بسم الله الرحمن الرحيم
خُطبة: بعض الصلوات المُستحبة
لفضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمدُ لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صل الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
(يا أيُّها الّذين آمنُوا اتّقُوا الله حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَموتُنّ إلا وأنتُم مُسلِمونَ)، (يا أيُّها الناس اتَّقوا ربّكُمُ الذي خَلقَكُم من نَفس واحِدةٍ وخلق منها زَوجها وبثَّ مِنهما رِجالاً كثيراً ونِساءً واتَّقوا الله الذي تساءَلون بِه والأرحامَ إن الله كانَ عليكُم رقيباً)، (يا أَيُّها الذينَ آمنُوا اتَّقُوا اللهَ وقولوا قولاً سَديدًا يُصلح لكُم أعمالكُم ويغفر لَكُم ذُنوبَكم ومن يُطع الله ورسولهُ فقد فازَ فوزاً عظيماً).
أما بعد..
فيا عباد الله نتحدثُ في هذا اليوم عن بعضِ الصلوات المُستحبة التي ينبغي للإنسان أن يفعلَها وينبغي له ألا يدعَها، من هذه الصلوات:
السُّنن الرواتب، والتي جاء في فضلِها قولُه ﷺ كما عند مسلم:
” مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِىَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ “
عند الترمذي كما ثبت وُضِّحَت هذه الركعات:
” أَرْبعا قبل الظّهْر ” أربع ركعات قبل الظهر
” وَرَكْعَتَيْنِ بعْدهَا وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء وَرَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْغَدَاة “
قبل صَلَاة الْغَدَاة: أي قبل صلاة الفجر.
المجموع: ثنتا عشرة ركعة، للعبد هذا الفضل المذكور في هذا الحديث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولو قال قائل: ذكرتم الصلوات الخمس؛ فأين ما يتعلقُ بصلاةِ الجُمُعَة؟
فالجواب عن هذا: صلاةُ الجُمُعَة ليس لها سنة راتبة قبلَها، بمعنى: إذا أتيت إلى المسجد يوم الجمعة قبل الصلاة فلك أن تُصليَ ركعتين تحية المسجد وتجلس، لكن لك وهذا هو الأفضل: أن تستمر في صلاتك تُصلي ركعتين ثم تُسلم؛ ثم ركعتين ثم تُسلم؛ وهكذا حتى يدخلَ الإمام.
ولذلك لما بيَّنَ النبيُّ ﷺ كما عند البخاري من أنَّ العبد في يومِ الجمعة لما يأتي بفضائل:
قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” لا يَغْتَسِلُ رَجُل يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بَيْن اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأخْرىَ “
دلَّ هذا على ماذا؟ على أنه يُصلي ما كتب الله له، يسلم من كل ركعتين
وإن شاء أن يصليَ مثلا ست ركعات -طبعاً كما قلنا يُسلم من كل ركعتين- عشر، ثلاثين، ثم يمكُث في مكانه إلى أن يخرجَ الإمام فله ذلك.
إن شاء أن يستمر حتى يخرج الإمام فله ذلك وهذا هو الأفضل لبيان هذا الحديث، وقد نَصَّ شيخُ الإسلام رحمه الله على مثل هذا القول.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: الأفضل لمن أتى الجمعة أن يشتغل بالصلاة حتى يأتي الإمام.
ـــــــــــــــــــــ
أما ما بعد صلاة الجُمُعَة: فقد ثبت من فعله ﷺ أنه صلى بعد الجُمُعَة ركعتين، وقال كما في صحيح مسلم:
” إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا “
يعني: أربع ركعات يُسلم من كل ركعتين.
وإن شاء: صلى ستَّ ركعات كما ثبت في السُّنَّة عند أبي داود
فأنت مُخَيَّر بين فِعْلِ هذهِ وبينَ فِعْلِ هذه.
وإن صليتَ في البيت فافعل كما فعل ﷺ صلى ركعتين في بيته بعد الجُمُعَة.
وإن صليت في بيتك أربع ركعات أو ست ركعات فلا إشكال.
