شرح الألفية
قول الناظم :
69- وَلَيْتَني فَشَا وَلَيْتي نَدَرا وَمَعْ لَعَلَّ اعْكِسْ وَكُنْ مُخَيَّرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقد بين الناظم رحمه الله في البيت السابق أن الفعل تلزمه نون الوقاية إذا اتصلت به ياء المتكلم
كما قال :
وقبل يا النفس مع الفعل التزم
ثم ثنى رحمه الله بذكر حال نون الوقاية مع الحروف
ما سبق كان الحديث عن الفعل وأن نون الوقاية تلزم في الفعل
وهنا بيان حال نون الوقاية مع الحروف
فقول الناظم :
وليتني فشا وليتي ندرا
ليت :
من أخوات إنَّ
ومعلوم أن ” إن ” الناسخة وأخواتها حروف
فليت وكذا لعل من الحروف الناسخة من أخوات إن تنصب الاسم وترفع الخبر
فيقول رحمه الله :
فليتني فشا وليتي ندرا
بمعنى :
أن نون الوقاية يفشو ذكرها مع ليت
فتقول :
ليتني كما قال تعالى ((يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً))
وترك نون الوقاية مع ليت نادر
ولذا قال : وليتي ندرا
يعني: أن مجيء هذه الكلمة وهو حرف ليت بهذه الصورة نادر
وليتي نادر
ومع لعل العكس :
لعل : خلاف ليت
فالفشو فيها أن لا تأتي نون الوقاية كما قال تعالى :
((لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ))
ولذا :
يندر أن تقول : لعلني
ومع لعل اعكسْ :
إذاً :
لعل :
لحوق نون الوقاية معها قليل والأكثر أن لا تأتي نون الوقاية
ثم قال رحمه الله :
وكن مخيرا في الباقيات
الباقيات أخوات إن
وكن مخيرا في الباقيات
تقول : إني
وأنت مخير أن تقول : إنني
أني أنني
لكني لكنني
كأني كأنني
إذاً :
ما بقي من الحروف الناسخة ما عدا ليت ولعل أنت فيها مخير
واضطرارا خفف مني وعني بعض من قد سلفا
يعني : بعض من قد سلف خفف مني وعني للضرورة
ولذا :
يقولون : هي حالة ضرورة شعرية
واضطرارا خفف مني وعني بعض من قد سلفا
من : حرف جر
الحديث عن الحروف
عن : حرف جر
إذا اتصلت بها ياء المتكلم فيلزم أن تأتي نون الوقاية
فتقول : منّي عنّي لأن النون المشددة عبارة عن حرفين
واضطرارا خفف مني وعني بعض من قد سلفا
في حال الضرورة
لكن في حال الضرورة تجاوزوا في ذلك وهي الضرورة الشعرية
أما من حيث نطقنا نحن فلا يصح أن تقول : مني عني
لابد أن تشدد لأن التشديد يدل على أن نون الوقاية أتت
لأن التشديد أي تشديد للحرف يكون عبارة عن حرفين
وفهم من هذا مني وعني وهي من حروف الجر :
فهم من ذلك :
أن حروف الجر يمنع فيها لحوق نون الوقاية
ليَّ
فيَّ
ولا يصح أن تقول : فيني أو ليني
إذاً :
أراد الناظم بيان حال نون الوقاية مع الحروف
فعندنا حروف تسمى بالحروف الناسخة :
أنت مخير فيها أن تأتي بنون الوقاية أو لا تأتي إلا في ليت :
فالأكثر لحوقها
وإلا : لعل :
الأكثر فيها عدم لحوقها
وأما حروف الجر فلا تلحق نون الوقاية أي واحد منها إلا في من وعن
تقول : مني وعني
ولا يصح أن تقول يتخفيف النون في : مني وعني إلا في حالة الضرورة الشعرية