خطبة ( 5 ) أحد عشر أصلا يحتاجها العامي وطالب العلم في هذا الزمن ليعصمه الله من الزلل

خطبة ( 5 ) أحد عشر أصلا يحتاجها العامي وطالب العلم في هذا الزمن ليعصمه الله من الزلل

مشاهدات: 834

خطبة رقم [5]

ــــــــــــــــــــ

( أحد عشر أصلا )

يحتاجها العامي وطالب العلم في هذا الزمن ليعصمه الله من الزلل

ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

elbahre.com/zaid

ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

 

 

تحدّثنا في الجُمَع السابقة عن أربعين أصلًا يحتاجها العامّيّ ، وطالب العلم في هذا الزمن لِيَسلَم بإذن الله عزّ وجلّ من الزّلل 

 

الأصل الحادي والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

المكروه والشرّ وَالضُّرّ خلَقَه الله كما أنّه خلق الخير :

  { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ  }

 لكنّ الشرّ لا يُنسبُ إلى الله تأدّبًا مع الله 

 

ولذا :

قال عزّ وجلّ عن إبراهيم : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }

ولَم يقل : أمرَضَني ، تأدّبًا مع الله

 

لكن إن كان في سِياق التحدّي وبيان قدرة الله عزّ وجل ، فإنّ القرآن يأتي بنسبة الضرّ إلى الله ببيان أنّ الخَلق كلّهم تحت تصرّف الله عزّ وجلّ 

قال تعالى :

{ قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً }

 

  وفِي بيان ضعف ما يُدعى مِن دون الله :

{ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ }

 فالشرّ لا يُنسب إليه تأدّبًا 

 

ولذلك :

في صحيح مسلم في دعاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في دعاء الاستفتاح : (( والشرّ ليس إليك )) 

 

لكن هو خالق الشرّ والضرّ ؟

 نعم 

لكن :

لِتعلمْ أنّه عزّ وجلّ يخلق هذا الضرّ لا مِن أجل الضرّ ولا لِذات الضرّ والشرّ ، لا 

يخلق الله عزّ وجلّ هذا الضرّ وهذا الشرّ لخيرٍ باعتباراتٍ أخرى

  ما يصيب الأفراد من مرض أو من فقر أو من كساد تجارة أو ما شابه ذلك فهو لا يلائم الإنسان ، وما أصاب المجتمعات ، وما يصيبها ممّا لا يلائمها مِن ضيقٍ في الرزق بعد سعة ، ومن صحّةٍ بالمجتمعات تأتي أوبئة وما شابه ذلك ، هذا لا يلائمها 

  لكنّه عزّ وجلّ ما خلقها لِذات الضرّ ، لا ، وإنّما باعتبار خيرات أخرى من أجل أن يعتبر هذا المصاب بالضرّ بالفقر ، أو ليَعتبر غيرُه

 

قال تعالى :

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

الفساد من نقصٍ في الأموال ، من ضيقٍ في الأرزاق ، من أوبئة ، من قحط ، من جدب ، قُل ما تشاء 

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا } 

لِمَ ؟

{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل الثاني والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

          المخلوقات المذمومة وغير المرغوب فيها لدى الإنسان مِن عقارب وحيّات وذباب ونحو ذلك ، هذه ، الله جلّ وعلا ما خلقها إِلَّا لِحكمة

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّه }  

ختام الآية :

{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا }

 فيكون بها فوائد لا يعلم بها الإنسان 

 

  ألم يُخبِر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الأحاديث الصحيحة أنّ في أحد جناحَي الذباب داء وفي الآخر دواء .

 أثبت الطبّ الآن هذا الأمر 

 

وقد تكون للعبرة ، وجودها عبرة لنا ، عبرة في الدنيا . كيف ؟ 

ربّما هذا الذباب – وهذا كمثال مِن هذه الحشرات أوالمخلوقات التي لا يرغب فيها الإنسان – هذا الذباب ربّما يزعج ويُقلق مَن هو متكبّر متسلّط له مِن القوّة ما له من القوّة ، سبحان الله اعتبار ، حشرة صغيرة كيف أذلّت هذا المتكبّر

 

  هذا المخلوق المذموم قد يكون عظيمًا من حيث الجسم .

