تفسير سورة البقرة الدرس ( 91 ) [ وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل .. الآية ( 83 ) الجزء السادس

تفسير سورة البقرة الدرس ( 91 ) [ وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل .. الآية ( 83 ) الجزء السادس

مشاهدات: 503

تفسير سورة البقرة الدرس (91 )

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ {83}

الآية {  83  ) الجزء السادس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى :

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ {83}  }

من الفوائد :

أننا ذكرنا فيما مضى أن بر الوالدين وأن صلة الأرحام هي في شريعة من قبلنا بدلالة هذه الآية ولأدلة أخرى منها { وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ } عيسى عليه السلام قال { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } فهذا يدل على أن بعض الأحكام الفرعية تتفق فيها الملل مع ملة الإسلام يتفق عليه هي الأصول التوحيد ما من نبي يأتي إلا ويدعو إلى التوحيد

قال تعالى { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا }

يعني من حيث المنهج من حيث الشرائع الفرعية كل ملة لها أحكامها لكن من حيث الأصول والتوحيد فجميع الأنبياء { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } بينما الشرائع الأخرى فإنها مختلفة قد تتفق مع بعضها ؟ نعم

كما هنا

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــ

أن الله أمر اليهود بأن يحسنوا إلى اليتامى فدل هذا أيضا على أن الإحسان إلى اليتامى موجود في الشرائع السابقة

أين الدليل هنا ؟

أهناك دليل آخر يدل على أن الإحسان إلى اليتيم مطلوب شرعا في الأمم السابقة أو محثوث عليه في الأمم السابقة ؟

موجود

أين ؟

مريم لما ولدتها أمها وكان أبوها عمران قد مات اختصم فيها أصدقاء عمران لأنه كان شريفا فيهم كل يريد أن يظفر بكفالتها لأنها يتيمة ليس لها أب فاقترعوا قرعة كل منهم يريد أن يظفر بهذا الأجر فاستهموا على ذلك كما وضح الله ذلك في سورة آل عمران

فكان النصيب لمن ؟

لزكريا { وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا }

واليتيم تعريفه : من مات أبوه قبل أن يبلغ

لو ماتت أمه وأبوه موجود لا يسمى يتيما ، لا يسمى يتيما على المشهور في اللغة بل على الأكثر

قيل إن من ماتت أمه من الآدمين يطلق  عليه أنه يتيم لكن الصواب والمعمول به أن اليتيم في الآدميين من مات أبوه بينما اليتيم في البهائم من ماتت أمه

يعني :

ناقة ولدت مولودها فماتت وأبوه موجود البعير موجود هذا المولود منها يسمى يتيما

فاليتم في الآدميين من مات أبوه بينما اليتم في البهائم من ماتت أمه

واليتيم : في الآدميين من مات أبوه قبل أن يبلغ ، من بلغ فلا يتم

بعض الناس عمره خمسون سنة وإذا أراد أن يسترقق شخصا قال والله إني يتيم ، بالفعل مات أبوه قال إني يتيم لا ليس بيتيم

إذا بلغ فليس بتيمم

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود ( لا يتم بعد احتلام )

بعد البلوغ ليس هناك يتم

ولذلك أمر الله أولياء اليتامى إذا قارب هؤلاء اليتامى البلوغ فليمتحنوهم

إذا كانت لديهم أموال لهؤلاء  اليتامى أن يمتحنوهم لينظروا هل هم رشيدون في الصرف في هذا المال  أم لا ؟

فإن كان رشيدا وبلغ يعني يحسن التصرف فإنه يعطى حقه { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا } يعني حسن تصرف في المال

{ فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ } أهم شيء أن يكون حسن التصرف في المال قد يكون فاجرا وهو يتيم وله أموال قد يكون فاجرا في دينه لكنه في المال ما أروع منه يعطى

يعطى لأنه رشيد

الرشد في كل موقع بحسبه

وهؤلاء اليتامى

يعني ما أتى الشرع يعني لو نظرتم إلى الآيات في كتاب الله وجدتم أنه إذا ذكر حقوق أصناف ذكر الأيتام

لأن مثل هذا اليتيم يحتاج إلى رعاية إلى شفقة لأنه فقد من يتولى أمره ولذلك جل وعلا هدد قال { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا }

وقال النبي  صلى الله عليه وسلم كما عند النسائي ( إني أحرج  ) يعني أوقع الحرج والإثم

( إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم )

المرأة ضعيفة واليتيم ضعيف

قال إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم

سبحان الله !

