فتاوى ( حديثية ) س ( 18 )  ما صحة ومعنى حديث: ( لا تسكن الكفور ) ومعنى قول الإمام مالك: (لا تسكن الريف يذهب علمك ) ؟

فتاوى ( حديثية ) س ( 18 )  ما صحة ومعنى حديث: ( لا تسكن الكفور ) ومعنى قول الإمام مالك: (لا تسكن الريف يذهب علمك ) ؟

مشاهدات: 554

 

( فتاوى حديثية )

فضيلة الشيخ/ زيد بن مسفر البحري

س ( 18 )  ما صحة ومعنى حديث: ( لا تسكن الكفور ) ومعنى قول مالك: (لا تسكن الريف يذهب علمك ) ؟

الجواب :

قول الإمام مالك للشافعي : ( لا تسكُنْ الريف يذهبْ علمُكَ )

هذا مذكور في بعضِ كتب المالكية، ولعلَّ مقصود الإمام مالك بنصيحته للشافعي:

ذلك لأن الريف يختلف حالُها عن المدن باعتبار أن المدن يكثُر بها العلماء فيتدارس معهم العلم وينتشر العلم، ويُنشَر علمُهُ.

ولعلَّ هذا أخذه الإمام مالك من حديثٍ عندَ البخاري في الأدب المفرد: ( لا تسكن الكُفُورَ )

(الكفور) هي: القرى البعيدة النائية.  

( لا تسكن الكُفُورَ فإنَّ ساكن الكفور كساكنِ القبور )

قلتُ لعله أخذه من هذا الحديث، وهذا الحديث حديثٌ حسن لأن له شاهدا، وبعضُ الناس قد يرى أن بعض العلماء يُضَعِّف هذا الحديث: ( لا تسكن الكُفُورَ )

هو ضعيف إذا ضُمَّ مع جملة أتت مع هذا الحديث فيكونُ ضعيفا، لكنَّ الجملة التي ذكرتُها:

( لا تسكن الكُفُورَ ) لها ما يعضُدُها؛ وبالتالي فإن معنى هذا الحديث:

 ( لا تسكن الكُفُورَ ) وهي: القرى النائية البعيدة ( فإنَّ ساكن الكفور كساكنِ القبور )

باعتبار أنه إذا كان بعيدا في قريةٍ نائية فإنه يُشبه حال الموتى،

لأن تلك الأماكن النائية ليس فيها علماء.

قلتُ: لعل كلامَ الإمام مالك باعتبار ما مضى من زمن، وإلا فإنه في مثلِ هذا الزمن مع وسائل التواصل، لو سكَن الإنسان في قرية أو في ريف فإنه بإمكانه أن يتواصل مع العلماء وأن يتدارسَ معهم وأن يأخُذَ من علمِهِم، فوسائل التواصل قرَّبَت ونشَرَت العلم لمن وفقه اللهُ عز وجل.