شرح الألفية الدرس ( 3 ) [ الأبيات 11 ـ 14 بتا فعلت وأتت ويا افعلي …. ]

شرح الألفية الدرس ( 3 ) [ الأبيات 11 ـ 14 بتا فعلت وأتت ويا افعلي …. ]

مشاهدات: 512

شرح ( ألفية ابن مالك )

الدرس الثالث

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .

قال الماتن رحمه الله :

 

   بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي     وَنُونِ أَقْبِلنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي

 

   سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ    فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

 

   وَمَاضِيَ الَأفْعَالِ بالتّاَ مِزْ وَسِمْ    بِالنُّونِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أمْرٌ فُهِمْ

 

  وَالَأمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلّ        فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ

 

 

الشرح :

الناظم رحمه الله أراد بالبيت الأول أن يبين علامات الفعل ، وأن الفعل يتجلى ويظهر وينكشف بهذه العلامات :

قال : ( بتا فعلتَ )

وهي ” تاء الفاعل ” فعلتَ ، سواء كانت للمخاطب ، أو للمخاطبة                   ( فعلتِ ) أو للمتكلم ( فعلتُ ) فالأمر واحد .

إذاً / من علامات الفعل ” تاء الفاعل ” سواء كانت للمتكلم ( فعلتُ ) أو للخاطب ( فعلتَ ) أو للمخاطبة ( فعلتِ )

وهو رحمه الله مثَّل على تاء الفاعل بقوله ( فعلتَ )

قال : ( وأتت )

العلامة الثانية ” تاء التأنيث الساكنة ” ولذلك مثَّل لها بقوله ( وأتتْ )

” جاءت ، قامت ” وعلى على فقس .

وقلنا هنا ” تاء التأنيث الساكنة ” يخرج المتحركة التي تتحرك بحسب موقعها من الإعراب ، فهي اسم وليست فعلا

مثال : ” هذه مسلمةٌ “

التاء فيها هي متحركة باعتبار موقعها من الإعراب

” رأيت مسلمةً ”  ” مررتُ بمسلمةٍ ” فهذه لا علاقة لنا بها .

إذاً / قلنا  ” تاء التأنيث الساكنة “

ونلحظ هنا بتمثيله رحمه الله أن تاء الفاعل وتاء التأنيث الساكنة تخص الفعل الماضي .

ثم ذكر رحمه الله العلامة الثالثة :

قال: ( ويا افعلي )

لماذا أتى بالمثال افعلي ؟

ليبين أن ” الياء ” هنا المراد منها ” ياء الفاعلة ” التي تعرب في محل رفع فاعل .

مثال : ” اضربي “

الياء : هنا تعرب في محل رفع فاعل ، كما سيأتي معنا إن شاء الله تعالى.

مثال : ” تضربين “

الياء : تعرب في محل رفع فاعل .

وهنا نعلم أن ياء الضمير لا تدخل على الماضي .

إذاً ” افعلي ” ياء الضمير تكون علامة للمضارع ” تفعلين ، تذهبين ، تخرجين ” وتكون للأمر ” اضربي ، اذهبي “

العلامة الرابعة :

قال : ( ونون أقبلن )

لم يقل ” نوناً ” فقط مثَّل قال ( أقبلن ) فمن علامات الفعل أن يؤكَّد بنون التوكيد ، سواء كانت ثقيلة أم خفيفة .

هنا مثَّل بالثقيلة ( أقبلنَّ )

والخفيفة ( أقبلنْ ، اذهبَنْ)

ثم قال : ( فعل ينجلي )

يعني أن العلامات السابقة هي علامات ينجلي بها الفعل – هو لم يفصل – لكن أردت أن أُسهل ما سيأتي من أبيات .

فإذاً :

   بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي     وَنُونِ أَقْبِلنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي

 

 

نجد أن العلامة الأولى ( تاء الفاعل ) العلامة الثانية ( تاء التأنيث الساكنة) العلامة الثالثة ( ياء الفاعلة )

ولا نقل ياء الضمير ، لأن ياء الضمير تدخل على الاسم :

مثال : ” هذا غلامي “

إذاً لابد أن تقول ( ياء الفاعلة )

لما فرغ الناظم رحمه الله من علامات الفعل ، وكان قبلها بين علامات الاسم ، بقي معنا نوع ثالث من أنواع الكلام الذي هو ( الحرف )

قال :

   سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ    فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

 

( سواهما الحرف )

أي ما لا يقبل علامات الاسم ولا علامات الفعل فهو الحرف

( سواهما ) يعني  سوى الاسم وسوى الفعل ، ما لا يقبل علامات الفعل ولا علامات الاسم فهو الحرف .

ما علامات الاسم ؟

بِالْجَرِّّ وَالتَّنْوينِ وَالنِّدَا وَأَلْ ***  وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ

وما علامات الفعل ؟

   بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي     وَنُونِ أَقْبِلنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي

 

 

وكما قلت كلما برع الشخص في شيء وأعطى قلبه لهذا الشيء تفنَّن فيه ، مثَّل بأمثلة للحروف ، ولكنها حروف لها مغزى ، لم يقل :

( كهل وفي ولم ) من باب أن لها رنينا فقط ( لا ) له مغزى رحمه الله ، ذكر ثلاثة أحرف ( هل ، في ، لم ) ليوضح لك رحمه الله أن الحروف على ثلاثة أنواع :

منها ما يختص بالفعل فقط

( لم )

مثال : ” لم يقم زيدٌ “

لا يدخل إلا على الفعل – أعني الفعل المضارع – فـ(لم) لا تدخل إلا على الأفعال .

