من أراد أن يكون ( حفظه قويا سريعا ) فعليه بهذه ( الأربعة) وهل منها ( أكل أطعمة كـالزبيب )

من أراد أن يكون ( حفظه قويا سريعا ) فعليه بهذه ( الأربعة) وهل منها ( أكل أطعمة كـالزبيب )

مشاهدات: 458

من أراد أن يكون (حفظه قويا سريعا) فعليه بهذه (الأربعة) وهل منها (أكل أطعمة كـالزبيب)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الترمذي كما ذكر الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء وهو لا يبصر كان في سفر فمر به في طريقه محدث فقال حدثني فحدثه بثلاثين حديثا قال زدني قال إذا حفظتها زدتك قال حفظتها فسرد له الأحاديث

بعض الناس عنده قوة حافظة ولو كان أعمى

ولذلك البخاري لما أتى إلى بغداد سيأتي إليكم محمد بن إسماعبيل البخاري الحافظ فقالوا لنختبره فأعطوا كل شخص عشرة أحاديث وقلبوا الأسانيد فكلما أتى شخص ودخل عليه وسرد الأسانيد قال لا أعرفه لا أعرفه لا أعرفه

فبعضهم فطن من أن البخاري فطن وبعضهم شكك في حافظته فلما انتهى العشرة قال للأول أما حديثك فسنده كذا وكذا وكذا ، والحديث الثاني كذا وكذا

بعض الناس أعطاه الله موهبة وقوة في الحفظ وهي كما أنها نعمة من الله ولذا بعض الناس قد تكون هبة يعني مجبول ولكنها هبة من الله سواء كانت من حيث الأصل أو كانت بالاكتساب لكن يمكن أن يكتسبها الإنسان ولذلك ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتوخ الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه )

وأحسن طريقة وأسرع طريقة للحفظ ، بعض الناس يقول كل الطعام الفلاني أو الطعام الفلاني يقوي الحافظة يمكن نقول يمكن يقولون الزبيب يؤثر على الحافظة فيقويها ، وبعضهم يقول الباذنجان احذر منه

وإن كانت هذه الأشياء يمكن لكن ليست بشيؤ يمكن جزئية جزئية

أولا : تقوى الله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ }

وبعضهم يستدل بقوله تعالى { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } فيقول ابن تيمية كما في الفتاوى يقول استدل بها بعض الفقهاء على أن تقوى الله تزيد من علم الإنسان ، يقول لو كانت الآية ” واتقوا الله ويعلمَكم الله ” بالنصب لكان  لكن قال يمكن أن يحتمل هذا أن تقوى الله من خلال هذه الآية تجلب العلم كما لو قلت لشخص : زرني وأزرك

فيحصل من ذلك التبادل الزيارة بديل الزيارة فتكون التقوى جالبة للعلم والعلم جالب للتقوى لكن ظهور أن التقوى تزيد العلم وتفتح للإنسان علما  قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }

وثانيا : كلما فهمت أكثر كلما كان حفظك أسرع

ولذا بعضهم ربما يأتي ويقرأ ويحاول يحفظ ويحفظ ويحفظ ويتعب ، قبل ما تقدم على الحفظ افهم جيدا كلما عظم فهمك كلما قوي حفظك

بل إذا فهمت الفهم السليم حفظت الحفظ السليم

 فالشاهد من هذا :

كلما قويت ملكة الفهم عندك كلما قوي حفظك ، ولذلك لما سئل البخاري كما ذكر ابن عبد البر في بيان فضل العلم ك ( ما دواء الحفظ قال كثرة المطالعة في الكتب )

مقصوده يطالع بفهم

ومع قوة الفهم درب لسانك على أن تكون عندك ملكة من مفردات الكلمات

 بحيث لو أعيت في ذكر النص تأتي ببديل له ، حتى لا تقف

هذه ثلاثة أشياء أظن أنها هي أسباب واضحة وظاهرة لسرعة الحفظ ولتقويته

ومن مستقل ومستكثر والعبرة ما هي بقوة حفظ ولا بقوة فهم ، العبرة بإصابة الحق وبالعلم النافع الذي ينفع الناس

 بعض الناس عنده حافظة لكنه لم يستفد منها ولو دخل في علم الشرع تجد أنه يتلقف شوارد وشواذ وما شابه ذلك فلا يفيد نفسه ولا يفيد غيره

وبعضهم قد يكون عنده قوة فهم لكنه لم يوفق ولذلك ذكر ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن أهل الكلام والرأي أصحاب عقل قال إن نظرنا إليهم بنظر الشرع فيقول الحكم فيهم كما قال الشافعي أرى أنهم يطاف بهم بين العشائر ويجلدون ، وإن نظرنا إليهم بعين القدر فإن هؤلاء أعطوا ذكاء ولم يعطوا زكاء وأعطوا عقولا ولم يعطوا فهوما

والموفق من وفقه الله

وليرجع طالب العلم إلى تأمل وتدبر الآية { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }  ويسأل الإنسان ربه أيضا { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }