الابتداء :
قال الناظم :
138- وَبَعْدَ لَوْلا غَالِباً حَذْفُ الْخَبَرْ… حَتْمٌ وَفِي نَصِّ يَمينٍ ذَا اسْتَقَرّ
139- وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُومَ مَعْ…… كَمِثْلِ كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعْ
140- وَقَبْلَ حَالٍ لاَ يَكُونُ خَبَرَا……عَنِ الَّذِي خَبَرُهُ قَدْ أُضْمِرَا
141- كَضَرْبِيَ العَبْدَ مُسِيئاً وأتَمْ…… تَبْيِينيَ الْحَقَّ مَنُوطاً بِالحِكَمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رحمه الله :
138- وَبَعْدَ لَوْلا غَالِباً حَذْفُ الْخَبَرْ…… حَتْمٌ وَفِي نَصِّ يَمينٍ ذَا اسْتَقَرّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
فمازال ابن مالك في باب الابتداء يذكر أحكام الخبر
والخبر له أحكام مرت معنا :
هنا :
ذكر رحمه الله الحالات الأربع التي يجب فيها حذف الخبر ولا يجوز أن يكون الخبر مذكورا
الحالة الأولى :
ــــــــــــــــــــــــــــ
138– وَبَعْدَ لَوْلا غَالِباً حَذْفُ الْخَبَرْ……حَتْمٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
الحالة الأولى :
إذا كان المبتدأ بعد : (( لولا )) فيجب حذف الخبر :
تقول :
لولا زيدٌ لأكرمتك
زيد : مبتدأ أتى بعد لولا
فأين الخبر ؟
الخبر واجب الحذف محذوف وجوبا
التقدير :
لولا زيد موجودٌ لأكرمتك
فـ ” موجود ” هو الخبر لزيد وقد وجب حذفه لمجيء المبتدأ بعد لولا
ــــــــــــــــــــــــــ
قال :
138- وَبَعْدَ لَوْلا غَالِباً حَذْفُ الْخَبَرْ……حَتْمٌ
فالغالب أن المبتدأ إذا كان بعد لولا الغالب حذف الخبر
إذاً :
قد يرد ثبوت الخبر وذكره والمبتدأ بعد لولا
متى ؟
قال النحاة ورد ذلك في بعض الأبيات شذوذا
إذاً :
الحكم المتعين أن الخبر يجب حذفه إذا كان مبتدؤه بعد لولا
في البيت : جار ومجرور متعلق بالخبر المحذوف
لولا زيد موجود في البيت لأكرمتك
ولذلك مر معنا :
وأخبروا بظرف أو حرف جر
ناوين معنى كائن أو استقر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رحمه الله :
138– وَفِي نَصِّ يَمينٍ ذَا اسْتَقَرّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا هو الموضع الثاني الذي يجب فيه حذف الخبر :
هذا الموضع الثاني :
أن يكون المبتدأ نصا في اليمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولذا عبر بالتنصيص هنا في البيت :
138- وَفِي نَصِّ يَمينٍ ذَا اسْتَقَرّ
فالحالة الثانية : التي يجب فيها حذف الخبر
إذا كان المبتدأ نصا في اليمين
ما معنى أن يكون المبتدأ نصا في اليمين ؟
معنى ذلك :
أن المبتدأ يكون لفظه لفظ يمين ولا يصح أن يكون في غير اليمين إلا بوجود قرينة تدل على أنه خرج من اليمين :
ـــــــــــــــــــــ
مثاله :
ــــــــــ
لعمر الله لأفعلنَّ
القسم بالعمر نص في اليمين :
لعمر الله لأفعلنَّ
هنا المبتدأ نص في اليمين ولا يحتمل غيره
إذاً :
التقدير :
لعمر الله قسمي لأفعلنَّ
عمر الله هو المبتدأ
فأين الخبر ؟
محذوف وجوبا تقديره قسمي
لو قال قائل :
لو كان المبتدأ غير نص في اليمين
هو يمين لكنه ليس بنص في اليمين كما مر :
فنقول :
لا يمتنع ذكر الخبر هنا
كما لو قلت : وعهد الله لأفعلنَّ
