خطبة(30)ستة أصول يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم من الزلل(لا يقسم على الله بخلقه)

خطبة(30)ستة أصول يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم من الزلل(لا يقسم على الله بخلقه)

مشاهدات: 105

 

خطبة (30)

ستة أصول يحتاجها العامي وطالب العلم ليعصم من الزلل

( لا يقسم على الله بخلقه )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

elbahre.com/zaid

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 تحدّثنا في جُمَعٍ سالِفةٍ عن أربعةٍ وتِسعينَ أَصْلًا بعدَ المِئَةِ مِنَ الأُصولِ المُهمّةِ التي يحتاجُها العامِّيُّ وطالبُ العِلْمِ في هذا الزَّمنِ وفِي غَيرِه ؛ حتّى يُعصَمَ بِإِذْنِ الله عزّ وجلّ مِنَ الزّلَل

   الأصل الخامس والتِّسعونَ بعدَ المِئَةِ :

لا يَجوزُ لِأَحَدٍ أن يُسافِرَ إلى قَبرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم .

ولِذا ما وَرَدَ مِن أحاديث في فَضْل زِيارةِ قَبرهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم فهيَ أحاديثُ لا تَصِحّ مِن حيث المَتْن كما قال المُحَقِّقون وأيضًا مِن حيثُ الإسناد

    فهيَ لا تَصِحّ سَنَدًا ولا مَتْنًا

ولِذا في بعضِ أحاديثِ فَضْلِ زِيارةِ قَبرِه صلّى الله عليه وآله وسلّم ممّا لا يَصِحّ :

 ( مَن زارَني بَعْدَ وَفاتي فَكَأَنَّما زارَني في حَياتي )

وهذا ولا شكّ أنّ في مَتْنِهِ خَلَلًا .

   لِمَ ؟ لأنّ مَن جاء بَعْدَ الصحابةِ رَضِيَ الله عنهم لا يُمْكِنُ أن يَصِلَ إلى مَرتَبَتِهم في الفَضْلِ .

فَكَأَنَّ هذا الحديث يُقَرِّر لِمَن زارَهُ بَعْدَ وَفاته مِن أنّه في مَنزِلةِ الصحابة رَضِيَ اللهُ عنهم . وهذا لَيْسَ بِصَحيح

بل إنّ الأئمّةَ اتَّفَقُوا [ لَو أنّ شخصًا قال : نَذْرٌ عَلَيَّ أن أزورَ قَبْرَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فإنّه لا يَفِي بِنَذْرهِ ] .

بل يُنهَى عن ذَلِكَ ؛ لِما في صحيح البخاريّ :

 قال صلّى الله عليه وآله وسلّم (( مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللهَ فَلَا يَعْصِهِ ))

 فإذا كان هذا ؛ فإنّه لا يَجوزُ السَّفَر لا إلى قَبرهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا إلى قَبرِ غَيرهِ مِنَ الأنبياء أوِ الصالحين .

  أمّا السفر لِزيارة المسجد النَّبَوِيّ فقد جاءتِ الأَدِلَّةُ  بِجَوازِ ذلك ؛ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في الصحيحين :

(( لا تُشَدُّ الرِّحالُ إِلَّا إلى ثلاثةِ مَساجِد : المَسجِد الحرام ومَسجِدِي هذا والمَسْجِد الأقصى ))

   الأصلُ السادس والتِّسعونَ بعدَ المِئَةِ :

زِيارةُ المقابِر على نَوعَين :

زِيارةٌ شَرعِيّة وزِيارةٌ غَيرُ شَرعِيّة

 

( الزِّيارة الشَّرعِيّة ) :

 –  أن يزورَ المُسلِمُ المقابِرَ مِن أَجْلِ السلامِ على المَوتى والدُّعاء لَهُم

 – أو لِلصلاةِ على شَخصٍ لمْ يُصَلَّ عليه أو لَمْ يُدرِك هذا الإنسانُ الصلاةَ عَلَيْهِ إذ فاتَتْهُ الصلاةُ عليه ، فَقَدْ جاءتِ السُّنَّةُ بِذلك

أمّا ( الزِّيارةُ غَيرُ الشَّرعِيّة ) :

 – فَهِيَ كَزِيارةِ أَهْلِ الشِّرك والبِدَعِ :

 – يَزورونَهم مِن أَجْلِ أن يَسأَلوهُم الحاجات ،

 – وأن يَجعلوهم وسائط عندَ الله كَأَنْ يقولوا : ادعوا اللهَ لنا أن يُحَقِّقَ كذا

 – أو أنّهم يزورون المقابِر فَيَدعُونَ عندها أو عند قَبرٍ مُعَيَّن ظنًّا مِنهم ، ظنًّا مِنهم مِن أنّ الدّعاء هنا له مَزِيّة

  الأصلُ السابعُ والتِّسعونَ بعدَ المِئة :

النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال كما ثَبَتَ عندَ أبي دَاوُدَ (( وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ ))

فلا يُظَنُّ مِن أنّ الصلاةَ على النبيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عندَ قَبرِه – لا يُظَنّ – أنّ لها فَضْلًا .

بلِ الأدِلَّةُ مُتَظاهِرة على أنّ اللهَ عزّ وجلّ أمَرَنا أمَرَنا أن نُصَلِّيَ عَلَى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في أيِّ مكان .

ولذا كما في سُنَنِ سعيدِ بن مَنصور :

أَحَدُ أحفادِ عليّ بن أبي طالِب رضي الله عنه لمّا رأى رَجُلًا يُكَرِّرُ المَجِيءَ إلى قَبرِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قال – مُستَنِدًا بِحَديثهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم -قال (( لا تَتَّخِذوا قَبرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإنَّ صَلاتَكُم تَبْلُغُني حَيثُ كُنتُم ))

 

ثُمّ قالَ لهُ : أيُّها الرَّجُل ، ما أنتَ ومَن بِالأندَلُسِ إِلَّا سَواءً ، مَن يُصَلِّي عَلَيْهِ في الأَندَلُس أو هُنَا سَواء

وَأَمَّا ما يُذكَر مِن حديث عند ابنِ أبي شَيْبَةَ في مُصَنَّفِهِ مِن أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال ( مَن صَلَّى عَلَيَّ عندَ قَبري سَمِعْتُهُ ، ومَن صَلَّى عَلَيَّ بعيدًا بُلِّغْتُه ) هذا حديثٌ لا يَصِحُّ عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم

   الأصلُ الثامِنُ والتِّسعونَ بعد المِئَةِ :

لا يَجوزُ لِأَحَدٍ أن يَقول :

أُقْسِمُ على اللهِ بِالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ،

 أو أسأَلُك بِحَقِّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ،

 أو أسألُكَ بِذاتِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

وما يُورَدُ مِن أحاديث مِن جَوازِ ذلك ( أُقسِمُ بحقّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فهِي أحاديث لا تَصِحُّ  .

ولِذا مَن يَفعَلُ ذلك مِمَّن لَمْ يُوَفَّق وخالَفَ التوحيد يقول : هؤلاء عَظَّمَهُم الله ، اللهُ عزّ وجلّ عظَّمَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم .

فيقولُ شيخُ الإسلام رحمهُ الله كما في مجموع الفَتاوى :

  لَوْ قَرَّرْنا هذه القاعِدة ، فاللهُ عزّ وجلّ عَظَّمَ أشياءَ في القرآن ، وأَقسَمَ بِها كَالتِّين والزَّيتون .

فهل يقولُ أَحَدٌ بِالإقسامِ وسُؤالِ الله بِهذه الأشياء ؟

قال : ما يَقُولُ هذا إِلَّا مَن قَبُحَ قَولُهُ ، مَن قَبُحَ قَولُهُ

 

   فَدَلّ هذا عَلَى أنّه لا يُقال : أُقسِمُ بِحَقّ النبيّ أو أسألُكَ بِحَقّ النبيّ ، أو أسألُكَ بِذاتِ النبيّ

   فهذا لا يَجُوز .

ولذلك الصحابةُ رضي الله عنهم في حياته صلّى الله عليه وآله وسلّم كانوا يقولون لِلنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( ادعُ اللهَ لنا ) .

وَلَمْ يقولوا نسألُكَ بِحَقِّه أو بِذاتِه أو نُقسِمُ على الله بِهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم

حديثٌ وَرَدَ ( تَوَسَّلُوا بِجاهِي فإنّ جاهِي عندَ الله عظيمٌ ) هذا حديثٌ مكذوبٌ لا يَصِحّ عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم

فلا يَجُوزُ أن يقولَ أحَدٌ : أسألُكَ بِجاهِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

وهذا إذا كان في حَقِّه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فَغَيرُهُ مِن سائر الأنبِياء أوِ الصالحين مِن بابِ أَولَى

لكنْ لَوْ قال قائل :

في صحيحِ البُخاريّ عُـمَـر رَضِيَ الله عنه إذا لَمْ يَنزِلِ المطر ماذا كانَ يقول ( اللّهُمّ إنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيكَ بِنَبِيِّنا فَتَسقِينا ، نَسألُكَ بِعَمِّ نَبِيِّنا فَاسْقِنا ) فَيَقُوم العَبَّاس فَيَسْتَسْقي فَيُسْقَوْن .

هذا لَيْسَ تَوَسُّلًا بِذاتِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو بِعَمِّهِ .  لِمَ ؟

لأنّ الصحابة رَضِيَ الله عنهم في حياته صلّى الله عليه وآله وسلّم كانوا يَسألونَ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يَدعُوَ اللهَ أن يُنزِل عليهم الغَيْث ، أمّا بَعْدَ وفاتِه فَلَم يَفعَلوا ، وإنّما قالوا : ( نتَوَسَّلُ بِعَمِّ نَبيِّنا ) يعني بِدُعائه

يعني بدعائه

وَلَوْ كانَ التَّوَسُّل بِذاتِ أو بِجاهِ أو بِحَقِّ العَبّاس لَكانَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قريبًا منهم فاسْتَسْقَوْا بِذاتِه

فَدَلّ هذا على ماذا ؟

على أنّ المقصودَ مِن هذا الحديثِ هُوَ الدُّعاء

كانوا يَسألون النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يَدعُوَ اللهَ لَهُم ( في حَياتِه )، ( أمّا بَعْدَ وفاتِه ) فما كانوا يأتونَ إلى قَبرِه لِيَسأَلوه وإنّما كانوا يقولونَ لِلعبّاس : قُمْ يا عبّاس فاسْتَسْقِ لَنا . فَيَقومُ العبّاس فَيَدعو اللهَ عزّ وجلّ ، فَيَسقِيهم الله عزّ وجلّ

وَأَمّا ما جَاءَ مِن حديثٍ عندَ أحمدَ والتِّرمِذِيّ وابنِ ماجَهْ :

أَتَى رجلٌ ضَريرُ البَصَر إلى رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالَ لهُ صلّى الله عليه وآله وسلّم (( قُمْ فَتَوَضَّأْ فأحْسِن الوُضوءَ وصَلِّ رَكعَتَين ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِنَبِيِّكَ نَبيِّ الرَّحمةِ .. ))

بعضُ المُبْتَدِعَة لا يأتي بالحديثِ كامِلًا

أوّلًا هذا الحديث بعضُ العُلَماء يُضَعِّفُه وجُملة يُصَحِّحونَه . لكنّ المُحقُّقينَ ماذا يقولون عن هذا الحديث ؟

