على الدعاة إلى الله ( ضبط أنفسهم ) في وسائل التواصل حتى ( لا تخرج مثل هذه الأمثلة )

على الدعاة إلى الله ( ضبط أنفسهم ) في وسائل التواصل حتى ( لا تخرج مثل هذه الأمثلة )

مشاهدات: 573

على الدعاة إلى الله ( ضبط أنفسهم ) في وسائل التواصل حتى ( لا تخرج مثل هذه الأمثلة )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ضبط من يتصدر للدعوة في خروجه إلى الإعلام أمر مهم جدا لأن كل من أعفى لحيته وقصر ثوبه خرج ، وكم سمعنا من صراحة صراحة كم  سمعنا من الخزعبلات والترهات التي تنسب إلى الدين والدين منها بريء لمن لديه أقل علم

لكن يأتي بعض الناس ويقول هذا نفع الله به ، نفع الله به ؟! أساء إلى الدين

ضبط الناس لأن إضرار الناس في الدين أعظم من إضرارهم فيما يتعلق بدنياهم

والتصدر للناس أو إظهار المعلومة الشرعية المعلومة الدينية محببة إلى النفوس ؛ لأن الإنسان بذاته يحب أن يظهر، وأن يتحرك لكن لا تتحرك على حساب الدين

فكون الإنسان يخرج ويلقي بعض المعلومات أو بعض الأشياء وهذا يسيء إلى الدين من حيث لا يدري أو من حيث يدري يخرج والله فلان الشيخ الفلاني ويشتهر بين الناس لكن والله شهرة ما هي على أساس ليس بها خير

 وأقرب مثال انظروا إلى شهرة من لديهم مئات الألوف أو الملايين من المتابعين في أول أمر وسائل التواصل ماذا كان الحال بالنسبة إليهم ؟ وماذا آل الحال بهم الآن ؟

فصار الذامون أعظم وأكثر من المادحين

اخرج بالعلم الشرعي الصحيح مع الحكمة لإفادة الناس حتى إني أرى بعضهم فيما مضى تجد أنه في كل قناة هذا متى يراجع العلم ؟ ومتى ومتى ولذلك ما انقدح في ذهنه أظهره

وبعدها كما يقال لا ينفع الترقيع لأن الترقيع لأمر أو لخطأ واحد ممكن لخطأين ممكن لكن كلما خرجت إذا بداهية ومصيبة تأتي بها أظن والعلم عند الله أن ما جرى فيما مضى تمحيص بمثابة النار التي تخرج الذهب من غيره

ممن يدعي أنه بذهب وليس بذهب تمحيص لإخراج أهل العلم الحقيقين وليس كل من تصدر

والناس بدأوا يفهمون الآن بدأوا يعرفون وليس كل ما يأتي إليهم في وسائل التواصل أنهم يقبولونه

فيما مضى ملايين المقاطع تأتي في وسائل التواصل في الواتساب وفي غيره والآن بدأ الناس إذا بهم يتحققون وهل هذا صحيح أم غير صحيح ؟

كان أول ينشر كل شيء مقاطع رسائل مكتوبة تغريدات والآن ، لا ، فلعل الله أراد أن يظهر العلم الصحيح وأهله ، لم ؟

لأن الله قال { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } { وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }

يعني من ادعى العلم وخرج هذا زبد يغطي على الماء النافع

فيما مضى الزبد كثر حتى إنه لا يعرف العالم من غيره حتى إن العالم إذا قال قولا أو طالب العلم المتمكن لا يسمع له  قالوا أين أنت من فلان فلان عنده كذا من المتابعين وفلان عنده كذا وفلان مشهور

ما النتيجة ؟

الزبد ذهب أو ذهب أكثره وهذا شيء واضح لمن جعل مقارنة بين هذه  السنة 1438 وكذلك السنة الماضية 1437 وبين الخمس سنوات التي قبلها يجد أن هناك فروقا واضحة وبينة

