مسائل مهمة لعامة الأمة ( 7 )

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 7 )

مشاهدات: 36

مسائل مهمة لعامة الأمة ( 7 )

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المسائل المهمة لعامة الأمة :

إذا قيل :

ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قول الله عز وجل { أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُون وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُون }

فقل : فيه بيان بطلان عبادة ما سوى الله ، فما سوى الله مما يعبد لن يستطيع أن يخلق شيئا بل لو اجتمعوا كلهم على أن يخلقوا ذبابا ما استطاعوا

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب }

فهم لا يخلقون شيئا بل إنهم يخلقون بل إنهم لا يستيطعون أن ينصروا عابديهم بل إنهم لا يستطيعون أن ينصروا أنفسهم فكيف ينصرون عابديهم

إذاً :

فكيف يعبدون من دون الله عز وجل

 

إذا قيل :

ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قوله تعالى { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِير }

القطمير هو القشرة البيضاء التي تحيط بنواة التمر

ونواة التمر ذكر الله عز وجل ما يتعلق بها في كتابه من حيث القطمير ومن حيث النقير ومن حيث الفتيل

 { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلا }

 { وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا }

فالقطمير هو القشرة البيضاء التي تحيط بنواة التمر

والنقير هو النقرة التي تكون في ظهر النوة

والفتيل هو الخط الممتد في بطن النواة

فهؤلاء الذين يعبدون من دون الله عز وجل ما يملكون القشرة البيضاء المحيطة بنواة التمر فكيف يعبدون من دون الله ؟!

فإذا قيل : إن الواقع يشهد بأنهم يملكون ما هو أعظم من القطمير

فقل : هذا الملك الذي بين أيديهم ملك قاصر لأن الله جل وعلا هو الذي أعطاهم إياه ولو شاء لسلبه جل وعلا منهم

بل { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ } وعلى افتراض أنهم لو سمعوا { مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } يتبرؤن منكم يوم القيامة

وهذا عليه أدلة كثيرة { وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير } وهو الله فكيف يعبد هؤلاء من دون الله ؟!

 

إذا قيل :

 ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قول الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون }

فالنبي عليه الصلاة والسلام لما شج في غزوة أحد وكسرت رباعيته وهي سنه قال : (( كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ودعا عليه الصلاة والسلام باللعنة على ثلاثة وهم صهيب والحارث بن هشام وصفوان بن أمية دعا عليهم باللعنة فأنزل الله عز وجل { لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُون }

فإذا كان محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام لا يملك من الأمر شيئا بل إنه لا يعلم الغيب إذ دعا على هؤلاء الثلاثة باللعنة فأسلموا ولو علم أنهم سيسلمون ما دعا عليهم عليه الصلاة والسلام فإذا كان محمد عليه الصلاة والسلام لا يملك من الأمر شيئا فكيف يستغاث به ؟! كيف يدعا من دون الله ؟! كما يفعل عند قبره عليه الصلاة والسلام

ولذا :

فإن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد لا نبي مرسل كمحمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ولا ملك مقرب فإذا كان هذا هو النبي عليه الصلاة والسلام فكيف بمن يعبد دون النبي عليه الصلاة والسلام

 

إذا قيل :

ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قوله عز وجل { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين }

فقل :

 ثبت في الصحيح عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام لما نزلت هذه الآية عمم وخصص فدعا قريشا فقال (( اشتروا انفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا ))

دعا صفية عمته والعباس عمه وفاطمة ابنته (( لا أغني عنكم من الله شيئا اشتروا انفسكم ))

فإذا كان محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام لا يملك من الأمر شيئا لأحب الناس إليه فكيف يدعا من دون الله ؟!

كما تفعله الصوفية وغيرهم من الرافضة وغيرهم من هؤلاء المبتدعة

 فكيف يدعا من دون الله ؟!

كيف يستغاث به عليه الصلاة والسلام ؟!

 فما ظنكم بمن هو دونه عليه الصلاة والسلام  ؟!