إن صليت في المسجد ركعتين، أربع ركعات، ست ركعات فلا إشكال، وينبغي للعبد أن يُنوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الصلوات المستحبة: صلاةُ الليل، قال ﷺ كما في الصحيحين:
” صَلاةُ اللَّيل مَثْنَى مَثْنَى ” يعني: ركعتين ركعتين
” فَإِذَا خَشِى أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لهُ مَا قَدْ صلَّى “
دلَّ هذا على ماذا؟
دل على أنَّ الليلَ كلَّه محلٌّ للصلاة، لك أن تصليَ خمسين ركعة ستين ركعة، وتوتر في آخر الليل.
لكنَّ الأفضل: أن تقتصرَ على إحدى عشرة ركعة، هذا هو الأفضل؛ وإن زدتَ فلا إشكال، ولذلك في الصحيحين قالت عائشة رضي الله عنها:
” مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً “
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلاةُ الليل تبدأ من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر:
كما جاءت بذلك الأحاديث الكثيرة منها ما ذُكِرَ آنِفا: ” صَلاةُ اللَّيل مَثْنَى مَثْنَى “
وجاء في السنن أيضا: أنَّ بدايتها تكونُ من بعد صلاة العشاء.
ولذا: لو أنك في سفر فجَمَعْتَ المغربَ والعشاء في وقتِ المغرب قبل أن يدخلَ وقتُ العشاء، فلك على الصحيح أن تُصليَ الوِترَ؛ وأن تُصليَ ما تشاء من الليل.
ولو جُمِعَت صلاة المغرب مع العشاء من أجل المطر مثلا؛ وأردتَ أن تصلي قبل أن يدخل وقتُ العشاء فلا إشكال في ذلك، بدايتُها من بعد صلاة العشاء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن صلاة الليل: الوِتر
الوتر من ضِمن قيام الليل؛ ولذا الإنسان لا يَحرِمُ نفسَه، حتى لو صلى بعد صلاة العشاء بعد السُّنَّة الراتبة ركعة واحدة عن الوِتر في المسجد أو في بيته هذا خيرٌ عظيم؛ أفضل من أن يدع الإنسان هذه السُّنَّة التي أكَّدَ عليها الشرع، بل إنه بعضَ العلماء يرى أن الوتر صلاة واجبة، لكن الصحيح: أنها ليست واجبة؛
لأن النبيَّ ﷺ كما في الصحيحين قال: “خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. سأله ذلك الرجل: ” فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَن؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”
فالشاهدُ من هذا: من أن الإنسان يحرص على الوِتر، ولذلك النبي ﷺ كما عند مسلم قال:
” الْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ “
لو صليت ركعة واحدة تعتبر لك هذه الصلاة تكونُ وِترا؛ وتكونُ قد صليت صلاة الليل.
والأفضل أن يكونَ الوِترُ في آخرِ الليل: قال ﷺ كما في الصحيحين: ” اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا “
لكن بعض الناس يقول: ربما لا أقوم، أو يشق عليه؛ أو ما شابه ذلك، فنقول: صلِّ بعد العشاء أو قبل أن تنام، قال ﷺ كما عند مسلم: ” مَنْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ؛ وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ؛ وَذَلِكَ أَفْضَلُ “. فالحمد لله على التيسير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الصلوات التي هي مستحبة: صلاة الضحى، وهل هي مستحبة لسبب؟ أو تُفعل أحياناً؟ أو تفعل دائماً؟
ج/ الذي يظهر من الأدلة من أنها سُنة مُطلقا، يعني: افعَلها دائما، هذا هو القولُ الراجح وهي: صلاةُ الضحى، والدليل: أن النبيّ ﷺ كما عند مسلم في روايته قال: ” يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ” يعني: كل عضو منك في كل يوم يَلزَمُك أن تتصدقَ عنه، فقال ﷺ: ” فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تحميده صَدَقَةٌ وَكُلُّ تهليله صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى “
عدَّدَ أشياءً، ثم قال ﷺ: “ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى “
يعني: صلاة ركعتين من الضحى هي عبارة عن صدقة لك في يومك من باب بيان هذا الحديث:
” يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ” تكونُ هاتان الركعتان من صلاة الضحى نظير ثلاث مائة وستين صدقة، لأنَّ فيك يا ابنَ آدم لأنَّ فيك ثلاث مائة وستين عضوا، فتكونُ هاتان الركعتان من الضحى مجزئة عن هذا العدد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأقلُّ صلاة الضحى: ركعتان، لهذا الحديث الذي عند مسلم:
“وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى”.
