تفسير سورة البقرة الدرس ( 50 ) [ وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم .. ] الآية ( 54 ) الجزء الأول

تفسير سورة البقرة الدرس ( 50 ) [ وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم .. ] الآية ( 54 ) الجزء الأول

مشاهدات: 424

تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 50 )

تفسير قوله تعالى :

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54}}

 البقرة  51 ــ الجزء الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فتفسيرنا في هذه الليلة لقوله تعالى :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54} ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فوائد هذه الآية الكريمة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن بني إسرائيل لما ذهب موسى لكي يأخذ التوراة من الله ويتلقاها منه وهذا يشير إليه ما سبق من آية قبلها :

((وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ{53} ))

هنا :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{54} )))

 

فإنه عليه السلام لما ذهب لكي يتلقى التوراة من الله عبد قومه من بعده العجل فأخبر الله موسى  :

 ((وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى {83}  قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى {84}  قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ {85} ))

إلى آخر ما ذكر عز وجل في سورة طه

فأتى موسى عليه السلام وانظروا أتى موسى عليه السلام إليهم وأنبهم فوجدوا في أنفسهم حرجا مما صنعوا وأنهم وقعوا في الخطأ :

{وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الأعراف149

 

ما هو الحل ؟ وما هو الطريق إلى رضى الله ؟

أتى الأمر هنا بأن يتوبوا إلى الله

ما مهية هذه التوبة ؟

القتل فقال عز وجل :

(( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن هذه الآية والتي قبلها فيها إيجاز

 

 وسبق معنا أن الإيجاز عند البلاغيين نوعان :

إيجاز قصر وإيجاز حذف

وإيجاز القصر أبلغ :

((وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ {53} وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ))

هناك جمل قبلها

رجع موسى لما أخبر وخاطب قومه وخاطب هارون وخاطب السامري وندم قومه وأرادوا التوبة أتت هذه الآية :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ))

وهذا يدل على ماذا ؟

يدل على أن القرآن حوى معاني  متعددة وأن القرآن قواعد يتفرع منها فروع

قد يأتي إنسان ويقول : أعطني  دليلا على الدخان على أنه حرام فهل  القرآن يذكر الأشياء المجزأة ؟

لا القرآن يضع قواعد

((يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ))

هل هذا من الطيبات ؟

الجواب : لا

ذكر الله من صفات نبينا عليه الصلاة والسلام :

((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ ))

وعلى هذا فقس

 

لو قال قائل :

 أعطني دليلا على تحريم المخدرات من القرآن ؟

وعلى هذا فقس

لو قال  قائل :

أعطني دليلا على تحريم أكل الصراصير ؟

(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ )

هذه خبائث مستقذرة

وعلى هذا فقس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أن موسى عليه السلام بلغ قومه ما أراده الله من توبتهم ، كأن هذا القول من موسى عليه السلام فيه بيان واضح ، و فيه إشارة إلى أنه عز وجل استجاب دعوته ، لما أمر أن يأتي إلى فرعون كان في موسى في كلامه شيء قال : (( واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ))

ولذلك في السورة الأخرى : (({وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ }القصص34

فقال : ((  قد أوتيت سؤلك يا موسى ))

فيكون موسى أعطي من الفصاحة التي بها يستبين كلامه عليه السلام

إذاً :

هذه تعطينا فائدة ما هي ؟

 

أن الإنسان الذي يريد أن يدعو إلى الله لا يشترط أن يكون فصيحا بليغا قد بلغ في الفصاحة والبيان أعظمها

لا ، ((  بلغوا عني ولو آية ))  كما عند البخاري بما يتيسر

فلربما كانت كلمات ليس  فيها من البيان أو الفصاحة نبعت من القلب فتصل إلى القلب

فيتأثر ذلك الغير من هذه الكلمات

يذكر لي بعض الإخوان:

 أن هناك طفلا بعدما صلى الناس صلاة الجماعة  قام وأخذ  المكبر وقال : اتقوا الله         اتقوا الله             اتقوا الله

وجلس  ، ما تكفي ؟  تكفي  ، بل هي بليغة

فالقضية ليست قضية فصاحة أو أنه يلزم أن يكون الإنسان فصيحا بليغا حتى يدعو إلى الله لا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن موسى عليه السلام قال : ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ ))

لم يقل :

يا بني إسرائيل ولذلك في سورة الصف :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ))

بعدها جاء ذكر عيسى :

((وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ))

لم يقل عيسى :

يا قومي لأن عيسى عليه السلام ليس من بني إسرائيل

بينما موسى من بني إسرائيل ولذلك قال : ” يا قومي ”

هناك قال : ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان حسن عرض موسى عليه السلام لأمر الله عز وجل بأحسن ما يكون من اللطافة  والترفق

وهذا ما نحتاج إليه أيضا كدعاة أن نكون مترفقين بالناس في إيضاح ما نريد أن نوضحه من شرع الله حتى يقبل

ولذلك ماذا قال ؟ : (( يا قوم ) )من باب التلطف كما تقول لابنك إذا نصحته : يا بني

فهذه الألفاظ فيها ترقيق

ما هو أنت ما تفهم !

