ما صحة قصة إقرار عمر لمن يدعو بقول ( اللهم اجعلني من عبادك القليل ) ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهذا الأثر سئلت عنه قبل سؤالك وبحثت عنه ونص هذا الأثر : ” أن رجلا كان يدعو بدعاء فيقول اللهم اجعلني من عبادك القليل فقال عمر لم تدعو بهذا الدعاء ؟ قال لأن الله يقول { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } فأحب أن أكون من هؤلاء القليل فقال عمر : ” كل أعلم من عمر “
هذا الحديث بعد البحث هو في مصنف بن أبي شيبة أخرجه من طريق يزيد بن هارون بن العوام ابن حوشب عن إبراهيم التيمي عن عمر ، رجاله ثقات لكن إبراهيم التيمي حسب البحث لم يسمع من عمر ، وإنما الذي سمع من عمر هو أبوه ، وبالتالي فإن مثل هذا الأثر فيه نظر في صحته من حيث السند لأنه قد يكون هناك انقطاع بين إبراهيم التيمي وبين عمر ثم إن هذا الرجل الذي خاطب عمر مجهول
ثم ليس على كل حال تكون القلة محمودة لاشك أن القلة في الغالب محمودة { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ } ، والكثرة مذمومة في الغالب { وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } { وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ } لكن قد تأتي القلة في سياق الذم ، الله ذكر في سورة الأعراف عن شعيب أنه قال لقومه { وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ } قال ابن جرير وابن كثير القلة هنا بمعنى أنكم أذلاء كنتم أذلاء فرفعكم الله
إذن لا يعول على هذا الأثر بمزيد اهتمام