فوائد مجهولة وسنن مهجورة ــ الجزء الثاني
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
( أما بعد : فيا عباد الله )
حديثنا في هذا اليوم له ارتباط بموضوع ما قبل الخطبة الماضية ، وهي :
” أحاديث تضمنت إما فائدة مجهولة وإما سنة مهجورة “
ولتعلم – عبد الله – أنه مما ينبغي لك إذا سمعت بسنة مما ينبغي لك أن تعمل بها ولو مرة واحدة في عمرك ، ليصدق عليك أنك اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر ولو مرة واحدة .
( فمن الفوائد )
أنه من المعلوم أن :
” السترة مشروعة للمصلي “
لكن بعض الناس يجهل أنه من السنة أن يدنو من سترته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن أبي داود :
( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ، وَلْيَدْنُ مِنْهَا )
( ومن الفوائد )
” أن الإنسان إذا لم يجد أمامه سترة أو لم يتيسر له ، فليضع ولو مسواكه أو قلمه أمامه “
لما جاء في المسند قوله صلى الله عليه وسلم:
( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ لِصَلَاتِهِ وَلَوْ بِسَهْمٍ )
والسهم دقيق .
( ومن الفوائد )
أن بعضا من الناس يعلم :
” أن التشبيك في الصلاة منهي عنه ” وهذا مما لا شك فيه .
لكنه يجهل أن التشبيك منهي عنه من خروجه من بيته إلى الصلاة وحال انتظاره للصلاة وفي أثناء الصلاة ، ولا يشبك إلا بعد الفراغ من الصلاة ، لما في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في المسند وسنن أبي داود :
( إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ؛ فَلَا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ؛ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ )
( ومن الفوائد )
أن بعضا من الناس يمكث في المسجد فيأتيه النعاس ، فعليه أن يأتي بهذه السنة ، وهي :
” أن ينتقل من مكانه إلى مكان آخر في المسجد “
ودليله :
قوله صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود والترمذي :
( إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ )
( ومن الفوائد )
أن بعضا من الناس يعلم
” أن العلماء يحثون على أن يصلي المسلم في المسجد الذي عند بيته “
وهذا له دليل ، ولا يعني أن الإنسان يحرم عليه أن يذهب إلى مسجد آخر بعيد عنه – لا – قد يكون لدى الإنسان مسجد قريب منه ، لكن لا يخشع مع إمامه ، أو لا يستفيد من خطبة إمامه ، هنا الأفضل أن ينتقل إلى غيره ، لأن المقصود من ذلك أن يخشع قلبه وأن يستفيد ، لكن إن لم يكن هناك غرض آخر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :
( لِيُصَلِّ الرَّجُلُ في المَسْجد الَّذي يَليه، وَلَا يَتَتَبَّع المَسَاجدَ)
( ومن الفوائد )
أن بعضاً من المصلين يُشغل أخاه الذي بجواره برفع صوته إما بالقرآن وإما بالذكر في أثناء الركوع أو في أثناء السجود أو ما شابه ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما كما عند الطبراني ، قال :
( إنّ المُصَلِّي يُناجِي رَبّهُ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُناجِيهِ وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكمْ على بَعْضٍ بالقُرْآنِ )
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم عند كثير من الناس أن من السنة ” أن يرفع المسلم يديه في الصلاة حذو منكبيه أو حيال أذنيه ، عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع من الركوع وإذا قام من التشهد الأول “
هذا ورد فيه حديث في بيان موضعه ، لكن ما هو ثوابه ؟
جاء في حديث يحسنه المناوي والألباني رحمهما الله ، قال صلى الله عليه وسلم :
( فِي كُلِّ إِشَارَةٍ فِي الصَّلاَةِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ )
أصح ما وُجِّه هذا الحديث : أن المقصود من هذه الإشارة ، هي ” الإشارة في هذه المواطن الأربعة ”
وليس المراد الإشارة بالأصبع أثناء تحريكها في التشهد ، على القول الصحيح .
( ومن الفوائد )
أن بعضاً من الناس يأتي إلى المسجد وهم يصلون ، فيكونون في السجود فينتظر حتى يقوم الإمام – هذا خطأ – فليس من السنة .