ولو كان ابنا لك

 ففرق بين الأسلوبين : {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً }مريم42

فالتلطف في العبارة مما يجعل المدعو متقبلا لكلامك

ولذلك يمكن أن تخاطب شخصا بأسلوب غير الأسلوب الآخر :

تصور لو أني رأيت ظلما من شخص  على شخص فقلت له : يا ظالم أنت ظالم أهناك فرق بين هذه العبارة بين يا ظالم أو لا تظلم وبين قولي له : اعدل في فلان  ؟

فرق بين العبارتين

ولذلك :

موسى عليه السلام :

((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ ))

كما خاطب إبراهيم عليه السلام أباه :

((يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ))

لقمان :

{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13

نوح عليه السلام  قال لابنه مع أنه أشرك بالله :

((يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ }هود42

فالتلطف في العبارة من الدعاة لإيصال الخير للناس مطلب شرعي وهي سيرة الأنبياء عليهم السلام  .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن القوم في اللغة العربية يقصد من هذه اللفظة الرجال ولا يدخل في ذلك النساء إلا بقرينة

قال تعالى :

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ ))

فالقوم المذكورين هم النساء وذكر هنا النساء

ولذلك :

لوط عليه السلام لما خاطب قومه حتى يتركوا الفاحشة يخاطب من النساء أم الرجال ؟

يخاطب الرجال لأنهم هم الذين يأتون الذكران من العالمين لكن إن وجدت دلائل فإن النساء يدخلن في القول :

ولذلك دعوة الرسل كل رسول يقول لقومه :

 ((اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ))

أفلا يدخل النساء في هذا القول ؟

بلى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان أسلوب فيه ترقيق آخر من موسى لقومه إذ قال : (( إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ))

ولذلك في الصحيحين :

” أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لما ذكر الله قوله تعالى :

{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82

قالوا : يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه ؟

قال :  ليس ذاك إنما الظلم المذكور في هذه الآية : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82 بظلم يعني بشرك

قال : ليس بذاك وإنما اقرءوا قول ذلك العبد : ((إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }لقمان13

 

ولذلك ينأى الإنسان بنفسه عما يغضب الله ففيما دون الشرك يكون ظلما لنفسه

كيف يظلم نفسه بهذه المعصية ؟

لأنه يخسر نفسه ويخسر أهله :

((قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))

فأي خسارة من أن يخسر الإنسان نفسه وأهله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن الفوائد:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن الظلم الذي وقع فيه بنو إسرائيل ظلم ماذا ؟

لأن الظلم ثلاثة أنواع :

الإشراك به عز وجل

النوع الثاني :

 ظلم الإنسان لنفسه بارتكاب ما حرم الله

النوع الثالث :

 ظلم الإنسان لبني جنسه من المخلوقين بأن يعتدي على أموالهم وعلى حقوقهم

هذا الظلم الذي نسب إلى بني إسرائيل أي ظلم ؟

الشرك بالله

وإذا أشرك بالله دخل في ضمن النوع الثاني الذي هو ظلم النفس ولذلك قال :

((إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ))

انظروا : لم يأت الأمر من أول الأمر وإنما أتى عليه السلام بمقدمات :

((قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ ))

قبل ما تدعو أحد لكي يقبل الخير الذي عندك لا تأمره مباشرة وإنما تعطي إرهاصات ومقدمات حتى يقبل كلامك

ولذلك أعطاهم أدلة مقنعة :

((قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ ))

إذاً :

ما الحل ؟ ((فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ))

 

لمَ لم يقل إلى خالقكم ؟

 

ليعلم  أن هناك فرقا بين الخالق والبارئ والمصور

في آخر سورة الحشر :

((هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ))

الخالق :

 هنا في هذه الآية في آخر سورة الحشر يعني المقدر

ولذلك يطلق على المخلوق بأنه خالق باعتبار انه مقدر (( فتبارك الله أحسن الخالقين ))

إذاً :

هناك خالق مع الله هنا ؟

نعم لكن باعتبار ما هو إيجاد الشيء من العدم إلى الوجود لا وإنما التقدير

فالخلق يطلق ومن ضمن إطلاقاته يطلق على التقدير  ولا يلزم من التقدير أن يخرجه إلى الوجود

ولذلك ماذا قال بعدها ؟ : ((هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ ))

البارئ :

الذي أخرج هذا الشيء من التقدير إلى الوجود

بعض الناس قد يقدر أشياء في ذهنه يريد أن يصنع مثلا جهازا أو آلة عنده أفكار لكن أيستطيع في جميع الأحوال أن يخرج هذه الأفكار إلى الواقع ؟

لا

ليس على كل حال :

((هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ))

بعد أن ينشأه يصوره عز وجل كيفما يشاء :

((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ{6} الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ{7} ))

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنه قال :

((فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ ))

لم يقل : فتوبوا إلى الله لأن من برأ وخلق هو الذي يستحق العبادة

ولذلك يستدل على توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية

أول أمر في سورة البقرة :

(( يا أيها الناس اعبدوا ربكم ))

العبادة تكون لمن ؟

للرب

من هو الرب ؟

منعم ، متفضل

موجد للأشياء هو الذي يستحق للعبودية

ولذلك إبراهيم عليه السلام :

((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ{26} إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ{27} ))

لم يقل : إلا الله

(( إلا الذي فطرني )) ليؤكد لهم أن من فطر وأوجد وخلق هو الذي يستحق العبودية فأنتم كيف تصنعون هذا الصنيع فتعبدون العجل من دون الله ، إذاً  : ما عليكم من سبيل إلى أن تتوبوا إلى بارئكم

ما هي هذه التوبة لم يقل فاقتلوا أنفسكم مباشرة

((إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ   ــ كلها مقدمات ما نوعية هذه التوبة  ؟

((فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ))