فوائد مجهولة وسنن مهجورة ــ الجزء الثاني

فوائد مجهولة وسنن مهجورة ــ الجزء الثاني

مشاهدات: 732

فوائد مجهولة وسنن مهجورة ــ الجزء الثاني

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــ

 ( أما بعد : فيا عباد الله  )

 

حديثنا في هذا اليوم له ارتباط بموضوع ما قبل الخطبة الماضية ، وهي :

أحاديث تضمنت إما فائدة مجهولة وإما سنة مهجورة

ولتعلم – عبد الله – أنه مما ينبغي لك إذا سمعت بسنة مما ينبغي لك أن تعمل بها ولو مرة واحدة في عمرك ، ليصدق عليك أنك اتبعت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر ولو مرة واحدة .

( فمن الفوائد )

أنه من المعلوم أن :

السترة مشروعة للمصلي

لكن بعض الناس يجهل أنه من السنة أن يدنو من سترته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن أبي داود :

( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى سُتْرَةٍ، وَلْيَدْنُ مِنْهَا  )

 

 ( ومن الفوائد )

أن الإنسان إذا لم يجد أمامه سترة أو لم يتيسر له ، فليضع ولو مسواكه أو قلمه أمامه

لما جاء في المسند قوله صلى الله عليه وسلم:

( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ لِصَلَاتِهِ وَلَوْ بِسَهْمٍ  )

والسهم دقيق .

( ومن الفوائد )

أن بعضا من الناس يعلم :

 ” أن التشبيك في الصلاة منهي عنه ” وهذا مما لا شك فيه .

لكنه يجهل أن التشبيك منهي عنه من خروجه من بيته إلى الصلاة وحال انتظاره للصلاة وفي أثناء الصلاة ، ولا يشبك إلا بعد الفراغ من الصلاة ، لما في حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في المسند وسنن أبي داود :

( إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ؛ فَلَا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ؛ فَإِنَّهُ فِي صَلَاةٍ )

 

 ( ومن الفوائد )

أن بعضا من الناس يمكث في المسجد فيأتيه النعاس ، فعليه أن يأتي بهذه السنة ، وهي :

أن ينتقل من مكانه إلى مكان آخر في المسجد  “

ودليله :

قوله صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود والترمذي :

( إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ  )

 

( ومن الفوائد )

أن بعضا من الناس يعلم

أن العلماء يحثون على أن يصلي المسلم في المسجد الذي عند بيته

وهذا له دليل ، ولا يعني أن الإنسان يحرم عليه أن يذهب إلى مسجد آخر بعيد عنه – لا – قد يكون لدى الإنسان مسجد قريب منه ، لكن لا يخشع مع إمامه ، أو لا يستفيد من خطبة إمامه ، هنا الأفضل أن ينتقل إلى غيره ، لأن المقصود من ذلك أن يخشع قلبه وأن يستفيد ، لكن إن لم يكن هناك غرض آخر ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما عند الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما :

( لِيُصَلِّ الرَّجُلُ في المَسْجد الَّذي يَليه، وَلَا يَتَتَبَّع المَسَاجدَ)

 ( ومن الفوائد )

أن بعضاً من المصلين يُشغل أخاه الذي بجواره برفع صوته إما بالقرآن وإما بالذكر في أثناء الركوع أو في أثناء السجود أو ما شابه ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال كما في حديث أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما كما عند الطبراني ، قال :

( إنّ المُصَلِّي يُناجِي رَبّهُ فَلْيَنْظُرْ بِمَ يُناجِيهِ وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكمْ على بَعْضٍ بالقُرْآنِ )

 

 

 

( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم عند كثير من الناس أن من السنة ” أن يرفع المسلم يديه في الصلاة حذو منكبيه أو  حيال أذنيه ، عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع من الركوع وإذا قام من التشهد الأول

هذا ورد فيه حديث في بيان موضعه ، لكن ما هو ثوابه ؟

جاء في حديث يحسنه المناوي والألباني رحمهما الله  ، قال صلى الله عليه وسلم :

( فِي كُلِّ إِشَارَةٍ فِي الصَّلاَةِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ )

أصح ما وُجِّه هذا الحديث : أن المقصود من هذه الإشارة ، هي ” الإشارة في هذه المواطن الأربعة 

                                                             

وليس المراد الإشارة بالأصبع أثناء تحريكها في التشهد ، على القول الصحيح .

