خطبة مسائل مهمة وفوائد نادرة عن يوم عاشوراء

خطبة مسائل مهمة وفوائد نادرة عن يوم عاشوراء

مشاهدات: 677

خطبة مسائل مهمة وفوائد نادرة عن يوم عاشوراء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لدي في هذا اليوم بعض المسائل المتعلقة بيوم عاشوراء

 من المسائل :

 صيام يوم عاشوراء من السنن المؤكدة في شرع الله ، ودع عنك ما يقوله العقلانيون ، وما يقوله أصحاب الراي الضعيف في العلم الشرعي من أنه لا صيام ليوم عاشوراء أو ما يذكرونه من أمور تجعل المسلم يتقاعس عن صيام هذا اليوم

ولتعلم : أنه لا حديث لنا مع العقلانيين لأن العقل تابع للشرع  ولو اتبع الناس عقولهم لضلوا وأضلوا ولكن الحديث عن ص أصحاب الرأي الضعيف في العلم الشرعي الذين يقرأون بعض الأحاديث ولا يفهمونها منها :

 ما جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه قال  ( كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يأمرنا بصيام عاشوراء ويحثنا عليه ويتعاهدنا عليه فلما فرض رمضان لم يأمرنا به ولم يحثنا ولم يتعاهدنا عليه ) ليعلم أن هذا ليس مقصود منه ليس المقصود أنه يترك استحباب صيام يوم عاشوراء و وإنما المقصود بيان أن يوم عاشوراء كان واجبا أول الإسلام وكان عليه الصلاة والسلام يحث الصحابة على ذلك حثا وجوبيا ، فلما فرض رمضان جعل صيام يوم عاشوراء جعل استحبابا

 ومنها :

ما جاء في صحيح مسلم وأصله في الصحيحين : ( أن الأشعث بن قيس دخل على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يوم عاشوراء وهو يتغدى فقال له الأشعث أليس اليوم يوم عاشوراء ؟ قال إن يوم عاشوراء كان فرضا فلما  نزل رمضان ترك ثم قال ادن فكل )

ابن مسعود أراد أن يبين أن صيام يوم عاشوراء ليس واجبا بدليل : ليقرأوا الرواية التي في صحيح مسلم الرواية الأخرى قال له ( إن كنت مفطرا فتعال فكل ) فدل هذا على أن ابن مسعود رضي الله عنه لم ينكر على أحد صيام هذا اليوم لكن من باب بيان أنه ليس بواجب

ابن عمر رضي الله عنهما كان لا يصوم يوم عاشوراء إلا إذا وافق صياما له

سبحان الله ! هم يستدلون بما جاء في صحيح مسلم أن ابن عمر رضي الله عنهما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام وذكر عند النبي عليه الصلاة والسلام يوم عاشوراء فقال ( هو يوم تصومه الجاهلية فمن شاء ومن أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن كرهه فليدعه )

كلمة ( من كرهه ) ليس المقصود أنه يكره الصيام سبحان الله ! أين الرواية الأخرى التي في صحيح مسلم قال ( من أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن أحب منكم  أن لا يصوم فلا يصوم ) فدل هذا على أن الكراهة المراد منها أن هذا موكول لرغبة الإنسان ، ولذلك ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين ماذا قال ؟   قال ( كان يوم عاشوراء واجبا فلما فرض رمضان من شاء صام ومن شاء ترك )

ولعل ابن عمر رضي الله عنهما أراد ألا يتعلق الناس بأمر كانوا عليه في الجاهلية

فتنبه رعاك لله ، صيام يوم عاشوراء من السنن المؤكدة

الأدلة كثيرة جدا منها :

ما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين قال ( ما رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام يتحرى صيام يوم فضله على الأيام من يوم عاشوراء )

وكان يصوم عليه الصلاة والسلام إلى آخر حياته حتى قال في صحيح مسلم ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) ثم مات عليه الصلاة والسلام

في صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام صيام ( يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )

 ذكر الإمام مالك في موطئه أن عمر رضي الله عنه كان يرسل إلى بعض اصحابه أن يصوموا وأن يأمروا أهليهم بصيام يوم عاشوراء كما ذكره مالك بلاغا في موطئه

ذكر ابن عبد البر في التمهيد أن الأسود قال ، وذكرالسند أن الأسود قال   ( ما رأيت أحدا يأمر بصيام يوم عاشوراء كما يأمر به علي بن أبي طالب  وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما )

فليتضح لك الأمر اتضاحا واضحا ، ثم سبحان الله ! أليس الصحابة كانوا يصومون أبناءهم ، فدل هذا على أنه متأكد في استحبابه