للاعتبار : قد يقضي الله عزّ وجلّ على هذا المخلوق العظيم بحشرة صغيرة 

  للاعتبار : أنّ ما نرى مِن هذه الحشرات وهذه المخلوقات التي لا تلائمنا ، يَعتبِر الإنسان من أنّ هناك ما هو أعظم وأفظع لو دخل النار 

 

فسبحان الله العليم الخلّاق

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل الثالث والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

       النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال كما ثبت عنه عند أحمد : (( مَن علّق تميمة فقد أشرك ))  

 

التمائم  :

هي خُرَز أو أحجار قُل ما تشاء ، ممّا يُستخرج من البرّ أو من البحر أو من أيّ مكان ، تُتّخَذ من أجل أن تحمي الإنسان وأن تدفعَ عنه الضرّ، أو أنّه يعتقد أنّها تجلب له النفع

 

فإن اعتقد أنّها تجلب له النفع أو تدفع عنه الضرّ بذاتها وهي مؤثّرة بذاتها ، فهذا مشرك بالله شركًا أكبر لأنّه جعل مع الله خالقًا آخر 

 

وإن اعتقد أنّ الخالق هو الله ، ولكن هو يقول هي سبب ، فهو مشرك شركًا أصغر لأنّ الشرع لم يجعل هذه التمائم ، لم يجعلها سببًا  لم يجعلها سببًا شرعيًّا ولا حسّيًّا في دفع الضرّ أو في جلب النفع

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل الرابع والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

       التمائم الّتي من القرآن ومن الأذكار ليست من أحجار ولا من خُرز ولا ممّا يشابه ذلك ، هذه أيضًا لا تجوز لعموم النصّ :

(( مَن علّق تميمةً فقد أشرك )) كما عند أحمد

النصّ عامّ  ولأنّه قد تُتّخذ ذريعة إلى أن يَتدرّج منها الإنسان إلى التمائم الشركيّة الواضحة من الخُرز والأحجار ونحو ذلك 

 

  ولأنّه ثبت عند ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن إبراهيم قال :

” كانوا يعني تلامذة ابن مسعود رضي الله عنه – يكرهون التمائم كلّها من القرآن ومن غير القرآن “

 

  وما جاء عن عبدالله بن عمرو :

 (( أنّه كان يعلِّق على أطفاله دعاء الفزع ليحفظهم به فهذا غير ثابت عنه رضي الله عنه ))

 

  إذًا :

مَن علّق آية الكرسيّ في بيته – مع أنّ الآيات القرآنيّة ما أُنزلَت لتُعلَّق – لكن إنسان علّقها أو وضعها أو وضع المصحف ، لو أنّ الإنسان وضَعَ المصحف في بيته لا من أجل أن يقرأ فيه وإنّما وضعه في بيته ، أو وضع المصحف في سيّارته

  إن كان من أجل القراءة فحسن وخيرٌ عظيم،

لكن لو أنّه وضع المصحف في بيته أو في سيّارته، لا لغرض القراءة وإنّما من أجل أن يحميَ البيت أو أن يحميَ السيّارة من الحوادث ، فهذا من التمائم غير المشروعة.

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل الخامس والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

      النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّم  ــ كما ثبت عنه عند أحمد  ــ قال : (( إنّ الرُّقى والتمائم والتِّوَلة شرك ))

 التِّولة : شيء يُصنع ، من أيّ شيء يُصنَع ، لا ننظر إلى ماهيّة الشيء ، لكنّه يُصنَع من أجل أن يُحبِّبَ المرأةَ إلى زوجها ، والزوج إلى زوجته . هذه هي التِّوَلة . هذا من الشرك 

 

  فإن كان يعتقد أنّ هذه التِّولة تؤثِّر بذاتها ، فهذا شرك بالله ، يكون شركًا أكبر ؛ لأنّه اعتقد أنّ مع الله خالقًا آخر ، وإن كان يعتقد من أنّ الله هو الذي يدفع الضرّ ويجلب الخير لكن جعل التِّولة سببًا ، فهذا شرك أصغر ؛ لأنّ الشرع لم يجعلها سببًا في جلب نفع أو في دفع ضرّ

 

  ولذلك :

دِبلة الخطوبة :

 إنِ اعتقد الخاطب أو العاقد هذا الأمر ، فيكون نفس حكم التِّولة ، أو اعتقدت المرأة 

   ولذلك :

 ربّما أنّ بعضهم يقول ليس هناك اعتقاد ، لكنّه لو أنّ المرأة خلعت هذه الدِّبلة أو أنّه خلعها وجدوا في أنفسهم من أنّ الفراق قد يحصل  هذه تولة ، هذه تِولَة

فالذي يأتي بالنفع والذي يدفع الضرّ هو الله

 

   بل هذه الدِّبلة لا تجوز لأنّ بها تشبّهًا بالنصارى ، لأنّ النصارى حال الخِطبة يأتون بهذه الدِّبلة ( دبلة الخطوبة ) ويضعون الدِّبلة على الإبهام ، ويقولون باسم الأب ، ثمّ يضعون الدِّبلة على السبّابة ، فيقولون باسم الابن ، ويضعونها بعد ذلك على الوسطى فيقولون باسم روح القُدُس ، ثمّ ينتهي بهم الأمر إلى أن يضعوا الدِّبلة في البِنصر . فَلَو لم يكن هناك اعتقاد ، فلا يجوز ؛ لأنّ به تشبّهًا بالنصارى

