أما بعد :فيا عباد الله :
ذكرت في الجمعة الماضية أنه ما كان ينبغي أن يُتحدث عن الفرق على مسمع عوام الناس ، ولكن بما أن هذا الزمن انفتح على قنوات متعددة من العلم ، ووصلت المعلومات والأخبار إلى الصغير والكبير ، أحببت أن أتحدث عن هذه الفرق الضالة تصديقا وتطبيقا لحديث حذيفة رضي الله عنه كما في الصحيحين ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني )
ومعلوم تلك الطائفة البغيضة التي تهدف إلى هدم الإسلام وهي طائفة الروافض ، الرافضة لما خرجت خرج من بين جذورها طوائف ، ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله ” ما من بدعة تخرج في الإسلام إلا عن طريق الروافض “
لما خرجت الرافضة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه خرجت جذور من هذه الفرقة الضالة ، خرجت النصيرية وسلف الحديث عنها ، خرجت الإسماعيلية وسلف الحديث عنها في الجمعة الماضية ، وخرجت طائفة تسمى ” بالدروز “
الحقيقة الأولى للدروز :
أنها فرقة باطنية ، تزعم كما تزعم الإسماعيلية والنصيرية تزعم بأن للدين ظاهرا وباطنا وأن الظاهر هو ما عليه الناس ، أما بالنسبة للباطن فهم يختصون بعلمه، ولذلك هذه الطائفة تؤلِّه الخليفة الفاطمي ، ولذا أسلفنا في الجمعة الماضية أن من بين طوائف الإسماعيلية ” الإسماعيلية الفاطمية ” ولذلك هي طائفة تجعل الحاكم الفاطمي بمنزلة الإله .
الحقيقة الثانية :
أن جُلَّ عقائدها من الإسماعيلية التي سبق الحديث عنها في الجمعة الماضية .
الحقيقة الثالثة :
أنهم ينتسبون إلى شخص اسمه ” نشتكين الدرزي ” ولذلك ينسبون إليه .
الحقيقة الرابعة :
أنها أول ما نشأت نشأت في مصر وذلك في أواخر القرن الثالث من الهجرة ، لما نشأت في مصر انتقلت وهاجرت بعد ذلك إلى الشام .
الحقيقة الخامسة :
أنهم ينكرون الأنبياء والمرسلين جميعا ، يقولون لا نبي يوجد ولا رسول .
الحقيقة السادسة :
أنهم يبغضون أهل الأديان ، وبالأخص يضمرون البغض الدفين الشديد للمسلمين ، ولذلك يرون أن أموالهم ودماءهم تستباح وأنهم متى ما قدروا على أن يغشوهم بأي طريقة كانت فإن هذا يُعد جائزا في معتقدهم .
ونحن حينما نذكر هذه الحقائق ومن حضر معنا في الجمعتين الماضيتين عن حقائق النصيرية والإسماعيلية وقبل ذلك حقائق الروافض ، يشعر بأن هناك توافقا كبيرا بين هذه الفرق لأن منشأها كما أسلفنا من الرافضة .
الحقيقة السابعة :
أنهم يقولون إن ديننا نسخ جميع الأديان ، فليس هناك دين ثابت بعد وجود معتقدنا وديننا .
الحقيقة الثامنة :
أن كبراء المفكرين من المعاصرين منهم يحجون ، لكن يحجون إلى ماذا ؟ يحجون إلى الهند ، يزعمون بأن ثقافتهم إنما نبعت من حكماء الهند .
وفي الحقيقة – أيها الأحبة – حينما أعرض هذه الحقائق وما عرضته فيما مضى ، والله إنها حقائق بعيدة كل البعد عن العقل فضلا عن الدين ، فلو لم يأت دين ينص على هذه المُسَلمات لما كان من حق العقل السليم أن يعتقد مثل هذه الحقائق ، لكن هذا يدل على أن ابن آدم إذا زاغ عن طريق الله عز وجل فإن الأهواء تتلقفه يمنة ويسرة .
الحقيقة التاسعة :
أنهم يقولون لا ثواب ولا عقاب ، إذاً كيف يعاقب المذنب وكيف يثاب المحسن ؟
قالوا إن الثواب والعقاب إنما هو بمجرد موت الإنسان تنتقل روحه إلى جسد سعيد أو إلى جسد شقي ، ولذلك يقولون بتناسخ الأرواح ، يعني أن هذه الروح تنتقل إلى جسد آخر وهكذا .