 ( ومن الفوائد )

أن بعضاً من الناس يأتي إلى المسجد وهم يصلون ، فيكونون في السجود فينتظر حتى يقوم الإمام – هذا خطأ فليس من السنة .

السنة :أن تفعل كما يفعل الإمام

أتيته وهو في السجود فكبر تكبيرة الإحرام واسجد  – وهكذا – قال صلى الله عليه وسلم كما عند الترمذي من حديث علي رضي الله عنه :

( إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الصَّلَاةَ وَالْإِمَامُ عَلَى حَالٍ فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَعُ الْإِمَامُ )

 ( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم

:”فضل صلاة حضور الجماعة

 فهذا مما لا شك فيه ، والأحاديث في ذلك كثيرة ، لكن هناك حديث يجهله كثير من الناس إن لم يكن الغالبية العظمى :

قال صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع  :

(مَنْ مَشَى إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ في الْجَمَاعَةِ فَهِي كحَجَّةٍ، وَمَنْ مَشَى إلَى صَلاةِ تَطَوُّعٍ، فَهِيَ كَعُمْرَةٍ نَافِلَةٍ )

كما لو أتى مثلا إلى صلاة التراويح أو ما شابه ذلك .

( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم أن بقاء المسلم في المسجد له خير عظيم وفضل كبير

 وهناك أحاديث كثيرة في ذلك ، لكن من بين الأحاديث :

فرح الله عز وجل ببقاء المسلم في هذا المسجد ، قال صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسنه الألباني رحمه الله :

(مَا تَوَطَّنَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ لَهُ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ  )

********

 

( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم :

أن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة أو بسبع وعشرين درجة على الرواية الأخرى .

لكن هناك أمر يجهله بعض من الناس وهو :

أن المسلم إذا صلى في الصحراء ولو كان وحده – ولا يلزم على الصحيح أن يكون في جماعة – لو صلى وحده فأحسن هذه الصلاة وهو في البر ، فإن صلاته تبلغ خمسين صلاة

جاء عند أبي داود قوله صلى الله عليه وسلم:

الصَّلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، فَإِذَا صَلَّاهَا فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلَاةً )

لم ؟

لأن الصلاة في الصحراء مظنة الاستعجال ، لكن لما يتم وضوءها وركوعها وسجودها ويخشع فيها ، دل على أن هناك إيماناً عظيماً يحمله في قلبه ، فعظم هذا الأجر بعظم ما في قلبه من الإيمان .

 ( ومن الفوائد )

أن بعضاً من الناس قد يصلي وتكون معه نعاله ، من المعلوم أن المساجد في مثل هذا الزمن

 لا يصلى فيها بالنعال ، لكن يمكن أن يصلي في الصحراء أو في أي مكان آخر  ومعه نعلاه  ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :

( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَضَعْ نَعْلَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَا عَنْ يَسَارِهِ ؛ فَتَكُونَ عَنْ يَمِينِ غَيْرِهِ، إِلَّا أَلَّا يَكُونَ عَنْ يَسَارِهِ أَحَدٌ، وَلْيَضَعْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ  )

فلو كان أخوك المسلم بجانبك الأيسر فلا تضع نعليك بهذا الجانب احتراماً له .

 

 ( ومن الفوائد )

أن المسلم قد تفوته الصلاة فيخرج وقتها فيصلي في بيته ، من السنة ومن المشروع له :

ألا يصلي في الغرفة التي نام فيها عن هذه الصلاة ، وإنما يذهب إلى غرفة أخرى ويصلي فيها

 النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عند أبي  داود والقصة في الصحيحين : لما نام عن صلاة الفجر  ” قال :

( تَحَوَّلُوا عَنْ مَكَانِكُمُ الَّذِي أَصَابَتْكُمْ فِيهِ الْغَفْلَةُ )

 ( ومن الفوائد )

من المعلوم :

أن الناس إذا فاتتهم سنة الفجر متى يصلونها ؟ يصلونها بعد صلاة الفجر

 هذا أتت به السنة وأقرته ، لكن هناك وقت أفضل من هذا ، فلو فاتتك سنة الفجر فأدركت الناس في صلاة الفجر فلا تصلها بعد الفجر من باب الاستحباب ، متى تصليها ؟

إذا طلعت الشمس وارتفعت ، يعني بعد الإشراق بثلث ساعة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :

( مَنْ لَمْ يُصَلِّ رَكعَتَيِ الْفَجْرِ فَلْيُصَلِّهَا بَعْدَمَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ)

 

 ( ومن الفوائد )

من المعلوم  :

فضل صلاة السنة في البيوت

لكن مما يجهل أن الصلاة في البيوت فيها بركة  للبيت ، وبركة لأهل البيت ، وبركة لصاحب البيت ، النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال :

إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا  )

وآكد مايصلى من السنن الرواتب في البيوت ( سنة المغرب البعدية )

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود وابن ماجه ، قال :

هَذِهِ صَلَاةُ الْبُيُوتِ  )

فاحرص على سنة المغرب بالذات أن تصليها في بيتك .

