خطبة
تسع مسائل مختصرة ( من عشر ذي الحجة إلى أيام التشريق )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه مسائل مختصرة تتعلق بهذه العشر وما بعدها من أيام :
أولا :
ــــــــــــ
الأضحية سنة مؤكدة عند الجمهور ، ولذا ضحّى النبي عليه الصلاة والسلام وحرص على ذلك مع أن بعض أهل العلم يرى أنها واجبة في حق من عنده غنى لقوله تعالى { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } ولما جاء عند أحمد وابن ماجه ( من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا )
وهذا بناء على من حسّن هذا الحديث فإن فيه كلاما ، وعلى كل حال فليحرص من وجد سعة وغنى أن يضحي
ثانيا :
ــــــــــــــــ
من أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئا
الشعر والأظفار معروفة والبشرة مثل ما يحصل من بعض الناس يأخذ الجلد الزائد من شفتيه أو في عقب قدمه أو في أي موضع من جسده
قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم من حديث أم سلمة مرفوعا والصحيح أنه مرفوع وليس بموقوف ولذا قيل لسفيان إن بعضهم لا يرفعه قال بل أنا أرفعه
قال عليه الصلاة والسلام ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس شعره ولا بشره ) ووردت رواية فيما يتعلق بالأظفار في صحيح مسلم
ثالثا :
ــــــــــــ
من أقدم على أخذ الشعور والأظافر والبشرة لمن أراد أن يضحي فإنه يكون آثما إن كان متعمدا ، لكن إن لم يكن متعمدا كأن يكون ناسيا فلا حرج عليه ، وليعلم في تلك الحالتين سواء تعمد الأخذ من الشعور أو الأظافر أو لم يتعمد في جميع الأحوال أضحيته صحيحة ، لا تعلق بصحة الأضحية بما يأخذه من هذه الأشياء ، فليتنبه
رابعا :
ــــــــــــــ
النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري قال ( ما العمل في أيام أفضل منها في هذه الأيام يعني العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بماله وبنفسه فلم يرجع من ذلك بشيء )
ومن ثم : فليحرص على العمل الصالح بشتى أنواعه في هذه العشر لعموم قوله عليه الصلاة والسلام ( العمل ) ، فكل عمل صالح يستحب في هذه الأيام
خامسا :
ـــــــــــــــ
الكثير وللأسف غفل عن التكبير وسبق وأن كررنا ذلك مرارا
وليعلم : أنه يعني التكبير من السنن ولذا قال عز وجل { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } قال ابن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري : ” الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة “
وكما في صحيح البخاري كان أبو هريرة وابن عمر يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما
وهذا تكبير مطلق ، وهناك تكبير مقيد كما عليه جمهور السلف كما نقل ابن تيمية جمهور السلف من الصحابة ومن التابعين ومن جاء بعدهم على أن هناك تكبيرا مقيدا يبدأ من بعد صلاة فجر يوم عرفة إلى آخر يوم من أيام التشريق في أدبار الصلوات
فإذا قال الإنسان الاستغفار ثلاثا ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ” يكبر حسب ما يتيسر له ثم يشرع في أذكار الصلاة
بعض الناس يقول : قد يلتبس التكبير المطلق بالمقيد ، فنقول لا التباس
الآن بعض الناس من حين ما يسلم الإمام نحن لم ندرك إلى الآن عرفة بعض الناس من حين ما يسلم يكبر ، نقول : لا ، في هذه الأيام قبل يوم عرفة تأتي بأذكار الصلوات وبعد الفراغ منها تكبر كما تشاء وتكبر في جميع أحوالك في بيتك في شارعك في كل مكان تكبر
لكن بعض الناس يقول : يوم العيد وأيام التشريق فيها تكبير مقيد على ما قلتم لكن هل هناك تكبير مطلق ؟ نعم هناك تكبير مطلق
لكن لماذا نقول بالتكبير المقيد ؟ نقول احرص على التكبير المقيد في أدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى آخر يوم من أيام التشريق لكن لا يعني أنك تدع التكبير في الأحوال الأخرى ، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) قال ( وذكر لله )
وجاء في صحيح البخاري ( أن عمر رضي الله عنه كان يكبر في قبته في منى فيسمع أهل المسجد تكبيره فترتج منى تكبيرا )
وكان ابن عمر رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري كان رضي الله عنه يكبر في تلك الأيام جميعا كان يكبر رضي الله عنه خلف الصلوات وفي مجلسه وفي ممشاه ، فدل هذا على ماذا ؟على أهمية التكبير
ثم ليعلم من أن التكبير ليس خاصا بالرجال لأن بعض النساء قد تظن أنه خاص بالرجال وهذا ليس بصحيح النصوص عامة
ثم أيضا : جاء في صحيح البخاري أن ميمونة رضي الله عنها كانت تكبر يوم النحر
وجاء في صحيح البخاري كان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي أيام التشريق في المسجد لكن بصوت منخفض
فدل هذا على ماذا ؟ على أهمية التكبير
سادسا :
ـــــــــــــــــــــ
ليحرص لمن تيسر له أن يصوم ولو شيئا من هذه الأيام لكن لا يغفل عن ماذا ؟ عن صيام يوم عرفة ؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في صحيح مسلم لما سئل عن صيام يوم عرفة قال ( يكفر السنة الماضية والباقية ) وفي رواية ( يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )
قلت لعل رواية أبي يعلى ( يكفر سنتين متتابعتين ) يدل على أنه يكفر السنة الماضية والسنة المتبقية
وعلى كل حال سواء على هذه الرواية أو على تلك الرواية فليحرص المسلم على ماذا ؟ على صيام يوم عرفة
سابعا :
ـــــــــــــ
قال النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت عند أحمد وغيره ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ) وهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة فهو يوم عظيم ولذا جاءت الأحاديث وأيضا ما ذكره الرواة مما فهموه من حديث أبي هريرة من أنه ماذا ؟ من أنه يوم الحج الأكبر فالحرص على صلاة العيد وهي واجبة على الصحيح على الأعيان فليحرص عليها وليحرص على الذكر في مثل هذا اليوم
ثامنا :
ــــــــــــــ
اليوم الحادي عشر وهو اليوم الأول من أيام التشريق له فضل عظيم ومنزلة عظيمة بعد يوم النحر، قال النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت عند أحمد وغيره ( أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر )
سمي بيوم القر ؛لأن الناس يستقرون في منى ، فهذا اليوم له فضله وأيام التشريق لها فضلها لما في صحيح مسلم ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل )
تاسعا :
ــــــــــــــــــــ
هذه الأيام أيام التشريق لا يجوز صيامها ، ولذا بعض الناس ممن اعتاد على صيام أيام البيض قد يصوم اليوم الثالث عشر ، وهذا خطأ قد يصوم اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة ، ولذلك كما عند البخاري في حديث عائشة رضي الله عنها وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ) من لم يجد الهدي من المتمتعين والقارنين فإن له إن لم يصم قبل يوم عرفة فإن له أن يصوم أيام التشريق كما قال تعالى { ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ } يعني إذا رجعتم إلى بلادكم
هذه مسائل مختصرة تتعلق بعشر ذي الحجة وما بعدها من أيام
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد .