خطبة سبع مسائل مختصرة عن ( التوكل ) لكنها عظيمة النفع نحتاجها في هذا الزمن

خطبة سبع مسائل مختصرة عن ( التوكل ) لكنها عظيمة النفع نحتاجها في هذا الزمن

مشاهدات: 495

خطبة سبع مسائل مختصرة

( عن التوكل )

لكنها عظيمة النفع نحتاجها في هذا الزمن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه بعض المسائل المختصرة عن التوكل، هي مختصرة لكنها عظيمة النفع، يقول ابن القيم رحمه الله كما في مدارج السالكين، يقول كثير من المتوكلين مغبون، هو توكل على الله حق توكله لكنه مغبون، لم؟

قلت: ليس معنى كلامه أنه مذموم، لا، لكنه يقول هو مغبون بسبب ماذا؟ بسبب أن همته قصرت، فجعل هذا التوكل على الله حق التوكل في جزئية، تلك الجزئية من مرض يمكن أن يعالج بأدنى علاج، وبمعيشة تسد بنصف رغيف، فهو توكل على الله حق التوكل، لكنه لم تكن همته عالية، فإنه لم يصرفها، لم يصرف التوكل في زيادة إيمانه، في زيادة العلم، في بذل الخير، والعلم للعالم الذي يعيش بينهم في قمع المبتدعين في مصالح المسلمين، لم يجعل هذا التوكل، هو حقق التوكل لكنه في جزئية.

ابن القيم رحمه الله يقول كما في مدارج السالكين: “كما أن العبد يوكل الله العبد يوكل الله، يعتمد على الله، يفوض أمره إلى الله أن يحفظ دينه، وأن يحفظ دنياه، وأن يحقق له مبتغاه، فالعبد يوكل الله، أيضا يقول الرب يوكل العبد، الله يوكل العبد، ما معنى ذلك؟

معنى ذلك أن الله يوكل العبد فيما أمره به من الشرع، أن يحفظه، وأن يتعاهده، ولذا الدليل على هذا قال تعالى {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا  قال {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ}

وكل بها كما قال بعض العلماء: الثمانية عشر من الأنبياء المذكورين، وقيل الأنصار {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا} قيل قريش، لكن معنى هذه الآية على وجه العموم، والإجمال، ويدخل فيها قول من يقول بأقوال تدخل في هذا القول  العام {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ} أي قريش ومن جاء بعدهم من أهل الأرض من يكفر بهذه الرسالة {أُولَئِكَ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ} قريش، ومن جاء بعدها ممن سار على طريقته {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} قال ابن القيم: هم أهل الإيمان والعلم الذين يذودون عن شرع الله.

قلت: وذلك إلى قيام الساعة، انظروا عبارات مختصرة، لكنها تحمل معاني عظيمة.

يقول ابن القيم كما في مدارج السالكين يقول: جعل الله لكل عمل من أعمال البر جزاء معلوما، لما ذكر التقوى قال {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} الجزاء معلوم {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} الجزاء {يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ}، يقول إلا التوكل، جعل الله يقول: جعل الله عز وجل نفسه جزاء المتوكل عليه  وكفايته، سبحان الله! أي منزلة أعظم؟! فإنه قال {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} جعل جل وعلا نفسه جزاء المتوكل عليه وكفايته، قال: وهذا يدل على ماذا؟ يدل على أن التوكل على الله من أعظم السبل والطرق  الموصلة إلى الله، وأن هذا الطريق هو أحب الطرق إلى الله جل وعلا، فيقول فإذا علم العبد هذه الآية وتأمل فيها {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} إذا عرف ذلك تمام المعرفة ماذا يصنع؟

يعرف أنه في حاجة إلى الله من وجهين:

الوجه الأول: هذا العبد فقير ما يملك شيئا، إنما الذي يملك هو الله جل وعلا، ويعلم هذا العبد أنه فقير لا شيء عنده.

الوجه الثاني: أنه يعلم أن تدابير الأمور بيد الله عز وجل، فيتوكل على الله حق التوكل. 

وهنا لفتة وهي: توكيل الله للعبد بأن يحفظ العبد دين الله الذي أمره جل وعلا به، قال ابن القيم: لو قيل هل يصح أن يقول العبد أنا وكيل الله، فيقول رحمه الله لا يصح، لم؟ لأن الوكيل ينوب عن الموكل، والله عز وجل لا ينوب عنه أحد، ولا يخلفه أحد، إنما الله هو الخليفة لك، ولذلك في دعاء  السفر: (اللهم أنت الصاحب في السفر) ماذا؟ (والخليفة في الأهل)، مع أنه قال: لا يمتنع أن يطلق عليه باعتبار أنه أمر بحفظ حدود الله وشرع الله عز وجل.

شيخ الإسلام كما في جامع الرسائل عند قول الله تعالى {وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا  قال رحمه الله: فأمر عز وجل ألا يتخذ وكيل من دونه، وأمر أن يكون وكيلا لعبده، قال: فالعبد لو وكل عبدا في تصريف أمر من الأمور فإنما هذا في مقدور العبد، والعبد لا يقدر على كل شيء، بل إن العبد إذا وكل شخصا مثلا قلت كأن يبيع له سيارة أو يبيع له أرضا هنا وكالة يستطيعها العبد في حدود، قال: بل إن العبد لا يستطيع أن يفعل هذه الوكالة إلا بما أقدره الله عليه، فهنا العبد حينما يوكل عبدا في تصريف أمر له من أموره الدنيوية فيما يقدر عليه يوكله، لكنه يفوض أمره إلى الله جل وعلا .

ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم، يقول عند حديث النبي عليه الصلاة والسلام حديث عمر، وهو حديث ثابت (لو أنكم كنتم توكلون على الله) كما في المسند وسنن الترمذي (لو أنكم كنتم توكلون على الله) وورد عند أحمد (لو أنكم تتوكلون)، وبعضهم ينطقها بحذف التاء، وورد هذا عند أحمد (لو أنكم توكلون) عن أحمد والترمذي، وبعضهم ينطقها بالتاء كما عند أحمد (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق) ” الفعل بناء للمعلوم كما في مرقاة المفاتيح” ( كما يرزق الطير) وبعضهم ينطقها (كما تُرزق) وورد هذا عند النسائي في السنن الكبرى (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا) يعني في أول النهار (تغدو خماصا) يعني فارغة البطون (تغدو خماصا وتروح بطانا) يعني ترجع في آخر النهار وقد امتلأت بطونها، فيقول ابن رجب يقول: وما أوتي الناس إلا من قبل عدم تحقيقهم للتوكل، فإنهم يتعبون أنفسهم في بذل الأسباب.

نعم، بعض الناس يتعب نفسه يعني من الصباح يمكن أن يكون في عمل وظيفي إلى قبيل العصر، ثم يخرج بعد أن يتغدى، ولا يعود إلا في أواخر الليل، يتعب نفسه من أجل تحصيل هذه الدنيا، فيقول رحمه الله: وما أوتي الناس إلا من قبل عدم تحقيقهم للتوكل، فإنهم لو توكلوا على الله حق  التوكل رزقهم الله ما قدر لهم بأقل سبب، انظر إلى هذه الطير بأدنى سبب، وهذا الحديث يرد به على من استدل به على نفي الأسباب؛ لأنه قال (تغدو) إذا الطير تحركت فعلت السبب، وإن كان سببا يسيرا (تغدو خماصا، وتروح بطانا)، فإن قال العبد هذه طيور بطونها صغيرة، بطونها صغيرة يكفيها ما قل، فيقال له: انظر إلى الوحوش من البقر والحمير، كيف  عظمت بطونها، وقد رزقها الله عز وجل حينما تغدو، وحينما تتروح.

قلت: ورد أثر عن سالم بن أبي الجعد عند ابن أبي الدنيا، ومصنف ابن أبي شيبة أنه قال قال عيسى عليه السلام، لكن هذا غير ثابت؛ لأنه ليس بمتصل السند، قال عيسى: “اعملوا لله، ولا تعملوا لبطونكم، وإياكم وفضول الدنيا، فإنها رزق، وانظروا إلى هذه الطيور تغدو وتروح، وليس معها من رزق  الله، لا تحصد، ولا تبذر، ورزقها الله” قال: فإن قلتم هذه الطيور صغيرة البطون قال: فانظروا إلى الأباقر والحمر تغدو وتروح ويرزقها الله عز وجل وهي لا تعمل.”

ولذلك قال ابن رجب: قال بعض السلف: “توكل تسق إليك الأرزاق بلا تعب”

يقول ابن القيم كما في مدارج السالكين يقول لما ذكر أصناف الناس في التوكل، صنف وهو أعظمهم أنه يتوكل على الله بأن يقيم شرع الله، وأن يبذل ما لديه في نصرة دين الله.

