قضى الله أن يخرج للأمة ( من يبين لها الحق )بقطع النظر عمن أخطأ ولوكان معظما في الأمة

قضى الله أن يخرج للأمة ( من يبين لها الحق )بقطع النظر عمن أخطأ ولوكان معظما في الأمة

مشاهدات: 761

قضى الله أن يخرج للأمة ( من يبين لها الحق )بقطع النظر عمن أخطأ ولوكان معظما في الأمة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكر ابن رجب في كتابه الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة )

وهو كتاب جميل وفيه فوائد تربي المسلم وتربي طالب العلم على الاعتزاز بالحق ونشر الحق والصدع بالحق وتقديم الحق على أي شخص كائنا من كان

قال : ” هذا يدل على أن العز والرفعة في الدنيا والآخرة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وامتثال متابعة أمر الله وذكر قوله تعالى { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } إلى غير ذلك من الآيات قال وحق النبي مقدم على حق أي أحد وهو عليه الصلاة والسلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم قال : ” فالواجب على كل  من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم الأمة فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأي معظم قد خالف أمره

قال ” ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا لهم بل هو محبوب عندهم قد يخطيء إنسان فاضل

 قال ” بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليهم وأمره فوق كل أمر مخلوق “

قال ” فإذا تعارض أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمر غيره فأمره عليه الصلاة والسلام أولى أن يقدم ويتبع “

قال ” ولذلك أوصى الشافعي بقوله إذا صح الحديث بخلاف قوله أن يتبع الحديث ويترك قوله “

 والنصوص في هذا المعنى عن الأئمة كثيرة جدا في تقديم السنة على تقديم آرائهم قال لأنك تناظرهم كان لظهور أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا لظهور نفوسهم والانتصار لها

قال ” وكذلك المشايخ كانوا يوصون بقبول الحق من كل من قال الحق صغيرا كان أو كبيرا “

قال ” ومن هذا الباب قول عمر لمن قال له اتق الله يا أمير المؤنين فقال  لا خير فيكم إن لم تقولها لنا ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم

ولذا قال في آخر ما قال ” وهذه النكتة تخفى على كثير من الجهال لأسباب لأنهم يظنون أن الرد على معظم من عالم وصالح يظنون أنه تنقص به قال وليس كذلك قال وبسبب الغفلة عن ذلك تبدل دين أهل الكتاب لأنه إن لم يوجد من يرد الخطأ قال فإنهم اتبعوا زلات علمائهم لأنه لم يوجد من يرد على هؤلاء وأعرضوا عما جاءت به أنبياؤهم حتى تبدل دينهم واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم

 قال ” فهذه الأمة عصمها الله على الاجتماع على ضلالة فلابد أن يكون فيها من يبين أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

 قال في فتنة خلق القرآن قال فرد باطلهم باطل من ادعى أن القرآن مخلوق حتى اضمحل أمرهم وصار الحق هو الظاهر في جميع بلاد الإسلام والسنة قال ولم يكن الإمام أحمد يحابي أحدا في مخالفة شيء من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وإن دق

فخلاصة القول :

أن تبيين الحق مقدم على أي شخص حتى ولو كان الإنسان نفسه فيجب أن يقدم أمر الله على أمره وقول الشرع على قوله حتى يكون مؤمنا تقيا عالما بالله وعالما بشرع الله ومريدا أجر الله ومريدا إظهار الحق لا إظهار رأيه والانتقاص له فهذا هو الخذلان ولاشك ان من أراد أن ينصر رأيه وأن يظهر رأيه ولو كان على حساب الدين فهذا هو الخذلان

نسأل الله السلامة والعافية