من المسائل :

ـــــــــــــــــــــــــــ

أنه يستحب تمرين الصبيان على الصيام ، ولذلك في حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها في الصحيحين ( كانوا يصومون يوم عاشوراء ويصومون صبيانهم ويصومون الصبيان )

جاء عند مسلم في رواية الشك كما قال ابن حجر ( الصبيان الصغار ) وجاءت بالجزم عند ابن خزيمة وغيره

إذن الصبيان الصغار كان يصومون ، ولذك قال ابن حجر في الفتح قال “استحباب تمرين الصبيان الصغار على الصيام ” ولذا ذكر البخاري يعني هذا لا يخرج الكبار ، ولذلك ذكر البخاري في صحيحه فبوب فقال ” باب صوم الصبيان ” وذكر بصيغة الجزم أن عمر رضي الله عنه قال لرجل نشوان يعني سكران في رمضان فقال له ( أنشوان وصبياننا صيام فضربه عمر الحد ) بل جاء في غير صحيح البخاري أنه نفاه إلى الشام ، يقول كيف تفطر على ماذا على أمر محرم يقول ( وصبياننا صغار ) يعني أيصوم الصبيان وأنت لا تصوم ؟ فضربه عمر

 

من المسائل :

ـــــــــــــــــــــــــــ

وهذا يعود بنا إلى ما قلته أن بعضا من الناس ولو كان ممن ينتسب إلى العلم وإلى الدعوة لا يقرأ كل ما جاء في الأحايث ، وإذا به يأخذ حديثا وإذا به يقوله ويبني عليه حكما .

وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيحين كما في حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها ( كان عليه الصلاة والسلام يأمر من يأمره أن يذهب إلى قرى الأنصار ) وفي رواية مسلم ( التي حول المدينة فيأمرهم بصيام يوم عاشوراء ) هذا ليس المقصود منه الاستحباب ، المقصود أنه  أول ما وجب أول ما وجب أرسل لكن بعد الوجوب لا ، قال ( من شاء صام ومن شاء ترك ) بدليل أنه جاء في تتمة الحديث ( قال فليقل من أصبح وهو صائم فليتم صومه ومن كان مفطرا فليتم بقية يومه )

قال ( فليتم بقية يومه ) دل على أنه واجب

وهنا يقع خطأ وزلل ، بعض الناس لا يفهم هذا الحديث ( ومن كان مفطرا فليتم بقية يومه ) قد يفهم من هذه الجملة أنه يتم يومه على فطره هذا ليس  هو المراد ، المراد أنه إن أكل فجاءه الخبر عليه أن يمسك بدليل حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه في صحيح البخاري ( أن النبي عليه الصلاة والسلام أرسل رجلا من أسلم فقال من أصبح صائما فليتم صومه ومن كان مفطرا فليتم بقية صومه) فبنيت وبين هذا الحديث ما أجمل في ذلك الحديث الآخر

 

من المسائل :

ـــــــــــــــــــــــــــ

احذروا ، بعض المسائل فيما مضى في السنوات الماضية لم نكن نتعرض لمثل هذه المسائل لكن هذه الجوالات بين أيدينا ، احذورا مما تنشره الرافضة من البدع والخرافات والأحاديث المكذوبة لأنهم يرسلونها أنهم سنة وإذا بالناس يتلقون ، مثل ما يرسلون وذكر ذلك الشوكاني في الفوائد المجموعة قالوا وقد اختلقوا وكذبوا قاتل الله الكذبة على رسول الله عليه الصلاة والسلام قالوا ” من بكى يوم موت الحسين يوم عاشوراء حشره الله مع أولي العزم من الرسل يوم القيامة وكان له نور تام يوم القيامة “

خرافات ، نسأل الله السلامة والعافية ، أكاذيب على رسول الله عليه الصلاة والسلام ، واحذروا من الجانب الآخر من الصوفية وغيرهم الذين وضعوا أحاديث مكذوبة فقالوا ” من صلى أربع ركعات ما بين الظهر والعصر فقرأ في كل ركعة سورة الفاتحة مرة وآية الكرسي عشر مرات و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } إحدى عشرة مرة ، والمعوذتين خمس مرات ثم لما فرغ صلى على النبي عليه الصلاة والسلام سبعين مرة بنى الله له قبة في الفردوس ” هذا حديث موضوع مختلق على النبي عليه الصلاة والسلام لا يصح

وفي الحديث الآخر الذي يقول ” من صام يوم عاشوراء كان له أجر وثواب عشرة آلاف ملك من الملائكة ” حديث موضوع مكذوب لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام فتنبه رعاك الله ، لا تنشر شيئا إلا بعد ما تستوثق من صحته