 

 ( ومن الفوائد )

أن ” صلاة النافلة في البيوت لها فضل وثواب

من ثوابها وفضلها البركة كما أسلفنا “

لكن هناك فضل آخر ، وخليق بمن سمع هذا الفضل ألا يؤدي السنة إلا في بيته ، ما هو هذا الفضل ؟

ما جاء عند ابن أبي شيبة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( تَطَوُّعُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ يَزِيدُ عَلَى تَطَوُّعِهِ عِنْدَ النَّاسِ، كَفَضلِ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ)

كم تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ ؟ بخمس وعشرين درجة أو بسبع وعشرين درجة ، فالنافلة إذا أديتها في بيتك فإن ثوابها يُضعَّف إلى خمس أو سبع وعشرين نافلة .

********

 

( ومن الفوائد )

أن ما بعد طلوع الشمس بثلث ساعة إلى ما قبل أذان الظهر بربع ساعة ، هذا وقت مبارك والصلاة فيه لها فضل ” .

كذلك من حين أذان الظهر إلى أذان العصر هذا وقت مبارك ، ينبغي للمسلم أن يصلي فيه على حسب ما يريد أو على حسب وسعه .

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم من حيث عمرو بن عبسة رضي الله عنه ، قال :

( الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ )

يعني قبل أذان الظهر بعشر دقائق أو بربع ساعة

( فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ )

يعني إذا أذن لصلاة الظهر 

( فَصَلِّ ؛ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، )

 

 ( ومن الفوائد )

وهو أمر مهم للجميع :

ينبغي للمسلم ” أن يخص نفسه بعمل صالح لا يعلم به أحدٌ من المخلوقين

 قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الزبير رضي الله عنه عند الضياء ، قال:

( مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ خِبْءٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ )

 

( ومن الفوائد )

معلوم أن الناس يصلون الشفع ويصلون الوتر ، بعضهم يقتصر على آية أو آيتين أو ثلاث آيات ، لكن مما ينبغي لك :

ألا تقلل عن عشر آيات

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود  :

( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ)

يعني من المداومين على الطاعة .

( وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِينَ )

يعني أنهم ظفروا بثواب عظيم لا يحصى ولا يقدر ، لأن ( القنطار ) هو ” الشيء العظيم الذي لا يحد بقدر”  .

 

 ( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم “

فضل صلاة الجمعة وفضل الحضور إليها مبكرا وكذلك الدنو  من الإمام

وهذا شيء معلوم ، لكن البعض من الناس يجهل حديثاً ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن ، وهو  في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود ، قال صلى الله عليه وسلم :

( احْضُرُوا الْجُمُعَةَ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ) ( فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخَّرَ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا )

هو يدخلها لأنه مؤمن ، لكن يؤخر عن الدرجات العالية ، فهذا يدل على فضل التبكير لصلاة الجمعة والدنو من الإمام .

 

 ( ومن الفوائد )

أن بعضاً من الناس قد يأتي مبكرا لصلاة الجمعة فينعس ولاسيما عند قرب حضور الإمام ، أو بعضهم يكون سهران فينعس في صلاة الجمعة فينعس “

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البيهقي :

( إذا نعس أحدُكم يومَ الجمعةِ فليتحولْ إلى مقعدِ صاحبِهِ وليتحولْ صاحِبُه إلى مقعدِهِ )

يعني يتبادلان المكان .

*********

( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم أن تخطي رقاب الناس محرم ولا يجوز ” .

ولكن هناك عقاب ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن الترمذي من حديث معاذ رضي الله عنه :

( مَنْ تَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اتَّخَذَ جِسْرًا إِلَى جَهَنَّمَ )

 

 ( ومن الفوائد )

أن من السنة ” إذا صلى الإنسان الفجر وهو في سفر  فليبتعد عن مركوبه قليلا

قال أنس رضي الله عنه كما عند البيهقي :

( كَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فِي سَفَرٍ مَشى عَنْ رَاحِلَتِهِ قَلِيلًا )

وأنا لم أنظر إلى كلام أهل العلم في الحكمة من ذلك ، لكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم يكفي، لكن يمكن أن يكون هذا الأمر من باب أن الإنسان ينشغل بالتفكر في مخلوقات الله عز وجل ، وألا تشغله راحلته عن ذكر الله عز وجل .