ولاحد لأكثَرِها: إن صليتَ أربعا، إن صليتَ سِتًّا، ثمانيَة، عشْرَ ركعات، أكثر؛ تُسَلِّم من كل ركعتين، والنبي ﷺ كما عند مسلم من حديث عائشة قالت:
” كَانَ رَسُول الله ﷺ يُصَلِّى الضُّحَى أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ ” وفي رواية: (وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبداية صلاة الضحى: من بعد طلوع الشمس قِيدَ رُمح، يعني: قَدر مِتر،
يعني بالتحديد تقريباً: تبدأ صلاة الضحى من بعد الإشراق بثلث ساعة
لو كان الإشراق في هذه التقاويم مثلا: الساعة السادسة، تمكُث ثلث ساعة أو قريباً منها من بعد السادسة
يعني: من بعد الإشراق بثلث ساعة تبدأ صلاةُ الضحى؛ إلى أن يقومَ قائمُ الظهيرة كما ثبت في صحيح مسلم إلى أن يقوم قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، إذا قام قائم الظهيرة لا صلاةَ لا ضحى
متى يقوم قائم الظهيرة؟ قبل أذان الظهر بربُع ساعة تقريباً.
فهذه هي صلاة الضحى وما يتعلق بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الصلوات المستحبة: صلاةُ التوبة، إذا أذنب العبد ذنباً فليصلِّ ركعتين
كما جاء في السنن وثبت عن ذلك من قوله ﷺ: ” مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ “.
يعني: من أذنب يقوم فليصلِّ ركعتين؛ ويستغفرِ اللهَ بعد هاتين الركعتين؛ فيغفرُ اللهُ عز وجل له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوافل المطلقة؛ وبيان أوقات النهي:
هناك صلوات تعتبر بالصلوات المطلقة: يعني ليس لها وقت محدد، تُصلي متى ما شئت؛ وعلى ما تشاء من عدد الركعات مطلقة دون تحديد.
هذه الصلوات المُطلقة لك أن تصلي في أي وقت إلا في أوقات محددة لا يجوز لك أن تصليَ فيها:
متى؟ من بعد صلاة الفجر إلى أن ترتفع الشمس، وبعد الارتفاع كما سبق يبقى ثلث ساعة،
يعني: بعد صلاة الفجر إلى هذا الوقت لا يصلي؛ لقوله ﷺ كما في الصحيحين:
” لا صَلاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ “
يعني: وبعد الطلوع لا بد أن تنتظر حتى ترتفع ما يقرُب من ثلث ساعة، فهذا لا تجوز الصلاةُ فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقتٌ آخر: حين يقوم وقت الظهيرة؛ كما عند مسلم يعني: قبل أذان الظهر بربع ساعة امتنع عن الصلوات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوقت الثالث: من بعد صلاة العصر إلى أن تغربَ الشمس؛ لما في الصحيحين:
” لَا صَلَاة بعد صَلَاة الْعَصْر حَتَّى تغرُبَ الشَّمْس “
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهي الصلوات المطلقة؟ كمثال
مثلا: أنا جالس بعد المغرب؛ صليت ركعتي المغرب السنة، فقلت: أحببت أن أصليَ؟ فلي أن أصليَ.
مثلاً: بعد الظهر أردت أن أصليَ، يعني: صليت السنة الراتبة بعد الظهر فأردتُ أن أصليَ إلى العصر لا إشكالَ في ذلك، هذه هي المُطلقة.
لكن: لو أنك بعد الفجر صليت الفجر وجلست، قلت: سأصلي ركعات من باب التطوع المُطلق، نقول: لا، لا يجوز، لمَ؟ لأن هذا الوقت منهيٌّ عنه.
مثلا: وهو جالس قال قبل أذان الظهر بعشر دقائق أو ما شابه ذلك، سأصلي؟ نقول: لا هذا وقت منهي عنه.
بعد العصر: كذلك.
