نصوص تحذر مما يقع فيه بعض من عليه سمات الصلاح من التعصب والتفاخر بالقبائل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين ( دعوها فإنها منتنة )
قال ابن حجر المقصود من ذلك أي دعوى الجاهلية وذلك لما حصل بين رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فنادى المهاجري المهاجرين ونادى الأنصاري الأنصار قال عليه الصلاة والسلام ( دعوها فإنها منتنة )
فدعوى الجاهلية والتفاخر والتعاظم حتى يصبح الولاء والبراء عند بعض الناس إنما هو على حسب القبيلة قد يتنوع ويتشكل في كل زمن بحسب ما في هذا الزمن من مفاخر وتعاظم
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( دعوها فإنها منتنة ) فهذا إن دل يدل على أنه ولو كان الإنسان خيرا قد يذكره الشيطان بدعوى الجاهلية وبالتعصب القبلي لكن انظر إلى حال الصحابة عادوا في الحال
ولذلك سطر الصحابة أروع ما يكون في هذا الأمر ،
ولذلك في الصحيحين في حديث جابر لما قال (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش بموت سعد بن معاذ )
سعد بن معاذ من الأوس وجابر من الخزرج فقال رجل لجابر فإن البراء يقول اهتز السرير
انظر لم يقل اهتز العرش هذا فهم البراء أنه السرير ولكن الصحيح هو العرش
لكن انظر إلى نفي التعصب من جابر ومن البراء ، البراء من الأوس ولاشك أن اهتزاز العرش مفخرة جابر مع أنه من الخزرج وبين الحيين ضغائن فيما مضى على ذلك لم يؤيد كلام البراء بل قال اهتز العرش بموت سعد بن معاذ مع أنه خزرجي وسعد بن معاذ أوسي
فانظر إلى تجرد هذين الصحابيين
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن أبغض الناس عند الله ثلاثة كما في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ذكر منهم ( ومبتغي في الإسلام سنة جاهلية ) يعني من يريد إحياء الجاهلية في الإسلام هذا بغيض عند الله بل من أشد من يبغضه الله
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في المسند وسنن أبي داود كما ثبت عنه مبينا أن التآلف والترابط إنما يكون عن طريق الدين ، جاء في المسند وسنن أبي داود كما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ( ليدع أقوام فخرهم بأنسابهم ، إنما هم فحم من فحم جهنم ، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فسموا أنفسكم بما سماكم الله به المسلمين المؤمنين عباد الله )
ولذلك لما خطب في صحيح مسلم كما في حديث جابر قال ( ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي )
وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
فعلى كل حال الإنسان مأمور بأن يكون تعامله مع الآخرين باعتبار أنهم مسملون أما المفاخرة والمباهاة بشعر أو بنثر أو بعطايا أو بما شابه ذلك فإن المسلم مأمور بألا يكون ذلك على سبيل الافتخار المنهي عنه أن يكون على سبيل الافتخار