تفسير سورة البقرة ـ الدرس ( 78 )
قوله تعالى :
((وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{80} ))
البقرة 80 (1 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعندنا في هذه الليلة تفسير قوله تعالى :
(( وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{80} ))
من فوائد هذه الآية الكريمة :
أنه جل وعلا قال : (( وقالوا )) الضمير يعود إلى من ؟
يعود إلى اليهود المذكورين في سياق الآيات المتقدمة
ومن الفوائد:
أن الصيغة المذكورة هنا والصادرة من هؤلاء صيغة قول أو صيغة فعل ؟
صيغة قول
فيكون بذلك هؤلاء اليهود أجرموا في حق الله عز وجل من وجهين :
من جهة الفعل
ومن جهة القول
أما الفعل :
فهو كتابة التحريف بأيديهم كماسبق
وهذه هي جناية فعلية على حق الله
الجناية القولية :
أنهم قالوا هذا القول من أن النار لا تمسهم إلا أياما معدودة
وهذا إن دل :
يدل على أن ابن آدم متى ما كان بعيدا عن شرع الله فإنك حينها لا تسأل عن عظم وكثرة أخطائه القولية والفعلية
ولذا :
مر بكثير من الناس حالة زمن لم يكن فيها مستقيما فهداه الله
فلما هداه الله إذا تذكر تلك المواقف التي مرت به في زمن ضلالته قال : سبحان الله أين عقلي ؟!
ولذا :
خطاب الله إنما هو لأصحاب العقول
ومن الفوائد :
أنه قال جل وعلا عن هؤلاء : ((لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً ))
إذاً :
اليهود يقرون بأن هناك نارا ولكن هذا الإقرار لا ينفع
وهذا إن دل يدل على أن الإيمان بوجود الشيء لا يكون إيمانا مثمرا ومفيدا إ‘لا بالفعل
ولذلك :
هم يقرون أن هناك نارا لكنهم لم يستعدوا لهذه النار
ومن الفوائد :
أنه قال جل وعلا عن هؤلاء : (( لن تمسنا )) دل على أن النار تمس وأن بها إحراقا وأن بها عذابا
واليهود هنا هي إحدى الطوائف التي ضلت في باب فناء النار :
النار هل تفنى يوم القيامة أو أنها تبقى أبد الآباد ولا ينقطع عذابها ؟
اليهود طائفة تقول : نحن سنبقى في النار أياما معدودة ثم نخرج
هناك من الطوائف :
مع أنهم عقلانيون عندهم عقل لكن العقل إذا لم يكن تابعا للشرع وإلا فالوبال عليه
والله إن العقل السليم لا يخالف الشرع
ولذلك :
أهل النار إذا دخلوا النار كما في سورة الملك :
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ ــ يعني الدليل الشرعي ــ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }الملك10
لو كانت لنا عقول أليست لهم عقول ؟
بلى لهم عقول لكن هذه العقول لم تربط بشرع الله
أحينا بعض الناس مفكر ويأتي ببعض الأفكار التي تخالف الشرع مخالفة صريحة
لم ؟
لأنه أبعد عقله عن الشرع
ولا يمكن أن تكون عاقلا تمام العقل إلا بالشرع
فهذه الطائفة أتت فقالت :
إن أهل النار إذا مضت مدة من الزمن تكيفوا بها يعني : كانت منهم وصاروا منها
يتكيفون بها كما أن الإنسان يعتاد على الشيء هم يعتادون بالنار فكأنه لا يصيبهم شيء
وهذه الآية ترد عليهم : (( لن تمسنا النار ))
((ولهم عذاب أليم ))
((وذوقوا عذاب الحريق )) المحرق
وجاءت طائفة أخرى أضل وأضل :
قالوا : إنهم لا يتعذبون فيها وإنما يتلذذون بها
فاحمد الله على نعمة الإسلام
وهل تفنى النار ؟
جمهور السلف :
على أنها لا تفنى وأنها تبقى أبد الآباد وذكر النار يدل على أنها نار واحدة
خلافا لمن قال : إن هناك نارين نار للعصاة ونار للكافرين
