خطبة ( العافية لا تقدر بثمن )
لفضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
العافيةُ لا تُقدَّرُ بثمن، العافيةُ من الأمراض، العافيةُ من الهموم، العافيةُ من الفتن، العافيةُ من عذاب القبر، العافيةُ من أهوالِ وعذابِ يوم القيامة…
فرسول الله ﷺ أمرَ أُمَّتهُ؛ لأنَّهُ خافَ عليهم من الوقوع في الفتن، في الذنوب وما شابه ذلك … وأمرهم أن يقولوا هذا الدُعاء.
ولأهمية العافية يقولُ ابن عمر-رضي الله عنهما- كما ثبت عند أبي داوود : لم يكنْ رسولُ اللهِ ﷺ يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ حينَ يُمسي، وحينَ يُصبِحُ : ” اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي ، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي.”
إذًا الإنسان بحاجة إلى سؤال الله العافية في كل أوقاته وفي كل أحيانهِ، ولذلك النبي ﷺ كما في الصحيحين : قال : ” لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ…”
أهل القبور بحاجة للعافية من عذاب القبر، وأنتَ يا حيّ مُحتاجٌ إلى العافية فأنت على ظهر الأرض ما تدري ماذا يكونُ لك؛ لأنَّ الإنسان لا طاقةَ لهُ بعذاب الله -عز وجل-
ولذلك في صحيح البخاري وأصل الحديث في الصحيحين : من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال ﷺ : ” الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ” وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ، يَقُولُ: ” اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ “.
-الرجز: العذاب
ففهِمَ ابن عمر -رضي الله عنهما- من قوله عليه الصلاة والسلام ” الحمى من فيح جهنم” من أنَّها عذاب لكنها تختلف …
فهيَ على المؤمن من باب تكفيرِ السيئات ورِفعة الدرجات، وعلى الكافر عقوبة
لكن ابن عمر-رضي الله عنهما- سأل الله العافيةَ منها؛ لأنَّهُ -عز وجل- قادرٌ على أن يُعطيَ العبد الثواب وأن يُكفِّر عنه السيئات من غير أن يُنزِلَ بِهِ شيئًا يشُقُ عليه؛ ولذلك كانَ يقول: ” اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ “.
من كانَ في عافية فليحمدِ الله -عز وجل- وليسأل ربَّهُ أن يُبقيها عليه وعندَهُ
وفي رواية أبي داوود: ” وتحويلِ عافيتك”
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ
من كانَ في عافية فليحمدِ الله -عز وجل- فإنَّها من أعظم النِّعَم
أسأل الله لي ولكم العافية في الدنيا والآخرة.