شرح الألفية الدرس ( 54 ) النكرة والمعرفة ( الاسم الموصول) [ البيت 93 ومن وما وال]

شرح الألفية الدرس ( 54 ) النكرة والمعرفة ( الاسم الموصول) [ البيت 93 ومن وما وال]

مشاهدات: 479

شرح الألفية :

من أنواع المعارف: الاسم الموصول :

93- وَمَنْ وَمَا وَأَلْ تُسَاوِي مَا ذُكِرْ        وَهكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّءٍ شُهِرْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد قال الناظم

وَمَنْ وَمَا وَأَلْ تُسَاوِي مَا ذُكِرْ   وَهكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّءٍ شُهِرْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــ

لما ذكر رحمه الله الأسماء الموصولة المفردة للمذكر والمؤنث والأسماء الموصلة التي للمثنى والتي  للجمع ذكر هنا :

أن  بعض الأسماء الموصلة تلتزم صفة واحدة في النطق وتكون للمفرد المذكر والمؤنث وللمثنى وللجمع

ما هي  ؟

من

ما

الـ

فقال رحمه الله  :

ومن وما  وال تساوي ما ذكر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــ

ما ذكر في الأبيات السابقة

فتقول :

جاءني من قامَ

هذا للمفرد

 المذكر

تقول : جاءني من قامتْ

ومن هنا اسم موصول

تقول ” جاءني من قامتا

من قاما

من قاموا

من قمن

وهكذا

فهي تلتزم صفة واحدة ولكنها تشمل معاني متعددة ولذا :

من الموصولية تفيد العموم

 

ومَنْ:

الأصل فيها أنها للعاقل

ولكن قد تخرج عن هذا الأصل لأسلوب غير العاقل

وذلك في ثلاثة مواضع :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموضع الأول :

ــــــــــــــــــــــــــ

إذا اقترن العاقل مع غير العاقل في حكم عام وفصل بينهما بحرف الجر من

قال تعالى : ((وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء )) هذا عموم

فماذا قال ؟

((فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ))

هنا : أتت ” من ” لغير العاقل باعتبار أن العاقل وغير العاقل اجتمعا في حكم عام وفصل بينهما بحرف الجر من

هذا هو الموضع الأول

 

الموضع الثاني :

أن يشبه غير العاقل بالعاقل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويدل لهذا قوله تعالى :

((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ ))

((مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ ))

السياق يندد بالمشركين الذين يدعون الأصنام

فإن المشركين لما نزلوا أصنامهم غير العاقلة في محل العاقل الذي يدعونه أتت ” من ” التي  للعاقل لغير العاقل

إذاً :

متى ؟

إذا نزل غير العاقل منزلة العاقل

 

الموضع الثالث :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

إذا اجتمع العاقل وغير العاقل في حكم عام فيغلب غير العاقل على العاقل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولتعلم :

ــــــــــــ

أنه إذا اجتمع العقلاء مع غير العقلاء في  حكم عام فالأصل أن يغلب  العاقل على غير العاقل

لكن قد نخرج كما في هذا المثال قد نخرج من هذا فنغلب غير العاقل على العقل لاعتبارات أو لقرائن أو لفوائد :

قوله عز وجل  :

((وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ))

ومعلوم أن في الأرض غير عاقل كالجمادات ((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ ))

الأصل : أن العاقل يغلب على غير العاقل

ههذ ثلاثة مواطن تأتي  فيها من لغير العاقل وإلا فالأصل أن من للعاقل

ــــــــــــــــــــ

قوله ” وما “

ــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــ

ما :

اسم موصول تفيد العموم  وتصلح للمفرد والمثنى والجمع

وما :

الأصل فيها أنها لغير العاقل وتأتي للعاقل في ثلاثة مواضع:

الموطن الأول :

ــــــــــــــ

إذا اجتمع غير العاقل مع العاقل فالأصل كما أسلفنا ان يغلب العاقل

والدليل قوله تعالى ((سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ))

 

الموطن الثاني :

ــــــــــــــــــ

إذا اشتبه الأمر على المتكلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فلو أن إنسانا رأى شبحا أو شيئا بالليل فلم يتبين له فيقول : ألم تر ما ظهر ؟

هو يحدث شخصا آخر

لأنه لم يتبين له الذي ظهر هل هو عاقل أو غير عاقل

لو قال قائل :

قوله عز وجل عن امرأة عمران ((رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ))

((  مَا فِي بَطْنِي ))

الذي في بطنها مشتبه عليها ؟

النحاة يقولون في مثل هذه الآية :

يقولون : إنه في أمر مشتبه

هذا ليس بصحيح

فما على بابها لغير العاقل هنا

لم ؟

لأن الحمل جماد

 

لو قال قائل :

قوله تعالى :

((فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء ))

يعني : الذي طاب لكم من النساء

لماذا أتى بما التي لغير العاقل مع ان النساء عاقلات ؟

قالوا وهو الموطن الثالث :

 

الموطن الثالث :

ـــــــــــــــــــــ

إذا كان المقصود صفت من يعقل

فالمقصود من الآية :

 صفات هؤلاء النسوة والصفات غير عاقلة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال :

والــ :

ـــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــ

ما يسمى بـ ” الـ ” الموصولية

ومر معنا أقسام ” الـ ”

ال الموصولية

ال الزائدة

ال لاستغرق الجنس

ال التي للعهد

ال التي للغلبة

قال :

وال :

ـــــــــ

الشرح :

ــــــــــــ

تقول : جاءني القائم

يعني : الذي قام

 

ومن فوائد ال :

أنها تختصر

بدل ما تقول جاءني الذي قام تقول :

جاءني القائم

جاءتني القائمة

جاءني القائمان

جاءتني القائمتان

جاءني القائمون

تقول :

جاء المركوب

هذا يدل على أن ال تصلح للعاقل وغير العاقل

جاءني القائم

وجاءني المركوب

 

ــــــــــــــــــ

ثم قال رحمه الله :

وَهكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّءٍ شُهِرْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــ

 

ذو : اسم موصول عند طيء

والمشهور في لغة طيء أن فيها خلافا فيها لم آت به وإن كان مرتبطا  بهذا لأن الوقت لا يساعدني وأخشى أن تتزاحم المعلومات في الذهن  فيصعب الفهم الأول مع الثاني

 

قال :

وهكذا ذو عند طيء شهر :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعني :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

أشهر لغات طيء في ذو لأن ذو اسم موصول عند طيء

لكن طيء عندهم لغات أشهرها : أنها تلتزم صيغة واحدة :

تقول :

جاءني ذو قام

جاءتني ذو قامت

جاءني ذو قاما

وهكذا

والأشهر عندهم :

أنها تلتزم هذه الحال

فلما التزمت هذه الحال دل على أنها مبنية ليست معربة

وقد مرت معنا لما ذكرنا ذو التي  من الأسماء الخمسة أخرجنا ذو الطائية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