 

  النبيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّم كما ثبت عند أحمد وأبي دَاوُدَ

قال : (( ومَن تشبّه بقوم فهو منهم )) 

  ولا يُحصر الأمر بِدِبلة ، لو أُتِي إلى المرأة بِعِقد أو بقطعة ذهب أو بقطعة فِضَّة أو أيّ شيء ، وكان هذا الاعتقاد موجودًا . فهذه تِوَلة .

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل السادس والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

        الرُّقية : إذا أردتَ أن ترقيَ غيرك ، أو إذا أردتَ أن تعرف ما هي الرقية المشروعة ، فلا بدّ لها من شروط

أوّلًا : أن تكونَ خاليةً من الشرك

ثانيًا : أن تكون باللغة العربيّة

ثالثًا : أن تكون مفهومة وواضحة

رابعًا : أن تعتقدَ بأنّها سبب ، والذي يأتي بالشفاء وبالخير هو الله ، والذي يرفع المرض هو الله . فتعتقد بأنّها سبب فقط . ولذا لو أنّها لو لم تكن مفهومة أو أنّ معظمها يكون مفهومًا ، لكنّ البعض غير واضح ، فليست برقية شرعيّة 

 

  ولذا :

لو قُرِئ على شخص فَتَمْتَمَ فيجب أن تحذر .

يجب أن تكون الرُّقية واضحة . بعض الناس ربّما أنّه يستعمل الرقية التي هي مكتوبة بالزعفران فيرى فيها آية الكرسي أو قُل هو الله أحد ، لكنّ بعضها ليس بواضح ، فلا يجوز أن تُشرب . يجب في الرقية أن تكون واضحةً وضوحًا عينيًّا يقينيًّا لا لَبْس فيه

 

   ولذلك :

بعضهم ، بعض الرُّقاة قد يُدلِّس ، لِأنّ البعض يقول : واللهِ ، هو يقرأ بالرقية الشرعيّة ، لكن ربّما أنّ عنده من الكلمات التي يخفيها ما ليس بواضح . فيجب أن تكون واضحة 

 

   وأيضًا :

 ألّا يكون بها شرك ، أو ما فيه وسيلة إلى الشرك ، قد يقرأ الإنسان قراءةً واضحة بيّنة ، وإذا بهذا الإنسان من باب التغرير بالآخرين يقول سائلًا هذا المريض عن اسمه أو عن اسم أبيه أو ما شابه ذلك 

أو يقول : لتأتِني بشيء من شَعر أو من أظفار،

 أو أنّه يقول : أنا عندي جنّ مسلمون يساعدونك في كشف السحر  أو ماشابه ذلك

 

فانتبه :

  يجب أن تكون الرقية خاليةً من الشرك ، وأن تكون باللغة العربيّة ، وأن تكون واضحةً وضوحًا يقينيًّا لا لَبْس فيه ، وأن تعتقد بأنّ الله هو الشافي ، وإنّما هي سبب

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل السابع والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

       الناس يتوهّمون أنّ الرُّقية لا تنفع إِلَّا مِن راقي ، وهذا خطأ واضح وجليّ، اقرأ على نفسك ، اقرأ على قريبك ، كما كان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يرقي نفسه ويرقي أصحابه . وهل هناك أحدٌ أحرصُ منك على نفسك أو أحرص منك على قريبك .

 الجواب : لا 

 

  فأنت إذا قرأت ولو كان بك ما بك من الذُّنوب ، فأنت مسلم . اقرأ ، لأنّك إذا قرأت ، حضر القلب ، كان التأثير واضحًا بخلاف غيرك ، فقد يكون مشغول البال أو مشغولًا بغيرك ممّن هو مريض مثلك

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل الثامن والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

       الدُّور التي تُعمل للرقية أو الإنسان يَتَّخِذ الرقية مهنة ، ليس هذا في شرع الله ، وليس هذا من سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولا من سنّة الخلفاء ، ولا من طريقة السَّلَف ، أن تُتّخذ مهنة للتكسّب .