السنة : ” أن تفعل كما يفعل الإمام ”
أتيته وهو في السجود فكبر تكبيرة الإحرام واسجد – وهكذا – قال صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي من حديث علي رضي الله عنه :
( إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الصَّلَاةَ وَالْإِمَامُ عَلَى حَالٍ فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَعُ الْإِمَامُ )
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم
:”فضل صلاة حضور الجماعة“
فهذا مما لا شك فيه ، والأحاديث في ذلك كثيرة ، لكن هناك حديث يجهله كثير من الناس إن لم يكن الغالبية العظمى :
قال صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه – وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع :
(مَنْ مَشَى إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ في الْجَمَاعَةِ فَهِي كحَجَّةٍ، وَمَنْ مَشَى إلَى صَلاةِ تَطَوُّعٍ، فَهِيَ كَعُمْرَةٍ نَافِلَةٍ )
كما لو أتى مثلا إلى صلاة التراويح أو ما شابه ذلك .
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم أن ” بقاء المسلم في المسجد له خير عظيم وفضل كبير “
وهناك أحاديث كثيرة في ذلك ، لكن من بين الأحاديث :
فرح الله عز وجل ببقاء المسلم في هذا المسجد ، قال صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني رحمه الله :
(مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ )
********
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم :
” أن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة أو بسبع وعشرين درجة “ على الرواية الأخرى .
لكن هناك أمر يجهله بعض من الناس وهو :
أن المسلم إذا صلى في الصحراء ولو كان وحده – ولا يلزم على الصحيح أن يكون في جماعة – لو صلى وحده فأحسن هذه الصلاة وهو في البر ، فإن صلاته تبلغ خمسين صلاة
جاء عند أبي داود قوله صلى الله عليه وسلم:
( الصَّلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، فَإِذَا صَلَّاهَا فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلَاةً )
لم ؟
لأن الصلاة في الصحراء مظنة الاستعجال ، لكن لما يتم وضوءها وركوعها وسجودها ويخشع فيها ، دل على أن هناك إيماناً عظيماً يحمله في قلبه ، فعظم هذا الأجر بعظم ما في قلبه من الإيمان .
( ومن الفوائد )
أن بعضاً من الناس قد يصلي وتكون معه نعاله ، من المعلوم أن المساجد في مثل هذا الزمن
لا يصلى فيها بالنعال ، لكن يمكن أن يصلي في الصحراء أو في أي مكان آخر ومعه نعلاه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَضَعْ نَعْلَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَا عَنْ يَسَارِهِ ؛ فَتَكُونَ عَنْ يَمِينِ غَيْرِهِ، إِلَّا أَلَّا يَكُونَ عَنْ يَسَارِهِ أَحَدٌ، وَلْيَضَعْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ )
فلو كان أخوك المسلم بجانبك الأيسر فلا تضع نعليك بهذا الجانب احتراماً له .
( ومن الفوائد )
أن المسلم قد تفوته الصلاة فيخرج وقتها فيصلي في بيته ، من السنة ومن المشروع له :
” ألا يصلي في الغرفة التي نام فيها عن هذه الصلاة ، وإنما يذهب إلى غرفة أخرى ويصلي فيها “
النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند أبي داود والقصة في الصحيحين : لما نام عن صلاة الفجر ” قال :
( تَحَوَّلُوا عَنْ مَكَانِكُمُ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ )
( ومن الفوائد )
من المعلوم :
” أن الناس إذا فاتتهم سنة الفجر متى يصلونها ؟ يصلونها بعد صلاة الفجر “
هذا أتت به السنة وأقرته ، لكن هناك وقت أفضل من هذا ، فلو فاتتك سنة الفجر فأدركت الناس في صلاة الفجر فلا تصلها بعد الفجر من باب الاستحباب ، متى تصليها ؟
إذا طلعت الشمس وارتفعت ، يعني بعد الإشراق بثلث ساعة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
( مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكعَتَيِ الْفَجْرِ فَلْيُصَلِّهَا بَعْدَمَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ)
( ومن الفوائد )
من المعلوم :
” فضل صلاة السنة في البيوت “
لكن مما يجهل أن الصلاة في البيوت فيها بركة للبيت ، وبركة لأهل البيت ، وبركة لصاحب البيت ، النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال :
( إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا )
وآكد مايصلى من السنن الرواتب في البيوت ( سنة المغرب البعدية )
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود وابن ماجه ، قال :
( هَذِهِ صَلَاةُ الْبُيُوتِ )
فاحرص على سنة المغرب بالذات أن تصليها في بيتك .
