي استرقها يصدق بها ويتركون مائة كذبة ومن ثم تتولع القلوب بهذه الطرق
ومع هذا كله النبي صلى الله عليه وسلم أطلق عليها أنها كهانة حتى لو وقع ما أخبر به هؤلاء قد يقع منه ما يقع فيكون كهانة ولا يخرجه عن كونه كهانة فليتنبه هذه طرق كهانة لأنه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما عند الطبراني وغيره قال ( ليس منا من سحر أو سحر له أو تكهن أو تكهن له )