أين الخبر ؟
الخبر محذوف جوازا
وعهد الله علي لأفعلنَّ
أين الخبر ؟
علي
الجار والمجرور
فيصح أن تقول :
وعهد الله لأفعلنَّ
ويصح أن تظهر الخبر فتقول / وعهد الله علي لأفعلنَّ
ففي البيت الأول ذكر رحمه الله حالتين يجب فيهما حذف الخبر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رحمه الله :
139– وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُومَ مَعْ
كَمِثْلِ كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مفهوم : مفعول به للفعل عينت
والفاعل : ضمير مستتر جوازا تقديره هي
139- وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُومَ مَعْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومثل له بمثال :
كَمِثْلِ كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
إذاً :
الحالة الثالثة التي يجب فيها حذف الخبر:
أن يقع بعد المبتدأ واو المعية
ولذلك قال :
139- وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُومَ مَعْ
ومثل :
كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعْ
كل صانع :
كل : مبتدأ أتى بعدها واو المعية
وما صنع :
أين الخبر ؟
الخبر محذوف
حكم حذف الخبر هنا : الوجوب
إذاً :
كل صانع وما صنع مقترنان
فأين الخبر
خبر المبتدأ كل هو ؟
مقترنان
فحذف الخبر وجوبا لوجود واو المعية بعد المبتدأ
لو قال قائل :
إذا لم يكن بعد المبتدأ إلا واو ولكن ليست للمعية أفيجب حذف الخبر ؟
الجواب : لا
مثاله :
زيد وعمرو قائمان
زيد : مبتدأ
الواو هنا عاطفة
وقائمان : خبر
فذكر الخبر هنا غير ممتنع لأن زيد أتت بعده واو تلك الواو ما هي ؟
عاطفة ليست للمعية
وبالتالي :
فيجوز ذكر الخبر ويجوز حذفه
زيد وعمرو
فنقول : هنا :
زيد وعمر قائمان
ذكر الخبر هنا ليس على سبيل المنع وإنما على سبيل الجواز
لكن لو قال قائل :
أيجوز أن يحذف
زيد وعمرو قائمان
أيجوز أن نحذف قائمان ؟
الجواب :
لا
إلا إذا دلت قرينة
مثاله
لو قيل :
من القائمان ؟
زيد وعمرو
ــــــــــــــ
قال رحمه الله :
140- وَقَبْلَ حَالٍ لاَ يَكُونُ خَبَرَا……
عَنِ الَّذِي خَبَرُهُ قَدْ أُضْمِرَا
141- كَضَرْبِيَ العَبْدَ مُسِيئاً وأتَمْ……
تَبْيِينيَ الْحَقَّ مَنُوطاً بِالحِكَمْ
ـــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــ
الحالة الرابعة التي يجب فيها حذف الخبر :
أن يقع المبتدأ مصدرا وبعد هذا المصدر حال ، هذا الحال سد مسد الخبر
ومثل هنا :
كَضَرْبِيَ العَبْدَ مُسِيئاً
ضربي : مصدر
أصلها : ضرب يضرب ضربا
المبتدأ مصدر هو
ضربي
والمصدر يتطلب مفعولا به
والعبد مفعولا للمصدر الذي هو ضربي
وهو في الحقيقة مبتدأ
مسيئا : حال من ماذا ؟
حال من ضمير كان
التقدير : ضربي العبد إذا كان مسيئاً
الحالة الرابعة :
أن يكون المبتدأ مصدرا وبعده حال سد مسد الخبر
مثاله :
ضَرْبِيَ العَبْدَ مُسِيئاً
لكن لو قال قائل :
لماذا لم نجعل مسيئا الذي هو الحال لماذا لم نجعله هو الخبر ؟
فنقول :
لو جعلنا هذا الحال الذي هو مسيءخبرا فإنه لا يصلح أن يكون خبر فيكون المعنى :
ضربي العبد مسيءٌ
لابد أن نقدر ضربي العبد إذا كان مسيئا للاستقبال
أو ضربي العبد إذ كان مسيئا للماضي