يعني لطف الله على اليتامى عظيم

كيف ؟

على أي وجه قيل إن اليتيم في الآدميين بفقد الأم أو بفقد الأب فإن هذا اليتيم بنوعيه على ما قيل هنا على قول الأكثر من أنه من مات أبوه أو على قول القلة القليلة أنه من ماتت أمه على كلا القولين لهم أسوة

من ؟

محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، مات أبوه قبل أن يرى الدنيا ، وماتت أمه

إذاً هذا بمثابة البلسم لهؤلاء اليتامى

ولذلك لا يضعف أي يتيم لا يضعف أي يتيم أما ما يواجهه من الحياة

لو فقد من يكون معه ويكون معه إلا أن هناك أسوة له وهو النبي صلى الله عليه وسلم

ولذلك لما ذكر عز وجل مننه على النبي  صلى الله عليه وسلم { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى } في آخر السورة { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } أعظم من يقهر هو اليتيم قهر الرجال موجود  ، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من قهر الرجال من أن يقهرك رجل سواء كان قهرا بحق أو من غير حق فكيف إذا قهر من هو ضعيف

ولذلك قال عز وجل { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ }

ولذا وصية منه صلى الله عليه وسلم وإرشاد لمن عنده يتيم فهي فرصة سانحة له أن يحسن معاملته دينا ودنيا أن يقوم على شؤونه دينا ودنيا

بعض الناس يظن أن القيام على اليتيم في إغلاق المال عليه ، لا

وإنما القيام عليه فيما يخص شؤونه الدينية والدنيوية  ، فهي فرصة ولو كان قريبا لك

بعض الناس يمكن أنه يكون له ولد فمات هذا الولد وله أبناء هؤلاء يتامى

الجد يكون كفيلا لهم

إنسان مثلا مات أخوه وله أبناء فليحرص على كفالتهم قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين )

قال ( أنا وكافل اليتيم له أو لغيره )

لغيره هو البعيد أن تكفل يتيما بعيدا عنك لا تعرفه

وأما اليتيم الذي لك ابن أخيك وابن عمك ولد ولدك  فيما لو مات ابنك فاحرص على ذلك حتى تنال هذه المنقبة منه

وكما أسلفت اليتامى لهم أحكاما وحقوق ولذلك أعظم ما يقوم به الولي على الأيتام كما قال شيخ الإسلام أن يدخل السرور على قلوبهم

قال : السرور على قلب اليتامى من أعظم ما يكون

ولذلك لو أن اليتيم وهو صغير رغب في هدايا أو لعبة أيشترى له من ماله من مال اليتيم

نعم يشترى له

يعني كل ما يدخل السرور على قلبه من غير ما يكون إسراف وتبذير فافعله

بل لو أنه على فرض المثال لو أنه في زمن ما أو في بلد ما جرت العادة أن الصغار يضحون ضحايا والضحية مثلا بألفين وأراد هذا اليتيم بناء على ما جرت عادة الناس من أن يضحي وعنده مال أيعطيه الولي من هذا المال ليشتري أضحية ؟

نعم

فانتبهوا لخطورة هذا الأمر

يعني اليتيم سبحان الله اليتيم هذا مفترق بين طريقين

إما أن ترفع وتكون مع النبي صلى الله عليه وسلم وإما أن تنزل وتهبط من إما العلو وإما السفل وهو أمر يسير

ولذلك بعض الناس لا يأبه لهذا الأمر قد يكون عنده أيتام من أبناء أخيه أو أبناء أبنائه ويغفل عن هذا الأمر

لا تغفل هذا أمر تؤجر عليه حينما تطعمه حينما تكسوه حينما تقوم على شؤونه حينما تأمره بالصلاة تأمره بالخير

تؤجر

تصور لو أنك دفعت إليه من مالك الخاص نور على نور خير على خير

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــــــ

أن الله أمر بالإحسان إلى الفقراء والمساكين وهذا في الأمم السابقة

إذًا الإحسان إلى الفقراء وإلى المساكين أمر مندوب إليه ليس في هذه الشريعة فحسب بل حتى في الأمم السابقة

من هو المسكين ؟

هو الفقير الفقير هو المسكين

قاعدة :

إذا أتتك كلمة المسكين في نص من النصوص الشرعية وحدها فاعلم بأن الفقير يدخل لأن الفقير هو المسكين

إذا أتتك كلمة الفقير في نص شرعي من قرآن أو سنة فإن المسكين يدخل فيها

لكن لو اجتمعا أتت كلمتان في آية فيها الفقر وفيها المسكنة

هنا يختلف الحال

كقوله تعالى { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ } الفقراء هنا من هم ؟

هل هم المساكين ؟

لا

المساكين هنا من هم الفقراء ؟

لا

لو أتت كلمة المسكين كما هنا { وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ } المساكين هن من هم  ؟