( في )

لا يدخل إلا على الأسماء

مثال : ” في الدار زيدٌ “

( هل )

يصح دخوله على الاسم وعلى الفعل

مثال : ” هل زيدٌ قائم  ؟ ” دخلت على ماذا ؟ على الاسم .

مثال : ” هل قام زيد   ؟ ” دخلت على ماذا ؟ على الفعل .

فـ ( هل ) ليس حرفا مختصا ، بل هو حرف مشترك ، يدخل على الأسماء ويدخل على الأفعال .

( في ) حرف مختص ، يختص بالدخول على الأسماء

( لم ) حرف مختص ، يختص بالدخول على الأفعال .

ثم لبراعة هذا الرجل رحمه الله ، لما بيَّن من خلال الإشارة أن ( لم ) لا تدخل إلا على الأفعال ، بيّّن أنه ليس كل فعل تدخل عليه ( لم )

قال :

فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

 

يعني علامة الفعل المضارع أن تدخل عليه ( لم ) أو يصح دخول( لم ) عليه ، إذا أردت أن تبين الفعل المضارع أو أن تعرفه : أدخِل عليه ( لم ) إن قَبِل فهو فعل مضارع ، وإن لم يقبل فليس بفعل مضارع .

ثم مثَّل ( كيشم )

مثال : ” لم يَشَمْ زيدٌ رائحة الطعام “

نحن نخطئ ، نقول ” يَشُم ” أو ” يَشِم ” خطأ ، وإنما ( يَشَم )

 

   سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ    فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

 

ثم قال رحمه الله :

   وَمَاضِيَ الَأفْعَالِ بالتّاَ مِزْ وَسِمْ    بِالنُّونِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أمْرٌ فُهِمْ

 

   وَالَأمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلّ         فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ

 

لما ذكر رحمه الله علامات الفعل على وجه العموم :

   بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي     وَنُونِ أَقْبِلنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي

 

ثم ذكر الحرف :

سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ

بيَّن أن هناك علامة لم تذكر تخص الفعل المضارع ، يمكن أن نعرف الفعل المضارع بصلاحية دخول لم عليه ، قال :

فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

 

إذاً هذه علامة الفعل المضارع .

علامة الفعل الماضي ( التاء ) قال :

وَمَاضِيَ الَأفْعَالِ بالتّاَ مِزْ وَسِمْ

لم يقل بتاء الفاعل أو بتاء التأنيث الساكنة ( لا ) كأنه يقول ما مضى كافي، سواء كانت تاء الفاعل أو تاء التأنيث الساكنة .

إذاً الفعل الماضي يتميز بالتاء .

ثم قال :

وسم بالنون فعل الأمر إن أمر فهم

 

السِّمة : علامة

يعني أن النون علامة لفعل الأمر ، بشرط أن يفهم الأمر ، لأن النون قد تدخل على غير الأمر ، فلابد أن يجتمع الأمران ، أن يفهم أن هذه الكلمة تحتوي الأمر ، وهذا شيء معروف ، كما لو قلت ” اذهب ، قم ” كل شخص من غير أن تكون هناك علامة يعرف أن هذا أمر .

ثم قال رحمه الله :

   وَالَأمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلّ         فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ

 

قد تكون الكلمة كلمة أمر لكنها لا تقبل النون ، يعني إذا كانت الكلمة تدل على الأمر لكنها ما تقبل النون .

مثل ( صه ) لا يمكن أن تقبل النون ( صه ) بمعنى اسكت

مثل ( حيّهل ) بمعنى أقبلْ

هنا لا تقبل النون ، إذاً اختل شرط ، ليس معنى هذا الأمر أن تكون الكلمة تدل على الأمر بل يضاف إلى ذلك أن تقبل النون ، إن لم تقبل النون وهي تدل على الأمر فهي ” اسم فعل أمر ” نحو ( صه وحيّهل )

ولذلك مما يدل على أن ( صه ) اسم ، تقول ( صهٍ ) تنون ، وهذا يسمى بتنوين التنكير ، يدخل على الأسماء المبنية – كما قلت لكم أنا ما أحببت فيما مضى أن أذكر أنواع التنوين ، لكن من بين أنواع التنوين هنا ” تنوين التنكير ” إذا أردت أن تسكته عن كلام معين تقول ( صه ) إذا أردت أن تسكته عن أي كلمة يتلفظ بها تقول ( صهٍ )

إذا قال رحمه الله :

   بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَا افْعَلِي    وَنُونِ أَقْبِلنَّ فِعْلٌ يَنْجَلِي

 

   سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ    فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ

 

   وَمَاضِيَ الَأفْعَالِ بالتّاَ مِزْ وَسِمْ    بِالنُّونِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أمْرٌ فُهِمْ

 

  وَالَأمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلّ        فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوُ صَهْ وَحَيَّهَلْ