يقول: ودون ذلك كما مر معنا في الخطبة السالفة، ودون ذلك من يتوكل على الله أن يحفظ له دينه واستقامته، ودون ذلك من يتوكل على الله في تحصيل أمر معلوم من ولد أو مال أو وظيفة أو ما شابه ذلك، قال: وهناك من المجرمين من يتوكل على الله، بل يقول: إن بعضهم قد يتوكل على الله أعظم من توكل بعض المتقين، فإنه يلقي نفسه في التلف وفي الهلكة، وهو معتمد على الله أن ينجيه الله؛ لتحصيل مقصده لتحصيل مقصده، ولذلك بعض المجرمين ربما أنه يسطو على الناس، وكأنه في قلبه يقول يارب نجني يارب اجعلني أنجو من هذا الأمر حتى أتحصل عليه.

قال ابن القيم بعد ذكر هذه الأنواع قال: فمن توكل على الله في تحصيل أمر مرضي عند الله كانت له العاقبة الحميدة بهذا التوكل، وإن توكل على الله في تحصيل أمر مسخوط عند الله، كان هذا الذي تحصل عليه وبالا عليه لأنه لا يرضي الله قال: وإن كان توكله في تحصيل أمر مباح مباح من تحصيل  مال أو ما شابه ذلك، قال فإنه تحصل له مصلحة التوكل، يؤجر على توكله، لكن ما تحصل عليه من مباح ليس له به مصلحة، قال: إلا إن ـ انتبه ـ قال: إلا إن استعمله في طاعة الله عز وجل.

لما توكل على الله في تحصيل هذا المباح، ثم استعمله في طاعة الله فإنه يؤجر.

قال ابن القيم كما في مدارج السالكين قال: تحكى حكايات تلك الحكايات يصح منها ما يصح، بعضها يصح من أن بعضهم دخل الصحراء، وسار فيها من غير زاد، وألقى بنفسه إلى التهلكة، فلم يتضرر، قال ابن القيم: ومثل هذا لا ينفي الأسباب، فيجب على المسلم؛ لأنك قد تسمع في مثل هذا الزمن قد تسمع ما يسوق له من أن فيما مضى من بعض الزهاد أنه دخل في صحراء من غير زاد، ولا متاع فنجاه الله، قد تسمع في هذا الزمن، هذا زمن مفتوح في وسائل التواصل، وهذا الانفتاح العالمي المعلوماتي قد تسمع فيقول رحمه الله ما صح عن هؤلاء فإن مثل هذه لا تنفي الأسباب، فإن نفي الأسباب ممتنع عقلا وشرعا، كيف؟ قال: فأمثال هؤلاء؛ لأن أمثال هؤلاء كثر، قد يدخل فيهم من يدخل من المتصوفة الصوفية؛ لترويج مذهبهم، لكن قد يحصل لبعض الصادقين الزهاد مثل هذا، فيقول رحمه الله قال: مثل هذا الأمر الذي يقع إنما يقع؛ لأنه وثق بالله، وهجم عليه هاجم على قلبه لم يستطع حينها أن يفعل السبب فأمده الله، لكن يقول لو أنه طلب هذا الأمر في حالة اختياره دون أن يهجم عليه هذا الهاجم فإنه لا يجيبه الله، قال: مع ما صح من هذا، مع ما صح هذا مخالف للشرع مخالف للشرع، لابد أن تبذل الأسباب.

قال: والنبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه هم  أولو التوكل، هم أصحاب التوكل، فيقول: كان النبي عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد ظهر بدرعين، لم يأت في الغزوة وهو عريان كما يظن من لا علم له، ولا معرفة، لا، فعل السبب من أجل أن يحفظ نفسه، كان يدخر قوت أهله، وطعام أهله سنة، فعل السبب عليه الصلاة والسلام، لما هاجر من مكة  إلى المدينة استأجر من يدل له الطريق، إذا سافر هو وأصحابه حملوا الزاد والمزاد في الصحراء، فيقول: ففعل النبي عليه الصلاة والسلام، وفعل أصحابه بأفعالهم يحكم بها على مثل هذه الأحوال ما صح منها، وما كان  سقيما، يحكم بها قال: وأعظم المتوكلين بعد هؤلاء بعد صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، يقول: أعظم المتوكلين بعدهم قال: هو من اشتم رائحة التوكل عند الصحابة من مسافة بعيدة، يقول فرق عظيم بين توكل الصحابة، وبين توكل من جاء بعدهم، ومن عظم توكله، أو لحق أثرا من غبارهم.

قال: فكان توكل الصحابة ما كان لأدنى سبب، وإنما كان توكلهم أن يعظم الله، وأن ينتشر توحيد الله، وأن تمتلأ القلوب بالإيمان وبالطاعة وبالعلم، قال: ولذلك فتحوا البلاد بهذا السبب بعد توفيق الله، وامتلأت قلوب العبلاد إيمانا وتوحيدا وطاعة، فإنهم ينظرون إلى مصالح الدين.