 

إذا قيل :

ما هي الفوائد المتعلقة بقول الله عز وجل مما يخص التوحيد من قوله تعالى

{ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير }

في حديث أبي هريرة رضي الله عنه (( إن الله إذا قضى الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك فيقولون ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ))

بل في حديث النواس : تأخذ السموات إذا تكلم الله بالأمر بالوحي تأخذ السموات رعدة أو رجفة شديدة فيخر ويصعق أهل السماء فإذا كانت الملائكة بهذه الحال تخشى الله فكيف تعبد الملائكة من دون الله ؟!

ولذا :

فإن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد لا نبي مرسل ولا ملك كجبريل ومن سواه من الملائكة فما ظنكم بمن هو دون الملائكة ؟!

فدل هذا على أن التوحيد يجب أن يكون خالصا لله عز وجل

فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يملك شيئا والملائكة تخر وتصعق وتخشع إذا تكلم الله بالوحي

والسموات العظيمة تلك الجمادات تأخذها رعدة أو رجفة شديدة فكيف يشرك مع الله عز وجل ؟!

سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا

 

إذا قيل لك :

 ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قوله عز وجل { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُون }

فقل :

إن أعظم ما يوعظ القلوب وإن أعظم ما يذكر بالآخرة هو القرآن { وَأَنذِرْ بِهِ }  يعني بالقرآن { الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ }

ولذلك :

 لما كانت القيامة تقوم في يوم الجمعة كان النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يقرأ سورة ( ق ) على المنبر كما عند مسلم تذكيرا للناس بذلك اليوم

بل إن في آخر هذه السورة { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد }

بل في صحيح مسلم كان يقرأ عليه الصلاة والسلام بالسجدة وبالإنسان في فجر يوم الجمعة لأنهما تذكران بيوم القيامة

بل من جعل اليوم الآخر نصب عينيه فإنه ينتفع بالقرآن لدلالة هذه الآية

 

إذا قيل لك :

 ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قول الله عز وجل { قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا }

الشفاعة قل هي أنواع :

منها ما يخص النبي عليه الصلاة والسلام ولا يشاركه أحد وهي ثلاث :  الشفاعة العظمى : حينما يشفع عليه الصلاة والسلام للعباد لفصل القضاء بينهم

هذه خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام

الثانية : خاصة بعمه أبي طالب إذ يشفع له أن يخفف عنه العذاب هو في الدرك الأسفل من النار فيوضع في ضحضاح من نار أو في نعلين في قدميه يغلي منهما دماغه ولا يخرج من النار أبو طالب لا يخرج من النار إنما يخفف عنه العذاب وهذه خاصة بالنبي عليه الصلاة والسلام في عمه أبي طالب

الثالثة : أن أهل الجنة لا يمكن أن يدخلوها إلا بشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام وهذه خاصة به أما ما سواها فإن هناك من يشاركه فيما يتعلق بهذه الشفاعات كقوم استوجبوا أن يدخلوا النار ألايدخلوها أو كقوم دخلوا النار من عصاة المسلمين أن يخرجوا منها أو زيادة درجات ورفعة أهل الجنة

ومع هذا كله فتلك الشفاعة بجميع أنواعها هي ملك لله لا يستيطع أحد أن يشفع عند الله إلا بعد أن يستأذن ويرضى الله عن المشفوع له { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى }

بخلاف ملوك الدنيا

لم  ؟

لأن مبنى الشفاعة وهي الوساطة مبناها على جلب منفعة أو جلب مضرة فلربما وزير أو ربما قريب لأحد ملوك الدنيا يدخل ويطلب من الملك من ملوك الدنيا ما يشاء دون أن يستأذن

لم  ؟

لأن ملوك الدنيا بحاجة إلى أعوان إما لجلب منفعة أو دفع مضرة أما الله فهو الغني الغنى المطلق العظيم الكامل فلا يمكن لأحد يوم القيامة أن يطلب الشفاعة إلا بعد أن يستاذن

