خطورة اليمين الفاجرة
وما صحة ومعنى حديث ( اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واليمين الفاجرة اليمين الفاجرة ضررها عظيم ، ولذلك اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع ، الشيخ ابن عثيمين يقول قال السلف : ” اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع ” وعزا هذا إلى السلف ، وفي مرة عزاه إلى الإمام أحمد
والصحيح :
أن هذا حديث نبوي وثابت بطرقه عند البيهقي وعند الطبراني في الأوسط قوله عليه الصلاة والسلام ( اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع )
بلاقع يعني خاوية مثل الأرض الخاوية التي لا حياة فيها لا من شجر ولا من بناء ولا من غيرها
بمعنى :
أن من حلف على يمين فاجرة فإن هذه اليمين تذهب ماله وقد وردت رواية ( تذهب ماله )
ولذلك الشراح ماذا يقولون ؟ ( تدع الديار بلاقع ) يعني أن هذه اليمين الفاجرة تقضي عليه وعلى ما لديه من نعم فيخلو بيته من كل خير
وهذا يدل على خطورة اليمين الفاجرة
بعض الناس وهذا أيضا تنبيه بعض الناس يتهاون بالشهادة ، لأن اليمين الفاجرة قد تكون عند القاضي وهي أحد وسائل تثبيت الحق كذلك الشهادة من وسائل تثبيت الحق
بعض الناس لو قيل له احلف وهو كاذب ما حلف ، لكن لو قيل له يا فلان اشهد معي وهويعلم أن هذا كاذب شهد معه ، وهذا أيضا خطره عظيم
النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين قال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله ، قال الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وشهادة الزور ) وفي رواية ( وقول الزور ، وكان متكئا فجلس )
وهذا يدل على خطورة شهادة وقول الزور الذي هو الكذب
ولذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون )
يعني أنهم يستعجلون في أداء الشهادة
فما ظنك بمن شهد شهادة زور ، ولذلك بعض الناس لو قيل له احلف أن هذا الحق لفلان ، وهو يعرف أنه ليس له فلا يحلف يتورع ويخشى ويخاف من آثار اليمين الفاجرة ولاشك أن لها خطرا عظيما
كذلك الشهاة لو قيل له اشهد معنا يا فلان يشهد
هذا خطره عظيم فلا فرق ولذلك ماذا قال تعالى { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ }
إذن من كتم الشهادة مع أنه يعرف أن هذا حق لكنه كتمها فما ظنك بمن شهد لكي يصرف الحق عن صاحبه إلى شخص آخر ؟
ولذلك يتنبه لخطورة هذا الأمر