انتبِه

نَصُّ الحديث : أَتَى هذا الرَّجُلُ ضَريرُ البَصَر مِن أَجْلِ أن يُرَدَّ إليه بَصَرُه . فماذا قَالَ ؟

قال : يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ لي

إذًا ما سَأَلَ بِحَقِّ النبيّ ولا بِذاتِ النبيّ ولا أقْسَمَ على اللهِ بِالنبيّ

وإنّما طَلَبَ مِن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يَدعُوَ اللهَ لهُ ، ولذلك ماذا قال ؟  ادعُ اللهَ لي يا رسولَ الله

فماذا قال صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟

قال  – وهذا دليل آخر – قَالَ : (( إنْ شِئْتَ صَبَرتَ ، وإن شِئْتَ دَعَوْتُ اللهَ لَكَ )) .

دَلَّ على أنّه دُعاء .

فماذا قال الرجل ؟ قَالَ : ادعُ اللهَ لي .

كرَّرَ طلبُ الدُّعاء

وهذا هُوَ الأَمْرُ الثالِث

فَلَمَّا طَلَبَ الدُّعاءَ وكان صلّى الله عليه وآله وسلّم خَيَّرَهُ دَلَّ على ماذا ؟

 على أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم دَعا لهُ ،

دَعا له ، ثُمّ أمَرَهُ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يُحسِنَ الوضوءَ ، وأن يُصَلِّيَ فَيقول في ضِمنِ دُعائه ( اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بِنَبِيِّكَ نَبيِّ الرَّحمةِ ) يعني : اللّهُمّ إنّي أسألُكَ بِدُعاءِ النبيّ لِدلالة الحديث في أوَّلِهِ وحتَّى في آخِرِه .

ماذا قال ؟ قال : (( وقُلْ : اللّهمّ شَفِّعْهُ فِيَّ وشَفِّعني فيهِ ))

الشفاعة هنا : الدُّعاء

يعني اقْبَلْ دُعاءَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فِيَّ . وشَفِّعني فيه .

يعني اقْبَلْ دُعائي أن تَسْتَجِيبَ دَعْوَةَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يَرُدَّ إِلَيَّ بَصَرِي

 وَلَوْ كانَ المقصود التَّوَسُّل بِذاتِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أو بِحَقِّهِ لَمَا أَتَى هذا الأعرابيّ

 فدلّ هذا على أنّه لا حُجَّةَ لِهؤلاء فيما ذَهَبوا إليه

خُلاصَةُ الْقَوْل :

    لا يُسْأَلُ اللهُ بِجاهِ النبيّ ولا بِحَقِّ النبيّ ولا بِذاتِ النبيّ . ولا يُقسَمُ على الله بِالنبيّ .

 

 ولِذا لَمْ يَفعَلْهُ الصحابةُ رَضِيَ الله عنهم ولا التابِعون وإنّما حالُهم كما ذَكَرنا آنِفًا

   الأصلُ التَّاسِعُ والتِّسعونَ بعدَ المِئَةِ :

حديثٌ وَرَدَ ( تَوَسَّلوا بِجاهِي فَإنَّ جاهِي عِندَ اللهِ عَظيم ) هذا حديثٌ مَكذوب ، لا يَصِحّ عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم

فلا يَجوزُ أن يَقولَ أَحَدٌ : أسألُكَ بِجاهِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم . وما كانَ مِن غَيرهِ كالأنبياء والصالِحين مِن بابِ أَوْلَى .

ولا يُظَنّ – كما يَزعُمُه أولئكَ – مِن أنّنا لا نُعطِي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قَدْرَهُ . كَلَّا.

لهُ جاهٌ عند الله . نعم .

اللهُ جلّ وعَلَا ماذا قال عن موسى { وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا } (69) الأحْزاب

وقال عن عيسى { وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ }

ونبيُّنا صلّى الله عليه وآله وسلّم أعظمُ الناس جاهًا عند الله لَكِنْ لَمْ يَرِد مِثْلُ هذا ..

