ما حكم المرأة التي لا تسمع كلام زوجها ؟
وهل يؤدبها زوجها بالضرب ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرأة التي لا تسمع كلام زوجها عليه أن يعظها كما جاء الترتيب التأديبي في القرآن :
{ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ }
إن لم ينفع
{ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ }
ولا يهجر إلا في البيت كما جاء بذلك الحديث عند أبي داود
لا يوسع النزاع والشقاق بينه وبين زوجته
إن لم ينفع هنا أتت المرحلة الثالثة التي لا ترغب فيها المرأة وهي الضرب
لكن الضرب :
كما جاءت به الآية { وَاضْرِبُوهُنَّ } هو الضرب غير المبرح
يعني :
الضرب الذي هو للتأديب شريطة ألا تنفع تلك الوسائل السابقة من الوعظ
من الهجران في المضجع يأتي الضرب ضرب غير مبرح
والمقصود من الضرب هو التأديب
هناك فرق بين الضرب الذي هو للانتقام والذي للتأديب
يعني :
لما آتي إلى ابني وأريد أن أؤدبه بالضرب لما يعلم أني أضربه ضرب غير مبرح يعني غير جارح بالوجه وغير عنيف
هو يعرف أني ما ضربته إلا للتأديب وأنا مطمئن النفس ، لست معصبا
لما يأتي الإنسان ويعصب على زوجته ويضربها ضربا مبرحا هذا ليس للتأديب ، هذا انتقام
والله لو أن المؤدب والمعلم :
من معلم أو من مربي أو من أب أو من زوج إذا أتت مرحلة التأديب بالضرب لو أنه ضرب وهو يعلم هذا المضروب أنه يؤدبه ما حمل في نفسه شيئا
ولذلك :
بعض المعلمين قديما لما كان الضرب مسموحا به لما كانوا يضربون بعضهم كان يضرب للتأديب
بعض الناس :
مازال في ذهنه عالقا ذلك الرجل من أنه مصح
وبعضهم علق في ذهنه :
أن ذلك المعلم لم يرد إلا الانتقام لأنه يضرب بعنف
ثم فيما يخص هذا الرجل وفيما يخص غيره وأشباهه
يعني :
لا يأتي ويقول المرأة لا تسمع لكلامه
ربما أن لديك خللا
يعني انظر
يعني :
ما أظن أن أي امرأة تعصي زوجها إلا ما ندر
هذا شامل
لكن :
إذا حصل منها عصيان هنا انظر ربما يكون هناك أسباب في شخصي أو حتى في هندامي أو حتى في ألفاظي
ربما هي تصرفاتي ، هي مؤذية للمرأة
فلا أنظر إلى الجانب الآخر من أنه لابد أن يؤدى حقي كاملا ، وأنا حقي لا أؤديه كاملا
هذا خطأ
بعض الناس :
لما يسمع الأحاديث والنصوص التي تحث المرأة على طاعة زوجها يقول أنا لي الحق الأكبر
المرأة ما لها حق ؟
{ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }
بعض الآباء أو بعض الأمهات يقولون : والله الولد عليه حق ويجب أن ينصاع
ما للأبناء مثل ما للآباء أو الأمهات من حقوق ؟
بلى
{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ }
ولذلك :
(( عمر رضي الله عنه لما شكا رجل ابنه قال إنه يعقني
فاستدعاه عمر
فلما سأل عمر هذا الابن عن حاله مع أبيه إذا بهذا الأب لم يوف هذا الابن حقوقه في الصغر ، ولا حتى في الكبر
فقال عمر لهذا الأب : عققته قبل أن يعقك ))
القضية قضية تبادل حقوق ومصالح
الدنيا أو الحقوق أو المصالح أو العلاقات هي مرتبطة :
لما آتي مثلا إلى قضية الزوجية حق على الزوج وحق على الزوجة
آتي إلى قضية الوالدين هناك حقوق على الوالدين وهناك حقوق للأولاد
آتي مثلا إلى رئيسي في العمل عليه حقوق وعلي حقوق
بين الراعي والرعية
بين الرئيس والمرؤوس
هناك حقوق فإذا قمت بحقك
هنا تأتي وسائل التأديب المذكورة في القرآن
ولا يجوز له أن ينتقم ثم ليس على كل حال أن الضرب يكون نافعا
قد يكون الضرب معقدا للمشاكل ربما أن لدي زوجة لم ينفع معها الوعظ ولم ينفع معها الهجران
وأعرف من خلال حال هذه الزوجة أني لو أقدمت على ضربها أن الأمور ربما تتعقد أكثر وأكثر هنا أقف وأذهب إلى بعض الأشخاص القريبين منه الحبيبين إلى قلبها من أجل أن يحل المشكلة
{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا }