( فتاوى حديثية )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
س ( 32 ) : هل ورد أن قول ( الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده وحمدا يبلغ منتهاه ) هي أفضل صيغ الحمد ؟
الجواب : مثلُ هذه الصيغة ذُكِرَت عن آدم عليه السلام لكن ليس لها إسناد فلا تصح.
ولذا/ جعلها بعضُهُم من أذكار الصباح والمساء بأن تُقال ثلاث مرات.
فإذن/ أولا: لا تصح من حيثُ السند.
ثانيا: أن السنة لم يأتِ فيها مثلُ هذا، فالنبي ﷺ علَّمَ أمَّتَهُ في أحاديثَ كثيرة صِيَغ الحمد.
ثالثا: اللهُ عز وجل حَمِدَ نفسَه في القرآن، ولم يأتِ مثلُ هذا.
رابعا: أن في ألفاظ هذه العبارة ما لا يُناسب، وذلك لأنه قال: “يوافي نعمه ويكافئ مزيده”
وكما قال عليه الصلاةُ والسلام كما في صحيح مسلم: “لا أُحصي ثناءً عليك”، مهما أثنى العبد على ربِّهِ فإنه لن يبلُغَ ذلك، ولذلك في حديث الشفاعة، يقول ﷺ: “فأحمدهُ بمحامد لم يحمدهُ أحدٌ قبلي ولا يحمده أحدٌ بعدي” فدل هذا على أن مثل هذه العبارة ليست ثابتة وليست سليمة في معناها.
ونظيرُ هذه: “الحمد لله حمدا يبلُغ الحمد منتهاه” هذا يُعارض ما ذُكِر في صحيح مسلم:
“لا أُحصي ثناءً عليك أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك”، فدل هذا على أن الصيغ التي في القرآن وفي السنة كافية وهي أفضل الصيغ.
وقد يقول البعض: إنما ذُكِرَت هذه من باب المبالغة – وذكرها بعضُ العلماء –
فنقول: على المسلم أن يكونَ حريصا على اتباع الألفاظ الواردة في القرآن وفي السنة، ولذلك لو كانت هذه الصيغ هي من أعظم الصيغ لذكرها اللهُ عز وجل في كتابه أو ذكرها النبي ﷺ في سنته تعليما لأمته، فلا نأتِ بقول: هذا للمبالغة أو هذا لكذا أو كذا.
فعلى كل حال: أفضلُ الصيغ ما جاء في الكتاب وفي السنة.