( ومن الفوائد )
أن ” صلاة النافلة في البيوت لها فضل وثواب “
من ثوابها وفضلها ” البركة “ كما أسلفنا “
لكن هناك فضل آخر ، وخليق بمن سمع هذا الفضل ألا يؤدي السنة إلا في بيته ، ما هو هذا الفضل ؟
ما جاء عند ابن أبي شيبة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( تَطَوُّعُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ يَزِيدُ عَلَى تَطَوُّعِهِ عِنْدَ النَّاسِ، كَفَضلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ)
كم تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ ؟ بخمس وعشرين درجة أو بسبع وعشرين درجة ، فالنافلة إذا أديتها في بيتك فإن ثوابها يُضعَّف إلى خمس أو سبع وعشرين نافلة .
********
( ومن الفوائد )
أن “ما بعد طلوع الشمس بثلث ساعة إلى ما قبل أذان الظهر بربع ساعة ، هذا وقت مبارك والصلاة فيه لها فضل ” .
كذلك من حين أذان الظهر إلى أذان العصر هذا وقت مبارك ، ينبغي للمسلم أن يصلي فيه على حسب ما يريد أو على حسب وسعه .
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حيث عمرو بن عبسة رضي الله عنه ، قال :
( الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ )
يعني قبل أذان الظهر بعشر دقائق أو بربع ساعة
( فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ )
يعني إذا أذن لصلاة الظهر
( فَصَلِّ ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، )
( ومن الفوائد )
وهو أمر مهم للجميع :
ينبغي للمسلم ” أن يخص نفسه بعمل صالح لا يعلم به أحدٌ من المخلوقين “
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الزبير رضي الله عنه عند الضياء ، قال:
( مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خِبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ )
( ومن الفوائد )
معلوم أن الناس يصلون الشفع ويصلون الوتر ، بعضهم يقتصر على آية أو آيتين أو ثلاث آيات ، لكن مما ينبغي لك :
” ألا تقلل عن عشر آيات “
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود :
( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ)
يعني من المداومين على الطاعة .
( وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِينَ )
يعني أنهم ظفروا بثواب عظيم لا يحصى ولا يقدر ، لأن ( القنطار ) هو ” الشيء العظيم الذي لا يحد بقدر” .
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم “
” فضل صلاة الجمعة وفضل الحضور إليها مبكرا وكذلك الدنو من الإمام “
وهذا شيء معلوم ، لكن البعض من الناس يجهل حديثاً ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن ، وهو في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ، قال صلى الله عليه وسلم :
( احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ) ( فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا )
هو يدخلها لأنه مؤمن ، لكن يؤخر عن الدرجات العالية ، فهذا يدل على فضل التبكير لصلاة الجمعة والدنو من الإمام .
( ومن الفوائد )
أن بعضاً من الناس قد يأتي مبكرا لصلاة الجمعة فينعس ولاسيما عند قرب حضور الإمام ، أو بعضهم يكون سهران فينعس في صلاة الجمعة فينعس “
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البيهقي :
( إذا نعس أحدُكم يومَ الجمعةِ فليتحولْ إلى مقعدِ صاحبِهِ وليتحولْ صاحِبُه إلى مقعدِهِ )
يعني يتبادلان المكان .
*********
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم ” أن تخطي رقاب الناس محرم ولا يجوز ” .
ولكن هناك عقاب ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن الترمذي من حديث معاذ رضي الله عنه :
( مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ )
( ومن الفوائد )
أن من السنة ” إذا صلى الإنسان الفجر وهو في سفر فليبتعد عن مركوبه قليلا ”
قال أنس رضي الله عنه كما عند البيهقي :
( كَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فِي سَفَرٍ مَشى عَنْ رَاحِلَتِهِ قَلِيلًا )
وأنا لم أنظر إلى كلام أهل العلم في الحكمة من ذلك ، لكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم يكفي، لكن يمكن أن يكون هذا الأمر من باب أن الإنسان ينشغل بالتفكر في مخلوقات الله عز وجل ، وألا تشغله راحلته عن ذكر الله عز وجل .