يقول: وليست همتهم كهمة غيرهم، يقول لم يكن الصحابة في توكلهم أنهم يتوكلون على الله من أجل تحصيل حظ من حظوظ الدنيا.

قلت: تنبه كما سلف الإنسان يتوكل على الله في أموره الدينية والدنيوية، لكن انتبه لا تحصر توكلك على أن تتحقق لك أمور دنيوية، ليكن توكلك على الله أن يعظم دين الله، أن ينشر دين الله، أن يعبد الله، قلت: ولاسميا في مثل هذا الزمن الذي كثرت فيه الخرافات والبدعيات والشركيات، وما شابه ذلك، ولا يعني أنك تغفل عن التوكل على الله في تحقيق مصالحك الدنيوية، أسأل الله أن يرزقني وإياكم صدق التوكل عليه جل وعلا.

هنا أمر يجب أن يتنبه إليه وهو:

أنه فيما مضى، وقد نبهت أن بعض أهل الأهواء يأتي مثلا إلى كتب بعض الأئمة مثل ابن تيمية أو غيره، وإذا به يقتص جزءا من كلامه؛ ليروج له بدعة أو شهوة، لا ينظر إلى كلام ابن تيمية، أو إلى غيره من هؤلاء الأئمة، لا ينظر إلى ما قبله، ولا ما بعده، وإذا به يروج هذا الأمر على أن هذا الأمر أجازه هذا العالم.

فتنبه… هذا نبهت عليه فيما مضى الآن، وإن كان على قلة قبل سنتين هناك مقطع اجتز لشيخنا ابن عثيمين في أمر أصبح مسار جدل في وسائل التواصل وبين الناس، وفي مثل هذه الأيام اجتز كلام له، فتنبه رعاك الله، تنبه رعاك الله.

ما يأتيك من مقاطع هؤلاء العلماء الأثبات، وهؤلاء معروفون بالدليل وبالتحقيق، انتفع منها انتفع منها، واستفد منها، واحرص على هؤلاء وعلى من سار على طريقة هؤلاء من طلاب العلم المحققين الذين ساروا على طريقة هؤلاء، ولكن انتبه إن أتى إليك مقطع من هؤلاء العلماء، أو من سار على طريقته من طلاب العلم المحققين وبه ما يثير، أو ما فيه مشتبه فارجع إلى اليوتيوب للرابط الأصلي حتى تعرف كلام هذا الشيخ الأول  منه، والأخير؛ لأن بعضهم قد يجتز جملة من أجل أن يروج له بدعة لأنه من أهل الأهواء، أو يروج له شهوة بها هوى لنفسه من تحليل شيء، أو من تحريم شيء، فتنبه استفد من مقاطع هؤلاء العلماء، وارجع إن استربت في أمر، وهي ولله الحمد قليلة، لكن أخشى أنه لا يكون الأمر محصورا فقط على شيخنا ابن عثيمين، قد يكون لغيره، وقد يأتي في المستقبل ما يروج لمثل هذا فاحرص على أن تنتفع من مقاطع هؤلاء، فالعلم الرصين الرزين في علم هؤلاء؛ لأنه تحقيق وعلم وعلى منهج السلف، وكذلك من سار على طريقته من طلاب العلم، فإن استرتب في أمر فارجع إلى النصوص، فارجع إلى موقع الشيخ، إن كان الشيخ حيا، فليراجع، إن كان ميتا فإنه يسأل طلبة العلم المحققين هل ما قال صحيح؟

ولذلك مثل هذه المقاطع، وهي قليلة قد يجتز منها ما يجتز، فليتنبه لذلك.

لكن لماذا هؤلاء؟

يمكن أن يجد هؤلاء يجد كلاما كثيرا لأناس آخرين انتسبوا إلى العلم بالتصريح في إباحة شيء، أو تحريم شيء، قد يجدون لكن لماذا هؤلاء؟ لأنهم يعرفون أن هؤلاء لهم قبول عند الناس، وأن كلامهم محقق وأنه يروج.

إذًا إذا اجتز من كلام هذا العالم بعض الجمل، ثم أرسلت هنا الناس يقولون والله فلان ذلك العالم أجاز أو أباح أو ما شابه ذلك فيقبلون، وبعض الناس ولله الحمد، وكثير منهم لما تأتي له مثل هذه الروابط المقصوصة يقف أمامها، لكن انتبه لا يكن هذا العالم محل ريبة عندك أو عند المسلمين، فهؤلاء هم أهل العلم المحققين، والله جل وعلا ناصر دينه، وحافظ أولياءه ولو كره العابثون من أهل الأهواء ومن أهل الشهوات.