 لمْ يَرِد مِثْلُ هذا في سُنَّتِه ، ولا عن صَحابتِه ، ولا عن التابعين ، ولا مَن سارَ بِطَرِيقَتِهم بِإِحسان .

فَدَلّ هذا على أنّ مِثْلَ هذا غيرُ مَشروع

الأصلُ المُتَمِّمُ لِلمِئَتَيْن :

إذا زُرتَ مَسجِدَ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأرَدتَ أن تَزورَ قَبرَه فَسَلِّم عَلَيْهِ وعلى صاحِبَيْهِ ثُمَّ انصَرِف

أمّا استِقبالُ الحُجرَة والقَبْر لِلدُّعاء : فَقَدْ اتَّفَقَ الأئمّةُ على عَدَمِ مَشروعِيّةِ ذلك

 

بل المَنقول عن السَّلَفِ مِن صحابةِ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كَابنِ عُمَرَ ومَن جاء بعده ماكانوا يَفعَلونَ ذلك

بل حتّى إنّ أبا حَنيفةَ يقول : ( حتّى حالَ السَّلام لا يَستَقبِل الحُجرة ) مع أنّ الأئمّة الثلاثة يقولون استِقبال الحُجرَة لِلسَّلام لا إشكال

   أمّا جميع الأئمّة اتّفقوا على أنّه لا يَستَقبِل الحُجرة حالَ الدُّعاء ، حالَ الدُّعاء .

   وَأَمّا ما وَرَدَ مِن أنّ الإمامَ مالِك بن أنَس – رَحِمَهُ الله – مِن أنّ المنصور سَأَلَه عن استِقبال الحُجرة فقال له مَالِك : هو وَسِيلَتُك وَوَسيلَةُ أبيكَ آدم .

فهو كَذِب على الإمامِ مَالِك

بل إنّ المَنقول مِن الثِّقات مِن أصحابه وأتباعِه مِن أنّه يُفَظِّعُ ويُعَظِّمُ ذلك ويقول : لا يجوزُ استِقبالُ الحُجرة حالَ الدّعاء .

فإنّه رَحِمَهُ الله كانَ يَقُولُ هذا مِن البِدَع لمْ يَفْعَلْهُ الصحابةُ رَضِيَ الله عنهم وَلَمْ يَفْعَلْهُ التابعون .

كيف وقد قال الإمام مَالِك رحمه الله : لن يُصْلِحَ آخرَ هذه الأُمَّة إِلَّا بما أَصلَحَ أَوَّلَها

فهذه أُصول مُهمّة

وهذه الخُطبة وما قَبْلَها مِن خُطَب تَحَدَّثتُ فيها عن هذه الأصول ، وهي أُصولٌ تَتَعَلَّقُ بِالعقيدة .

خَلِيقٌ وحَرِيٌّ بِالمُسلِم أن يسْمَعَها وأن يَقرَأَها

   وهيِ مَوْجودَةٌ بِأَكمَلِها على اليوتيوب ، ومَوْجودٌ كُلُّ أصلٍ مُستَقِلّ وَحدَه في اليوتيوب .

   وأيضًا موجودة مكتوبة لِمَن أرادَ القراءة على مَوْقِعي في الإنترنت

 

   هذه أُصولٌ بَلَغَت المِئَتَين . وهيَ أُصولٌ مُهِمَّة ويحتاجُها المسلمون في هذا الزَّمَن وفيما يأتي مِن أزمان ؛ لأنّها تَتعلَّق بِالعقيدة .

   أسألُ اللهَ عزّ وجلّ لي ولَكُم العِلمَ النافِع والعملَ الصالِحَ وأن يُثَبِّتَنا على التوحيدِ والسُّنَّةِ حتّى نَلقاه .