قواعد مهمة في وجوب تحقق وصف
( العلم والحكمة ) لكل من تصدر للدعوة إلى الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يتصدر في وسائل الإعلام أو في القنوات الفضائية أو في وسائل التواصل يصدر لتوجيه الناس ، وما شابه ذلك فإنه يلزمه حتى يؤجر ولا يأثم ؛ لأنه إن لم يكن على ما سنذكره مما يلزمه فإنه سيقع في الإثم وهو أن يكون ذا علم وذا حكمة قال عز وجل { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } ما الذي بعدها ؟ { أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } فمن اتبع النبي فلازم أن يسير على نحو ما سار عليه في الدعوة ، الدعوة إلى ماذا ؟ الدعوة إلى الله لا إلى النفس بحيث يكن ذا وجاهة أو أن كلامه هو المقدم ، وأن يكون على بصيرة تكون الدعوة لله خالصا بها لله وأن تكون على علم
الأمر الثاني أن يكون ذا حكمة
ولذا قال تعالى فيمن وصفه من الأنبياء { آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا } والحكم لا تصيبه إلا إذا كنت على دراية في العلم الشرعي ، وأن تكون ذا حكمة قال تعالى { وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } وقد يؤتى الإنسان العلم ولا يؤتى الحكمة بحيث كما سألت عنه أن بعضهم يجمل في طرح المعلومة ، وأنت في زمن البعض عنده جهل أو عنده عدم استيعاب لما تقوله
ومن ثم :
فإن المعلومة التي تجمل في مثل هذا الزمن دون أن يكون لها تفصيل قد يساء بها إلى الدين ، وقد يساء بها إلى المتكلم ، وإن كان قصده حسنا فإن كان قصده سيئا فهذا على شر
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم في مقام التبيين ــ لابد أن تسهب وأن توضح ــ لما أتى إلى خطيب يقول من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ، قال ( بئس الخطيب أنت ) لأنه أجمل لأن مقام الخطبة مقام توضيح وتفصيل ، كذلك الآن في وسائل التواصل مقام توضيح وتبيين وتفصيل لا أن تعطي المعلومة هكذا جزافا ربما أن بعضهم يلتقط المعلومة هكذا دون أن يستوعبها استيعابا كاملا ، وإذا به يلقيها
أو أن بعضهم يستوعب المعلومة لكنه لا يحسن الطرح لا يحسن الطرح فيساء إلى الدين
وما ذكرته من مثال أشباهه كثير ، ولا نريد حصرها في هذا الأمر لكن على هؤلاء أن يتقوا الله ، إذا كان لديهم علم موثق وصحيح فليكن إخراجه إذا كنت تريد توجيه الناس على وضوح تام بحيث تكون المعلومة التي تطرحها كاملة وشافية وشاملة وأن لا تدع بابا لكي يساء إلى الدين أو يساء إليك لأن أفهام الناس تختلف ومراعاة الفروق الفردية من المعلم داخل الصف للطلاب مع أن عددهم يمكن أن يكون العدد مثلا ثلاثين أو أربعين مراعاة الفروق الفردية متعين فما ظنك بمعلومة تطرحها على ملايين البشر ، والناس ليسوا على درجات كاملة من الوعي أو كاملة من الفهم
وإذا لم تحسن قد تكون لديك معلومات لكن لا تحسن في طرحها فلا تطرحها ، وأنا أنصح هؤلاء الدعاة ألا يكون نصب أعينهم هو الخروج أو أنه يقول أريد أن أنفع الناس لست في مجلس به واحد أو اثنان أو ثلاثة أنت تطرح بضاعتك وفكرك وفهمك وعلمك أمام الناس فلا يساء إلى الدين من قبلك وليس من الضروري أن تخرج والإعلام الإعلام قاتل
من لم يكن بعد توفيق الله وبعد حفظ الله من لم يكن ذا علم متين وذا حكمة وإلا فسقوطه سيكون قريبا وليس قريبا فقط بل يكون سقوطه مؤلما فلتكن الحكمة مطلوبة والمعلومة يحيط بها الإنسان .