النار واحدة
ولذلك :
جاء في الصحيح :
(إذا أدخل الله النار ممن لديه ذنوب من هذه الآمة فإن هؤلاء يتعذبون إن لم يرحمهم الله )
لأن هناك طائفة من أهل الذنوب يرحمهم الله عز وجل
وبعضهم يدخله النار بقدر ذنبه
فإنهم إذا عُذبوا قدر ذنوبهم يحترقون فيميتهم الله إماتة كما جاء في الحديث ولا يبقى منهم إلا أثر السجود فأثر السجود ما تأكله النار
فيشفع المؤمنون لهؤلاء العصاة عند الله فيخرجون من النار ضبائر ضبائر
يعني جماعات فيلقون في نهر في الجنة فيحيهم الله عز وجل
وهؤلاء هم الجهنميون
الجهنميون
تصبح علامة لهم لكن سبحان الله أنا قرأت وذكر ذلك ابن حجر في الفتح أن هؤلاء يطلبون من الله أن يعفيهم من هذا الوصف فيعفيهم الله في الجنة
فالشاهد من هذا :
أن هناك نارا واحدة للجميع
أيضا هذه النار تبقى
جاءت بعض الآثار عن بعض السلف :
أنها تبقى مدة من الزمن ثم تفنى
وهذه الآثار حكم عليها الألباني من أنها ضعيفة كلها
وعلى كل حال :
الآيات الشرعية واضحة في بقاء النار في ثلاثة مواطن
هناك ثلاث آيات جاءت في القرآن تبين أن أهل النار يخلدون فيها أقصد الكفار يخلدون فيها أبد الآباد
الآية الأولى في سورة النساء
الآية الثانية في سورة الأحزاب
الآية الثالثة في سورة الجن
في أواخر سورة النساء :
((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً{168} إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً{169} ))
أتت الأبدية هنا
الآية الثانية في آخر سورة الأحزاب :
((إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً{64} خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً{65} )9
الآية الثالثة في أواخر سورة الجن :
((وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً{23} ))
سبحان الله كلها في أواخر السور !
ومن الفوائد :
أن من أحب أن يقول سهل عليه أن يقول
القول كل يقوله فالادعاءات لا تنفع ولا تجدي أصحابها
ولذلك:
هنا لفتة وهذه كثرت في هذا الزمن وعند الشباب المستقيم ويتداولها بعضهم الواحد تلو الآخر دون التعمق فيما ينشرون
يعني :
العَلاَّمات في هذا الزمن كثروا
الشيخ العلاَّمة فلان
الشيخ العلَّامة فلان
الشيخ العلَّامة فلان
كل من أحب شيخا ذكر اسمه وذكر عنه علَّامة
سبحان الله :
لم أسمع كلمة العلَّامة في زمن الشيخين ابن باز وابن عثيمين
ولم يوصفا بها إلا وعمر الشيخ ابن عثيمين في السبعين وعمر الشيخ ابن باز في الثمانين
لم نكن نسمع بها
لكن الآن تطلق على أي شخص
من أحب شخصا قال : العلامة فلان
سبحان الله
كيف يكون علامة حتى لو كان الوصف به
ولذلك:
لنرفق بهؤلاء من يوصف بهذا الوصف يرفق به
ولذلك:
الشيخ ابن عثيمين لما قدم له مقدم وهو في سن السبعين قال معنا العلَّامة محمد بن صالح العثيمين قال :قف وما أدراك أني علامة
وتجزم بهذا الجزم
النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :
لما مدح رجل رجلا عنده مدحا فقط مدح ليس مبالغة في المدح لأن كلمة علَّامة صيغة مبالغة في اللغة يعني بلغ العلامة العليا من العلم
النبي عليه الصلاة والسلام لما مدح رجل رجلا عنده بمدح عادي قال :
((ويحك قطعت عنق صاحبك إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة فليقل أحسب فلانا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك فيه ))
انتبه:
إن كان يعلم ذلك فيه
