حكم قول ( كذبة أبريل )

حكم قول ( كذبة أبريل )

مشاهدات: 443

ما حكم ما يقال (  كذبة أبريل ) ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإنه في ضمن هذا الانفتاح على العالم الخارجي وصلت إلينا أشياء كثيرة فيما تخالف الشرع ، ومن بين ما ورد أو استقطب ما تفضلت به من هذا الشهر الذي يقال إن الكذب فيه جائز

وقبل الحديث عن الكذب واجب على المسلم أن يتقي الله وأن تكون له شخصيته التي يتميز بها كمسلم ؛ لأن الإسلام كفل لنا كل ما فيه مصلحة لنا في الدين والدنيا والآخرة والنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من التشبه بالكفار قال عليه الصلاة والسلام كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ) فلا يليق بالمسلم بل يحرم على المسلم أن يتلقف كل ما يأتي به الغرب فهذا مما لا يجوز له في شرع الله

ومن بين ما تلقف وللأسف ما يزعم من أن الكذب في مثل هذا الشهر  حلال ، وكيف يكون حلالا وكيف نستبيح ذلك ؟ ومن استباح ذلك معتقدا بأنه حلال سواء كان بنية التشبه أو بعدم نية التشبه فإنه يكون مستحلا لمحرم أتى النص القطعي بتحريمه وهو الكذب فيكن بذلك كافر أما إذا كان هذا الفعل ناتجا منه بسبب التشبه الذي غيرت فيه عقول كثير من الناس ولا يقصد أنه مباح ، ولكن مثل ما سار الناس يسير هو فإنه يعد من الأمور المحرمات ومن كبائر الذنوب .

والله لما ذكر قصة الثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك هلال بن أمية ومرارة بن الربيع وكعب بن مالك ما نجاهم بعد الله إلا الصدق ، ولذلك في ضمن أواخر الآيات المذكورات قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } فيه إشارة إلى أن نجاة هؤلاء إنما حصل لهم عن طريق الصدق

ولذلك قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا } مما يدل على أن الصدق هو  صفة أهل الإيمان ، وأن الكذب هو صفة أهل النفاق { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين بيّن أن الكذب من صفة المنافقين ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ) ذكر منها عليه الصلاة والسلام    ( إذا حدث كذب )

والرجل لما يكذب ويستمرئ الكذب فإن هذا الكذب يكون صفة له ولا يكون محل ثقة عند الناس

ولذلك في حديث ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام ( إن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ولا يزال يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )

ولذلك من أعظم ما يجده النبي صلى الله عليه وسلم من الحزن حينما يرى أن أحدا قد كذب

لم ؟ كما أسلفنا لأن فيه تشبها بالمنافقين

ثم إن الكذب بما أننا ذكرنا الكذب ، الكذب لا يختلف فيه الكذب المزاح والجاد ، بعض الناس يقول هذه كذبة بيضاء أو كذبة سوداء ، لا يختلف الحكم

 فهي بيضاء أو سوداء بل كلها سوداء ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة ) يعني في أدنى الجنة ( لمن ترك الجدال المراء ولو كان محقا وأنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ) ليس هناك ما يسمى بكذبة بيضاء أو كذبة سوداء

ثم إن على المسلم أن يتصف بالصفات الطيبة ؛ لأن هذه الصفات متى ما اتسم بها فإنها تكون عنوانا له لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الواقع فإذا اطلع الناس على هذا الرجل أو هذه المرأة التي تكذب فإنها لا تصدق فيما تخبر به في المستقبل ولو كان ما تخبر أبه أو أخبرت به صدقا ، فعلى المسلم أن يتقي الله

وأنا في مثل هذا المقام أحذر من الانسياق خلف ما يبث علينا من خلال بعض القنوات أو من خلال وسائل التواصل ممن يتتبع ما يفعله اليهود والنصارى فإن هذا لا يجوز

ولذلك بعض السلف يقول ” ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصراينا وهو لا يشعر ” بسبب الانصهار والانغماس والذوبان فيما يطرح وفيما يبث من هذه المعتقدات الفاسدة .