أما ما عدا هذه الأوقات فلك أن تُصليَ ما تشاء، وهذا ما يُسمى بالتطوع المطلق.
اللهم لو أتيتَ مثلاً بعد الفجر؛ بعدما صليت الفجر أتيت إلى المسجد تصلي تحية المسجد، هذه لها سبب، يجوز في الأوقات المنهي عنها.
مثلا: أنت طُفتَ مثلا سبعة أشواط، بعد الطواف تصلي ركعتين، لو صادف طوافُك مع هذه الصلاة وقت نهي؛ يعني: بعد الفجر أو بعد العصر أو حين يقوم قائم الظهيرة فصلِّ، لأنها ذاتُ سبب.
أما ما ليس بسبب فإنه لا يُصَلى في هذه الأوقات المنهي عنها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما بعدُ فيا عبادَ الله هنا ما يتعلقُ بالأشياء المستحبة:
ما يسمى بسجود التلاوة، سجود التلاوة على الصحيح: سنة مؤكدة وليس بواجب، فلذلك عمر رضي الله عنه كما عند البخاري قال: ” إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضْ السُّجُودَ إِلَّا أَنْ نَشَاءَ “
فإن تركه الإنسان فلا حرج عليه، لكن ينبغي أن يفعله.
ويقول في سجوده هذا: حينما يمر بآية سجدة في القرآن يسجد، يقول: (سبحان ربيَ الأعلى) وإن كان يحفظ الأدعية الواردة في سجود التلاوة فَلْيَقُلْها.
ــــــــــــــــــــــــ
والصحيح: أنه لو سجد من غير طهارة فلا إشكالَ في ذلك، ولذلك عند البخاري سجد ابنُ عمر رضي الله عنهما على غيرِ طهارة، ولذلك ثبت عند ابن شيبة عن الشَّعبي أنه كان يرى مثل ما كان يراه ابنُ عمر رضى الله عنهما
وما جاء عند البيهقي بإسناد صحيح من قول ابن عمر رضي الله عنهما:
” لَا يَسْجُدُ الرَّجُلُ إِلَّا وَهُوَ طَاهِرٌ “
فالمرادُ من ذلك: الطهارة من الحدث الأكبر الذي هو الجنابة،
وإن سجد وهو على طهارة فهذا هو أكمل وأتمّ.
ــــــــــــــــــــــــــــ
وهل يكبر إذا رفع أو إذا سجد؟ لا يكبر إذا رفع، وما ورد من حديث من أنه يكبر إذا أراد أن يسجد فهو حديثٌ ضعيف، إذا: لا تكبيرَ حالَ سجود التلاوة ولا حالَ الرفع، وإنما متى مرت بك سجدة تسجد مباشرة.
ولذلك بعض أئمة المساجد يُخطئ هنا: هو يسمع من أنه إذا رفع من سجود التلاوة من أنه لا يُكبر، هذا متى؟ إذا كنتَ خارجَ الصلاة، لكن لو أنني صليتُ صلاةً وبها سجدة تلاوة فسجدتُ فلما قمت من السجود يلزمُني أن أكبر.
بعض الأئمة لا يكبر! يقول: ليس بلازم، نقول: هذا إذا كان خارج الصلاة أما داخل الصلاة فيلزم، ولذلك في الصحيحين: أن أبا هريرة كَانَ يُصَلي لَهُم فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ:
” واللهِ إنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِصلَاةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ “. فليتنبه لمثل هذا الأمر.
أسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، اللهم كن لهم ناصراً ومعيناً، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم وانصرهم على الرافضة الحاقدين،
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين
اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحبه وترضاه يا كريم ،
اللهم هيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم سنة نبيك محمد ﷺ، اللهم من أراد بهذه البلاد في دينها وفي عقيدتها وفي أمنها ورخائها، سوءا وبلاءً وشراً وفتنة اللهم فأشغله في نفسه، اللهم فأشغله في نفسه، اللهم فأشغله في نفسه، ورُد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا قوي يا عزيز، ا
للهم ادفع عنا الغلاء والوباء والزنا والزلازلَ والمِحَن وسوءَ الفتن ما ظهر منها وما بطن وعن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يارب العالمين.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