فليجزم ؟ لا
فما ظنكم ببعض الناس لما تأت رسالة العلامة فلان وبعض الناس ليس عنده من العلم
لما يروج لفلان بأنه علامة إذا به ينشر العلامة لان
قال العلامة فلان
الآن لا أحصي كثرة العلَّامات
وهذا فيه جناية في الحقيقة وإن رضي من يوصف بهذا الوصف فإنه خُدِع
ولذلك:
قال بعض السلف
رب مغرور بكلام الناس وهو مفتون
لا يدري فالناس لا يعلمون حاله
ولذلك::
ابن القيم قال : ” من أساء الظن بنفسه فهو العالم ومن أحسن الظن بنفسه فهو أجهل الناس بحاله “
إذا أحسنت الظن بنفسك فأنت أجهل الناس بحالك كما قال رحمه الله
وإذا وصل بالإنسان إلى أن يوصف بهذا الوصف إذاً : لن نميز فيما يستقبل
والناس لا ترتاح قلوبهم إلا إذا وصفوا بهذه لأوصاف
ودخلت هذه الأوصاف حتى على أهل الخير
والحي لا تؤمن عليه الفتنة
والله إني أدركت أناسا في أزمة الخليج كان لا يلقى للشيخ ابن باز وابن عثيمين أي قدر عند بعض الشباب وسمعت هذا بأذني
قال أحدهم لما سمح الشيخ ابن باز والهيئة هيئة كبار العلماء بدخول القوات الأجنبية لتخليص الكويت من غزو صدام حسين قالوا : هذا رجل مداهن
وقالوا إن الشيخ ابن عثيمين : هذا عالم دنيا
والآن نسمع عن الشيخ صالح الفوزان هو عالم دولة
والله لو كان عالم دولة ويتبع ما تقوله الدولة لما قالت الدولة الإجازة يوم السبت قال : هذا يخالف الشرع
لو كان عالم دولة أيعارض ؟
لا يمكن أبدا
لكن:
القلوب فيها هوى
وقد أدركت أشخاصا وبعضهم وصف يا إخوان بعضهم وصف بأنه ابن تيمية ذلك العصر وبعضهم قال : علامة
والآن نسأل الله الثبات والله تغيرت أحوالهم
وكنت اسمع قديما ما يقال فيه من الأوصاف والآن لما ترى حالهم يمكن لا يذكر الدليل الشرعي إلا على استحياء أصبح من المفكرين وأصبح من هؤلاء المثقفين
فالحي لا تؤمن عليه الفتنة
ونحن نضر بهؤلاء
فلا نضر بطلاب العلم ولا بالدعاة
والله لو رأى الإنسان من نفسه أنه على تلك الدرجة من العلم فهو من الجهال
ولذلك يقولون :
عَلَامات
في اللغة العربية علامات يقولون : جملة جميلة
يقولون : علامات فلما علا مات
فلما علا فعل ماضي مات مات هذا الذي علا
إذاً :
الإنسان ليس بشيء
ولذلك :
الإمام أحمد نحن نرى الآن أناسا يتصدرون في الفتيا يتصدرون في كل خبر يحدث وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار أين هؤلاء من مراجعة العلم
أين هؤلاء من تحصيل العلم ؟
وهم صغار
إذا كان الإمام أحمد رحمه الله لما رئي في أواخر حياته ومعه المحبرة محبرة يكتب بها
قالوا : يا إمام إلى متى ؟
قال : من المحبرة إلى المقبرة
فارفق بنسفك ولا تلتفت إلى ما يقال فيك
والله لو قيل علامة
أو قيل ابن تيمية هذا العصر
أو أنه العالم النحرير
أو أنه فلان
هذه أوصاف والله لا تقدم ولا تؤخر
ولذلك:
النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند مسلم : (( من بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه ))
أما أن نجعل هذا الوصف لكل من هب ودب
حتى كلمة شيخ استهين بها يا إخوان
أنا لا أحقر أحدا
لا
حتى تقال لأي شخص عادي حتى تقال للأعجميين
يا شيخ أعطني كذا
يا شيخ بالله أعطني كذا
والمقصود من هذا أنه لابد أن يميز بين العالم وغيره وبين العلامة الذي بلغ في العلم منتهاه ومن ليس كذلك
لأن العلماء الكبار لا يوصفون بأنهم علامة وغيرهم الآن يوصفون بأنهم علامة
سبحان الله !