الحقيقة العاشرة :
أنهم ينكرون الجنة والنار .
الحقيقة الحادية عشرة :
أنهم ينكرون القرآن ، فلا يعترفون بهذا القرآن ، ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي رضي الله عنه ،وعندهم قرآن يسمونه بـ ” المنفرد بذاته “
الحقيقة الثانية عشرة :
أنهم يفتخرون بفرعون ، يفتخرون بالفراعنة القدامى ، ويفتخرون بالقدامى من حكماء الهند ، يقولون إن ثقافتنا مستمدة من هؤلاء .
وأقبِحْ بطريقة فرعون من طريقة .
الحقيقة الثالثة عشرة :
أنهم ينكرون القيامة ، لكن عندهم قيامة ، ما قيامتهم ؟
قالوا هي رجوع الحاكم الفاطمي ، إذا رجع الحاكم الفاطمي الذي سيعود في آخر الزمان ، ماذا يصنع ؟ قالوا يقوم ونحن معه بهدم الكعبة وبسحق المسلمين وبسحق النصارى وبإذلال المسلمين وبضرب الجزية والذلة عليهم .
الحقيقة الرابعة عشرة :
أنهم يحرمون الزواج من غيرهم ويحرمون الصدقة على غيرهم ، ويرفضون أن يساعد أحد من بني جنسهم أن يساعدوا أحدا من غيرهم ، وكذلك يمنعون التعدد ، ويقولون من طلَّق زوجته فإنه لا رجعة لها .
الحقيقة الخامسة عشرة :
أنهم لا يقبلون أحدا في دينهم ، ولا يسمحون لأحد أن يخرج من معتقدهم .
الحقيقة السادسة عشرة :
أنهم يقولون في الصحابة رضي الله عنهم أقوالا منكرة شنيعة بذيئة ، يقولون عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بأنهما الفحشاء والمنكر ، نسأل الله السلامة والعافية .
الحقيقة السابعة عشرة :
أن عندهم عقيدة الستر والكتمان ، ليست تقية كما هي حال الروافض – لا – يقولون هي من أصول ديننا ، يجب أن يكون هناك ستر وكتمان لمعتقدنا ، فيقولون هي مشروعة في ديننا ولا يجوز أن تترك في أي حال من الأحوال .
الخطبة الثانية
أما بعد : فيا عباد الله :
كما أسلفت هؤلاء لهم تفصيلات يشيب لها العقل ، لكنني أذكر هذه الحقائق – سواء كانت هذه الحقائق عن الدروز أو عن الإسماعيلية أوالنصرية أو الرافضة – أسردها سردا من باب الاختصار حتى يعلم الجميع مجملا ما هو معتقد هذه الفرق الضالة ، وإلا فلهم تفصيلات ما ينبغي أن تذكر في مثل هذا المقام .
الحقيقة الثامنة عشرة :
أن أماكنهم خالية من المساجد ، ولا يسمع فيها ذكر الله عز وجل
الحقيقة التاسعة عشرة :
أن الدرزي منهم لا يتلقى عقيدته ولا يباح له بها إلا إذا بلغ سن التكليف ، ما سن التكليف عندهم ؟ قالوا إذا بلغ أربعين سنة نعلمه معتقدنا ، أما قبل ذلك فإنه لا يُعلم ويكتم عنه الأمر ، لم سن الأربعين ؟ قالوا هو سن العقل ، فإنه لا يكون مكتمل العقل إلا إذا بلغ أربعين سنة .
الحقيقة العشرون والأخيرة :
أن غالبية هؤلاء موجودون في لبنان ، ونسبة كبيرة منهم في فلسطين المحتلة ، وهم أخذوا الجنسية اليهودية ويوجد عدد كبير منهم في الجيش اليهودي ، وأما نفوذهم الكبير العظيم فإنه في لبنان ، ولذلك يوجدون تحت زعامة حزب يسمى بالحزب الاشتراكي التقدمي ” وما جرت من حروب لبنانية سابقة إنما هي بسبب هؤلاء الدروز ، وعداوتهم للمسلمين عداوة ظاهرة بينة لا تخفى على أحد من الناس .
هذه جملة من حقائق الدروز ، نسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا عقيدتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الخاتمة : …………………..