الفقراء وهم المساكين كلاهما بمعنى واحد لأنها أتت كلمة واحدة

لكن إذا أتت هاتان الكلمتان الفقر والمسكنة فيختلف المعنى

إذًا إذا اجتمعتا في آية افترقتا من حيث المعنى

وإذا افترقتا فأتت واحدة منهما جمعت الصنف الثاني

{ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ } إذا اجتمعت كلمة الفقر مع المسكنة فاعلم بأن الفقير هو الذي لا يجد شيئا يكفيه أو يجد بعضه ، ولذلك قدمه في الآية { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ } بينما المسكين هو من يملك نصف ما يكفيه أو أكثر لكن الكفاية لم يبلغها

الفقير أقل إما لا يجد شيئا أبدا أو يجد بعض الشيء بينما المسكين يجد النصف أو الأكثر من النصف لكن هل وجد كل ما يريد ؟

لا

إذًا المسكين أهون من الفقير أم الفقير أعظم ؟

الفقير أعظم فقرا

لو قال قائل تعالوا معي آية { أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ } مسكين لفقره أنه هو والتراب سواء التصق بالتراب لفقره فكيف تقول إن الفقير أقل فقرا من المسكين

ماذا قلت ؟ إذا أتت كلمة المسكين وحدها فتشمل الفقير والمسكين

قوله تعالى تقرؤونها في كل جمعة { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ } عندهم سفينة وهم مساكين

نعم

لم ؟

لأنهم يجدون نصف الكفاية أو أكثرها لكن لا يجدون كل الكفاية

انتبه

إذا اجتمعت كلمة الفقير مع المسكين فالفقير أشد فقرا وأما إذا أتت كلمة المسكين وحدها كما هنا فيدخل فيها الفقير وإذا أتت كلمة الفقير وحدها دخل فيها أيضا المسكين

 

ومن الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــ

أن المسكين سمي بهذا الاسم لأن الفقر أسكنه

السكينة ما هي ؟ الخشوع والخضوع

فالفقر أسكنه ليس كالغني الغني تجد أنه مترفع متعال في الجملة لأن له ظهور وبروز ولو كان ظهورا بحق ظاهر يعرف بين الناس

ما شاء الله غني

بينما الفقير أنزله وأسكنه الفقر

ولكن لتعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من الفقر واستعاذ بالله من شر الغنى

يعني من أحسن ؟

الوسط الكفاف

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم  ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا )

وفي راوية ( كفافا )

هذا أحسن ما يكون

لكن أتى حديث المسكنة فيها خير

بعض الناس ربما أنه يكون فقيرا ويتمنى أن يكون له مثل فلان الغني يمكن أن يكون خيرا له يمكن يكون هذا أصلح له ليس في دينك بحسب بل حتى في دنياك

بعض الناس قد يكين فقيرا فيغنيه الله فإذا به يشقى بهذا المال

يمكن يكون من أحسن الناس أكلا يأكل أي أكلة من أي نوعية من أنواع الأكل ولا يتأثر بدنه بها لكن لما أتت هذه الأموال وشقي بها وتعب معها إذا به لا يتناسب معه أي طعام

فاحمد الله على قدره جل وعلا لك

وإني لأعرف أغنياء أثرياء أعرفهم معرفة تامة والله إن بعض الفقراء والله وأنا أحلف بالله من خلال المعاشرة مع هؤلاء ومع هؤلاء والله إن بعض  الفقراء أو بعض من هو في كفاف والله إنه أحسن حالة منه ليس في الدين فقط ، لا ، والله أحسن حالا منه في أكله وفي شربه وفي ملبسه وفي سعادته

حتى أدركت أحدهم وكنا عند بعض الأشخاص وقدم لنا فاكهة ، الرجل هذا يملك ما يزيد فيما أظن عن مائة مليون كأنه يرى الفاكهة أول حياته يأكل فيها بمبالغة

إذاً احمد الله  ، ما قدره الله لك فهو خير

ولذلك المسكنة فيها تواضع { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7)  }

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } لم ؟

{ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ }

{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ } لكن المسكنة فيها تواضع

ولذلك من دعائه عليه الصلاة والسلام ( اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين )

ما معنى المسكنة ؟ التواضع

يعني كناية عن التواضع

يعني احشرني يعني اجعلني أو ( أحيني مسكينا ) مسكينا يعني متواضعا

( وأمتني مسكينا ) يعني متواضعا ( واحشرني في زمرة المساكين ) يعني من المتواضيعن، وليس معنى ذلك أنه يدعو عليه الصلاة والسلام بأن يكون مسكينا من حيث المال ، لا

هو تعوذ بالله من الفقر وقال ( اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا ــ وقوتا )

فإذا كنت في كفاف فهي من أعظم النعم

القناعة كنز لا يفنى

أسأل الله لي ولكم الغنى في القلوب وفي المال الذي نستعين به على طاعته عز وجل

اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلك عمن سواك