هنا لما يختلط الحابل بالنابل
هذا الصغير وهذا الصغير الذين في أعمارهم يعني : أمامي بعد سنوات وعشر سنوات
يجنى عليه
لم ؟
لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيحين :
(( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا يقبضه من صدور الناس ولكن يقبض العلم من صدور الرجال حتى إذا لم يبق عالما ))
وفي رواية عند البخاري :
(( حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رءوسا جهالا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ))
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيح :
انظروا علماء سابقين ذكروا ما أرشدهم الله مما قرءوه في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام :
قال : ((ينقص العلم ويظهر الجهل ))
قال : (( من أشراط الساعة أن ينقص العلم ويظهر الجهل ))
يعني : ما فيه علماء ؟
قال ابن حجر :
فيه علماء ربانيون
ولكنهم مغمورون لا يأبه الناس لهم وطبق هذا على واقعك
لا يؤبه لهم
لم ؟
لأنه وللأسف نحن الذين سوقنا لهذه الأوصاف
ولذلك:
الادعاءات لا تنفع
ثم ماذا ؟.
لو أنه أثني عليك
سبحان الله !
الثناء والله إذا لم يكن الثناء من شرع الله فإنه سرعان ما يزول
أضرب لكم أمثلة في الواقع :
ألم يمر بنا ملوك وأمراء ووزراء وأثني عليهم بقصائد رنانة والآن هناك قنوات فيها من الثناء العظيم
طيب أثني عليك بقي هذا الثناء
كم يبقى تأثيره
على نفس الممدوح وعلى ما علق في أذهان الآخرين كم مدة ؟
ساعة ولا يوم ولا يومين شهر قل سنة قل شعر سنوات
ثناء مثل الكلام يطير في الهواء لا ينفع الذي يبقى هو ثناء الشرع
ولا يمكن أن تحصل على ثناء الشرع :
((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))
إلا بتطبيق الشرع والسير على منهج الشرع
فانتبهوا يا إخوان الآن كل من هب ودب قال أنا عالم
ولذلك هذه لا تنفع
ولو كانت تنفع لنفعت اليوم
أليس اليهود علماء ؟
بلى وعلماء يعرفون الحق فما ظنكم ممن ليس بعالم ويزعم أنه عالم أو أنه عالم ولكنه يوصف بأنه أعلى من درجة العالم
أنا أخشى بكرة غدا أو بعده أن يقال الإمام العالم الحافظ الحبر فلان
وهذا والله فيه جناية على الآخرين وجناية على الحامد وجناية على المحمود والنبي عليه الصلاة والسلام والله إذا وصف إنسان بهذه الأوصاف ولم يرد هذا الواصف فإن في إيمانه خللا
النبي عليه الصلاة والسلام قال كما عند مسلم قال : (( إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ))
الشيخ ابن عثيمين أنا سمعت له مقطع قال أحد هم يا شيخ أنا عندي قصيدة اسمح لي ألقيها
قال ألقها
فألقاها
وكانت هذه القصيدة مدحا في الشيخ
فقال بيتا من الشعر قال الشيخ : أنا لا أرضى بهذا البيت لا أرضى أن أمدح بهذا البيت احذف هذا البيت أو غيره
قال : أبشر
فمشى وإذا بها من الثناء
قال الشيخ : أنا لا أرضى بهذه اجلس
ثم قال بعبارة مختصرة :
قال : الدين لا يقوم لا بابن عثيمين ولا بغيره يعني لو مات
لأنه من بين القصائد أن الدين قائم ومادام ابن عثيمين قائم وموجود
قال : لا
مات النبي عليه الصلاة والسلام والدين قائم
فانتبهوا يا إخوان
أما أن نفتح قلوبنا للمدح
بل بعض الناس إذا لم يوصف بأنه شيخ ربما يغضب وإن لم يظهر هذا ربما يقع في قلبه
ثم ماذا ؟
ولذلك في قصة أدبية قرأتها في الأدب في العقد الفريد لابن عبد ربه:
أن أحد الأعراب أتى إلى أحد الخلفاء أظنه مروان
قال: يا مروان
قال : أتناديني باسمي
قال : سبحان الله أينادي الله أنبياءه بأسمائهم ولا أناديك باسمك
من أنت ؟
أنت ضعيف بشر لست بشيء ولا تفترق عن الآخرين
بل ربما والله أن بعض عوام الناس أفضل عند الله من كثير من طلاب العلم
من عبادته
من زهده
من إخلاصه
فلا تغتر