 فلا يُخدع الناس ، هذه طريقة ليس بها دليل 

 

  وإنَّما الحاصل في عصر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ الإنسان ينفع أخاه المسلم . أتَت بعض الأحاديث في أخذ شيء مِن المال على الرقية ، نعم . لكن هناك أدلّة أيضًا تعارض . ولكن إن دلّت هذه الأدلّة على أخذ مال من الرُّقية ، فإنّما هي بضوابط معيّنة ، لا يتّسع هذا المقام لِذكرها ، أمّا أن تُتّخذ مهنة ( فلان الراقي ) عُرِف بأنّه راقي 

 

  وتُتّخذ مهنة ، يعني كوظيفة . فهذا ليس عليه دليل . وإنَّما الأمر . أُبسّط لكم . في صحيح مسلم ، الأمر يسير جدًّا . المقصود من الرُّقية أن تنفع أخاك ، لا أن تنتفع به ، ولا أن تتكسّب من ورائه . قال جابر بن عبدالله رضي الله عنه كما في صحيح مسلم ، قال : لَدَغَت منّا رجلًا عقرب ، عقرب لدغت رجلًا ، ونحن عند النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال رجل من القوم : أَرْقِه يارسول الله . الأمر يسير ( أرقِه ) فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : مَن استطاع أن ينفع ( أن ينفع ) من استطاع أن ينفع أخاه . فَليَفعل .

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل التاسع والأربعون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

       التّلاعب بالرُّقية كَثُر ، ضع جِهازًا في ماء كما يقولون واقرأ ، وضع رجليك في ماء ، أو ما شابه ذلك ، أو يقولون لِتَقرأ في ماءٍ وترشّ به على مجالس البيت وعلى أماكن البيت . وممّا استحدثوه . استحدثوا أشياء تخالف شرع الله عزّ وجلّ .

  الرُّقية سَلِسَة واضحة . ولذلك بعضهم قد يقول : هذه رقية مركّزة ، قراءة مركّزة ، سبحان الله ! ماذا صَنَعت ؟ أوّلًا هذا تزكية لك ولنفسك ، مِن أنّك رجلٌ صالح 

  لا يُستغفل الناس

 

  القراءة النافعة : أنتَ أَيُّهَا القارئ تقرأ وقلبك حاضر ، وتعتقد بأنّ الشِّفاء من الله ، وهي سبب . المَرقي : يستحضر كذلك  هنا تنفع الرُّقية ، لو بآية واحدة ، لو بآية واحدة إذا كانت بهذه الشروط ، نفع الله بها وشُفِيَ المريض

   

  وهناك قَصص للسّلف رحمهم الله ، لا يتّسع هذا المقام لذكرها ، بسورة واحدة قصيرة ، أو بآية واحدة يُشفَون بإذن الله عزّ وجلّ . ولذلك يخرج مَن يخرج وهو مريض مسكين ، به من الآلام ، بل قد يُدخلون عليه ما يُدخلون من الأوهام . يَخرج وقد أُخِذت منه آلاف الرِّيالات . وهذا لا يجوز في شرع الله .

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

 

الأصل الخمسون :

ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ ــــــ

       النبيّ صَلَّى الله عليه وَآله وسَلَّم قال كما في صحيح مسلم إنّه لَيُغان على قلبي ، وَإِنِّي لأستغفر الله في اليوم مئة مرّة ، يُغان : يصيبه همّ ، من أجل ما يَعرِض له من الاهتمام بمصالح أُمّته الدينيّة والدُّنيويّة  فليس كـلّ من أُصيب بِهَمٍّ أو ضاقت به الدُّنيا ، يكون مريضًا يحتاج إلى رُقية

  فبعض هؤلاء الرُّقاة :

 يذهب بعض النَّاس إليهم وهو صحيح مُعافى ، ليس به شيء ، عارض من عوارض الدّنيا ، هموم تكالبت عليه ، فضاق صدره . لو لجأ إلى الاستغفار وإلى دعاء الله ، وإلى قراءة القرآن ، رُفِعَت  بإذن الله عزّ وجلّ . فيذهب إلى هؤلاء الرُّقاة ، فيُدخِلون عليه الوهم .

 

وهي بنسبة كبيرة يا إخوان . بنسبة كبيرة أَدخَلوا على الناس الوهم

   وهذا هو الذي يقولونه : هذا عين ، هذا سحر ، مسّ من الجنّ ، بك عين قويّة ، بك سحر عظيم . وإذا بالرّجل أو بتلك المرأة ، إذا بهم يخرجون ، وقد عشّشت الأفكار والأوهام في مخيّلاتهم ، فإذا بالبيت بأسره من أب وأم وإخوان وما شابه ذلك ، يكون البيت كلّه مملوءًا بهذه الأوهام والأمراض . وليس به شيء ، وليس به شيء .

  

   إن أُصِبتَ بشيء اقرأ على نفسك ، اقرأ على قريبك ، توكّل على الله والتَجِئ إلى الله عزّ وجلّ

 

ولِأهمّيّة هذه الأصول ، لها إن شاء الله تَتِمّة