( ومن الفوائد )
من المعلوم :
” فضل صلاة الضحى “
لكن ليعلم أن ” أقل صلاة الضحى ركعتان “ وهاتان الركعتان في صلاة الضحى عبارة عن ” ثلاثمائة وستين صدقة ” عن كل عضو من أعضائك ، كما جاء بذلك الحديث .
لكن على المسلم أن ينوِّع ، جاء عند الترمذي في الشمائل (أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ رَكَعَاتٍ )
فينبغي للإنسان أن ينوع إذا كان ممن يصلي الضحى ، وإذا كان ممن لا يصلي الضحى فينبغي له أن يحرص عليها – وهي سنة مطلقا على القول الصحيح .
ومن فوائد صلاة الضحى :
جاء عن الترمذي و قال ابن حجر في الفتح
” له شواهد يتقوى بها “
قال صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ صَلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعة بنى الله له قصرًا من ذهب في الجنة )
وكما قلت في مقدمة الخطبة ” من لا يستطيع أن يأتي بالسنة على وجه الاستمرار يأتي بها ولو مرة واحدة ، حتى يكتب عند الله أنه اتبع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أو في فعله ولو مرة واحدة في حياته .
( ومن الفوائد )
” أن يصلي صلاة الضحى أربع ركعات ويصلي السنة التي قبل صلاة الظهر أربع ركعات ”
قال صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني:
( مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا وَقَبْلَ الأُولَى أَرْبَعًا)
الأولى : هي صلاة الظهر ، لأنها هي أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم .
( مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا وَقَبْلَ الأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ )
( ومن الفوائد )
معلوم أنه ” يجب على المسلمين أن يكفنوا الموتى “
لكن لا تحرم أن تأتي إلى مغاسل الموتى وتتبرع بمال لتكفين الموتى .
ما هو الثواب ؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه :
( وَمَنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ الله مِنَ السُّنْدُسِ )
يعني من الحرير .
وليحرص من هو ولي الميت أن يحسِّن كفنه ، ليس مفاخرة ولا مباهاة – لا – لكن يحسن كفنه على الوجه الشرعي ، لم ؟
لأن الموتى يتزاورون في أكفانهم ويبعثون في أكفانهم ، لا يقل أحد كيف ؟ فهذا أمره إلى الله عز وجل ، وما يكون في القبر من حياة البرزخ لا ندركه نحن .
قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه عند الخطيب البغدادي
( إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَه؛ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ في أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ في أَكْفَانِهِمْ)
( ومن الفوائد )
أنه من المعلوم :
أن ” تغسيل الميت مأمور به شرعا “
لكن من غسله فرأى به عيب فكتم عليه إذا لم يكن مجاهرا ، رأى به عيب فكتم عليه غفر الله عز وجل له ، قال صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أرْبَعِينَ مَرَّةً)
كما جاء عند الحاكم .
( ومن الفوائد )
من المعلوم :
” أن تعزية المصاب من السنة “
بعض الناس يظن أن المصاب من أصيب بفقد حبيب فقط – لا – قد يفقد الإنسان ماله كله ، فيكون فجيعة عنده ، هنا تأتي وتسليه ، فهذا من التعزية له ، لأن ” التعزية ” هي التسلية ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن عزَّى مصابا كما عند ابن ماجه :
( مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
وما أذكره من أحاديث يدل على ماذا ؟
يدل على أن الأمر موكول إلى الله عز وجل وأن هذا توفيق من الله عز وجل ، وإلا فالعمل قليل والثواب عظيم لا يوصف ، لكن المُوَّفق من وفقه الله سبحانه وتعالى ، ولكن لدى الإنسان إرادة ، فليحرص المسلم على فعل هذه السنن ولو مرة واحدة في حياته .
والحديث يتواصل بنا إن شاء الله تعالى في الجمعة القادمة .
الخاتمة : ……………………….