 

من المسائل :

ـــــــــــــــــــــــــــ

أنه يستحب لمن أدركه عاشوراء وهو في السفر أن يصوم في السفر ، وجاء ذلك عن بعض السلف فقد جاء عند ابن أبي شيبة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يصوم في السفر وإن كان فيه شيء من المقال إلا أنه يؤيده ما جاء عند البيهقي في شعبه أن الزهري كان يصوم عاشوراء في السفر فقيل له : ” أتفطر رمضان في السفر ولا تفطر يوم عاشوراء ؟ فقال رحمه الله قال إن رمضان قد قال الله { فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } يعني له وقت يقضى فيه أما عاشوراء فإنه يفوت ، ومن ذلك من أدركه عاشوراء وهو في السفر فإنه يستحب له أن يصومه

من المسائل :

ـــــــــــــــــــــــــــ

أن صيام يوم عاشوراء وحده لا يكره ، من اقتصر على أن يصوم يوما واحدا وهو يوم عاشوراء فلا كراهة ويحصل له الأجر من الله عز وجل

والدليل : أن النبي عليه الصلاة والسلام ظل حياته يصوم عاشوراء مفردا فلما قيل له في آخر حياته إن اليهود والنصارى تعظمه قال : ( لئن بقيت إلى قابل ــ كما عند مسلم ــ لأصومن التاسع )

مع أنه ليس المقصود من ذلك فقط أنه لأن اليهود والنصارى يصومونه لأنه كان يصومه عليه الصلاة والسلام قبل أن يهاجر فدل هذا على أنه لا كراهة

وليعلم : أنه لو وافق يوم عاشوراء أو يوم عرفة يوم السبت فإن جماهير أهل العلم يرون أنه يصام يوم السبت ولو وافق يوم عاشوراء أو يوم عرفة

بل بعد البحث الطويل لم أر أحدا قال بتحريم صيام يوم السبت إلا من هو في هذا العصر ، وكل يؤخذ من  قوله ويرد إلا النبي عليه الصلاة والسلام

ولذا الحديث الذي نصه ( لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم )

لما أخرجه أبو داود قال هو حديث منسوخ ، ولما أخرجه الترمذي قال  هذا إذا أفرد وحده ، لما أخرجه الترمذي

وابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم ذكر قول الأصرم أن الإمام أحمد لم يعمل بحديث النهي عن صيام يوم السبت ، قال لأنه يخالف حديث أم سلمة رضي الله عنها لأن الإمام أحمد يرى أن هذا الحديث النهي عن صيام يوم السبت يخالف حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام كان أكثر أكثر ما يحب أن يصوم السبت والأحد ، ولحديث جويرية رضي الله عنها ( لما دخل عليها فكانت صائمة يوم الجمعة فقال أصمت أمس ؟ قالت لا ،  قال أفتصومين غدا ؟  ــ يعني يوم السبت ــ قالت لا ، قال فأفطري ) فدل هذا على أن صيام يوم السبت ليس بمحرم ولو لم يصادف عاشوراء أو عرفة على الصحيح

وهذا ماعليه جماهير أهل العلم من المحققين يرون أنه يصام يوم السبت وعلى التنزل بصحة الحديث فكما أسلفت لم ير بعد البحث العميق لم ير عن أحد من أهل العلم فيما مضى أنه قال بتحريمه ، إنما قال بعضهم بالكراهة ولم ير التحريم إلا في مثل هذا العصر

ابن عباس رضي الله عنهما كما في الصحيحين قال ” ما رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام يتحرى صوم يوم فضله على سائر الأيام من يوم عاشوراء ” هذا في الصحيحين ، يعني أن يوم عاشوراء أفضل بعد رمضان يصام بناء على حديث ابن عباس رضي الله عنهما ؟

إذن أين يوم عرفة ؟ قال ابن حجر رحمه الله كما في الفتح هذا ما ظهر لابن عباس رضي الله عنهما حسب علمه قال وإلا فالظاهر أن صوم يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء لحديث أبي قتادة رضي الله عنه عند مسلم ( أحتسب على الله ــ يعني يوم عاشوراء ــ أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، ويوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )

لو قيل لماذا فضل يوم عرفة لكونه يكفر سنتين ويوم عاشوراء يكفر سنة لم ؟ قال ابن حجر رحمه الله قيل لأن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام ، بينما يوم عرفة منسوب إلى من ؟ إلى نبينا عليه الصلاة والسلام فكان له هذا الفضل .