 

 ( ومن الفوائد )

من المعلوم :

فضل صلاة الضحى

لكن ليعلم أن ” أقل صلاة الضحى ركعتان وهاتان الركعتان في صلاة الضحى عبارة عن ” ثلاثمائة وستين صدقة ” عن كل عضو من أعضائك ، كما جاء بذلك الحديث .

لكن على المسلم أن ينوِّع  ، جاء عند الترمذي في الشمائل (أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى سِتَّ رَكَعَاتٍ )

فينبغي للإنسان أن ينوع  إذا كان ممن يصلي الضحى ، وإذا كان ممن لا يصلي الضحى فينبغي له أن يحرص عليها  – وهي سنة مطلقا على القول الصحيح  .

ومن فوائد صلاة الضحى :

جاء عن الترمذي و قال ابن حجر في الفتح

له شواهد يتقوى بها

قال صلى الله عليه وسلم :

مَنْ صَلَّى الضُّحى ثنتي عشرةَ ركعة بنى الله له قصرًا من ذهب في الجنة  )

وكما قلت في مقدمة الخطبة من لا يستطيع أن يأتي بالسنة على وجه الاستمرار يأتي بها ولو مرة واحدة ، حتى يكتب عند الله أنه اتبع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله أو في فعله ولو مرة واحدة في حياته .

 

 ( ومن الفوائد )

أن يصلي صلاة الضحى أربع ركعات ويصلي السنة التي قبل صلاة الظهر أربع ركعات

قال صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني:

( مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا وَقَبْلَ الأُولَى أَرْبَعًا)

الأولى : هي صلاة الظهر ، لأنها هي أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم .

مَنْ صَلَّى الضُّحَى أَرْبَعًا وَقَبْلَ الأُولَى أَرْبَعًا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ )

 

 ( ومن الفوائد )

معلوم أنه يجب على المسلمين أن يكفنوا الموتى

لكن لا تحرم أن تأتي إلى مغاسل الموتى وتتبرع بمال لتكفين الموتى .

ما هو الثواب  ؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند الطبراني من حديث أبي أمامة رضي الله عنه :

( وَمَنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ الله مِنَ السُّنْدُسِ )

يعني من الحرير .

وليحرص من هو ولي الميت أن يحسِّن كفنه ، ليس مفاخرة ولا مباهاة – لا – لكن يحسن كفنه على الوجه الشرعي ، لم ؟

لأن الموتى يتزاورون في أكفانهم ويبعثون في أكفانهم ، لا يقل أحد كيف ؟ فهذا أمره إلى الله عز وجل ، وما يكون في القبر من حياة البرزخ لا ندركه نحن .

قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي الله عنه عند الخطيب البغدادي

( إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَه؛ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ في أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ في أَكْفَانِهِمْ)

( ومن الفوائد )

أنه من المعلوم :

أن تغسيل الميت مأمور به شرعا

لكن من غسله فرأى به عيب فكتم عليه إذا لم يكن مجاهرا ، رأى به عيب فكتم عليه غفر الله عز وجل له ، قال صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَكَتَمَ عَلَيْهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ أرْبَعِينَ مَرَّةً)

كما جاء عند الحاكم .

 

 ( ومن الفوائد )

من المعلوم :

أن تعزية المصاب من السنة

بعض الناس يظن أن المصاب من أصيب بفقد حبيب فقط لا قد يفقد الإنسان ماله كله ، فيكون فجيعة عنده ، هنا تأتي وتسليه ، فهذا من التعزية له ، لأن ” التعزية ” هي التسلية  ، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن عزَّى مصابا كما عند ابن ماجه :

( مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَسَاهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  )

 

وما أذكره من أحاديث يدل على ماذا ؟

يدل على أن الأمر موكول إلى الله عز وجل وأن هذا توفيق من الله عز وجل ، وإلا فالعمل قليل والثواب عظيم لا يوصف ، لكن المُوَّفق من وفقه الله سبحانه وتعالى ، ولكن لدى الإنسان إرادة ، فليحرص المسلم على فعل هذه السنن ولو مرة واحدة في حياته .

والحديث يتواصل بنا إن شاء الله تعالى في الجمعة القادمة .

الخاتمة : ……………………….