حكم الجمع بين البسملة والحمدلة بداية الكلام ولماذا لم يجمع بينهما البخاري في صحيحه ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت إن بعضهم يقول فيما نقل إن ابن حجر يقول لا يجمع بين بسم الله والحمد لله في افتتاح الكلام ، أو الرسائل
وكذلك نقل عن ابن تيمة في مجموع الفتاوى
الذي في الفتح في مقدمة الفتح لابن حجر فيما أعلم من أنه رحمه الله في المقدمة قال : إن البخاري لم يفتتح كتابه الصحيح بخطبة إنما قال بسم الله الرحمن الرحيم ، باب كيف بدء الوحي
ورحمه الله قال إن بعضهم قال لماذا لم يأت البخاري بخطبة ؟
لِمَ لم يأت بالحمد لله وبالتشهد ؟
فأجاب رحمه الله من أن الخطبة لا يتعين فيها طريقة محددة وإنما بحسب ما يحصل من المقصود
وقال أيضا إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ) وكذلك ( كل حديث وكل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء )
قال أخرجهما أبو داود ولكن هذين الحديثين ليسا على شرط البخاري مع أن كثيرا من العلماء يضعف حديث(كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله )
وفي رواية ( بسم الله ) يضعفون هذا الحديث مع أن ابن الصلاح والنووي يحسنننه
الأمر الآخر : قال ابن حجر لعله حمد الله وتشهد بلسانه ولا يلزم من ذلك أن يجمع بينهما كتابة ونطقا فاكتفى بالنطق عن الكتابة
كذلك قال رحمه الله لعله أراد أن يفعل مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حينما يرسل الرسائل يكتفي بـ ” بسم الله ” كما أرسل إلى هرقل وغيره فجعل كتابه بمثابة الرسالة التي ينتفع بها كما انتفع بكتابه رحمه الله
قال وأما قول البعض من أن بعضهم حذفها بعد أن كتبها يقول ليس بالصواب
لأن شيوخ البخاري ومن في عصره كالإمام أحمد لم يأت بخطبة أفيكون غيرهم حذفها أيضا ؟
فدل هذا على أن من نقل والعلم عند الله في المقدمة هذا ما نقل في المقدمة نقل هذا الكلام ولم يستوعبه
وليس فيه المنع من ابن حجر من أن يجمع بين قول القائل حينما يتحدث بسم الله والحمد لله ليس فيه ما يمنع من كلام ابن حجر
ولذلك قال في أول ما قال ، قال إن المقدمة لا يلتزم فيها بخطبة على طريقة معينة
وذكر ما ذكر ومما يدل على هذا أنه رحمه الله في بعض كتبه كما في تلخيص الحبير لما ابتدأ به قال بسم الله الحمد لله
فجمع بينهما
أما شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى فيما أعلم لما ذكر التوحيد والشهادة قال لعظمتها كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بها في الخطب فقال ( كل خطبة ليس فيها تشهد فيها كاليد الجذماء ) باعتبار أهمية التشهد
أما الحمد لله قال رحمه الله قال فكل خطبه ابتدئت بالحمد لله لأن المقصود من ذلك الحمد لله
أما البسملة لما تحدث عن البسملة آية من الفاتحة أم لا ؟ آية من كل سورة أم لا ؟
والكلام طويل في ذلك فقال رحمه الله قال ولذلك فإن البسملة لما كانت وسيلة لم يجهر بها لكن لما كان المقصود الحمد لله جهر بها في الصلاة قال وخطبه عليه الصلاة والسلام ابتدأ فيها بالحمد لله
إذن يرد بذلك على من قال يفتتح في بعضها بالتكبير مثلا الاستسقاء
فدل هذا على أن كلامه ليس المقصود المنع في الجمع بينهما
يدليل أنه يمكن في خمسة مواطن أو ستة لما قال قاعدة قال بسم الله الحمد لله
وأيضا هذا درج عليه جملة من العلماء
الإمام مسلم في صحيحه أول ما ابتدأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين
الناس يقولون دائما بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ولكن درج العلماء على هذا
العلماء أتوا بهذا باعبتار حديث ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله )
فالتضييق أو القدح في طريقة هؤلاء العلماء من أنهم يجمعون بين بسم الله والحمد لله ليس صوابا
البخاري قال بسم الله الرحمن الرحيم
ولذلك الإمام أحمد كان لا يصلي على النبي كتابة من أجل الإسراع أو ما شابه ذلك لكن كان يصلي نطقا
فإن ابتدأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العاليمن لا إشكال
ابتدا الحمد لله لا إشكال
ثم أيضا البداية بسم الله والحمد لله ، لأن الصحابة كتبوا المصاحف أول ما بدؤوا بسم الله الرحمن الرحيم
الآية التي بعدها ؟ { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
هذا دليل يستدل به باعتبار أن الفاتحة أول سورة موضوعة كتابة في المصحف
و” بسم الله الرحمن الرحيم ” كتبت أول المصحف باعتبار أنها آية من الفاتحة أو لا ؟ خلاف بين أهل العلم
ولذلك بعض أهل العلم يقول لا تأت بالواو إذا قلت قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين لكي تكون البداية بهما جميعا
ولذلك يعني كما سلف يعني هؤلاء الذين نقل عنهم كشيخ الإسلام كتبوا بسم الله والحمد لله رب العالمين كتبوها وهذا كثير