خطبة العافية لا تقدر بثمن

خطبة العافية لا تقدر بثمن

مشاهدات: 535

خطبة ( العافية لا تقدر بثمن )

 لفضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

العافيةُ لا تُقدَّرُ بثمن، العافيةُ من الأمراض، العافيةُ من الهموم، العافيةُ من الفتن، العافيةُ من عذاب القبر، العافيةُ من أهوالِ وعذابِ يوم القيامة…

 

  • ثبتَ في الترمذي : أن أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه قامَ على المنبرِ ثمَّ بَكى فقالَ : ” قامَ رسولُ اللَّهِ ﷺ عامَ الأوَّلِ على المنبرِ ثمَّ بَكى فقالَ سلوا اللَّهَ العفوَ والعافيةَ فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيرًا منَ العافيةِ “

 

فرسول الله ﷺ أمرَ أُمَّتهُ؛ لأنَّهُ خافَ عليهم من الوقوع في الفتن، في الذنوب وما شابه ذلك … وأمرهم أن يقولوا هذا الدُعاء.

 

  • ولذلك ثبتَ عند الترمذي : أنَّ عمه العباس أتاه فقال يارسول الله علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال: ” سلِ اللَّهَ العافِيةَ “، فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي: ” يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ.”

 

ولأهمية العافية يقولُ ابن عمر-رضي الله عنهما- كما ثبت عند أبي داوود : لم يكنْ رسولُ اللهِ ﷺ يَدَعُ هؤلاء الدعواتِ حينَ يُمسي، وحينَ يُصبِحُ : ” اللهم إني أسألُك العافيةَ في الدنيا والآخرةِ ، اللهم إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استرْ عورتي وآمنْ روعاتي ، اللهم احفظْني مِن بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذُ بعظمتِك أن أُغتالَ مِن تحتي.”

 

  • ومن الدعوات التي تُقال عند النوم كما ثبت في صحيح مسلم : عن ابن عمر -رضي الله عنهما- ” اللهم إني أسألُك العافيةَ “

 

إذًا الإنسان بحاجة إلى سؤال الله العافية في كل أوقاته وفي كل أحيانهِ، ولذلك النبي ﷺ كما في الصحيحين : قال : ” لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ…”

 

  • بل إنهُ ﷺ علَّمَ أُمَّتهُ إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا هذا الدعاء كما جاء في صحيح مسلم : ” أَسْأَلُ اللَّه لَنَا وَلَكُمُ العافِيَةَ “

 

أهل القبور بحاجة للعافية من عذاب القبر، وأنتَ يا حيّ مُحتاجٌ إلى العافية فأنت على ظهر الأرض ما تدري ماذا يكونُ لك؛ لأنَّ الإنسان لا طاقةَ لهُ بعذاب الله -عز وجل-

 

 

  • ولذلك في حديث أنس -رضي الله عنه- كما في سنن الترمذي : أنَّ النَّبيَّ ﷺ عادَ رجلًا قد جُهِدَ حتَّى صارَ مثلَ فَرخٍ فقالَ لهُ : ” أما كُنتَ تدعو أما كُنتَ تسألُ ربَّكَ العافيةَ ..”

 

ولذلك في صحيح البخاري وأصل الحديث في الصحيحين : من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال ﷺ : ” الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء ” وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ، يَقُولُ: ” اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ “.

-الرجز: العذاب

ففهِمَ  ابن عمر -رضي الله عنهما- من قوله عليه الصلاة والسلام ” الحمى من فيح جهنم” من أنَّها عذاب لكنها تختلف …

فهيَ على المؤمن من باب تكفيرِ السيئات ورِفعة الدرجات، وعلى الكافر عقوبة

لكن ابن عمر-رضي الله عنهما- سأل الله العافيةَ منها؛ لأنَّهُ -عز وجل- قادرٌ على أن يُعطيَ العبد الثواب وأن يُكفِّر عنه السيئات من غير أن يُنزِلَ بِهِ شيئًا يشُقُ عليه؛ ولذلك كانَ يقول: ” اكْشِفْ عَنَّا الرِّجْزَ “.

 

 

 

من كانَ في عافية فليحمدِ الله -عز وجل- وليسأل ربَّهُ أن يُبقيها عليه وعندَهُ

  • ولذلكَ من الدعاء النبوي كما في صحيح مسلم: ” اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.”

وفي رواية أبي داوود: ” وتحويلِ عافيتك”

 

 

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ

من كانَ في عافية فليحمدِ الله -عز وجل- فإنَّها من أعظم النِّعَم

  • ولذلك عند الترمذي قوله ﷺ : ” فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيرًا منَ العافيةِ.”

 

 

أسأل الله لي ولكم العافية في الدنيا والآخرة.