وكم يسيء لنا مثل هذا الأمر

ونحن نعرف أشخاصا معرفة تامة ، ونعرف ما لديهم من العلم بعضهم لا يحسن قرءاة القرآن نراه في القنوات الفضائية لا يحسن قراءة القرآن وأعرف بعضهم عن قرب فيما مضى وله أتباع

لكن ما النتيجة ؟  أسيء إلى الدين أولا ثم أسيء إليه

وهناك عبارة دارجة عند عامة الناس ما يصح إلا الصحيح طال الزمن أم قصر

لا يصح إلا الصحيح فما ظنك هم يقولون فيما تيعلق بأمور الدنيا فما ظنك فيما يتعلق بأمور الدين ؟

الله حمى دينه ولذلك من ادعى النبوة وصار له أتباع كثر مع أن له أتباعا كثر فضحه الله فكذلك من اعتدى على هذا الدين وادعى أنه من أهل العلم فضحه الله ولو بعد حين والواقع يشهد بهذا والسعيد كما قال ابن مسعود عند مسلم ( السعيد من طلاب العلم السعيد من وعظ بغيره )

سبحان الله !

فيما مضى وخطبت خطبة عن الشهرة وعن ذم السلف للشهرة والأحاديث  الواردة فيها كنت أعجب من الأقوال الشديدة من السلف ومن أفعالهم التي بها يبتعدون عن الشهرة فاستغرب وقتها فأقول سبحان الله ! لم كل هذا ؟

فلما أتت وسائل التواصل والقنوات الفضائية ورأيت سرعة الناس إليها

ثم سبحان الله ! كم  سنة وإذا بأولئك يتساقطون وليته تساقط فقط وينتهي الأمر ، لا ، تساقط أسيء به إلى الدين وأسيء إلى ذواتهم عرفت حينها أن السلف ما قالوا تلك الأقوال ، وما هربوا من الشهرة ذلك الهروب إلا لأنهم يعرفون خطر الشهرة لكن من ابتلي بالشهرة وهو لم يقصدها ولم يردها فأصبح مشهورا هذا عليه أن يخشى منها ، أيضا وأن يسال الله أن ينجيه من تبعاتها

ولذلك لو تنظرون كأمثلة فقط الشيخ ابن باز ما عرف إلا من قريب قبل وفاته يمكن يكون عمره في ستين أو خمس وستين

الشيخ ابن عثيمين ما عرف إلا وعمره ما يقرب من ستة وخمسين سنة أو سبع وخمسين سنة

الآن بعضهم في العشرينات والثلاثينان وعالم بل علامة بل أخشى لو استمر الحال في وسائل التواصل على ماهم عليه ربما سموه ووصوفه بأنه إمام هذا العصر ، وربما أن بعضهم سماه إماما في هذا العصر

المشايخ الذين نعرفهم ما كانت الشهرة تصل إليهم كمثال يعني أقرب ما يكون كمثال أوضح وأبين : العلم الحقيقي ما يزول لأنه حق والحق ثابت كان ابن تيمية ما يعرفه فيما مضى إلا طلاب العلم الآن لا تجد ابن تيمية كأنه يعيش بيننا الآن يعرفه العامي وغير العامي

ومثل ابن القيم ومن جاء بعده من العلماء الذين ساروا على الطريق  الصحيح

وكم من شخص فيما مضى وأعرفهم وظهورا في وقت الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين أنا حضرت عند الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز ممكن عشرين لو كثرت ثلاثين وغيرهم تقام لهم محاضرات ، العدد يصل إلى خمسة آلاف ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي بقي ومن الذي بقي مما ينفع الناس ؟

سؤال أطرحه على نفسك والجواب واضح

وكم من الدعاة وما شابه ذلك وهذا يسوء صراحة الإنسان لا يرغب أن يكون هؤلاء بهذه الصفات ، والله ما نرغب لكن هذه فتنة الشهرة فتنة حب  الخروج فتنة وسائل الإعلام فتنة وسائل التواصل فتنة .