لو قيل بهذا لكان المعنى غير صحيح
ضربي العبد مسيءٌ
ولا يصح أن يكون الضرب مسيئا
الضرب ليس بمسيء وإنما المسيء من ؟
المضروب
إذاً :
لو صلح أن يكون الحال خبر فلا إشكال مثاله :
زيد قائما
ضربي العبد مسيئا
وجب حذفه
لأن المبتدأ مصدر وبعده حال هذا الحال هو حال من ضمير كان المحذوفة ، إذ كان هو الخبر أو إذا كان هو الخبر
لو قال قائل :
زيدٌ قائماً :
نقول :
هنا قائما حال أصلها زيد ثبت قائما
قائما : حال
فيصح أن نجعل الحال خبرا فتقول : زيد قائم
ومثل المصدر وهي الحالة الرابعة في الحكم :
أن المبتدأ ليس مصدرا وإنما اكتسب القوة بالإضافة إلى المصدر
تبييني :
بين يبين تبيينا
:
وأتَمْ……تَبْيِينيَ الْحَقَّ مَنُوطاً
ــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــ
أتم : مبتدأ أضيف هذا المبتدأ وهو ليس بمصدر أضيف إلى تبييني
الحق : مفعول به للمصدر تبييني
منوطا : حال سد مسد الخبر
الأصل :
أتم تبييني الحق إذ كان أو إذا كان منوطا
مثل السابق تماما اللهم إلا أن السابق المبتدأ هو المصدر
وهنا : المبتدأ ليس مصدرا وإنما أضيف إلى المصدر
اكتسب قوة بإضافته إلى المصدر
لكن هذه القواعد تؤخذ من القرآن أو من السنة أو من كلام العرب إما المنثور أو المنظوم
لكن لو قال قائل :
هنا يجب حذف الخبر في أربعة مواطن :
أفلا يجب حذف المبتدأ ؟
قال النحاة :
يحذف المبتدأ وجوبا في مواطن :
الموطن الأول :
أن يكون الخبر نعتا قطع إلى الرفع :
لأن الصفة أو النعت يقطع
فإذا كان الخبر نعتا قطع إلى الرفع
هنا يجب حذف المبتدأ
تقول :
مررت بزيد الكريمُ
الأصل :
مررت بزيدٍ الكريمِ
مررت : فعل وفاعل
زيد : جار ومجرور
الكريم : صفة والصفة تتبع الموصوف
لكن هنا قطعت الصفة من الجر إلى الرفع
فتقول :
مررت بزيد الكريمُ
فالتقدير : مررت بزيد هو الكريمُ
الكريم : خبر لمبتدأ محذوف حكم حذف المبتدأ الوجوب تقديره هو الكريمُ
الحالة الثانية :
ــــــــــــــــــــــــ
أن يكون الخبر مخصوص المدح بنعم أو مخصوص الذم ببئس
تقول :
نعم الرجلُ زيدٌ
نعم : فعل
الرجل : فاعل
زيدٌ : هو المخصوص بالمدح وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره نعم الرجل الممدوح زيد
كما هو الشأن :
بئس الرجل زيد
بئس الرجل المذموم زيد
الحالة الثالثة التي يجب فيها حذف المبتدأ:
أن يكون الخبر نصا في اليمين :
ــــــــــــــ
في ذمتي لأفعلنَّ
طبعا هذا ما مثلوا به لكن من حيث الحكم الشرعي فلا يجوز أن يحلف بالذمة ولا بالأمانة لأن من العرب من يعظم الذمة والأمانة وهذا مما ورد عند العرب
إذا كان الخبر نصا في اليمين ولا يجوز إلا أن يكون يمينا فهنا يحذف المبتدأ
يقولون : في ذمتي لأفعلن
يعني : في ذمتي : جار ومجرور خبر مقدم
أين المبتدأ : قسم لأفعلن
وبالتالي بعض الناس يقول : في ذمتي أو في ذمتك
تنبه لها
ولاسيما إذا أكدت ب لأفعلن
هذا قسم صريح
الحالة الرابعة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أن يكون الخبر مصدرا ناب عن الفعل
(( فصبر جميل ))
صبر : مصدر ناب عن الفعل
يعني : اصبر صبرا جميلا
(( فصبر جميل ))
صبر : مصدر ناب عن فعله وهو خبر لمبتدأ محذوف تقديره صبري صبر جميل
ـــــــــــــــــــــــــــــ