ولذا أشرف الخلق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام يأتي عند العرش فيسجد فيثني على الله بمحامد ثم يقال له (( يا محمد ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع  ))

فإذا كانت هذه الشفاعة كلها وهي الوساطة لا يمكن أن تحصل إلا بإذنه عز وجل لأنه هو الذي يملكها فما ظنكم بمن يجعل شفعاء ووسطاء للخلق إما موتى أو ما شابه هؤلاء يأتي إليهم ويجعلهم وسطاء فيأتون إلى النبي عليه الصلاة والسلام عند قبره أو إلى ولي من الأولياء كما يزعمون ويجعلونهم شفعاء ووسطاء عند الله وهو شرك أهل الجاهلية لما قالوا { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }

 

إذا قيل :

 ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من  قوله عز وجل { وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى }

فقل :

إذا كانت الملائكة مع قربها من الله { وَمَنْ عِندَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُون }

إذا كانوا لا يملكون الشفاعة وإنما يشفعون بعد توفر شرطي الشفاعة : إذن الله للشافع أن يشفع ورضاه عن المشفوع له بأن يكن من أهل التوحيد

فما ظنكم بمن هو دون الملائكة

ولذا ذكر هنا  ” كم ”  الخبرية وكثير من ملك في السموات { لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى }

 

إذا قيل لك :

 ما هي الفوائد المتعلقة بالتوحيد من قول الله عز وجل { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِير وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ }

 فقل :  في هذا بطلان عبادة ما سوى الله

فمن يدعى من دون الله مما زعموا لا يملكون مثقال ذرة لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض لا يملكونها على وجه الانفراد استقلالا بل إنهم لا يشاركون الله جل وعلا  في شيء من ذلك  بل إنهم لم يعينوا الله عز وجل على خلق أي شيء مما كان في السموات وفي الأرض فكيف يعبد هؤلاء من دون الله عز وجل ؟!

 فهو الغني جل وعلا الغنى المطلق

إذا قيل لك :

من هم أسعد الناس بشفاعة النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام ؟

فقل : هم أهل التوحيد ما أعظم التوحيد

وما ألذ  الكلام فيه

أسعد الناس بشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام هم أهل التوحيد

أبو هريرة رضي الله عنه كما عند البخاري قال : (( يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك ؟

فقال :  من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه ))

وفي رواية عند البخاري (( من قبل نفسه  ))

فدل هذا كما قال شيخ الإسلام أن الشفاعة المثبتة في كلام الله هي الشفاعة التي توفرت فيها شروط الشفاعة وهما شرطان :

ـــ إذن الله للشافع أن يشفع

ـــ ورضاه عن المشفوع له بأن يكون من أهل التوحيد

 

الدليل :

((  من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله ؟ قال : من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو من نفسه ))

أما الشفاعة المنفية في القرآن فهي الشفاعة الشركية

فإذا قيل لك :

 أليس الله جل وعلا بقادر على أن يخرج من شاء من النار ابتداء من غير شفاعة الشافعين أليس هو جل وعلا بقادر جل وعلا على أن يفتح أبواب الجنة وأن يرفع درجات من في الجنة من غير شفاعة من يشفع ؟

فقل : بلى هو جل وعلا قادر

 ولكن لهذه الشفاعة فائدتان :

ــ إكرام الشافع يوم القيامة أمام الله ، وأمام الملأ بأن له مكانة ومنزلة حيث شفع

الفائدة الثانية : هو إيصال النفع إلى هذا المشفوع الذي يحتاج إلى هذه الشفعة فله جل وعلا ملك كل شيء

ولذلك لما قال { قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } ما الذي بعدها { لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }

هو الملك ، الملك التام الكامل له ملك السموات والأرض { لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُون }

فكيف يشرك مع الله جل وعلا ؟!

ولذلك قالها المجدد محمد بن عبد الوهاب :

 إذ قال ” ومن المسائل أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد لا نبي مرسل ولا ملك مقرب “